عثرات تواجه التحالف الأمريكي لمواجهة الحوثيين في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
يواجه التحالف الذي أعلنت عنه الولايات المتحدة، للتصدي للحوثيين في البحر، الأحمر، بعد استهدافهم للسفن المتجهة للاحتلال حصرا، وفقا بياناتهم لحين توقف العدوان على غزة، تعثرا.
وأصدرت دولتان من حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا، وهما إيطاليا وإسبانيا، بيانات تشير فيما يبدو إلى أنهما تعرضان عن المشاركة في القوة العسكرية البحرية، وذلك على الرغم من الإعلان عن أنهما من المساهمين في عملية "حارس الازدهار".
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" إن قوة المهام هي تحالف دفاعي يضم أكثر من 20 دولة وتهدف إلى ضمان حرية حركة التجارة التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات عبر ممر ملاحي حيوي في البحر الأحمر قبالة اليمن.
لكن ما يقرب من نصف تلك الدول لم تقدم حتى الآن على الإقرار بمساهماتها ولم تسمح أيضا للولايات المتحدة بالقيام بذلك. وتتراوح هذه المساهمات بين إرسال سفن بحرية والمشاركة بضباط بحسب رويترز.
وبقدر ما يعكس امتناع بعض حلفاء الولايات المتحدة عن الانضمام إلى قوة المهام الخلافات الناجمة عن الحرب في قطاع غزة، يدعم الرئيس الأمريكي جو بايدن الاحتلال بقوة حتى مع تزايد الانتقادات الدولية للعدوان على غزة والذي خلف حتى الآن أكثر من 21 ألف شهيد وعشرات آلاف المصابين، فضلا عن آلاف المفقودين والأسرى.
وقال ديفيد هيرنانديز، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة كمبلوتنسي بمدريد "الحكومات الأوروبية تشعر بقلق بالغ من أن ينقلب عليها قطاع من ناخبيها المحتملين"، مشيرا إلى أن الشعب الأوروبي ينتقد إسرائيل على نحو متزايد ويخشى من التورط في صراع".
وقال شخص مطلع على تفكير إدارة بايدن إن الولايات المتحدة تعتقد أن هجمات الحوثيين المتزايدة تتطلب ردا دوليا منفصلا عن الصراع المحتدم في غزة.
وقالت شركة ميرسك الدنمركية العملاقة للحاويات يوم السبت إنها ستستأنف عمليات الشحن عبر البحر الأحمر وخليج عدن لكن شركة هاباج لويد الألمانية قالت الأربعاء إنها لا تزال تعتقد أن البحر الأحمر محفوف بالمخاطر وستواصل إرسال السفن للمرور عبر طريق رأس الرجاء الصالح.
وقالت الولايات المتحدة إن 20 دولة انضمت إلى قوة المهام البحرية التي تقودها لكنها لم تذكر بالاسم سوى 12 دولة فقط.
وقال الميجر جنرال الأمريكي باتريك رايدر للصحفيين الأسبوع الماضي "سنسمح للدول الأخرى بالتحدث عن مشاركتها".
وعلى الرغم من أن بريطانيا واليونان ودول أخرى عبرت علنا عن انضمامها للعملية العسكرية الأمريكية، فإن العديد من الدول التي ورد ذكرها في الإعلان الأمريكي سارعت إلى القول إنها لا تشارك في العملية بشكل مباشر.
وقالت وزارة الدفاع الإيطالية إنها سترسل سفينة إلى البحر الأحمر استجابة لطلب ملاك السفن الإيطاليين وليس في إطار العملية الأمريكية. وقالت فرنسا إنها تدعم الجهود المبذولة لتأمين حرية الملاحة في البحر الأحمر لكن سفنها ستبقى تحت القيادة الفرنسية.
وتقول إسبانيا إنها لن تنضم إلى عملية "حارس الازدهار" وتعارض استغلال عملية أتالانتا العسكرية الحالية لمكافحة أعمال القرصنة والتابعة للاتحاد الأوروبي لحماية الشحن في البحر الأحمر. لكن رئيس الوزراء بيدرو سانتشيث قال أمس الأربعاء إنه مستعد للنظر في إطلاق مهمة مختلفة للتصدي للمشكلة.
ويساعد الغضب العام تجاه العدوان على غزة في تفسير قدر من معارضة القادة السياسيين، فقد أظهر استطلاع للرأي أجرته شركة يوجوف مؤخرا أن أغلبية كبيرة من مواطني غرب أوروبا خاصة إسبانيا وإيطاليا يعتقدون أنه يتعين على إسرائيل وقف العمليات العسكرية في غزة.
وهناك أيضا خطر أن تتعرض الدول المشاركة لانتقام من جماعة الحوثي. ويقول الشخص المطلع على تفكير الإدارة الأمريكية إن هذا الخطر وليس الخلافات حول غزة هو ما يدفع بعض الدول إلى الابتعاد عن هذه العملية.
ويبدو أن هذا هو نفس موقف الهند التي لن تنضم إلى العملية الأمريكية على الأرجح، وفقا لمسؤول عسكري هندي كبير. وقال مسؤول حكومي هندي إن الحكومة تشعر بالقلق من أن التحالف مع الولايات المتحدة قد يحولها إلى دولة مستهدفة.
في الواقع، تشارك العديد من الدول الأوروبية والخليجية بالفعل في أحد التحالفات العسكرية العديدة التي تقودها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ومن بينها تحالف القوات البحرية المشتركة الذي يضم 39 دولة.
ووفقا لمتحدث باسم عملية أتالانتا التابعة للاتحاد الأوروبي، فإن العملية تتعاون بالفعل مع تحالف القوات البحرية المشتركة في إطار "علاقة متبادلة".
ويعني هذا أن بعض الدول التي لم تنضم رسميا إلى قوة المهام البحرية في البحر الأحمر لا يزال بإمكانها تنسيق الدوريات مع البحرية الأمريكية.
وعلى سبيل المثال، لم تعلن إيطاليا، وهي عضو في عملية أتالانتا، أنها ستنضم إلى عملية "حارس الازدهار"، لكن مصدرا حكوميا إيطاليا قال إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة راض عن المساهمة التي تقدمها روما.
وأضاف المصدر أن قرار إرسال فرقاطة بحرية في إطار العمليات الحالية بمثابة وسيلة لتسريع نشر القوات العسكرية ولم يتطلب القرار موافقة جديدة من البرلمان.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية غزة اليمن الاحتلال امريكا غزة اليمن الاحتلال البحر الاحمر المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة فی البحر الأحمر قوة المهام
إقرأ أيضاً:
بيان لسفيرة الولايات المتحدة: الطرفان المتحاربان يتحملان مسؤولية أعمال العنف والمعاناة التي تشهدها السودان ويفتقران إلى الشرعية لحكم السودان
حدد وزير الخارجية أنتوني بلينكن اليوم قيام عناصر من قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها بارتكاب إبادة جماعية في السودان، وأتى ذلك بعد مراجعة متأنية للوقائع وتحليل قانوني شامل.
7 كانون الثاني/يناير 2025
بعثة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة
مكتب الصحافة والدبلوماسية العامة
7 كانون الثاني/يناير 2025
حدد وزير الخارجية أنتوني بلينكن اليوم قيام عناصر من قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها بارتكاب إبادة جماعية في السودان، وأتى ذلك بعد مراجعة متأنية للوقائع وتحليل قانوني شامل.
ويبني تحديد وقوع الإبادة هذا على إعلان الوزير بلينكن في شهر كانون الأول/ديسمبر 2023 عن مسؤولية عناصر من قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة معها عن ارتكاب أعمال تطهير عرقي وجرائم ضد الإنسانية. وقد حدد الوزير بلينكن في العام 2023 أيضا مسؤولية عناصر من قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية عن ارتكاب جرائم حرب.
وبالإضافة إلى تحديد وقوع الإبادة الذي نعلن عنه اليوم، تم فرض عقوبات على سبع شركات تمتلكها قوات الدعم السريع وتقع مقراتها في الإمارات العربية المتحدة وعلى فرد مسؤول عن شراء أسلحة لقوات الدعم السريع.
لقد تجاهل قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي بشكل متعمد الالتزامات بموجب القانون الإنساني الدولي، وإعلان جدة للعام 2023 والخاص بالالتزام بحماية المدنيين في السودان، ومدونة قواعد السلوك للعام 2024 التي أطلقتها مبادرة “متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح وتحقيق السلام في السودان”.
ينبغي تحقيق المساءلة عن هذه الفظائع، لذا فرضت الولايات المتحدة إلى جانب تحديد وقوع الإبادة عقوبات على حميدتي لدوره المحوري في تأجيج الحرب في السودان. وقد تم أيضا إدراج حميدتي على قوائم العقوبات بموجب المادة 7031(ج) لتورطه في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك عمليات اغتصاب جماعية لمدنيين على يد جنود قوات الدعم السريع تحت أمرته.
وفرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (أوفاك) التابع لوزارة الخزانة اليوم عقوبات على حميدتي بموجب الأمر التنفيذي رقم 14098 الخاص بـ “فرض عقوبات على بعض الأشخاص الذين يزعزعون استقرار السودان ويقوضون هدف الانتقال الديمقراطي”، وقد تم فرض العقوبات بسبب قيام قوات الدعم السريع بقتل عشرات الآلاف وتشريد 12 مليون شخص والتسبب بمجاعة واسعة النطاق في مختلف أنحاء السودان.
لا تدعم الولايات المتحدة أيا من طرفي هذه الحرب ولا تشير هذه الإجراءات ضد حميدتي وقوات الدعم السريع إلى أي دعم للقوات المسلحة السودانية أو محاباة لها، فقد وجهت هذه الأخيرة ضربات جوية وهجمات مدفعية ضد المدنيين، وتواصل عرقلة عمليات تسليم إيصال المساعدات الإنسانية. ويتحمل الطرفان المتحاربان مسؤولية أعمال العنف والمعاناة التي تشهدها السودان ويفتقران إلى الشرعية لحكم السودان بشكل سلمي في المستقبل.
كان ينبغي أن يقوم الطرفان المتحاربان بالتخلي عن سلاحهما منذ وقت طويل، وتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية بلا عوائق، والوفاء بالتزاماتهما بموجب القانون الإنساني الدولي، فالشعب السوداني يطالب بالحماية والسلام والعدالة ويستحق الحصول على مطالبه هذه.
لقد دعوت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي منذ اندلاع هذه الحرب إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات لوضع حد لهذه المعاناة التي تفوق التصور، وقمت بالدعوة إلى عقد اجتماعات عديدة ضمن مجلس الأمن الدولي وخارجه، إلا أن ذلك ليس بكاف. وهذه خطوة صغيرة تهدف إلى اتخاذ إجراءات باتجاه مساءلة الطرفين المتحاربين.
الولايات المتحدة هي أكبر جهة مانحة للمساعدات الإنسانية للشعب السوداني، وتبقى ملتزمة بتخفيف معاناة العديد من السودانيين الضعفاء العالقين في هذه الحرب، وهي ملتزمة بمساعدة الشعب السوداني ليكون له صوت ويبني مستقبله بنفسه.
وسنواصل في الأيام المقبلة اتخاذ إجراءات ضد من يقوضون الأمن والاستقرار في السودان واستخدام كافة الأدوات المتاحة لتعزيز السلام والمساءلة والديمقراطية للشعب السوداني.