كيف تفاعل جمهور المنصات مع صورة محمد الضيف الجديدة؟
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
في ظل الغموض والمعلومات القليلة حوله، نشرت القناة 12 الإسرائيلية أمس الأربعاء صورة زعمت أنها للقائد العام لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) محمد الضيف (58 عاما) المطلوب الأول لتل أبيب، والذي تعرض لـ5 محاولات اغتيال في الأعوام 2001 و2002 و2003 و2006، وآخرها محاولة في 2014.
"صحة جيدة"؛ بهذه العبارة عنونت الصحافة الإسرائيلية الصورة التي انتشرت للضيف، والتي أظهرته بعين واحدة، بينما يكسو شعره الشيب، إلا أنه يتمتع بحالة صحية جيدة.
وبدأت الصورة بالانتشار على منصات التواصل العربي، وسادت حالة من السخرية من تأخر المخابرات والجيش الإسرائيلي في الكشف عن الصورة الحقيقة للضيف، بحسب مزاعم الصحافة الإسرائيلية.
#الجيش_الإسرائيلي يكشف عن #صورة_حديثة لـ #محمد_الضيف: بلا #عين لكن قادر على #الحركة – I24NEWS https://t.co/QGFJUSbZmE
— i24NEWS Arabic (@i24NEWS_AR) December 27, 2023
وقال مغردون على منصة إكس إنه لا يهمهم كثيرا ما إذا كانت صورة محمد الضيف التي نشرها الاحتلال صحيحة أم لا. المهم أنه بخير ويقود المعركة ضدهم ويثخن فيهم. والمهم أن الاحتلال يعتبر مجرد نشر صورته بعد أكثر من 80 يوما من العدوان الشامل إنجازا.
واعتبر آخرون أن الخبر أشبه بنكتة من المخابرات الإسرائيلية، إذ قامت بنشر صورة قالوا إنها مركبة بالذكاء الاصطناعي، بعد أن فشلت في معرفة مكان محمد الضيف، رغم كونه المطلوب الأول لهم.
لا يهم كثيراً ما إذا كانت صورة #محمد_الضيف التي نشرها الاحتلال صحيحة ام لا.
المهم انه بخير ويقود المعركة ضدهم ويثخن فيهم.
والمهم ان الاحتلال يعتبر مجرد نشر صورته بعد ٨٠ يوماً من العدوان الشامل إنجازاً.
والنعم ☺️
— سعيدالحاج said elhaj (@saidelhaj) December 28, 2023
قل من يقول إن صورة البطل #محمد_الضيف ليست صحيحة..
اقول ان الكيان قد تورط بنشر صورة القائد(وهي بالمناسبه صحيحة)
فإن لم تكن صحيحه اعتبر ذلك فشل على مدى 30 سنه ولا زالوا يطاردون شبح
وان كانت صحيحه يعتبر نصر لأن ردة الفعل لدى جمهور الكيان سيسأل
لم هو على قيد الحياة للان ؟
— Dг-OМДГ (@dr_omar1111) December 28, 2023
وقال بعض المدونين، إذا كانت صورة البطل الضيف ليست صحيحة، فهذا يعني أن الكيان قد تورط بنشر صورة القائد العسكري لكتائب عز الدين القسام حتى وهي ليست صحيحة، واعتبروا ذلك فشلا على مدى 30 سنة، ولا يزالون يطاردون شبحا.
أما إن كانت الصورة صحيحة، فلا يعتبر هذا نصرا، لأن ردة الفعل لدى جمهور الكيان أنه سيسأل لم هو على قيد الحياة لحد الآن؟
قد تكون معدلة او حقيقية … كل الاحتمالات واردة
قمت بفحص الصورة التي نسبت لمحمد الضيف باحدى ادوات المسح لمعرفة هل هي معدلة ببرامج الذكاء الاصطناعي ام لا …
كما ترون بنسبة 72,59% تبين انها ذكاء اصطناعي … و قمت بمقارنتها بصورة اخرى فاعطت نتيجة مغايرة.#محمد_الضيف #غزة #فلسطين pic.twitter.com/PFwbxotAYK
— Abdelmoundji Khelladi | عبد المنجي خلادي (@KAbdelmoundji) December 27, 2023
أما على الفضاء الأزرق في فيسبوك، فقد اعتبر رواده نشرَ الإعلام العبري صورةً يزعم أنها للضيف (أبو خالد) "لعبا في الوقت البدل الضائع من كيان مجرم يريد بأي طريقة حفظ ماء وجهه".
الإعلام العبري وصف الخبر بالأمر المحفز لصفوف كتائب القسام، وهذا لأهمية الدور الذي يلعبه أبو خالد شبح الاحتلال.
وقال الجنرال في جيش الاحتياط تمير هايمان -وهو مدير معهد أبحاث الأمن القومي سابقا- إن الضيف "يملك قدرة إدراكية، ولقد أصبح رمزا وأسطورة بعد نجاته من عدة محاولات اغتيال، وبمجرد ذكر اسمه فإن ذلك يحفز المقاتلين الفلسطينيين".
وتسعى قوات الاحتلال منذ بداية العدوان على غزة لتشديد عملياتها العسكرية في القطاع، بهدف الوصول إلى قادة حماس الذين تقول إنهم قاموا بالتخطيط وتنفيذ عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: محمد الضیف
إقرأ أيضاً:
مسمار في نعش الكيان الصهيوني
حاتم الطائي
◄ القرار التاريخي إدانة دولية غير مسبوقة لمجرمي الحرب الإسرائيليين وداعميهم
◄ 124 دولة مُلزمة بتنفيذ قرار القبض على مجرمي الحرب الإسرائيليين
◄ يقظة الشعوب الحُرّة حول العالم كان لها الفضل الأكبر في استصدار القرار
لم يكن القرارُ التاريخيُّ والشجاعُ من المحكمةِ الجنائيةِ الدوليةِ بإصدار أمر اعتقالٍ بحق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي المُجرم بنيامين نتنياهو ووزير حربه السفّاح يوآف جالانت، مجرد إدانة غير مسبوقة لمجرمي الحرب الإسرائيليين وحسب؛ بل إدانة عالمية تاريخية للحركة الصهيونية الإجرامية العنصرية، ولكل داعميها من الأمريكيين والأوروبيين، وكل من تواطأ وصَمَتَ عن جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والتجويع، ولكل من خَذَلَ الشعب الفلسطيني ولم يقف بجانبه ولو بكلمة!
صدر القرار بعد أكثر من 414 يومًا من العدوان البربري الدموي ضد شعب فلسطين في قطاع غزة، مع تدمير كامل للبنية التحتية والمنازل فوق رؤوس ساكنيها، واستشهاد أكثر من 44 ألف شهيد وإصابة ما يزيد عن 105 آلاف فلسطيني، كثيرٌ منهم يُعانون من إعاقة دائمة أو بتر في الأطراف أو استئصال لأحد أعضاء الجسد، فضلًا عن عشرات الآلاف من المفقودين تحت الأنقاض، وأمثالهم من الأسرى الذين اُعتقِلوا ظلمًا وعدوانًا على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلية.
صدر القرار رغم المحاولات المُستميتة من الكيان الفاشي الإسرائيلي لإثناء قضاة العدالة عن قرارهم، وإعلان كثير منهم عن تعرضهم لرسائل تهديد بالقتل والتنكيل، علاوة على ابتزاز المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، من خلال تلفيق قضية أخلاقية بحقه، لا أساس لها من الصحة؛ بل هي محاولة يائسة للانتقام من الرجل الذي قاد جهود استصدار مذكرة الاعتقال الدولية بحق مجرمي الحرب الإسرائيليين.
صدر القرار رغم أنف الولايات المُتحدة المُلطخة يداها بدماء الشعب الفلسطيني، في ظل الدعم العسكري اللامتناهي لإسرائيل، والدعم الاستخباراتي والأمني لهذا الكيان السرطاني البغيض. إذ لم تتوانَ واشنطن منذ اليوم الأول من العدوان عن تقديم كافة أوجه الدعم لدولة الاحتلال؛ عسكريًا من خلال شحنات السلاح والمعدات والطائرات وغيرها، وسياسيًا عبر استخدام حق النقض "فيتو" في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وممارسة الضغوط السياسية وغيرها ضد دول المنطقة من أجل عدم اتخاذ موقف رسمي موحَّد ضد العربدة والإجرام الصهيوني.
صدر القرار ليؤكد للعالم أجمع أنَّ العدالة لا بُد وأن تأخذ مجراها، حتى ولو طال الأمد؛ حيث إننا نعلم أن مثل هذه القضايا ربما تستغرق سنوات طويلة لإصدار حكم فيها، كما إن المحكمة لا تملك أي سلطات تنفيذية لتنفيذ الحكم، باستثناء أن الدول المُوقّعة على "نظام روما الأساسي"، مُلزمةً دون اختيار منها بتنفيذ أي قرار يصدر عن المحكمة الجنائية الدولية، وهذا يعني أن جميع هذه الدول المنضوية تحت "نظام روما" (وعددها 124 دولة) مُلزمة قانونًا بتنفيذ قرار الاعتقال، ولاحقًا قرار الإدانة.
ورغم أنَّ الولايات المتحدة ليست عضوًا في "نظام روما" أي أنها غير مُلزمة باعتقال نتنياهو وجالانت، إلّا أنها استشاطت غضبًا من صدور قرار الاعتقال، وأطلقت نيران هجومها على المحكمة، في موقف يعكس مستوى الانحطاط السياسي الذي بات يُهمين على السياسات الأمريكية، الدولة التي يُفترض بها أن تكون نصيرًا للعدالة والمساواة وحقوق الإنسان، والتي لطالما تشدقت بها وابتزت بها جميع دول العالم، وتفاخرت بما يُسمى بـ"العدالة الدولية"، لكن عندما يأتي الأمر إلى إسرائيل تنقلب الموازين، وتتكشف العورات السياسية القبيحة، وتتجلى ازدواجية المعايير في موقف مُخذٍ يؤكد أننا ما زلنا نعيش في عالم يسوده قانون الغاب؛ حيث القوي بإمكانه التهام الضعيف دون مُحاسبة.. لكن هيهات هيهات.. لقد انتهى زمن إفلات إسرائيل من العقاب، وولَّت حقبة الهروب من المساءلة بلا رجعة.
لا شك لديَّ أن المحكمة الجنائية الدولية استندت في قرارها العادل والمُنصف، على حقيقة الوضع الكارثي وغير الإنساني في قطاع غزة، في تأكيد دولي لا مثيل له على الجرائم البشعة التي ارتكبتها دولة الاحتلال المُجرمة في غزة، وهو ما يُفنِّد الأكاذيب الصهيونية التي ظلّت تُشكك في أعداد الشهداء والمصابين وضحايا هذا العدوان طوال فترة الحرب وحتى الآن.
ومن المُؤكد أنَّ يقظة الشعوب الحرة حول العالم كان لها الفضل الأكبر في الضغط على جميع المؤسسات الدولية ودعم قضاة المحكمة في قضيتهم العادلة، فلقد شاهدنا- وما نزال- المظاهرات الحاشدة حول العالم المُندِّدَة بهذا العدوان الدموي الإجرامي على قطاع غزة، واعتصامات الطلبة الأحرار في أكبر جامعات أمريكا وأوروبا، إلى جانب التنديد الشديد بكل ما يمُت لدولة الاحتلال بصلة، حتى لفرق كرة القدم الإسرائيلية التي باتت منبوذة في كل البطولات والمنافسات. أضف إلى ذلك العزلة الدولية لهذا الكيان المُجرم، وفرار مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى الخارج، فيما بات يُعرف بـ"الهجرة العسكية"؛ حيث عاد هؤلاء إلى أوطانهم التي قدموا منها للاستيطان في فلسطين المحتلة، بعدما زيّنت لهم حكومة الاحتلال الأوضاع ومنحتهم الأموال والمنازل والأراضي.
لقد قيل على لسان بعض المسؤولين إنهم أنشأوا المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة الديكتاتوريين والمستبدين في العالم الثالث، لذلك يستنكفون أن يمثل مجرمو الحرب الإسرائيليون أمام هذه المحكمة صاغرين، ما يؤكد أنَّ النظام العالمي القائم حاليًا على أحادية القطب بقيادة الولايات المتحدة أثبت فشله، وتأكد الجميع من حجم الظلم الواقع على عاتق الشعوب المُستضعفة.
ويبقى القول.. إنَّ القرار التاريخي للمحكمة الجنائية الدولية باعتقال مجرميْ الحرب نتنياهو وجالانت بمثابة مسمار غليظ في نعش الصهيونية البغيضة، وهو ما يُبشِر بزوال هذا الكيان المُجرم قريبًا، ويُؤكد للعالم أجمع أنَّ دماء الشعب الفلسطيني لن تذهب سُدى، وعلى حُكام وقادة العالم أن يدعموا ويؤيدوا قرار المحكمة الجنائية الدولية، وذلك بالتوازي مع المُحاكمة الجارية في محكمة العدل الدولية؛ إذ لأول مرة في التاريخ تُحاكم إسرائيل على إجرامها أمام أكبر مؤسستين للعدالة الدولية في العالم، وما من ريبٍ أنَّ العدالة ستأخذ مجراها، وإذا ما أخفقت عدالة الأرض، فإنَّ عدالة السماء نافذة ولا رادَّ لها، وهذا يقينُنا في الله عزَّ وجلَّ.
رابط مختصر