رام الله- صوت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أمس الجمعة، لصالح قرار قدمته فلسطين من شأنه أن يشكل مزيدا من الضغط على الشركات العاملة في المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية، ومن ثم دفعها للانسحاب منها.

ويمنح القرار الجديد المفوض السامي -المكلف سابقا بإعداد قائمة بتلك الشركات- موازنة خاصة تتيح له الاستعانة بخبراء وتحديث القائمة باستمرار.

ويرى الفلسطينيون أنه لا حجة بعد الآن أمام مكتب المفوض السامي -الذي طالما تحجج بقلة الموارد المالية- للقيام بمهامه المحددة في قرار سابق عام 2016، وتحديث قائمة الشركات الإسرائيلية والدولية العاملة في المستوطنات.

ويطالب القرار الجديد الأمين العام للأمم المتحدة "بتخصيص الموارد المالية والبشرية والخبرة اللازمة، لتعزيز قدرة مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان على تنفيذ قراره السابق بخصوص الشركات العاملة في المستوطنات بالكامل".

ويوم 24 مارس/آذار 2016، طلب مجلس حقوق الإنسان من مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان إعداد قاعدة بيانات للشركات المشاركة في الأنشطة الاستيطانية في الضفة بما فيها القدس.

وينص القرار أيضا على "التأكد من أن التحديثات السنوية لقاعدة البيانات تشمل إضافة وحذف الشركات، وتقديم قاعدة البيانات على أساس سنوي إلى المجلس".

ووفق بيان للخارجية الفلسطينية، صوت لصالح القرار "31 دولة، وامتنعت 13 دولة عن التصويت، فيما انعزلت الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، والتشيك، بموقفها السلبي".

ورأت الوزارة في دعم مكتب المفوض السامي بالخبرات والموارد اللازمة "آلية دولية لمنع الشركات من الانخراط في أعمال تخالف وتنتهك القانون الدولي لحقوق الإنسان".

الخارجية ترحب باعتماد قرار تطوير قاعدة البيانات للشركات العاملة في #المستوطنات الاستعمارية في #مجلس_حقوق_الانسان

رحبت وزارة الخارجية والمغتربين لدولة #فلسطين باعتماد مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة لقرار فلسطين الداعي لتطوير قاعدة البيانات للشركات العاملة في المستوطنات

— State of Palestine – MFA ???????????????? (@pmofa) July 14, 2023

ملاحقة ومطالبة بالتعويض

ووفق مندوب فلسطين في الأمم المتحدة ومنظماتها الدولية في جنيف إبراهيم خريشة، فإن فلسطين استطاعت من خلال الصيغة التي وردت في نص القرار أن "تضمن استمرارية الولاية التي مُنحت للمفوض السامي، بأن يكون سنويا هناك تجديد لقائمة الشركات التي جمدت عملها، وتلك التي تواصل ممارسة عملها في المستوطنات".

وأشار خريشة -في حديثه لتلفزيون فلسطين مساء الجمعة- إلى إصدار المفوض السامي نهاية يونيو/حزيران الماضي قائمة تضمن 15 شركة أبلغت مكتبه أنها لا تريد الاستمرار، وجمدت أنشطتها في المستوطنات.

وأضاف المسؤول الفلسطيني "بقيت 97 شركة مدرجة في القائمة، ومعلوماتنا أن شركات جديدة بدأت استثماراتها في المستوطنات، وهذا مخالف للقانون".

وذكر خريشة أن من بين الشركات المتورطة في العمل في المستوطنات شركات جرارات زراعية، وتوريد مواد بناء، فضلا عن اتصالات وبنوك وغيرها.

خلال الشهر المنصرم، احتفلت حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) بأنها أرغمت شركة جي فور اس (G4S) على الرضوخ لمطالبنا، إذ أجبرتها على إنهاء جميع أعمالها في دولة الاحتلال.

ساعدونا لكي نحتفل بالمزيد من الانتصارات في سياق مسعانا نحو إنجاز محور «فرض العقوبات»: https://t.co/irmV3Hlv9K pic.twitter.com/IGou41S7Eu

— حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) (@BDS_Arabic) June 27, 2023

لا حجة بعد اليوم

من جهته، يوضح مسؤول المنظمات الدولية في الخارجية الفلسطينية عمر عوض الله أنه "ليس لمكتب المفوض ولا غيره أن يتحجج بعد القرار بقلة الموارد، وعليه أن يبدأ العمل على تطوير قاعدة البيانات، ووضع أسماء شركات تعمل في المستوطنات، وبالتالي مساءلتها ومحاسبتها".

وأضاف في حديثه للجزيرة نت "أصبحت هناك آليات عمل واضحة من حيث الموارد المالية، وخبراء سيتم انتدابهم للعمل في مكتب المفوض السامي في هذه القضية، وشواغر لموظفين آخرين ليقوموا بهذا العمل". وتابع أنه وفق القرار فإن البحث عن الشركات سيكون متواصلا، وليس لمرة واحدة.

وقال إن المهم حاليا التواصل المستمر مع الشركات وتوعيتها بمخالفتها للقانون الدولي، وضرورة أن تنسحب من المستوطنات، مضيفا "حاليا نبحث عن آليات للمساءلة، وهذا يتعلق بالدول نفسها وسنستخدم قوانينها المحلية لملاحقة الشركات المتورطة، ونحاول تطوير آليات خاصة بهذا الموضوع".

كما ندعو أشقاءنا في المنطقة العربية إلى توجيه غضبهم تجاه الإجرام الإسرائيلي بحق شعبنا نحو تصعيد حملات مناهضة التطبيع والمقاطعة للشركات المتواطئة في الجرائم الإسرائيلي وكذلك حملات المقاطعة في كافة الميادين النقابية والعمّالية والتربوية والأكاديمية والثقافية والرياضية وغيرها.

— حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) (@BDS_Arabic) July 4, 2023

نتائج ملموسة

من جهته، يوضح مدير مؤسسة "الحق" في رام الله شعوان جبارين أن مكتب المفوض السامي لم يقم بجهد كاف خلال السنوات الماضية، بحجة عدم توفير الموازنة اللازمة لمكتبه.

وأضاف جبارين في حديثه للجزيرة نت "جاء التصويت الذي قدمته فلسطين، ولم يكن مريحا لبعض الدول، وتم تخصيص أموال من الموازنة العامة للأمم المتحدة، ما يعني البدء قريبا في جمع المعلومات وتحديث قائمة الشركات المتورطة في الاستيطان".

وتابع أن تقرير المفوض السامي نهاية يونيو/حزيران الماضي أزال شركات امتثلت لقرار مجلس حقوق الإنسان عام 2016، من دون أن يضيف ما يجب أن يضاف، متابعا "دورنا الآن ودور المفوض السامي البحث لوضع مزيد من الشركات في القائمة وتحديثها". ووصف رفض أميركا وبريطانيا والتشيك القرار بأنه "موقف سياسي أعمى مناصر لإسرائيل".

أما عن عدد الشركات التي يفترض أن تشملها القائمة، فقال إن "كل الشركات والبنوك الإسرائيلية متورطة، وعشرات الشركات الأجنبية بينها شركات إسبانية وفرنسية وألمانية".

ولفت جبارين إلى إن الخطوة التالية، التي تقع على عاتق الجهات الرسمية الفلسطينية والمنظمات الحقوقية والمفوض السامي، هي التوضيح لقائمة الشركات بخطورة تورطها في الاستيطان، وللدول بخطورة الاستثمار في مثل هذه الشركات وخاصة صناديق التقاعد في مختلف الدول، على حد قوله.

وأشار إلى نتائج إيجابية منذ صدور القرار الأول عام 2016، منها قرار في مجالس بعض المدن في النرويج بعدم الاستثمار في الشركات المتورطة، وتوجُّه أيرلندا لإقرار قانون يحظر الاستثمار في أي شركة يرد اسمها في قائمة الأمم المتحدة.

عام 2018، انطلقت حملة مقاطعة #قاطعوا_بوما من فلسطين!
بعد رسالة من أكثر من 200 نادٍ رياضيّ فلسطينيّ تطالب الشركة بإنهاء رعايتها لاتحاد كرة القدم الإسرائيليّ، الذي يضم فرقاً تابعة لأندية مستعمرات إسرائيلية.
لنشارك رسالة الأندية الفلسطينية:https://t.co/Tp1qZ3ZH9K#BoycottPuma

— حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) (@BDS_Arabic) June 24, 2023

قائمة غير محدثة

وفي 30 يونيو/حزيران 2023، أعلنت مفوضية حقوق الإنسان قاعدة بيانات مؤسسات الأعمال التجارية المنخرطة في بعض الأنشطة المتصلة بالمستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأشارت إلى تحديد 112 كيانا تجاريا كانت منخرطة في أحد الأنشطة الاستيطانية، وفق تقرير صدر عام 2020، لأنه "لم يتم توفير الموارد العادية اللازمة لتحديث قاعدة البيانات سنويا".

وتابعت أن عددا من الشركات تواصلت معها سعيا إلى إزالتها من القاعدة، وأنها خاطبت في يوليو/تموز 2022 تلك الكيانات بشأن انخراطها في الأنشطة الاستيطانية.

وذكرت أنه بعد استعراضها "وجدنا أسبابا معقولة لإزالة 15 مؤسسة تجارية على أساس أنها توقفت أو لم تعد تشارك في أحد الأنشطة المدرجة في الأراضي الفلسطينية المحتلة أو أكثر".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: مجلس حقوق الإنسان الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

وزارة الخارجية تحتفل باليوم العالمي لحقوق الإنسان

نظمت وزارة الخارجية والهجرة، مساء الأحد، احتفالاً لإحياء الذكرى الـ76 لاعتماد «الإعلان العالمي لحقوق الإنسان»، بحضور عدد كبير من الوزراء وكبار المسئولين وأعضاء السلك الدبلوماسي بالقاهرة.

واستقبل الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة كل من المستشار بولس فهمى، رئيس المحكمة الدستورية العليا، والدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، والدكتورة أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، والدكتورة أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، والمهندس كريم بدوى، وزير البترول والثروة المعدنية، والمستشار محمود فوزي، وزير شئون المجالس النيابية، والدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، والدكتورة أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، والدكتورة عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والمستشار عدنان فنجري، وزير العدل، ومحمد جبران، وزير العمل، والدكتورة شريف فاروق، وزير التموين، والدكتورة سامح الحفني، وزير الطيران المدني، والمستشارة أمل عمار، رئيسة المجلس القومي للمرأة، ومحمد أبو العينين، وكيل مجلس النواب، والنائب طارق رضوان، رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، ونواب من مجلسي النواب والشيوخ، ووزراء خارجية سابقين.

وزارة الخارجية والهجرة تحتفل باليوم العالمي لحقوق

وألقى الوزير عبد العاطي، كلمة خلال الاحتفال استعرض فيها الخطوات التي اتخذتها مصر على مدار السنوات الأخيرة للنهوض بأوضاع حقوق الإنسان بمفهومها الشامل، مشيداً بالدور المحوري الذى اضطلعت به السلطة التشريعية في تعديل وصياغة التشريعات ذات الصلة بحقوق الإنسان وأبرزها مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد، كما أشاد كذلك بالدور الهام للسلطة القضائية والمحكمة الدستورية العليا في حماية حقوق الإنسان والدفاع عنها.

كما سلط الضوء على المبادرات التي اتخذتها مصر على مدار السنوات الماضية بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية وأبرزها اعتماد أول استراتيجية وطنية لحقوق الإنسان وتنفيذ مستهدفاتها، وإطلاق العديد من المبادرات الحقوقية مثل «حياة كريمة» و«تكافل وكرامة» و«بداية جديدة لبناء الإنسان»، وإطلاق الحوار الوطني، وإصدار قرارات عفو رئاسي.

وزارة الخارجية والهجرة تحتفل باليوم العالمي لحقوق وزارة الخارجية والهجرة تحتفل باليوم العالمي لحقوق وزارة الخارجية والهجرة تحتفل باليوم العالمي لحقوق

كما تناول وزير الخارجية إطلاق التقرير السنوي الثالث لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، مشيداً بالجهود المبذولة على مدار الأعوام الثلاثة الماضية من قبل اللجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان ومختلف الجهات الحكومية والمجالس القومية المتخصصة والمجتمع المدني في هذا الشأن. وشدد على ضرورة إعلاء قيم حقوق الإنسان والتعامل معها بمنأى عن سياسة المعايير المزدوجة، كما اكد على ضرورة تكاتف الجهد الدولي لوقف انتهاكات حقوق الإنسان في فلسطين.

من جانبه، ألقى المستشار بولس فهمى رئيس المحكمة الدستورية العليا كلمة خلال الاحتفال أكد فيها على الدور الرائد للمحكمة الدستورية العليا في ترسيخ مبدأ المساواة وكفالة حقوق الإنسان للجميع، واستعرض ما كفله الدستور المصري لأول مرة من نطاق واسع للحقوق والحريات.

وشارك في الاحتفال فرقة النور والأمل التي تضم نخبة متميزة من العازفات حيث قدموا مقطوعات موسيقية شرقية وغربية.

اقرأ أيضاًوزير الإسكان يشارك في احتفالية وزارة الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج بقصر التحرير

تعاون بين وزارة الخارجية والبريد المصري لتقديم خدمات التصديقات للمواطنين

تولى مناصب عديدة.. من هو تميم خلاف المتحدث الجديد لوزارة الخارجية؟

مقالات مشابهة

  • وزير الشؤون النيابية: مصر حظيت بإشادات دولية وأممية واسعة لتطور ملفها الحقوقي
  • حقوق الإنسان تحصي حالات الانتحار في ديالى وتحمل الربا المسؤولية
  • سياحة النواب: الملف المصري في حقوق الإنسان أصبح مرجعية ونموذجًا
  • بعد سيطرة الجيش السوداني عليها.. ماذا تعرف عن قاعدة الزرق؟
  • وزارة الخارجية تحتفل باليوم العالمي لحقوق الإنسان
  • مجلس الدولة يلغي قرار نقل مدير من القاهرة للوادي الجديد
  • الأمم المتحدة تبحث سُبُل حماية «حقوق الإنسان في ليبيا»
  • المفوض العام للأونروا: وقف عمل الوكالة في فلسطين يعني الكارثة
  • سوريا والعدالة الانتقالية؟
  • مجلس الأمن الدولي: قوة حفظ السلام يجب أن تبقى على الحدود الإسرائيلية السورية