الجزيرة:
2025-03-10@14:09:58 GMT

قصص اغتصاب سودانيات وانتزاع شرفهن بغرب دارفور

تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT

قصص اغتصاب سودانيات وانتزاع شرفهن بغرب دارفور

وجوه مطرقة خجلا، وحناجر مختنقة، وعيون زائغة، ودموع تترقرق، وأنفاس متلاحقة.. ذاك بعضٌ مما يصف حال هؤلاء النسوة وهن يسردن،  باستحياء ومرارة، قصص اغتصابهن وانتزاع شرفهن.

تصر جميع هؤلاء السودانيات، اللاجئات في تشاد مع ذويهن، على أن الفاعل عناصر من قوات الدعم السريع، التي تقاتل الجيش السوداني. وتجمعن على المطالبة بتقديم المليشيا وقياداتها للعدالة.

وتدعم رواياتهن بالاغتصاب تصريحاتٌ صحفية حصلنا عليها من منظمة "أطباء بلا حدود" تفيد بشيوع الظاهرة، فضلا عن إفادات من قابلات، وشهود عيان.

وتقول لنا ياسمين م. إ. ذات الـ26 ربيعا إنها تعرضت لاغتصاب جماعي في السابع من نوفمبر/تشرين الثاني الأخير من شخصين ينتميان لفرقة الأشاوس التابعة للدعم السريع غداة سقوط قيادة الجيش في أردماتا شمالي مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور.

عوضة م. تستعرض شهادة تفيد بتعرضها لعنف جنسي (الجزيرة)

وتضيف أن العناصر طاردوها في الشارع حتى داخل بيتها، حيث "وقعت الواقعة". وتضيف "سألوني إن كانت لدي نقود، وحيث لم تكن لدي، رددت بالنفي.. وهناك صرعوني واغتصبني اثنان منهم بعنف، وهو ما أدى إلى تمزق في العضو نجم عنه سيلان دماء، وآلام حادة في الركبة بسبب قوة الصرعة".

وتشير إلى أنها تلقت بعد يومين من الحادثة بعض مسكنات الآلام والأدوية من مستشفى لمنظمة "أطباء بلا حدود" في الجنينة، قبل فرارها إلى تشاد وانقطاع خبر زوجها واثنين من أشقائها كانا يعملان ضمن فرقة الجيش المنهارة، وتقول: "إلى الآن.. لا أدرى إن كانوا أحياء أو أمواتا".

وفي نوبة من البكاء والألم، سردت عوضة م. (38 عاما)، وهي أستاذة في المرحلة الإعدادية، قصة اغتصابها -مطلع يونيو/حزيران الماضي- أمام شقيقها الأكبر، من قبل عناصر من الجنجويد (الدعم السريع). وتقول بعد استعراضها شهادة من قبل منظمة "أطباء بلا حدود" تفيد بتعرضها لعنف جنسي: "أمسك أحدهم برجليَّ والآخر بيديَّ، وجردني الثالث من ملابسي واعتدى عليّ". وتضيف أن من أمسكا بيديها ورجليها كانا يرتديان لباس الدعم السريع، بينما كان الثالث في "جلابية" عادية.

وتفيد عوضة باختفاء أثر زوجها نهائيا مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الأخير بعد سقوط معسكر الجيش في شمال الجنينة، رغم أنه مدني، بينما لا يزال شقيقها خميس معتقلا لدى الدعم السريع، وتصر والدتها على البقاء في الجنينة انتظارا للإفراج عنه.

إحدى المغتصبات تروي بألم ما تعرضت له (الجزيرة) خنق وضرب بأعقاب البنادق

وتقول إن اثنين من أشقائها لا يزالان يعانيان آثار خنق وضرب عنيف بأعقاب البنادق، وإن الواقعة تسببت لها في خدر بإحدى رجليها فضلا عن آلام مبرحة في الظهر.

الخيار الصعب

أما الطالبة في جامعة بحري (ص. م. خ)، فقد وقعت بين خيارين مريرين: قتل والدتها أمامها أو القبول بتمكين المجرمين من نفسها.

وتقول الفتاة ذات 22 ربيعا: "لم يمهلوني كثيرا لتقليب الرأي في هذا الخيار، إذ أرغموني تحت تهديد السلاح على اصطحابهم إلى منزل فارغ قرب المكان الذي كنا نتجمع فيه مع العائلات، وهناك وقع الاعتداء" وكان ذاك أواسط نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وتضيف "تألمت وبكيت وصرخت".

وتبدو الفتاة وفاء (وهو اسم مستعار) أكثر حظا، إذ أسعفها التظاهر بالموت، فنجت من الاغتصاب. وتقول "كنت مع أخواتي خارج المنزل في حي التضامن يوم 24 أبريل/نيسان العام الجاري.. دخلت المنزل لأخذ أغراض، وهناك وجدت عناصر من الدعم السريع لسرقة البيت على ما يبدو".

وتضيف الفتاة ذات الـ17 ربيعا "خيروني بين القتل والاغتصاب، ففضلت الموت، طعنني أحدهم بسكين على ثديي، وركلني آخر على الخاصرة وسقطت متظاهرة بالموت، ضربوني بأعقاب البنادق، وسمعت أحدهم يقول هي ميتة.. سرقوا كل شيء وهربوا". وتتابع "تحاملت على نفسي حتى وصلت إلى أقرب عصا، اتكأت عليها ومشيت".

أليخاندرا غارسيا نارانكو: استقبلنا الأسبوع الأخير من 7 إلى 10 حالات عنف جنسي أغلبها حالات اغتصاب (الجزيرة)

وتعضد هذه الروايات شهادة القابلة حواء آدم حسن أبو بكر (88 عاما) وهي مسؤولة سابقة للتوليد بمستشفى الجنينة، وتقول إن أهالي النساء كانوا يحضرون بناتهم إليها للكشف عليهن، وإنها شاهدة على 20 امرأة وفتاة تعرضن للاغتصاب.

ويؤكد ثيو مباكامن، مدير الأنشطة الصحية في مستشفى أطباء بلا حدود في أدري، أن مؤسسته تستقبل من حالتين إلى 5 حالات اغتصاب يوميا. أما أليخاندرا غارسيا نارانكو، المرجع الطبي في أطباء بلا حدود، فتقول إن المؤسسة استقبلت في الأسبوع الأخير من 7 إلى 10 حالات "عنف جنسي"، أغلبها حالات اغتصاب.

وبشأن ما يمكنهم تقديمه للمغتصبات -إلى جانب الدعم النفسي والعلاجات الموضعية- يقول مباكامن إنه يمكن لهم منع انتقال العدوى بفيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز) قبل مرور 72 ساعة على الواقعة إلى حد كبير. أما ما بعد ذلك، فيمكن فقط معالجة الالتهابات.

وقد أثار موضوع الاغتصاب والروايات بشأنه، ومن وقع ضحية له ومن نجا منه، لغطا واسعا بين اللاجئين السودانيين في مخيم أدرى بتشاد، وقد نشبت مشاجرات عنيفة بين أهالي النساء بسبب "التقولات" عليهن، وذلك وفق ما صرح لنا به موظفون في منظمات دولية، ومسؤول إداري تشادي تحفظ على ذكر اسمه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: أطباء بلا حدود الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

أي دور للإمارات في حرب السودان بين الجيش و”الدعم السريع”؟

اتهم السودان الإمارات بـ"التواطؤ في الإبادة الجماعية" في شكوى تقدّم بها الخميس أمام محكمة العدل الدولية، في خطوة تسلّط الضوء على دور مفترض للدولة الخليجية في الحرب المدمّرة التي يشهدها منذ نحو عامين. ولطالما اتهمت الخرطوم وأطراف أخرى أبوظبي بدعم قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش منذ العام 2023، وهو ادعاء لطالما نفته الإمارات. فأي دور للإمارات في السودان، وما هي علاقتها بقوات الدعم السريع؟

ما أهمية السودان للإمارات؟
يُعد السودان، إحدى أكبر دول أفريقيا، غنياً بالموارد الطبيعية بما في ذلك الأراضي الزراعية الشاسعة والغاز. كما أنه ثالث أكبر منتج للذهب في القارة. ويتشارك السودان حدوداً غربية طويلة مع ليبيا حيث تدعم الإمارات موالين لها في بنغازي، ويطل شرقاً على البحر الأحمر، الممر المائي الحيوي للنفط.

وفي العام 2021، استولى قائد الجيش عبد الفتاح البرهان على السلطة في السودان، بعد تنفيذ انقلاب مع نائبه حينها محمد حمدان دقلو المعروف باسم "حميدتي"، قائد قوات الدعم السريع. وبعد عامين، اندلعت الحرب بين البرهان وحميدتي، وسط اتهامات لقوى عدة، بما في ذلك الإمارات ومصر وتركيا وإيران وروسيا، بدعم أحدهما أو الآخر.

ويقول الباحث المتخصص في القضايا الأمنية في الشرق الأوسط أندرياس كريغ إنّ الهدف الأساسي للإمارات في السودان "يتعلق بالتأثير السياسي في بلد استراتيجي يكتسي أهمية كبيرة للغاية". وتنظر شركات مرتبطة بالإمارات إلى السودان باعتباره مركزاً للاستثمار في الموارد والمعادن والتجارة، بحسب كريغ.

من جهته، يقول الباحث السوداني حميد خلف الله إنّ "دولة الإمارات الصحراوية مهتمة بالموارد الطبيعية التي تفتقر إليها بما فيها المعادن والأراضي الصالحة للزراعة". ويضيف أنه من ليبيا إلى الصومال، "تتّبع الإمارات نمطاً للعمل مع القوات شبه العسكرية" لاستغلال موارد القارة.

وقدّرت منظمة "سويس إيد" في تقرير العام الماضي أنّ 66,5% من صادرات الذهب الأفريقية إلى الإمارات في العام 2022 تمّت عن طريق التهريب. وتُعد الإمارات، وهي مركز رئيسي لتجارة الذهب، المشتري الأكبر عالمياً لهذا المعدن الثمين من السودان، وهو قطاع يسيطر عليه دقلو إلى حد كبير.

ويرى أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ترييستي الإيطالية فيديريكو دونيلي أنّ حصر اهتمامات الدولة الخليجية بالذهب هو أمر "تبسيطي للغاية". وأضاف أنّ الإمارات تسعى أيضاً إلى "مواجهة النفوذ السعودي" في السودان و"منع انتشار الإسلام السياسي" الذي ترى فيه تهديداً لأمنها.

ما علاقة الإمارات بـ"الدعم السريع"؟
ترتبط دول خليجية بعلاقات مع الجيش السوداني منذ انضمام الخرطوم إلى التحالف الذي تقوده السعودية منذ العام 2015 لدعم الحكومة اليمنية في مواجهة جماعة الحوثيين. وقاد البرهان السودانيين الذين قاتلوا تحت مظلة السعودية، بينما قاتلت قوات الدعم السريع إلى جانب جنود من الإمارات، بحسب دونيلي.

منذ ذلك الحين، نشبت خلافات بين الحليفين الخليجيين التقليديين. ويشرح دونيلي أن دعم الإمارات دقلو، رغم نفيها ذلك، يهدف إلى "تحدي أهداف السعودية". من جهته، يرى كريغ بعداً أيديولوجياً للعلاقة، موضحاً أن الإمارات "اعتمدت على قوات الدعم السريع لاحتواء الشبكات المرتبطة بالإخوان المسلمين"، في حين يُربط بين الجيش وقيادات إسلامية من عهد النظام المخلوع للرئيس عمر البشير.

وواجه الجانبان مزاعم بارتكاب جرائم حرب خلال الحرب التي أسفرت عن مقتل الآلاف وتشريد أكثر من 12 مليوناً. وفي يناير/ كانون الثاني 2025، اتهمت واشنطن قوات الدعم السريع بـ"الإبادة الجماعية" لارتكابها القتل والاغتصاب الجماعيين بحق جماعات عرقية.

وخلال الشهر نفسه، قال المشرعون الأميركيون إنّ الإمارات "خرقت" وعودها بوقف الدعم العسكري لقوات الدعم السريع. وتُدار الشؤون المالية الخاصة بدقلو من الإمارات، وفق كريغ، مضيفاً أنه بات رهن علاقة "اعتماد متبادل" مع أبوظبي. كما حصلت قوات الدعم السريع على دعم حيوي من الإمارات، بما في ذلك شحنات أسلحة عبر تشاد المجاورة، بحسب دبلوماسيين ومحللين ومنظمات حقوقية. وتنفي الإمارات تلك الاتهامات.

أي تأثير لشكوى السودان على الإمارات؟
رفع السودان، أول من أمس الخميس، شكوى ضد الإمارات أمام محكمة العدل الدولية، وهي أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة، على خلفية "التواطؤ في إبادة جماعية" بسبب دعمها المفترض للدعم السريع. وندّدت الإمارات بالشكوى التي وصفتها "حيلة دعائية خبيثة" مؤكدة أنها ستعمل على ردّها.

وتُعد قرارات محكمة العدل، التي تتخذ من لاهاي الهولندية مقراً، ملزمة قانوناً، لكنها لا تملك وسائل لفرض تنفيذها. لكن من شأن الخطوة أن تضرّ بسمعة الإمارات بحسب دونيلي الذي قال لوكالة فرانس برس إنه بات يُنظر لأبوظبي بشكل متزايد على الصعيد الدولي، وفي أفريقيا، على أنها "جهة مزعزعة للاستقرار". لكنه يضيف أن "الأهمية المالية والسياسية" التي اكتسبتها الدولة الخليجية خلال العقد الماضي "ستحميها على الأرجح من أي عواقب خطرة".

(فرانس برس)  

مقالات مشابهة

  • مناوي : جنجويد الدعم السريع يوثقون جرائمهم بأنهم قد أعدوا لإحراق معسكر زمزم للنازحين بالفاشر
  • عقار : لا يوجد ما يمنع جلوسنا مع الدعــم السـريــع لكن بشرط
  • السودان.. مقتل وإصابة 30 مدنياً بقصف لقوات الدعم السريع استهدف مدينة إستراتيجية
  • قتلى وجرحى في هجوم الدعم السريع على الخوي
  • مناوي: قائد الدعم السريع هدد بإحراق الخرطوم قبل اندلاع الحرب
  • تحركات عاجلة من مجلس السيادة لإنقاذ معسكر تستهدفه الدعم السريع
  • 1138 حالة اغتصاب للسيدات في مناطق سيطرة ميليشيا الدعم السريع
  • أي دور للإمارات في حرب السودان بين الجيش و”الدعم السريع”؟
  • قوات الدعم السريع تقتل وتصيب 9 مدنيين في قصف على «الأبيض»
  • الرئيس التشادي يطلب عقد قمة رئاسية والبرهان يضع شروطًا