ما بين زلازل وبراكين وإعصار أتى على الأخضر واليابس وخلف وراءه آلاف القتلى والمشردين تلخص عام 2023 ، فكوكب الأرض لم يكن على وفاق مع الطبيعة وجراح الملايين خير شاهد على غضبات الكون هذا العام.

شراقي: زلازل ضربت مناطق قريبة من سد النهضة والقشرة الأرضية الإثيوبية السبب العالم الهولندي يحذر من زلازل عنيفة الفترة القادمة.

. الكوكب في خطر

كان عام 2023 عاما حافلا بالكواراث الطبيعة، فلم يلبث العام أن يخطو شهره الأول حتى ارتجت الأرض رجًا تحت وقع زلزال تركيا الأشهر، والذى راح ضحيته 67 ألف شخص، 

زلزال تركيا وسوريا 
 

في صباح 7 فبراير الماضي ، هز زلزال تركيا وسوريا منطقة الشرق الأوسط، فلقي أكثر من 67 ألف شخص مصرعهم بعد أن ضربت سلسلة من الهزات الأرضية المدمرة أجزاء من تركيا وسوريا المجاورة يوم 6 فبراير، فانهارت آلاف المباني، وحُصر العشرات أسفلها.. وحدثت معظم الأضرار بسبب الزلزالين اللذين بلغت قوتهما 7.8 و7.7 درجة في أنطاكيا خلال ساعات، فيما يقدر بأن يكون أكبر الزلازل في تركيا منذ عام 1939.

و لقي ما يقدر بنحو 59 ألف شخص في جنوب ووسط تركيا مصرعهم، بينما لقي أكثر من 8000 مواطن في سوريا التي مزقتها الحرب حتفهم، وكانت مدينتا شانلي أورفا وحلب التاريخيتان من بين المتضررين.

زلزال المغرب "الحوز"

يُعد زلزال المغرب الأقوى والأكثر دموية في تاريخ المغرب الحديث و الذي ضرب المغرب في 8 سبتمبر 2023 ليل الجمعة وأسفر عن سقوط 2900 قتيلاً، و5500 مصاباً.

بلغت شدة  زلزال المغرب 6.8 درجة على مقياس ريختر منطقة إقليم الحوز بجهة مراكش آسفي بالمغرب وحدث نتيجةً لصدع مائل ضحل تحت سلسلة جبال الأطلس الكبير.

خلَّف الزلزال أكثر من 2900 قتيل و5500 جريح مُعظمهم بأقاليم الحوز و‌تارودانت و‌شيشاوة، كما تضررت العديد من المباني والمعالم التاريخية بكُل من مراكش و‌تارودانت و‌أكادير و‌ورزازات.

و شعرَ بالزلزال سكان عشرات المدن المغربية بما في ذلك أكادير و‌الدار البيضاء و‌الرباط و‌المحمدية والقنيطرةونواحيها، كما وصل مدى الهزات إلى الدول المُجاورة مثل إسبانيا و‌البرتغال و‌الجزائر.

إعصار  ليبيا "دانيال"

ولم تمر الساعات حتى ضرب اعصار دانيال شمال شرق ليبيا يوم الأحد 10 سبتمبر ، مصحوباً برياح قوية وأمطار غزيرة أدت إلى فيضانات هائلة ودمار ووفيات تعرضت البنية التحتية لأضرار بالغة، مخلفًا ورائه 5300 قتيل، وفق آخر إحصائية صدرت عن وزارة الداخلية.

فيما صرحت جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر طارق رمضان: "لا نملك أرقاما نهائية" لعدد القتلى 

وفيما يخص الضحايا المصريين، فقد تم تسليم 75 جثمان من العمالة المصرية الذين قضوا في مدينة درنة، وهناك قرابة 40 مفقود مصري في مدينة درنة، كما  المتحدث باسم وزارة الداخلية، عن دفن بعض الضحايا من جنسيات أخرى سواء المصرية أو السورية أو الفلسطينية بلغ عددهم 150 ضحية.

زلزال الصين 

وبطبيعة الحال لم ينتهى العام إلا بنكبة أخرى ، فمنذ ايام ارتجت الصين تحت وقع أحد أقوى الزلازل التي شهدتها في السنوات الأخيرة وأودى بحياة ما لا يقل عن 149 شخصا في منطقة نائية بشمال غرب البلاد، فيما لا يزال شخصان في عداد المفقودين بعد الزلزال الذي بلغت قوته 6.2 درجة والذي وقع قبل أسبوع.

وكان مركز الزلزال يمتد بين إقليمي قانسو وتشينغهاي في منطقة يقطنها العديد من أبناء قومية هوي الصينية، وهي أقلية مسلمة.

وكان قانسو الأكثر تضررا من الزلزال، وذكرت وسائل الإعلام الرسمية الصينية أن أكثر من 200 ألف منزل دُمرت وأن 15 ألف منزل على وشك الانهيار.

وأدت الهزات الأرضية القوية إلى نزوح 145 ألف شخص، وأسفرت عن مقتل 117 شخصا وإصابة 781 آخرين في الإقليم حتى 22 ديسمبر .

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: زلازل براكين كوكب الأرض الطبيعة زلزال تركيا وسوريا ألف شخص أکثر من

إقرأ أيضاً:

كيف تفوقت تركيا على مصر والولايات المتحدة في منطقة القرن الأفريقي؟

نشرت مجلة "ناشونال إنترست" تقريرًا يناقش الدور المتزايد لتركيا في منطقة القرن الأفريقي؛ حيث نجحت وساطتها بين إثيوبيا والصومال في إنهاء صراع طويل بينهما، بينما يسلط النفوذ التركي المتزايد الضوء على ضعف تأثير كل من مصر الولايات المتحدة في المنطقة مؤخرًا.

وقالت المجلة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن إنهاء تركيا للخصومة التي دامت قرابة عقد من الزمن بين إثيوبيا والصومال يعد تطورًا مرحبًا به من أجل الاستقرار الإقليمي، لكنه يعقد استراتيجية مصر الإقليمية، التي لا تزال منخرطة بفاعلية في هذا النزاع.

وقد أشاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالاتفاق ووصفه بأنه "اتفاق تاريخي"، وينص الاتفاق على موافقة إثيوبيا والصومال على "ترك الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية وراء ظهورهما"؛ حيث يمنح الاتفاق إثيوبيا منفذًا بحريًا "موثوقًا وآمنًا ومستدامًا" تحت السيادة الصومالية، في إشارة ضمنية إلى أن أديس أبابا ستلغي اعترافها بدولة أرض الصومال.


وبلغت التوترات بن البلدين ذروتها في كانون الثاني/يناير الماضي عندما أفادت تقارير أن إثيوبيا غير الساحلية أبرمت صفقة مع أرض الصومال لاستئجار ميناء وقاعدة عسكرية مقابل الاعتراف بها، وقد اعتبرت الصومال الصفقة انتهاكًا لسيادتها. أما مصر، المتورطة في نزاعها الخاص مع إثيوبيا حول موارد مياه النيل، فقد دعمت الصومال كجزء من استراتيجيتها الأوسع نطاقًا للضغط على إثيوبيا.

وبحلول شهر آب/ أغسطس الماضي، أفادت التقارير أن مصر نشرت 10 آلاف جندي وأرسلت شحنتين من الأسلحة إلى مقديشو، وأعربت أديس أبابا عن قلقها من وصول القوات والأسلحة، قائلة إن ذلك قد يؤدي إلى تفاقم الوضع الأمني في الصومال، وأن الأسلحة قد تقع في أيدي الجماعات المسلحة مثل حركة الشباب.

وفي مقابلة مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في 18 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أكد التزام القاهرة بأمن الصومال بعد استكمال إثيوبيا للمرحلة الخامسة من ملء سد النهضة الإثيوبي، كما كشف عبد العاطي عن أنه كرر اعتراضه على الإجراء الأحادي الجانب الذي اتخذته إثيوبيا في رسالة إلى مجلس الأمن القومي الموحد، وقد ردت أديس أبابا برسالتها الخاصة إلى مجلس الأمن الدولي، متهمةً مصر بتوجيه تهديدات متكررة باستخدام القوة. وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أرسلت مصر شحنة أسلحة ثالثة إلى الصومال.


وأضافت المجلة أن العلاقات بين مصر وتركيا شهدت تقاربًا حذرًا في الوقت نفسه؛ حيث استقبل أردوغان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأنقرة في أيلول/سبتمبر الماضي، في أول زيارة للسيسي إلى تركيا، وكانت العلاقات بين البلدين متوترة منذ سنة 2013 عندما أدان أردوغان الانقلاب العسكري الذي قام به السيسي ضد الرئيس المصري آنذاك محمد مرسي.

وقد بدأت هذه الديناميكية في التحول سنة 2020 عندما أعاد أردوغان تقييم إستراتيجيته؛ فإصلاح العلاقات مع تركيا قد يساعد على تحييد التهديدات الإقليمية لمصر وتعزيز اقتصادها المتعثر، وبالنسبة لأردوغان، توفر إعادة بناء العلاقات مع القاهرة فرصة لإعادة تأكيد دور تركيا الإقليمي، والسعي إلى الاندماج في منتدى غاز شرق المتوسط.

ومن خلال وساطته مع الصومال وإثيوبيا، وجّه أردوغان ضربة للنفوذ المصري في المنطقة، مما يضطر مصر إلى إعادة تقييم إستراتيجيتها، وبينما قد يوفر دفء العلاقات بين القاهرة وأنقرة بعض البدائل، إلا أن نجاح تركيا في هذه الحالة يؤكد قدرتها على التفوق على مصر على الساحة الإقليمية.


إن هذه الصفقة تُظهر تنامي نفوذ أنقرة على الساحة العالمية؛ فقد أوضح أردوغان أنه يرغب في توسيع بصمة تركيا في أفريقيا وخارجها، حتى في مناطق النفوذ الأمريكي التقليدي، في تذكير بأن تركيا تتحدى بنشاط ديناميكيات القوى التقليدية، وغالبًا ما يكون ذلك على حساب الولايات المتحدة وحلفائها.

وهذه ليست الحالة الوحيدة التي تهيمن فيها تركيا على العناوين الرئيسية، فقد أصبحت تركيا أكثر قوة في الشرق الأوسط الأوسع، وخاصة في سوريا؛ حيث دعمت انتفاضة الثوار الأخيرة التي أسقطت نظام الأسد وفاجأت العالم بأسره، وأظهرت عجز روسيا وإيران عن دعم حليفهما، مما يشير إلى اهتمام تركيا بتأكيد إرادتها في جميع المجالات التي تبدو فيها واشنطن غائبة أو مشتتة للغاية بسبب العملية الانتقالية بين إدارتي بايدن وترامب.

وقالت المجلة إن المناورة التركية يجب أن تكون بمثابة جرس إنذار للولايات المتحدة، فبينما يتم تهميش منطقة القرن الأفريقي في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، فإن المنطقة تبقى ذات أهمية إستراتيجية لمواجهة عدم الاستقرار، وكبح التطرف، وتأمين الطرق البحرية الرئيسية في القارة الأسرع نموًا في العالم.
 
وبدون وجود إقليمي؛ تخاطر واشنطن بالتنازل عن نفوذها لقوى أخرى، ويمكن للوساطة الفعالة في النزاع على النيل بين مصر وإثيوبيا أن تعيد المصداقية الأمريكية وتحقق الاستقرار في القرن الأفريقي، وقد يؤدي الفشل في القيام بذلك إلى تعميق التصدعات بين حلفاء الولايات المتحدة، وإضعاف نفوذها في مشهد عالمي يزداد تنافسية ومنح أنقرة فرصة أخرى لتعزيز مكانتها.

مقالات مشابهة

  • زلزال عنيف يهز فاناتو بالمحيط الهادئ
  • زلزال يضرب اسطنبول
  • الشبكة الوطنية لرصد الزلازل تسجل زلزالا هز فانواتو
  • جزيرة مايوت المنسيّة في مواجهة إعصار شيدو.. أكثر من 21 قتيلا ومئات الجرحى
  • فانواتو ترفع تعليق الرحلات الجوية التجارية بعد الزلزال
  • خبير زلازل: تحوّل البحر الأحمر إلى محيط مستقبلاً
  • كيف تفوقت تركيا على مصر والولايات المتحدة في منطقة القرن الأفريقي؟
  • نيوزيلندا في حالة طوارئ بعد زلزال فانواتو.. دمار في البنية التحتية والمئات في عداد المفقودين
  • بعد زلزال مدمر.. إعصار يهدد جزيرة فانواتو بالمحيط الهادي
  • فرنسا تفعل حالة الكارثة الطبيعية الاستثنائية في مايوت بعد إعصار شيدو