د. ذوقان عبيدات يكتب .. الدُّوَيريّة!!
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
الدُّوَيريّة!!
بقلم: د. #ذوقان_عبيدات
الدُّوَيريّة هي إحدى #الظواهر الجديدة في #عالمنا_العربي، وهي تختلف بالتأكيد عن ظواهر انتظار المهدي، أو الزعيم الخالد، أو ظاهرة أحمد سعيد كما يحلو للمحبَطين أن يقولوا. فالدُّوَيريّة #ظاهرة_شعبية وليست شخصية، نشأت في ظروف عدوان همجيّ على #الأمة_العربية، لا على #فلسطين فقط.
الدّوَيريّة لا تهتف: بالروح، بالدم، نفديك يا زعيم!! وليست ظاهرة حكومية فرضتها حكومة، أو أجهزة أمنية علينا. هي ظاهرة عربية، ومثلها الظاهرة الأردنية” الزيديّة ” نسبة إلى المحلل نضال أبو زيد؛ هي ظاهرة عالجت قضايا أساسية:
مقالات ذات صلة الاحتلال يعترف بخسائر جديدة بالمعارك البرية في غزة / فيديو 2023/12/28١- العجز المكتسب
هذا العجز ظاهرة سيكولوجية تربوية، تَعني أن هناك من أقنعنا بما يأتي:
– نحن ضعاف وعدوّنا قوي، ولا طائل لنا به! فالكفّ لا يناطح المِخرز، صدقناهم أننا ضعاف لا حول لنا ولا قوة. فالدُّوَيريّة خلقت قدرة مكتسبة وحرّرتنا من #العجز_المكتسب.
– ودُولنا أيضًا مرّت بحالة العجز المكتسب، فمنافقوها أقنعوها وأقنعونا: لم تخلق دول العرب وجيوشها للحرب؛ احترامًا لمعاهداتها، أو لشيء آخر.
– يمكن للمتقاعد العسكري أن ينمّي قدراته الفكرية والتحليلية ليكون قادرًا على نشر علم عسكري، وثقافة عسكرية تساعدنا في فهم ما يجري، خاصة أننا لم نعتد رؤية العسكري، ولا المدني المتقاعد في مهام لافتة. فالتقاعد بداية، وما فعله الدُّوَيريّ، وأبو زيد بعد التقاعد في غاية الأهمية، قد تفوق ما قبلها.
– ما يجعل الشخصية فاعلة هو قدرتها على أن تكون حرّة غير مرتبطة بمن يلقّنها بما تقول، فقد سمعنا ناقدين ومحللين مسكونين بما تقوله مخابرات، ورغبات أجنبية معادية، ولذلك ابتعدوا عن فلسطين، والعدو الصهيوني، وكرّسوا جهدًا لمهاجمة الحوثيين، وغيرهم ممّن ساندوا المقاومة خدمة لمن يوظفهم.
الدُّوَيريّة ظاهرة إبداعية جديدة في مجتمعنا، نحتاج إليها في مجالات حياتنا، نحتاج دُوَيريّة صحيّة، ودُوَيريّة تربوية، وزَيديّة أخلاقية، وزَيديّة إعلامية!
لا حظوا: إن الدُّوَيريّة والزَّيديّة ظاهرتان نشأتا خارج أي مؤسّسة رسمية، والمدهش فعلًا أن المؤسسات الرسمية لم تنتِج أي شخصية يمكن الثقة بما تقول!
فعلا؛ يحدّثونك في مشاكل حكوماتهم، ويتغنّون ببطولات غير مرئية، ويصبّون جام غضبهم على غير أعدائنا!
ويحدّثونك عن #المقاومة_الفلسطينية، وداعميها، وما أدراك بحديث الأحرار!
فهمت علي جنابك؟
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: ذوقان عبيدات الظواهر عالمنا العربي الأمة العربية فلسطين المقاومة الفلسطينية
إقرأ أيضاً:
د. منجي على بدر يكتب: مصر وإسبانيا أرض التاريخ والحضارة والتعاون البناء
تأتى زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى العاصمة الإسبانية مدريد فى إطار تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون والتنسيق بين البلدين، حيث أجرى الرئيس لقاءات مع جلالة ملك إسبانيا، ورئيس الوزراء، وممثلي بعض الشركات الإسبانية الكبرى فى مجالات متعددة.
وخلال الزيارة تم التوقيع على اتفاق ترفيع العلاقات بين مصر وإسبانيا إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، إلى جانب توقيع عدد من مذكرات التفاهم فى مجالات التعاون المختلفة، أهمها النقل والبنية التحتية والتجارة والاستثمار والذكاء الاصطناعي والسياحة، كما أنه من المنتظر أن يزور ملك وملكة إسبانيا مصر خلال عام 2025.
إن دلالات توقيت زيارة الرئيس السيسي إلى إسبانيا تعكس توافقات كبيرة حول فلسطين، واعتراف مدريد بدولة فلسطين أضفى زخماً للزيارة، كما أن إعلان قرار الاعتراف من رفح يعكس إدراك إسبانيا بأهمية مصر.
وبالنظر إلى العديد من المعطيات، سواء فيما يتعلق بمستقبل منطقة الشرق الأوسط، أو حتى على النطاق الدولي بصورته الجمعية، ومع عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وسياساته التي لا تروق فى جزء منها لحلفائه الأوروبيين، وهو الأمر الذى يُضفى المزيد من الاهتمام للزيارة، كما يمنح المزيد من الزخم للعلاقات بين القاهرة ومدريد.
وإذا نظرنا إلى الشرق الأوسط وقضاياه، فلا صوت يعلو فوق صوت مصر فى اللحظة الراهنة، والتي أثبتت بجلاء قدرة مصر على رعاية القضية الفلسطينية، وعندما تصدّت مصر، بالتعاون مع شركائها الإقليميين والدوليين لمخططات التهجير، فإن إسبانيا ستظل إحدى القوى الفاعلة فى هذا الملف، فعلى أرضها استضافت مؤتمر مدريد للسلام، والذى فتح باب التفاوض لتحقيق عملية السلام، وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي.
وفى الواقع يُعد اختيار إسبانيا لتكون محلاً لزيارة الرئيس السيسي فى التوقيت الراهن انعكاساً للسياسة المصرية والقائمة فى الأساس على خلق التوافقات الدولية، خاصة القضية الفلسطينية، وفى إطار الشرعية الدولية والتي تتمركز حول إقامة الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشرقية، وما يترتب على ذلك من نتائج تبدو ضرورية، وعلى رأسها رفض مخططات التهجير الذى يهدف بالأساس إلى تصفية القضية.
ولعل الموقف الإسباني الإيجابي والحاسم تجاه مسألة التهجير يُعتبر خطوة هامة لضمير الإنسانية وعدالة القضية، وقد تجسَّد أيضاً فى قرار حكومة رئيس الوزراء بالاعتراف بالدولة الفلسطينية فى مايو 2024 مع أن مدريد تُعد إحدى الدول المحسوبة على المعسكر الغربي، وهو ما أضفى الكثير من الزخم على الخطوة التي اتخذتها دول أخرى منها النرويج وسلوفينيا وأيرلندا.
ويُعد العمل المشترك بين القاهرة ومدريد فى إطار القضية الفلسطينية باباً مهماً لتوسيع دائرة التعاون فى إطار شراكات جديدة، حيث أجادت مصر صناعتها فى السنوات الأخيرة، سواء على مستوى مناطقها الجغرافية أو على نطاق دولي أوسع، ليتجاوز القضية الإقليمية نحو التعاون الثنائي، وعلى غرار شراكات أخرى بين مصر ودول أوروبا، منها الشراكة الثلاثية مع اليونان وقبرص.
وكذلك العلاقة الوطيدة مع فرنسا وألمانيا، وهو ما يعكس طبيعة التحركات المصرية التي باتت تنأى بنفسها على التحالفات التقليدية نحو نهج يعتمد الشراكات الاستراتيجية، التي من شأنها تنحية الخلافات لتحقيق المصالح المشتركة.
هذا، وتُعَدُّ العلاقات التجارية والاستثمارية بين مصر وإسبانيا محوراً مهماً فى التعاون الثنائي بين البلدين.
ونعرض لأرقام التبادل التجاري بين مصر وإسبانيا:
- بلغ إجمالي حجم التبادل التجاري بين مصر وإسبانيا حوالى 3.1 مليار دولار فى عام 2024، مقارنة بـ3.2 مليار دولار فى عام 2023.
- سجّلت الصادرات المصرية إلى إسبانيا 1.5 مليار دولار فى عام 2024، بانخفاض طفيف عن 1.6 مليار دولار فى عام 2023.
بينما بلغت الواردات المصرية من إسبانيا 1.6 مليار دولار فى عام 2024، مقارنة بـ1.5 مليار دولار فى العام السابق.
بلغت الاستثمارات الإسبانية فى مصر 123 مليون دولار خلال العام المالي 2023/2024، مقارنة بـ161 مليون دولار فى العام المالي 2022/2023.
ومن الجدير بالذكر أن إسبانيا عضو فى الاتحاد الأوروبي منذ عام 1979 وتنطبق عليها بنود اتفاقية المشاركة المصرية الأوروبية التي تم تفعيلها عام 2004.
وجاءت زيارة الرئيس إلى إسبانيا لدعم وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وتحقيق المصالح المشتركة فى مختلف المجالات، خاصة بين دولتين تملكان عناقيد الحضارة والتاريخ وتنتميان إلى ضفتي المتوسط.