علي محمد الأشموري: بين خيارين!
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
من الواقع الميداني والحق التاريخي، تظهر الحقائق المعمدة بالدم والكبرياء والصمود وهو ما سطرته المقاومة الإسلامية حماس ومازالت في دحر جحافل الاحتلال الصهيو- أمريكي، فالقضية الفلسطينية المركزية عامة عربية- إسلامية، والنازيون الجدد الصهاينة شذاذ آفاق (مُلقطين) من كافة أصقاع الأرض.
تغيرت المعادلة وانقلبت الآية وقُهر الجيش (قاتل النساء والأطفال والشيوخ) بمجازر ومذابح بحرية ومحاولة تهجير سكان قطاع غزة الذين يمثلون القوة الضاربة أمام كيان الاحتلال المتعجرف.
اليمن منذ بداية حرب السابع من أكتوبر وقف إلى جانب المقاومة ومازال، الأمر الذي أدى إلى إنشاء تحالف غربي بقيادة أمريكا لضمان أمن إسرائيل، لكن التحالف تلاشى قبل ان يولد والمخطط كان هو عسكرة البحر الأحمر من أجل ضمان امن الصهاينة من القوة اليمنية فالبحر كان آمناً لمرور السفن التجارية عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي وكانت كل السفن تعبر بأمان وحرية عدا السفن المملوكة للكيان الإسرائيلي أو المتجهة نحوه أو المساندة له، لأن اليمن منذ اللحظة الأولى وعلى لسان قائد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي ومعه الشعب اليمني الذي اتخذ القرارات المناسبة لمنع أي سفن تدخل الى الموانئ الفلسطينية المحتلة، وكعادته مجلس الأمن القومي الأمريكي يبحث عن ذرائع منذ قيام كيان الاحتلال عام 1947م لعسكرة البحر الأحمر والسيطرة على شرايين التجارة العالمية تحت ذرائع واهية، فالموقف اليمني واضح، إيقاف المجازر الدموية على غزة ورفع الحصار وإدخال المشتقات النفطية والدواء والماء، وقد قال قائد الثورة في هذا الصدد (إذا تورط الأمريكي فهو تورط بكل ما تحمله الكلمة من معنى وليعرف الأمريكيون ان صهاينة أمريكا يسعون لتوريطها في ما ليس في مصلحتها، بل خدمة لإسرائيل)، ويضيف (لدينا نفس طويل بحمد الله للمواجهة والتصدي للعدو والثبات في مواجهة الاعتداءات، فشعبنا اليمني صمد تسع سنوات في مواجهة عدوان كبير ومازال الشعب اليمني مُحاصرا،ً فلا الأمم المتحدة استطاعت ان تكسر وتذيب الجليد والعنجهية الأمريكية الحامية للصهيونية بعبارات مطاطية في كل القرارات المنحازة والداعمة لإسرائيل، فإسرائيل أصبحت كالثور الهائج تخترق كل الاتفاقات الدولية في قوانين الحروب، لأنه وبكل وقاحة يعلن وزير الخارجية الأمريكي يهوديته وسط تل أبيب ومثله الصهيوني المتصهين (بايدن) وفي كل اجتماعات مجلس الأمن تقف الولايات المتحدة بكل وقاحة ضد قرار إيقاف الحرب الدموية على أبناء الشعب العربي الفلسطيني المحاصر في أرضه منذ 16 عاماً والهدف من هذا كله القضاء على المقاومة الإسلامية حماس وإنشاء قناة (بنجوريون)، فتلاشت أحلامهم وأطماعهم وها هو القائد يحيى السنوار بعث رسالة إلى رئيس وأعضاء المكتب السياسي لحركة حماس مجملها (ان كتائب القسام تخوض معركة شرسة وعنيفة وغير مسبوقة ضد الاحتلال الإسرائيلي وقد تكبد الاحتلال خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، فالقسام استهدف خلال الحرب البرية ما لا يقل عن خمسة آلاف جندي وضابط، قُتل ثلثهم وأصيب ثلثهم الآخر بإصابات خطيرة والثلث الأخير بإعاقات دائمة وتم تدمير 750 آلية عسكرية ما بين تدمير كلي وجزئي).
فكيف لأمريكا وأذنابها ان يستبيحوا دماء الفلسطينيين في مجازر وحشية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً؟ فأين محكمة الجنايات الدولية من جرائم العصر النازية؟؟؟
بالنسبة للموقف اليمني هو عقلاني يقف إلى جانب الاخوة الفلسطينيين ورفع الحصار عنهم وإيقاف جرائم الحرب، فأمريكا خلطت الأوراق وقفزت على المعايير بصورة واضحة توحي وتكشف للعالم الحر وقوفها إلى جانب (شرطي المنطقة) الذي غرس من قبل الغرب (أمريكا_ بريطانيا) منذ عام 1948م حتى اللحظة..
فكيف لأمريكا ان تقف الى جانب الكيان المحتل وتمنع اليمن من الوقوف الى جانب أبناء الأرض الأصليين؟!!!!
هي تريد خلق رأي عام معاكس للحقائق والوقائع التاريخية، فالإعلام المقاوم والمقاومة يتصفان بالحرية ومن خلال الإعلام وكشفت الحقائق ارتفع رصيد المقاومة على الأرض وخفت صوت الإعلام الماجور رغم الضخ ووقوف أمريكا بشكل سافر إلى جانب الجلاد ضد الضحية مثلها مثل المتخبط المهووس الحالم الذي أفاق من حلمه على غير ما كان يتوقع ولا تتورع أصوات قنوات وأقدام المأجورين إلى جانب الأذيال الحالمين بالكراسي الذين يسيرون بالريموت كنترول عن ممارسة الكذب والدجل وتزييف الحقائق ولا تتوارى تلك الأذيال عن الظهور بكل بجاحة، تلفق التهم من اجل إرضاء (الموساد) الذي اصبح هو وما يسمى برئيس حكومته (النتن) للبحث عن مخرج من الورطة وجرائم الحرب بحق الشعب الفلسطيني بأكمله.
فأبناء غزة يتعرضون للتشريد والتهجير من مكان إلى آخر والحصار الخانق والقاتل والإبادة الجماعية وتقطيع أشلاء الأطفال والنساء والشيوخ والمناظر المقززة لمدنيين عاديين اعُتقلوا ويصورونهم بدون ملابس لإيهام الرأي العام بأنهم مقاتلون ينتمون إلى حماس، انكسرت اليوم شوكة (الجيش الذي لا يُقهر) وبالمقابل جرجرت أمريكا بعض الدول الأوروبية والعربية ومنها (البحرين) التي تمثل واجهة بعض دويلات الخليج الزجاجية، فالتحالف فعلاً قد انهار قبل أن يولد.
أخيراً، التجربة اليمنية قد اثبتت نجاحها طوال التسع سنوات من الحرب التي استخدمت فيها كافة أنواع الأسلحة الدولية والمصنعة من قبل أمريكا وإسرائيل ولم تسلم منها حتى المقابر!!!
وها هي اليوم أمريكا تختلق أعذاراً واهية من اجل اشعال المنطقة في البحر الأحمر فالحذر واجب من غضب الشعوب.
وخارطة الطريق للسلام الذي ترنو اليه اليمن ولبنان والعراق وسوريا واضحة وغير معقدة، والتعامل بجدية وندية وإلا فإن المراوحة (مكانك سر) ستزيد من غضب الشعوب وتحول المصالح الغربية إلى هدف لسلاح المقاومة ولا يعتقد الغرب الأمريكي الصهيوني أن عقارب الساعة ستعود إلى الوراء، فالاقتصاد المُنهار الذي تكبده الكيان الإسرائيلي سيحتاج إلى عملية جراحية معقدة خاصة ورأس المال جبان وأمريكا هي سبب في تحويل معظم السفن التجارية التي كانت تعبر البحر الأحمر لتطوف حول الرجاء الصالح والحليم تكفيه الإشارة.
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي إلى جانب
إقرأ أيضاً:
سلاح المقاومة.. كيف تتعامل الأطراف مع الملف الشائك عسكريا وسياسيا؟
بدأت الأسئلة تطرح نفسها مؤخرًا حول ملف «نزع سلاح» المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، خاصة بعد أن أصبح هذا الموضوع ذريعة جديدة من الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو لعرقلة اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
المفارقة أن «سلاح المقاومة» أصبح في الواقع «وهميًا»، في ظل الضربات المكثفة التي يوجهها جيش الاحتلال الإسرائيلي على مدار الساعة، كما تنتشر القوات الإسرائيلية في معظم مناطق غزة بشكل شبه كامل، دون أن تتوقف هذه الهجمات أمام أي مقاومة حقيقية.
رغم ادعاءات الاحتلال حول قوة «سلاح المقاومة»، إلا أن الحقيقة هي أن هذه المقاومة لا تمتلك أسلحة ثقيلة أو متوسطة، فهي تفتقر إلى القاذفات الصاروخية المتنقلة، والدبابات، والطائرات المقاتلة، و السيارات المدرعة.
كما أن المقاومة لا تملك مدافع طويلة أو متوسطة أو حتى قصيرة المدى، وكل ما تمتلكه فعلاً هي أسلحة خفيفة، مثل الرشاشات وبعض القاذفات المحمولة على الكتف المعروفة باسم «آر بي جي»، وهي أسلحة منخفضة الكفاءة مقارنة بما يمتلكه جيش الاحتلال.
واستطاعت حماس والفصائل الأخرى الحصول على عدد محدود من هذه القاذفات في السنوات الماضية، حيث أُجريت بعض عمليات تطوير طفيف عليها. ومع مرور الوقت، من المؤكد أن معظم هذه الأسلحة قد تم استهلاكها أو أنها في طريقها إلى النفاد.
وقد تم تهريب هذه القاذفات من ليبيا عبر الفوضى الأمنية التي أعقبت أحداث 25 يناير 2011، حيث كان لإيران وجماعة الإخوان دور كبير في الخطوات اللوجيستية التي تمت، ليس لمواجهة إسرائيل فقط، بل لزعزعة الاستقرار في مصر والجوار.
الرشقات الصاروخية:ومن واقع عدد الضربات الصاروخية التي نفذتها المقاومة خلال الأشهر الأولى للحرب، فقد تضاءلت تمامًا في الفترة الأخيرة، بما يشير إلى تراجع القوة التسليحية للمقاومة، خاصة أننا لم نعد نرى «الرشقات الصاروخية» التي كانت تتم بشكل شبه يومي.
وبصرف النظر عن مدى فعاليتها، فلم يتم رصد حالة إصابة واحدة من جراء هذه الصواريخ المحدودة الفاعلية والمحدودة المدى أيضًا، فلم يكن لها تأثير مباشر سواء في التدمير أو القتل سوى «التخويف» فقط، في ظل مجتمع إسرائيلي ليس معروفًا عنه الشجاعة.
لكن الدعاية الصهيونية استغلت هذه «الرشقات» الصاروخية التي كانت تطلقها المقاومة على المناطق السكنية داخل الأراضي المحتلة، وكانت تروج في الإعلام الغربي بأن أسلحة الإرهاب تستهدف المدنيين «الآمنين» في محاولة لشيطنة المقاومة أمام المجتمع الدولي.
وبالتالي، فإن المردود الفعلي والحقيقي لهذه «الرشقات» الصاروخية كان يمثل عبئًا وليس سلاحًا حقيقيًا، تم استغلاله من قبل إسرائيل لتشويه سمعة المقاومة الفلسطينية رغم حق الشعب الفلسطيني في المقاومة المسلحة للاحتلال الإسرائيلي، لكن بمنهجية واصطفاف داخلي.
وأمام هذا الواقع، رأى مراقبون وطنيون أنه من مصلحة المقاومة أن تضع الاحتلال الإسرائيلي في حرج أمام المجتمع الدولي، وتعلن عن إلقاء السلاح، مع طلب ضمان أمنها وسلامتها من أي اعتداء إسرائيلي.
ويشير هذا الرأي إلى أن هذه الخطوة قد تسبب للكيان المحتل ارتباكًا في تكتيكاته، وتحرجه أمام العالم وأمام الداخل الإسرائيلي. خاصة أن الجناح المتطرف في حكومة نتنياهو يروج دائمًا بأنه يحارب إرهابيي حماس ليقضي على سلاحهم.
طبيعة السلاح:ويرى مراقبون أن سلاح المقاومة لا يوجد له حصر دقيق، ولا يعرف أحد مكانه. ومعظم السلاح بحوزتها هو سلاح صغير الحجم، يسهل إخفاؤه، وأقرب إلى السلاح الشرطي وبعض المتفجرات المحلية الصنع.
ويعتقد البعض أن المقاومة يمكنها استغلال الموقف الحالي لصالحها، بتسليم بعض هذه القطع أمام جهات دولية محايدة. لكن المقابل الآن هو وقف الحرب، وهو ما يحتاجه القطاع في ظل الدعم الأمريكي غير المحدود.
فالواقعية السياسية والاستراتيجية تشير إلى أنه لا يمكن لسلاح خفيف، حتى وإن كان تعداده بالعشرات أو الآلاف، مواجهة جيش مدجج بأحدث الأسلحة (مقاتلات F-16 وF-15 و(F-35 بالإضافة إلى منظومات متطورة.
ورغم انقسام الرأي داخل معسكر المقاومة ما بين مؤيد ورافض لمبدأ تسليم السلاح حاليًا، إلا أن الصوت الأعلى داخل المقاومة يتغلب على اتجاه تسليم السلاح. ويرى أن التمسك به هو الذي يعصمها من تغول جيش الاحتلال ويحمي سكان القطاع.
وقال قياديون في حركة حماس: إن سلاح المقاومة يمثل حياة الشعب الفلسطيني، ولا يمكن التفريط فيه تحت أي ظرف، مؤكدين أن الحركة لن تفاوض على سلاحها أو على من يحمل هذا السلاح في أي مرحلة.
وأوضح محمود مرداوي، القيادي في حركة حماس، أن مطالب نزع سلاح المقاومة هو طرح إسرائيلي خالص، ولم يصدر عن الجانب المصري. وأوضح أن مجرد الدخول في نقاش حول هذا البند يعد مرفوضًا تمامًا.
تعثر المفاوضات:وبينما تتعثر مفاوضات التهدئة، فإن حكومة نتنياهو تتمسك بنزع سلاح المقاومة، في مواجهة المطالب اليومية لعائلات المحتجزين التي تطالب بوقف الحرب وإبرام اتفاق وقف إطلاق نار، حرصًا على أرواح ذويهم المحتجزين لدى فصائل المقاومة والعمل على تحريرهم.
ويطالب كل من وزير المالية بتسئيل سموتريتش ووزير الأمن الداخلي بن جفير بانتهاز الفرصة المواتية والتأييد الأمريكي غير المسبوق، وإعادة احتلال قطاع غزة احتلالًا كاملاً، خاصة أن قطاع غزة يعد معقلًا لحركة حماس التي تسببت في كارثة 7 أكتوبر.
يأتي هذا رغم الانتقادات الداخلية المتصاعدة لاستمرار الحرب التي أصبحت بلا معنى بعد أكثر من عام ونصف العام. تزايدت الأصوات الرافضة لها، بما في ذلك مئات الأكاديميين وجنود الاحتياط والطيارين الرافضين.
اعتبر الرافضون الحرب خطرًا على المحتجزين، فضلاً عن كونها تحقق أهدافًا سياسية لنتنياهو ولا تحقق مصلحة الكيان المحتل. علقت حركة حماس على مطالب نزع سلاحها، وأكدت أنها ستقدم ردًا رسميًا بعد التشاور مع الفصائل في غزة.
أوضحت الحركة أنها لن تقبل باتفاقات جزئية لاستمرار المساعدات والغذاء ثم عودة الحرب. وأكدت أن هذا الأمر أصبح من الماضي، وأن سلاح المقاومة لا يمكن التفريط فيه.
ورغم الضغوط الإسرائيلية والمطالب الدولية، تظل حركة حماس والفصائل الفلسطينية متمسكة بسلاحها، معتبرة إياه حقًا شرعيًا لحماية الشعب الفلسطيني، في وقت يتزايد فيه التأييد للمقاومة ورفض الحلول الجزئية التي تكرر ويلات الحرب.
اقرأ أيضاًباحثة: التعليم فى فلسطين نوع من أنواع المقاومة ضد الاحتلال
مصطفى بكري: الدفاع عن الأرض حق مشروع.. فلماذا تطالبون بنزع سلاح المقاومة؟
بكري: أثق أن المقاومة ستتخذ قرارات تحمي شعب فلسطين.. والمراهنون على انقسام الصف واهمون