أطلق مركز جامع الشيخ زايد الكبير خدمة الجولات الثقافية الليلية (سُرى) في الجامع للزوّار طوال الليل، لتصبح زيارة الجامع متاحة على مدى 24 ساعة، بهدف نشر رسالته الحضارية الداعية إلى التسامح والتقارب الثقافي، وتأكيداً للمكانة المرموقة التي يحتلها الجامع على خريطة السياحة العالمية.

ويهدف تخصيص المركز خدمة الجولات الثقافية الليلية (سُرى) في رحاب الجامع، بالدرجة الأولى، إلى إتاحة فرصة زيارة الجامع لزوّار إمارة أبوظبي ودولة الإمارات، ضمن الساعات المحدودة لانتظار تحويل رحلات التوقُّف الدولية (الترانزيت)، ولِمَن لم تتسنَّ لهم زيارة الجامع خلال ساعات الزيارة الرسمية.

وعلى الراغبين بزيارة الجامع في الجولات الثقافية الليلية حجز الموعد عبر الموقع الإلكتروني للمركز.

واختير اسم (سُرى) لتجسيد رسالة الجامع في إحياء الموروث الثقافي العربي والإسلامي من خلال إحياء مفردات اللغة العربية، إذ يعني الاسم المسير ليلاً، ليدلَّ على وقت زيارة الجامع.

ويعدُّ إطلاق الجولات الثقافية الليلية (سُرى) إضافة نوعية لمنظومة خدمات المركز، وسابقة على مستوى المعالم الثقافية والسياحية في العالم، ليؤكِّد دأب جامع الشيخ زايد الكبير المستمر على تطوير برامجه وخدماته إثراءً لتجربة مرتاديه من مختلف ثقافات العالم.

ولا تقلُّ الجولات الثقافية الليلية ثراءً عن غيرها من الجولات التي تُقدَّم خلال ساعات العمل الرسمية، بل إنَّ الملتحقين بهذه الجولات، سيحظون بفرصة التعرُّف على جوانب جديدة للجامع، لم يسبق للزوّار الاطلاع عليها، مثل أعمال الصيانة الدورية، وأعمال التنظيف التي تتم في الجامع خلال أوقات الجولة، وسيتاح لهم أيضاً الاستمتاع بأجواءٍ من الهدوء والسكينة التي تعمُّ الجامع ليلاً. وتتيح الجولات الليلية التعرُّف على جماليات العمارة الإسلامية بشكل مختلف خلال تناغمها ليلاً مع سحر الإضاءة القمرية الفريدة، التي صُمِّمَت لتتزامن بدرجات سطوعها مع منازل القمر، بدءاً بالضوء الأزرق الخافت تزامناً مع الهلال، بحيث تزداد الإضاءة سطوعاً بشكلٍ تدريجيٍّ إلى أن تصل إلى اللون الأبيض الساطع تزامناً مع (البدر)، ثمَّ تعود الإضاءة تدريجياً ليقلَّ سطوعها وصولاً إلى اللون الأزرق الداكن الذي يتزامن مع اختفاء القمر، بادئاً دورته من جديد بعد ذلك.

وتمتد الجولة الثقافية الليلية (سُرى) أربعين دقيقة، تُقدَّمُ للملتحقين بها، من خلال جهاز الوسائط المتعددة «الدِّليل»، الذي يأخذهم في جولات ثقافية استثنائية، موظفاً التقنيات المبتكرة للواقع الافتراضي المعزّز، من خلال المقاطع الحسّية الحيَّة، والمؤثرات الصوتية والبصرية المصاحبة، والواقع المعزّز الذي يظهر عناصر الجامع تلقائياً بالتزامن مع مسار الزيارة، وحزمة ألعاب وأنشطة تفاعلية للأطفال، مقدِّماً محتواه بـ14 لغة، وشاملاً فئات أصحاب الهمم من المكفوفين والصم، متيحاً للجميع فرصة التعرُّف على دور مركز جامع الشيخ زايد الكبير في التعريف بالثقافة الإسلامية السمحة، ومد جسور التقارب مع مختلف ثقافات العالم، إضافةً إلى تعريفهم بتاريخ تأسيس الجامع، وما تزخر به عمارته الإسلامية من ثراء في الفنون والتصاميم المستلهمة من أروع ما جادت به الحضارة الإسلامية، لتعكس جمال انسجام الثقافات وتناغمها في عمل إبداعي واحد.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

«البحوث الإسلامية» يطلق مبادرة «معًا لمواجهة الإلحاد» لتحصين المجتمع بالوعي والفكر المستنير

أطلق مجمع البحوث الإسلامية، مساء أمس الخميس، عبر منصَّة «تليجرام»، أولى فعاليات مبادرته «معًا لمواجهة الإلحاد»، بحضور نخبة من العلماء، ومشاركة واسعة من الوعَّاظ والواعظات؛ كخطوة عملية تهدف إلى تحصين الشباب، وتعزيز الإيمان بالفكر والحُجَّة.

فِكر يواجه الفكر


افتتح اللقاء فضيلة أ.د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، بكلمة أكَّد فيها أنَّ ظاهرة الإلحاد، رغم أنها طارئة على تاريخ البشرية فإنها أصبحت من أبرز التحديات الفكرية التي تواجه المجتمع اليوم، لا سيَّما في ظل انتشارها عبر وسائل التواصل الاجتماعي،  مشيرًا إلى أنَّ الحركاتِ الإلحاديةَ تعتمد على التشكيك في الثوابت واستغلال الجوانب النفسية والاجتماعية للشباب؛ ممَّا يستدعي مواجهة واعية ومتعمِّقة.

وأوضح د. الجندي، أنَّ المبادرة تسعى لإعادة ضبط البوصلة الفكرية للشباب، بحيث يتمكَّنون من التمييز بين الحقائق العلمية الموثوقة والأفكار المشوَّهة التي تُروَّج تحت ستار الحرية الفكرية، داعيًا إلى تبنِّي خطاب علمي عقلاني يعتمد على أدلة واضحة ومنطق متين.

وشدَّد الأمين العام على أهميَّة دَور العلماء والوعَّاظ في توصيل رسائل الإسلام التي تحترم العقل والمنطق، وتجيب عن تساؤلات العصر بأسلوب يقبله الشباب، لافتًا إلى أنَّ دَور المبادرة لا يتوقَّف عند النقاش العلمي فقط؛ بل يمتدُّ إلى إعادة صياغة العَلاقة بين الدين والعلم بشكل يُظهر التكامل بينهما، بعيدًا عن التناقض المزعوم الذي يروِّج له الملحدون.

واختتم الدكتور محمد الجندي كلمته بالإشارة إلى أنَّ الإسلام يدعو إلى البحث والتأمُّل، ويُكرم العقل كأداة للمعرفة والتدبُّر، مبيِّنًا أن هذا النَّهج يجعل الإسلام قادرًا على مواجهة الشبهات كافَّة التي تتعرَّض لها العقيدة الإسلامية.

رؤية عميقة وأهداف طموحة


من جانبها، أوضحت أ.د. إلهام محمد شاهين، الأمين المساعد لشئون الوعظات بالمجمع، أنَّ المبادرة تهدف إلى معالجة خطر الأفكار المضلِّلة التي تُبثُّ بشكل مكثَّف عبر منصَّات التواصل الاجتماعي، وما تسبِّبه من زعزعة لإيمان الشباب، وأنَّ المبادرة تسعى إلى غرس قِيَم الإيمان واليقين في نفوس الشباب، من خلال تسليحهم بالمعرفة والوعي، وإيجاد بيئة حوارية تُتيح للمشاركين تبادل الأفكار والخبرات.

وأشارت د. شاهين إلى أنَّ أحد الأهداف المهمَّة للمبادرة هو اكتشاف المواهب والعقول المفكرة بين الوعَّاظ والواعظات، والعمل على إعداد كوادر متميِّزة تكون قادرة على قيادة النقاشات الفكرية والدفاع عن الإسلام بأسلوب علمي ومقنع، ممَّا يسهم في بناء جيل من الشباب الواعي والقادر على مواجهة الشبهات.

أمين الفتوى يوضح حكم بيع الذهب بالذهبما حكم الصلاة في الأوقات المكروهة؟.. أمين الفتوى يجيب

شبهات تحت المجهر


وفي مداخلة علمية شاملة، قدَّم أ.د. جميل تعيلب، أستاذ العقيدة والفلسفة، ردًّا قاطعًا على شبهة (مَن خلق الله؟)، موضِّحًا أنَّ هذا السؤال ينطوي على تناقض منطقي؛ إذْ إنَّ الخالق -وَفقًا للتعريف الإيماني- هو الله المتَّصف بالأزليَّة، فلا بداية له، ولا يخضع لقيود الزمان والمكان، وأنَّ هذا السؤال يُظهر فهمًا خاطئًا لطبيعة الألوهية؛ إذْ يُسقط خصائص المخلوق على الخالق، وهو ما يُعدُّ مغالطةً واضحةً.

وانتقل د. تعيلب إلى تفنيد نظرية (التطوُّر)، مبيِّنًا أنَّ العديد من أُسُسها يتناقض مع الحقائق العلمية والمنطقية. وأنَّ السجل الأحفوري الذي يُفترض أنه داعمٌ للنظرية، يكشف عن فجوات كبيرة بين الأنواع، مع غياب ما يُسمَّى بـ(الأشكال الانتقالية)؛ ممَّا يُضعف مزاعم النظرية حول تحوُّل الكائنات تدريجيًّا عبر ملايين السنين.

وأشار أستاذ العقيدة والفلسفة إلى التعقيد المُذهِل في الكائنات الحيَّة، مؤكِّدًا أنَّ الأنظمة الدقيقة داخل الخلية الواحدة؛ مثل: الحمض النووي (DNA)، لا يمكن تفسيرها بالصدفة أو الطفرات العشوائية، لافتًا إلى أنَّ الطفرات -في معظمها- تسبِّب أضرارًا للكائنات الحيَّة بدلًا من تحسينها؛ ممَّا يجعلها غير قادرة على تفسير التنوُّع الهائل في الحياة، وأنَّ هذا التعقيد يشير بوضوح إلى وجود خالق حكيم عليم.

وشدَّد الدكتور جميل تعيلب في نهاية حديثه على أهميَّة تسليح الشباب بالوعي العلمي والديني لمواجهة مثل هذه الأفكار، مؤكِّدًا أنَّ الإسلام يمتلك إجابات منطقية لكل الشبهات، وأنَّ الاستناد إلى العلم والفكر هو السبيل الأقوى لتحصين المجتمع من هذا الفكر المنحرف.

نقاش وتفاعل حي


وتميَّز اللقاء بحوار مفتوح مع الوعَّاظ والواعظات أثار نقاشاتٍ ثريَّةً بين المشاركين؛ ممَّا يعكس الأثر الإيجابي للمبادرة في تسليط الضوء على القضايا الإلحادية وتقديم ردود علمية تعزِّز وعي المجتمع، ومِنَ المقرَّر أن تستمر المبادرة ببرامجَ أسبوعيةٍ تُتيح الفرصة للتفاعل البنَّاء وتطوير مهارات الوعَّاظ والواعظات في مواجهة هذه التحديات الفكرية الراهنة.

مقالات مشابهة

  • خبير أثري: افتتاح المتحف المصري الكبير يعزز السياحة الثقافية بالدولة
  • «البحوث الإسلامية» يطلق مبادرة «معًا لمواجهة الإلحاد» لتحصين المجتمع بالوعي والفكر المستنير
  • خبير: المتحف المصري الكبير رسالة هامة لتعزيز السياحة الثقافية
  • خبير أثري: المتحف المصري الكبير أيقونة لنشر السياحة الثقافية
  • اليافعي يتفقد المنشآت الثقافية والسياحة التي استهدفها العدوان في الحديدة
  • اقتربت اللحظة التي طال انتظارها.. موعد افتتاح المتحف المصري الكبير وهذه أسعار التذاكر
  • في إطار الاحتفاء بعيد جمعة رجب.. قيادات وزارة التربية والتعليم يزورون الجامع الكبير بصنعاء
  • قيادات وزارة التربية والتعليم يزورون الجامع الكبير بصنعاء
  • رئيس وزراء نيوزيلندا يزور جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي
  • مغادرة الطائرة الإغاثية السعودية الحادية عشرة التي يسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة لمساعدة الشعب السوري