جنرال إسرائيلي يكشف صناعة الكذب: الناطق العسكري يستعين بالإعلام العبري لتوثيق انتصارات وهمية
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
سرايا - مع ارتفاع عدد قتلى جيش الاحتلال في العدوان الهمجيّ والبربريّ على قطاع غزّة، ومع استمرار المقاومة بقصف العديد من المستوطنات المغتصبة برشقاتٍ صاروخيّةٍ.
النقاش المتأجج داخل الكيان حول تحقيق أهداف الحرب من عدمها، بدأت تتكشّف الحقيقة التي يُواصِل المستوى الأمنيّ مدعومًا بالسياسيّ القيام بإخفائها عن الجمهور العريض، وبثّ صور انتصاراتٍ وهميةٍ.
وفي هذا السياق وفي مقالٍ يُعتبر جريئًا وتغريدًا خارج السرب، خرج قبل ايام الجنرال بالاحتياط يتسحاق بريك ليقول الحقيقة: الناطق العسكريّ "الإسرائيليّ" كذّاب، وجميع المُراسلين والمُحللين والمختّصين بالشؤون العسكريّة في وسائل الإعلام العبريّ لا يقولون الحقيقة، بل هم عمليًا أسرى ثقافة الكذب التي يعكف على تصنيعها الناطق بلسان جيش الاحتلال، الجنرال داني هغاري، الذي يعقد كلّ يومٍ بالمساء مؤتمرًا صحافيًا، تقوم جميع وسائل الإعلام ببثٍّ بشكلٍ حيٍّ ومباشرٍ.
ووفقًا للجنرال بيرك فإنّه من خلال المعلومات التي تصله من قادة الجيش والجنود، الذين يقاتلون في غزة، تتبيّن النتائج التالية: الناطق العسكريّ والمحللين العسكريين في أستوديوهات قنوات التلفزيون الإسرائيليّة يعرِضون عرضًا كاذبًا حول الآلاف من القتلى من عناصر حماس، وبالإضافة إلى ذلك يقومون بالكذب حول المعارك وجهًا لوجه بين الجنود والمقاومين.
وشدّدّ الجنرال بريك على أنّ عدد الشهداء من عناصر حماس بنيران الجيش "الإسرائيليّ" أقّل بكثير جدًا من العدد الذي يقوم بتسويقه الجيش والإعلام العبريّ، لافتًا إلى أنّ القسم الأعظم من الحرب تدور بشكلٍ مغايرٍ، وأنّ! القتلى الإسرائيليين بسوادهم الأعظم لاقوا حتفهم جرّاء انفجار عبوّاتٍ ناسفةٍ أوْ جرّاء أطلاق صواريخ مضادةٍ للدبابات من قبل حماس، كما قال.
علاوة على ذلك، أوضح الجنرال "الإسرائيليّ" أنّ المقاومين من حركة حماس يخرجون من الأنفاق، ويقومون بوضع عبوّاتٍ ناسفةٍ، وبالمقابل يقومون بإطلاق الصواريخ المُضادة للدبابات باتجاه القوات الإسرائيليّة، وبعد ذلك يعودون للأنفاق ويختفون، لذا فإنّه في هذه الظروف لا يمكن الحديث عن حلٍّ سريعٍ، على حدّ تعبيره.
ورأى الجنرال بريك أنّه بات واضحًا للعيان أنّ الناطق العسكريّ الإسرائيليّ والمستوى الأمنيّ في الكيان يعملون على إظهار الحرب وكأنّها انتصارًا كبيرًا، حتى قبل أنْ تتضّح الصورة.
وتابع أنّه من أجل تحقيق هذا الهدف يقوم الجيش الإسرائيليّ بدعوة طواقم قنوات التلفزيون العبريّة لزيارة غزّة، وهم بالمُقابل يقومون بتوثيق “صور انتصاراتٍ”.
ورأى بريك أنّ الحرب الحالية هسي الحرب الأكثر تصويرًا منذ قيام الدولة العبريّة، وحتى في العالم برّمته، بهدف إبراز انتصاراتٍ قبل أنْ نقترب من تحقيق الهدف المنشود، وهذا التصرّف، أضاف الجنرال الإسرائيليّ، من شأنه أنْ يجلب الأضرار الكبيرة في حال لم يتِّم تحقيق أهداف الحرب وهي: القضاء على قدرات حماس العسكريّة وتحرير الأسرى الإسرائيليين، ولذا كان من المهم جدًا أنْ تتحلّى إسرائيل بقليل من الحياء، على حدّ وصفه.
وأوضح الجنرال بريك أنّ هذا التصرف يُشابه جدًا ما جرى قبل الهزيمة التي لحقت بإسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي، حث دأب المحللون، ومنهم جنرالات سابقين بالجيش على الترديد في قنوات التلفزيون أنّ شيئًا من هذا القبيل لن يحدث لإسرائيل، لأنّ جيشها هو الجيش الأقوى في الشرق الأوسط، فيما أنّ الأعداء ما زالوا مرتدعين، الأمر الذي يؤكِّد بما لا يدعو مجالاً للشك بأنّهم لم يتعلّموا شيئًا من هزيمة أكتوبر الفائت.
الجنرال بريك جزم قائلاً إنّ القضاء على أنفاق حركة حماس بحاجةٍ لسنواتٍ طويلةٍ، وهذا الأمر سيُكلِّف الشعب الإسرائيليّ عددًا كبيرًا من الضحايا، لافتًا إلى أنّه اليوم حتى الجيش يعترف بأنّ الحديث عن الأنفاق يعني الحديث عن مئات الكيلومترات، وهي متفرعة وعميقة، وقسمٌ منها مبنية بطبقاتٍ مع مراكز قيادة وقتال.
وكشف الجنرال بريك النقاب عن أنّ حركة حماس قامت ببناء هذه الأنفاق على مدار عشرات السنوات بإشرافٍ منهيٍّ من كبار المهنيين في هذا المجال، ومُضيفًا أنّ الأنفاق تربط قطاع غزّة بالطول والعرض على حدٍّ سواء، بما في ذلك امتداد لشبه جزيرة سيناء من تحت مدينة رفح، على حدّ قوله.
بالإضافة إلى ذلك، كشف الجنرال بريك النقاب عن أنّ الجنود والضباط، الذين يقاتلون في قطاع غزّة أوضحوا له إنّه سيكون من الصعب جدًا القضاء على حماس، على الرغم من التدمير الذي أحدثه القصف الإسرائيليّ، مشيرًا إلى أنّ حماس ستواصل حرب العصابات ويُلحِق خسائر جسيمة بالأرواح لجيش الاحتلال، وبالتالي يجِب الانسحاب من الأماكن المكتظّة والقيام بعملياتٍ عسكريّة “جراحيةٍ” لوقف النزيف، على حدّ تعبيره.
وخلُص إلى القول: هل يُمكن للمستوييْن السياسيّ والأمنيّ البحث عن حلولٍ إبداعيّةٍ للوصول إلى النصر، وقطع الطريق على الهزيمة النكراء؟
رأي اليوم
إقرأ أيضاً : فشل لقاء طرفي الحرب في السودان .. وحميدتي يؤكد إلتزامه من أجل استعادة الأمنإقرأ أيضاً : الأمم المتحدة تطالب الاحتلال بوقف عمليات القتل في الضفةإقرأ أيضاً : جيش الاحتلال: إصابة 921 عسكريا منذ بداية العمليات البرية في قطاع غزة
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الاحتلال العسكريين القوات الدولة العالم الشعب اليوم قيادة مدينة العالم قيادة مدينة إصابة اليوم الدولة غزة الاحتلال الشعب العسكريين القوات الناطق العسکری قطاع غز على حد
إقرأ أيضاً:
الإعلام العبري يكشف ما حل بـ "لواء جولاني" في جنوب لبنان
قال المحلل العسكري الإسرائيلي آفي أشكنازي إن "حزب الله أعد كمينا لقوة جولاني في الحادث الذي وقع أول أمس وأدى إلى مقتل 6 جنود"، موضحا أن واقع الحرب مؤلم وصعب، وفيه إخفاقات ونجاحات.
وقال أشكنازي: "حزب الله أعد كمينا لقوة جولاني، والحادث الذي وقع في أول أمس وأدى إلى سقوط ستة مقاتلين من الكتيبة 51 في لواء جولاني، كان صعبا ومؤلما".
وأوضح: "وقع الحادث خلال مناورة كانت تقوم بها الفرقة 36 في عمق منطقة حزب الله في الجنوب اللبناني، وبدأت هذه العملية في بداية الأسبوع، ولها هدف مزدوج، أولا، ضرب البنية التحتية لحزب الله في الجنوب اللبناني، وحرمانه القدرة على إطلاق الصواريخ، وخصوصا الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى، والهدف الثاني زيادة الضغط على حزب الله، وعلى الحكومة اللبنانية".
وأضاف: "في الأيام الأخيرة للمناورة في العمق اللبناني، سجلت الفرقة 36 إنجازات كبيرة، فدمرت منصات لإطلاق الصواريخ، وغرف عمليات، ومخازن أسلحة، وغيرها. وكانت مهمة الكتيبة 51 جزءا من العملية، فتحركت قوة منها نحو مبنى، حينها، وقع الاشتباك الأول من مسافة قصيرة، بعدها أُطلقت نيران مضادة للدبابات على القوة من كمين نصبه المقاتلون، واستمرت المعركة وقتا طويلا، واستغرقت عملية إخلاء المصابين أكثر من ساعة، وجرى جزء منها تحت إطلاق نار كثيف".
وأشار إلى أن "لواء جولاني والكتيبة 51 يصرون على الاستمرار في القتال، ورفض ستة من سبعة جرحى الإخلاء إلى إسرائيل لتلقّي العلاج، وأصروا على مواصلة القتال. ويعتقدون في الجيش أنهم بحاجة إلى عدة أيام من أجل السيطرة على المنطقة وتطهيرها، حيث تقوم الفرقة 36 بمناورتها الآن".
وتساءل المحلل العسكري الإسرائيلي: "لكن السؤال الذي يتطلب إجابة عنه هو: ما هي الاستراتيجية القتالية في ساحتي لبنان وغزة؟ الآن، من المهم طرح الأمور على الطاولة والمطالبة بتوضيح ماهية خطة القتال. هل ما يحدث هنا نوع من زحف بطيء من دون تحديد التوجه، أو الهدف؟".
وقدم المحلل توضيحا: "في حال عدم وجود تحديد واضح للأهداف، من الممكن تحقيق إنجازات تكتيكية محلية، لكن لن ننجح في إحداث تغيير في الواقع الاستراتيجي. ومن أجل تغيير الوضع الأمني، يتعين علينا إعداد وتقديم خطة سياسية، أساسها دخول الجيش اللبناني إلى الجنوب، وتحميل الدولة اللبنانية والجيش اللبناني فقط مسؤولية كل ما يحدث على الأرض".
وأردف: "في المقابل، على إسرائيل تقديم البديل العسكري علنا. وعندما يحدث ذلك، من المعقول الافتراض أن إسرائيل ستتوصل إلى تسوية مع الحكومة اللبنانية، بدعم من المجتمع الدولي. وحتى حدوث ذلك، نوصي الجيش بزيادة العمليات في المنطقة من خلال إدخال فرق إضافية إلى جانب الفرقة 36، لأن تجميع هذه القوة العسكرية سيختصر زمن القتال".
وأعلن الجيش الإسرائيلي، مساء يوم أمس، مقتل ضابط من "لواء جولاني" وإصابة ضابط آخر بجروح خطيرة، بعد تأكيده الأربعاء مقتل 6 من جنوده في معارك في جنوب لبنان.
كما نشر الجيش الإسرائيلي بيانات محدثة عن عدد القتلى في صفوفه وتصنيفاتهم، مشيرا إلى مقتل 793 جنديا إسرائيليا بينهم 192 ضابطا منذ السابع من أكتوبر 2023.