أنقرة (زمان التركية) – كشف استطلاع رأي حديث في تركيا، أن أهم ما يشغل بال الشعب التركي حاليا هو ملف الاقتصاد.

وفق صحيفة حريت، أجرت شركة أوبتيمار استطلاعا للرأي يشمل ألفي شخص في الفترة من 16 إلى 22 ديسمبر.

ووفقا للتقرير، يظهر استطلاع الرأي ان هناك دعما شعبيا للدستور الجديد الذي يريده الرئيس رجب طيب أردوغان، وبينما يؤيد 53.

2% ممن شملهم الاستطلاع الدستور الجديد، فإن معدل الذين يقولون “لا” يظل عند 32.3%، وتبلغ نسبة المترددين 14.5 بالمئة.

ويقول 57.4% من المشاركين في استطلاع أوبتيمار أن “الاقتصاد” هو البند الأكثر أهمية، يليه “التعليم” بنسبة 6.5%، و”الإرهاب” بنسبة 5.6%، و”البطالة” بنسبة 5.2%”.

ويبلغ معدل التضخم النقدي حاليا في تركيا 62 بالمئة، وتراجع سعر صرف الليرة أمام العملات الأجنبية، وسجل الدولار 29.46 ليرة.

وذكر الاستطلاع أن 26.8 في المائة ممن شاركوا في الاستطلاع قالوا إن حزب العدالة والتنمية سيحل مشكلة الاقتصاد، وبلغت نسبة الذين قالوا إن حزب الشعب الجمهوري سيحلها 16.7 في المائة، ومعدل الأحزاب الأخرى يبلغ 5 بالمائة.

المصدر: جريدة زمان التركية

إقرأ أيضاً:

تركيا.. نقاش حول العلمانية في ظل صراع الهوية المتواصل

تقدم عدد من قادة حزب الشعب الجمهوري ونوابه إلى الادعاء العام في العاصمة التركية أنقرة، يوم الاثنين، بشكوى ضد وزير التعليم التركي يوسف تكين، بدعوى أنه "خالف اليمين الدستورية التي أداها أمام أعضاء البرلمان، وأساء استخدام وظيفته ليحرض الشعب على الكراهية والعداوة بتصريحاته التي لا تمت للحقيقة بصلة". كما شن مشاهير الإعلام والفن الموالون لحزب الشعب الجمهوري حملة واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي لدعوة تكين إلى الاستقالة.

التصريحات التي أثارت حزب الشعب الجمهوري هي ما أدلى بها الوزير في مدينة بطمان، جنوب شرقي تركيا، حول مفهوم العلمانية، وأشار فيها إلى أن حزب الشعب الجمهوري قام في أربعينيات القرن الماضي بإغلاق المساجد وتحويلها إلى الحظائر، وحظر تعلم تلاوة القرآن الكريم باسم تطبيق مبدأ العلمانية. وذكر تكين أن العلمانية، كما يفهمها، هي أن تضمن الدولة حرية المعتقد والعبادة لجميع مواطنيها، بغض النظر عن أديانهم ومذاهبهم، إلا أنها في نظر حزب الشعب الجمهوري هي تقييد حرية العبادة للمسلمين وحظر الحجاب في الجامعات.

ما ذكره وزير التعليم التركي من ممارسات حزب الشعب الجمهوري السابقة كدليل على تبني الحزب للعلمانية المتطرفة أحداث مسجلة بالصوت والصورة، كما أن ضحاياها وشهود عيانها ما زالوا على قيد الحياة، وبالتالي لا يمكن إنكارها بأي حال. وتشير ردة فعل قادة حزب الشعب الجمهوري ونوابه وأنصاره إلى أنهم لا يرون تلك الممارسات خاطئة، وأنهم يَحِنّون إلى الحقبة التي تم فيها تطبيق ذاك النوع من مفهوم العلمانية في تركيا.

النقاش الدائر اليوم بين المؤيدين لتصريحات تكين حول العلمانية والمعارضين لها، ليس مجرد اختلاف في تفسير العلمانية، بل يعكس في الحقيقة صراع الهوية الذي لم يُحسم بعد في البلاد، ولم تطو صفحاته على الرغم من الإصلاحات الكثيرة التي قام بها حزب العدالة والتنمية خلال حوالي 22 عاما. وهو صراع بين المتمسكين بهوية الشعب التركي المسلم والراغبين في تبديل تلك الهوية بأخرى مشوهة تقلِّد الهويات الغربية، ولو عن طريق فرض الهوية الجديدة على المواطنين بقوة القانون والسلاح.

محاولات إبعاد الشعب التركي عن هويته الإسلامية لم تتوقف منذ تأسيس الجمهورية الحديثة، بل اشتدت الحرب على تلك الهوية المتجذرة في بعض الأحيان لتبلغ ذروتها، كما كانت في أربعينيات القرن الماضي التي شهدت أيضا حظر الأذان باللغة العربية. وقاد حزب الشعب الجمهوري تلك المحاولات تحت ذريعة العلمانية، وبالتالي ليس من المستغرب أن يأتي قادة حزب الشعب الجمهوري ونوابه في طليعة المنزعجين من سياسة تحصين الشعب التركي المسلم عن طريق التعليم لتحافظ الأجيال الناشئة على هويتها الإسلامية الأصيلة.

العلمانيون المتطرفون الذين يحترمون جميع الأديان والمعتقدات باستثناء الإسلام، لديهم أساليب مختلفة في محاربة التدين الإسلامي ودعوة الشعب التركي المسلم إلى الانسلاخ من هويته. ومن تلك الأساليب خلق رموز من الكتّاب والأدباء والأكاديميين والإعلاميين والفنانين، وتقديم هؤلاء إلى المجتمع كشخصيّات مثالية ونماذج للتنوير، ثم ترويج آراء العلمانية المتطرفة عن طريق هؤلاء. العلمانيون المتطرفون المؤيدون لحزب الشعب الجمهوري يريدون أن يستخدموا العلمانية كسلاح ضد المواطنين المتدينين لقمع حرياتهم الدينية وإبعادهم عن المؤسسات الحكومية، كما كانوا يفعلون قبل سنوات. ويلاحظ أنهم بدأوا يرفعون أصواتهم أكثر من ذي قبل، لأن نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة التي حل فيها حزب الشعب الجمهوري في المرتبة الأولى لأول مرة منذ عقدين، شجعتهم على ذلكوكثير من الأحيان يكون ذاك "الرمز المزيف" شخصا لا يستحق الالتفات إليه، إلا أنه يكتسب الشهرة بقوة الدعم الإعلامي الذي يتلقاه من معسكره. وتوفيت إحدى هؤلاء قبل أيام عن عمر يناهز 110 عاما.

كانت "معزز علمية تشيغ" يتم تبجيلها على أنها باحثة وخبيرة في علم الآثار واللغات والحضارة السومرية، وكثيرا ما أطلق عليها لقب "البروفيسورة" على الرغم من أنها لم تكن تملك حتى شهادة الدكتوراة، ولم تنشر أي مقالة علمية. بل كانت مجرد موظفة في مكتبة، واكتسبت شهرتها من محاربتها للإسلام وآرائها التي لا تستند إلى أي دليل علمي، مثل ادعائها بأن السومريين أتراك، وأن هناك آيات قرآنية اقتبست من ألواح السومريين، وأن الحجاب كان رمز العاهرات في الحضارة السومرية. ومن الطبيعي أن تعجب هذه الهذيانات حزب الشعب الجمهوري والعلمانيين المتطرفين، إلا أن المؤسف للغاية أن يصف وزير الثقافة والسياحة التركي، مهمت نوري أرصوي، تلك المرأة في رسالة التعزية التي نشرها بعد إعلان وفاتها، بـ"خبيرة في الحضارة السومرية وعلم الآثار واللغات؛ قدمت مساهمات فريدة للثقافة التركية والتاريخ التركي".

العلمانيون المتطرفون المؤيدون لحزب الشعب الجمهوري يريدون أن يستخدموا العلمانية كسلاح ضد المواطنين المتدينين لقمع حرياتهم الدينية وإبعادهم عن المؤسسات الحكومية، كما كانوا يفعلون قبل سنوات. ويلاحظ أنهم بدأوا يرفعون أصواتهم أكثر من ذي قبل، لأن نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة التي حل فيها حزب الشعب الجمهوري في المرتبة الأولى لأول مرة منذ عقدين، شجعتهم على ذلك، ومنحتهم مزيدا من الجرأة، ودفعتهم إلى الاعتقاد بأنهم يمكن أن يُعيدوا تركيا إلى تلك الحقبة السوداء.

x.com/ismail_yasa

مقالات مشابهة

  • خبير إسرائيلي: التعاون مع اليونان يقلق تركيا ويخرجها عن طورها
  • ارتفاع معدل التضخم في ليبيا إلى 2.7% خلال الربع الثالث من 2024
  • تركيا.. نقاش حول العلمانية في ظل صراع الهوية المتواصل
  • خبير صناعة السيارات: خفض معدل البطالة وتعافي الاقتصاد كلما زاد التصنيع
  • وزير التجارة التركي:علاقتنا مع العراق شملت الاقتصاد بشكل كامل وواسع
  • التجارة التركي: العلاقة الاقتصادية مع العراق مهمة جداً للبلدين
  • شعبة المواد الغذائية: البيض التركي يتمتع بصلاحية وأمان كامل بنسبة 100%
  • تركيا تعلن معدل البطالة في الربع الثالث من 2024
  • حزب الشعب الجمهوري يقدم شكوى جنائية ضد وزير التربية التعليم التركي
  • اليابان: استطلاع رأي يكشف ارتفاع نسبة التأييد لحكومة "إيشيبا" إلى 40%