العراق يفقد شاعراً وناقداً في يوم واحد
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
نعى الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق اليوم الخميس، عبر بيانين متلاحقين رحيل الشاعر الشيخ جعفر الشرقي والناقد عدنان أبو أندلس
وذكر الاتحاد في نعيه: "ينعى الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق الشاعر جعفر الشرقي الذي فارق الحياة، في محافظة النجف بعد معاناة مع المرض"
وقال في النعي الثاني: "ينعى الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق الناقد عدنان أبو أندلس، الذي فارق الحياة، في كركوك، بعد معاناة مع المرض".
وعبر الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العراقيين الشاعر والناقد علي الفواز، عن حزنه على رحيل صديقه الناقد عدنان أبو أندلس، في منشور على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" حيث نعى الفقيد قائلاً:"أن تموت مبكراً، فأنت تترك سنوات عاطلة، وأن تركب القطار سريعاً، فأنت تترك كثيراً من المحطات، هكذا كان موتك مبكراً وسريعاً".
وأضاف: "ثمة أحلام لم تركض خلفها، ومشاريع لم تنجز بعد، وأفكار لم تزل غافية على الطاولة، آه يا صديقي، لقد تركت بحثك لمهرجان المربد عند الانتظار، كنت تحلم بالسفر جنوباً، لذا سيبكيك الجنوب كثيراً".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة العراق
إقرأ أيضاً:
الشاعر أحمد خضر لـ24: أخذت من بيئتي الفلسطينية الحب والتواضع وكبرياء الجبال
يقول الشاعر أحمد خضر: "ما زالت الأرض الخضراء قادرة على العطاء، ما زالت تعطي شجراً يعاند الريح ولا ينكسر، وينمو رغم سيف السياف الحاد، ورغم الظلام الحالك، يكبر الشجر ويقاوم ويعانق الريح، والعراء والموت والفناء، فالجذور الفلسطينية راسخة ضاربة في الأعماق، منذ اول التاريخ، وما زالت الأوراق خضراء، تنبض بالمستحيل وتحلم بالعودة والحرية والخلاص".
أحمد خضر شاعر وكاتب وإعلامي منزوع من شجر بلاده أمضى في الكويت مدة 8 سنوات، ما بين عامي 1982 إلى 1990، وهناك عمل في الصحافة الكويتية، بمجلة اليقظة وجريدة السياسة، ثم قدم إلى الإمارات في منتصف عام 1993، وما زال إلى الان يعيش في هذه الارض الطيبة، حيث استمرّ في تجربته الصحفية والثقافية والشعرية في الصحف الإماراتية والخليجية والعربية.أثمرت تجربته الكويتية عن ديوان شعر بعنوان "فرح السجن وأحزان الصحراء" وقف فيه موقف المتحدي الغاضب، ضد كل أشكال القمع والاضطهاد والاحتلال، والحنين الطبيعي إلى أشجار البرتقال والزيتون، والعلاقات الإنسانية، ينبض ديوانه هذا بحب الوطن، والإصرار على العودة اليه، ومقاومة كل أشكال الإحباط واليأس.
وفي الإمارات صدر له 3 دواوين شعرية هي: "الزيتون لا يموت" و "عطر وقمر" و "خواتم الفيروز"، وتميزت هذه المجموعات الشعرية، بالتحليق في سماوات صافية، وفي عالم نقي طاهر من الحب والجمال، بعد ان رقت الحياة وتفتحت زهور جميلة في حياته، أبعدته قليلاً عن الصولات والجولات في بحر الوطنية الهادر، وصار يكتمل لديه الوعي الفكري، بأهمية وقيمة الحياة، ولأن الشعر الفلسطيني عموما تجاوز ما يسمى أدب المقاومة، إلى شعر أكثر ميلاً للإبداع والمنطلقات الذاتية والفلسفية الحياتية العميقة.
التجربة الصحفية التي بدأت في الكويت وتواصلت في الإمارات تضمنت المئات من المقالات الأدبية والسياسية والثقافية والاجتماعية وكذلك المقابلات مع العديد من الأعلام وكبار الشعراء والأدباء والسياسيين العرب.
أحمد خضر من قرية الساوية في فلسطين إلى الجنوب من نابلس باتجاه رام الله، وهو يحمل شهادة البكالوريوس في اللغة العربية من الجامعة الأردنية.
حاوره موقع 24 وتاليا نص الحوار:
-بما أنك شاعر مخضرم عايشت أجيالا متعددة وتحولات في نمط كتابة الشعر، كيف أثر ذلك على طريقتك في كتابة القصيدة؟
كما تعلمين فقد فرض الشعر الحديث نفسه على الساحة الشعرية، وبدأت تتطور أشكاله منفلتاً من دائرة الشعر العمودي، ورغم دراستنا للتراث الشعري العمودي، في المدرسة والجامعة الذي شكل مادة شعرية خصبة، إلا أن القصيدة الحديثة الموزونة أي شعر التفعيلة هو الشكل الذي ولدت فيه قصائدي الشعرية الأولى، التي تضمنها الديوان الأول "فرح السجن وأحزان الصحراء" وهذا لا يعني أنني أرفض الشكل القديم، ولو أنني لم أركز عليه كثيراً، لكنني أعتبر الأشكال الجديدة هي الامتداد الطبيعي له، والتي تتجاوب مع إيقاعات العصر، ومن الممكن جداً للشاعر أن يمارس فعل الكتابة الإبداعية في بناء القصيدة الشعرية بشكلها القديم والحديث، مثلما كانت الموشحات والأزجال في الأندلس، دون أن يكون ظهور لون على حساب لون آخر، لكن فيما يخصني ملت أكثر لقصيدة التفعيلة واستخدمتها استخداماً سليماً موزوناً في نطاق الالتزام بقواعد العروض.
تمحورت أشعار الديوان الاول "فرح السجن وأحزان الصحراء" حول الوطن بكل عناصره ومكوناته وحتى القصائد الغزلية القليلة فيه فإنها ذات بعد وطني حيث تمتزج الحبيبة الصغرى بالحبيبة الكبرى، في إطار مليء بالتضحية والوفاء، ومن الطبيعي أن تكون الأرض هي نقطة الارتكاز ومحور الحركة في تلك الأشعار، ولم يكن الوطن هو الارض والشجر والبحر والزيتون والأطلال وحسب، بل هو الحنان والدفء والطعم والغناء والبسمة المشرقة، كتبت بعض القصائد النثرية أو النص المفتوح، لكن معظم ما كتبت هو شعر التفعيلة المتحركة بين أبيات القصيدة.
_ كيف تجد الفرق بين قصائد ديوانك الأول "فرح السجن وأحزان الصحراء" وأحدث ما صدر لك ديوان "خواتم الفيروز"؟
الفرق بين "فرح السجن وأحزان الصحراء" وهو الديوان الأول الذي صدر العام 84 من القرن الماضي وبين خواتم الفيروز الصادر العام 2003 هو الخروج كليا من مرحلة ما يسمى أدب المقاومة، كشرعية مطلقة للنضال وإعطاء الذات للجماعة، وسكب المجهود والفكر في القضية الوطنية، إلى المشهد الإبداعي، وطرح السؤال الذاتي، السؤال الوجودي الإنساني، لقد تم الانتقال من القصيدة المنبرية الجماهيرية الخطابية البطولية، إلى القصيدة الإبداعية ذات البعد الإنساني التي تلامس الإنسان في داخلي بكل ما فيه من مشاعر وجدانية وشغف بالحياة وحب للمرأة والجمال، لقد دخلت إلى ذاتي ووجدتها جميلة وليست حادة وحارقة.
_ أثناء مسيرتك الصحفية أنجزت مقابلات مع العديد من الأعلام وكبار الشعراء والأدباء، ما هي المقابلة التي ظلت راسخة بذاكرتك وكانت متميزة جدا؟ وما سر تميزها؟
مسيرتي الصحفية كانت متشعبة وفي مختلف الحقول فمنذ البدء كنت أكتب المقال الثقافي والمقال السياسي في نفس العدد سواء في الكويت أو في الصحف الإماراتية، وأقصد البيان والاتحاد، كما أن الشخصيات التي حظيت بمقابلتها وإجراء حوارات معها، فهي كثيرة جدا ومهمة، على سبيل المثال الشاعر الكبير نزار قباني، وبلند الحيدري، وعبدالوهاب البياتي، وكثيرون جدا من كبار المفكرين والمثقفين والسياسيين العرب.
أحببت نزار قباني وبلند الحيدري وسميح القاسم ومحمود درويش وممدوح عدوان، ومن السياسيين أجريت العديد من المقابلات، لكنني أحببت رئيس المجلس الوطني الفلسطيني السابق سليم الزعنون، نظراً لما لمسته فيه من طيبة وكرم خلق، وتعامل معي بمحبة أبوية وثقة كبيرة وقد نشرت المقابلة في البيان على صفحتين.
_أحمد خضر ابن قرية الساوية الفلسطينية، كيف أثرت تلك البيئة على نتاجك الشعري؟
ولدتني أمي بين أشجار الزيتون، في جبال الضفة الغربية الشامخة، ولفتني في طرف عباءتها، وكنت استنشق عبير الأزهار، وتفتحت عيناي على شروق الشمس، كانت أمي جميلة شكلاً ومضموناً، وصوتها شجي بالأغاني القروية والتراويد، أما أبي فكان تاجر أقمشة بمدينة نابلس، في هذه الأسرة ولدت وارتفع صوتي بالغناء للحب والجمال، كانت الحياة في بيتنا ميسورة منذ الطفولة، أخذت من هذه البيئة الحب والحنان والوعي بالذات والتواضع وكبرياء الجبال.