سلطت صحيفة "فايننشال تايمز" الضوء على تصاعد الحروب والصراعات المسلحة حول العالم قبل أيام من نهاية عام 2023، مشيرة إلى أن المؤشرات ترجح استمرار هذا التصاعد إذا لم تفرض الولايات المتحدة الأمريكية والدول الكبرى الردع الكافي.

وذكرت الصحيفة البريطانية، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن الصراع بين روسيا وأوكرانيا يمثل أكبر نزاع مسلح في أوروبا منذ عام 1945، ولايزال محتدما، بينما يلوح في الأفق خطر اندلاع حرب أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

 وفي منطقة المحيطين الهندي والهادئ، تتصاعد التوترات العسكرية في بحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان، وفي السودان اندلع صراع بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في أبريل/نيسان، أودى بالفعل بحياة الآلاف ولجوء نحو 6 ملايين ويهدد البلاد بالمجاعة.

وسلطت لجنة الإنقاذ الدولية الضوء مؤخراً على 7 صراعات خطيرة أخرى في أفريقيا، خاصة صراعي مالي وبوركينا فاسو، باعتبارهما الأكثر خطورة خلال العام الماضي. وفي آسيا، تشتد حدة الحرب الأهلية في ميانمار أيضاً، حيث تحقق قوات المتمردين تقدما على الأرض.

وتستند الصحيفة البريطانية إلى تلك الأرقام للتأكيد على تصاعد النزاعات المسلحة، مشيرة إلى أن تقريرا حديثا، صدر عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية قبل اندلاع حرب غزة، وثق 183 صراعاً مستمراً حول العالم، وهو أعلى رقم منذ أكثر من 3 عقود.

وتعزو الصحيفة هذا التصاعد إلى تعاظم قوة روسيا وتدخلاتها على أثر التراجع النسبي للقوة الغربية، والذي تجسد في "الانسحاب الأمريكي الفوضوي" من أفغانستان في عام 2021، ما خلق شعوراً بـ "الفرصة" لدى الروس.

وأشارت إلى أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، استخدم خلال السنوات الماضية القوة بالفعل في الشيشان وجورجيا وسوريا، وربما شجعته تلك التجارب ليشن غزوه واسع النطاق لأوكرانيا في عام 2022.

اقرأ أيضاً

سادة الحرب غير المتناظرة.. هكذا حولت غزة الحوثيين إلى قوة إقليمية

أما الحرب في غزة فتعزوها الصحيفة إلى الفشل الاستخباراتي الهائل في إسرائيل بعد هجوم المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وهو الفشل الناتج عن افتراض حكومة بنيامين نتنياهو بأن الصراع الفلسطيني تم احتواؤه فعلياً ويمكن تجاهله بأمان.

وفي أفريقيا، يشكل انهيار السلطة المركزية وصعود الجماعات الجهادية عاملاً مهماً في انتشار الصراع عبر منطقة الساحل. فيما يشير التقرير الأخير للجنة الإنقاذ الدولية إلى أن تأثير تغير المناخ في أفريقيا أدى إلى زيادة الصراع على الموارد.

وتلعب إيران دوراً مهماً كمورد للأسلحة لروسيا، وللجماعات الوكيلة عنها، باعتبارها الراعي الرئيسي لـ "محور المقاومة" الإقليمي ضد إسرائيل.

وإزاء ذلك، تؤكد "فايننشال تايمز" أن احتواء وقمع الحروب حول العالم تعد مهمة حاسمة للعام المقبل، وسيتطلب ذلك مزيجا من الدبلوماسية والردع والعمل الوقائي، إضافة إلى إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط.

وأكدت الصحيفة أنه يتعين على الساسة الغربيين أن يبحثوا عن سبل لتخفيف حدة التوتر على الحدود الإسرائيلية اللبنانية وإقناع إسرائيل بعدم شن هجوم وقائي على حزب الله.

لكن احتواء الصراعات يتطلب الردع أيضاً، ويتطلب هذا الردع منع أي مظهر من مظاهر النصر الروسي في أوكرانيا، ولذا تؤكد "فايننشال تايمز" على أهمية محافظة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على دعمهما لكييف، لأن "العالم أجمع سيدفع ثمناً باهظاً إذا نجح العدوان الروسي في عام 2024 أو ما بعده".

اقرأ أيضاً

تسليع الحرب الحديثة.. هكذا تغير حرب غزة مفاهيم قوة الجيوش

المصدر | فايننشال تايمز/ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: روسيا أوكرانيا أوروبا غزة حماس حزب الله لبنان السودان الدعم السريع فایننشال تایمز إلى أن

إقرأ أيضاً:

أوبن إيه آي تحذف بالخطأ بيانات مهمة لدعوى قضائية رفعتها نيويورك تايمز

في خطوة غير مقصودة، حذف مهندسو شركة "أوبن إيه آي" بيانات حساسة ترجع لأدلة مهمة جمعتها صحيفة نيويورك تايمز وصحف كبرى أخرى في دعوى قضائية تخص بيانات تدريب الذكاء الاصطناعي. وفقا لوثيقة محكمة صدرت الأربعاء.

وزعمت الوثيقة أن فِرق القانون الخاصة بالصحف قضت 150 ساعة عمل بحثا عن بيانات تدريب الذكاء الاصطناعي التابعة لشركة "أوبن إيه آي" للعثور على حالات تتضمن مقالاتهم الإخبارية. وفقا لموقع "ذا فيرج".

ولم توضح الوثيقة كيف حدث هذا الخطأ أو ما البيانات المحذوفة على وجه التحديد. وذكرت أن شركة "أوبن إيه آي" اعترفت بالخطأ الذي اقترفته وحاولت استرداد البيانات.

ولكن ما استُعيد من البيانات كان غير كامل وغير موثوق، لذلك لا يمكن الاستعانة بهذه البيانات المُسترجعة، فالبيانات الحقيقية كانت تدل على استخدام "أوبن إيه آي" مقالات المؤسسات الإخبارية مثل نيويورك تايمز في بناء نماذج الذكاء الاصطناعي.

أعلنت نيويورك تايمز الحرب على "أوبن إيه آي" في ديسمبر/كانون الأول الماضي (غيتي)

ووصف محامو "أوبن إيه آي" الحادثة بأنها خلل تقني تسبب بمسح البيانات من دون قصد، ومن جهة أخرى قال محامو نيويورك تايمز إنهم لا يملكون سببا مقنعا يجعلهم يعتقدون أن هذا الخلل كان متعمدا.

وقد أعلنت نيويورك تايمز الحرب على "أوبن إيه آي" في ديسمبر/كانون الأول الماضي، مدعية أن "أوبن إيه آي" وشريكتها مايكروسوفت قامتا ببناء أدوات الذكاء الاصطناعي اعتمادا على نسخ واستخدام ملايين المقالات الصحفية.

وقد طالبت صحيفة نيويورك تايمز بمقاضاة شركة "أوبن إيه آي" بمليارات الدولارات كتعويض قانوني وفعلي لاتهامها بنسخ أعمالها.

ولقد أنفقت الصحيفة بالفعل أكثر من مليون دولار في محاربة شركة "أوبن إيه آي" في المحكمة وهو مبلغ كبير لا تستطيع أي صحيفة أخرى تحمله.

ومن جهة أخرى أبرمت شركة "أوبن إيه آي" العديد من الصفقات مع شركات إعلامية مختلفة مثل صحيفة "أكسيل سبرينغر" (Axel Springer) الألمانية و"كوندي ناست" (Conde Nast) الأميركية بالإضافة لشركة "فوكس ميديا" (Vox Media)، وهذا يشير إلى أن العديد من الشركات الإعلامية تفضل الشراكة بدلا من القتال.

ورفضت شركة "أوبن إيه آي" الانضمام إلى صحيفة نيويورك تايمز في تقديم أي تحديث للمحكمة يخص الحادثة. وعوضا عن ذلك قُدم البيان من قبل جينيفر مايزل المحامية التي تمثل المؤسسات الإخبارية من أجل إخطار المحكمة رسميا بما حدث.

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع الأمريكي: قوات كوريا الشمالية المحتشدة في روسيا ستشارك قريبا في القتال ضد أوكرانيا
  • أوبن إيه آي تحذف بالخطأ بيانات مهمة لدعوى قضائية رفعتها نيويورك تايمز
  • أستاذ علوم سياسية: مصر تركز على إنفاذ المساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار في غزة
  • «الكرملين»: إدارة بايدن تواصل صب الزيت على نار الصراع في أوكرانيا
  • ماذا نعرف عن صواريخ «ستورم شادو»؟.. استخدمتها أوكرانيا ضد روسيا
  • روسيا تشنّ هجوماً صاروخياً غير مسبوق على أوكرانيا
  • "حُرُوب اليوم".. ليْسَت عَالميَّة
  • تكاليف خيالية تكبدتها روسيا بعد 1000 يوم من الحرب في أوكرانيا
  • الكرملين: روسيا لا تقبل تجميد الصراع في أوكرانيا
  • ‏الكرملين: بوتين يرى أن تجميد الصراع في أوكرانيا لن يناسب روسيا