في فبراير من العام الماضي حين شنت روسيا هجومها على أوكرانيا، ومع حالة الارتباك العسكري التي سادت العالم، ظهرت الكثير من المخاوف والتساؤلات بشأن ما إذا كانت الأمور يمكن أن تنجرف نحو مسار حرب عالمية ثالثة، واختلفت الآراء وقتها.

بالأمس أمر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون جيشه بالاستعداد للحرب مع أمريكا، تزامناً مع ذلك دعت الصين، صباح اليوم، الدول المحيطة بها إلى التأهب العسكري مع انتشار مزيد من القوات الأمريكية لا سيما في منطقة بحر الصين الجنوبي، لتثار كذلك مخاوف جديدة بشأن انفلات الأمور وخروجها عن مسارها نحو حرب عالمية ثالثة.

ماذا حدث خلال الساعات الماضية؟

خلال الساعات الماضية ضجت وسائل الإعلام في كوريا الشمالية بشأن توجيه الزعيم كيم جونج أون أوامر لقواته المسلحة وكذلك لقطاع الأسلحة النووية والذخائر والأسلحة بتسريع الاستعدادات للحرب مع أمريكا، وسط تحركات لـ«واشنطن» وصفت بالمريبة في جنوب شرق آسيا وبالقرب من كوريا الشمالية.

وذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية أنَّ «كيم» حدد المهام القتالية لكل قطاع من قطاعات القوات المسلحة بما فيها الأسلحة النووية، والذي أكّد خلال اجتماع للحزب أنَّ «بيونج يانج» ستعمل على تعزيز تعاونها مع ما وصفها بـ«القوى المناهضة للإمبريالية».

وقد ازداد الأمر خطورة مع دعوة الصين دول المنطقة إلى إعلان حالة التأهب العسكري في ظل الانتشار العسكري الأمريكي الكبير، إذ تشهد العلاقات بين بيجين وواشنطن بالأساس توترات غير مسبوقة على مدار الأسابيع الماضية بسبب قضيتي تايوان وكذلك الخلاف مع الفلبين المدعومة أمريكياً بسبب قضية السيادة الصينية على بعض الجزر في بحر الصين الجنوبي.

الحرب العالمية الثالثة تعني نهاية الكوكب

«الوطن» سألت طارق البرديسي خبير العلاقات الدولية حول توقعاته للفترة المقبلة وتحديداً سيناريو الحرب العالمية الثالثة، والذي يرى أنَّ الأمور لا يمكن أن تنفلت أو تذهب إلى حرب عالمية ثالثة؛ لأنّه ببساطة وقوع مثل هذا السيناريو يعني فناء البشرية ونهاية الكوكب.

وأضاف «البرديسي» أنَّ هذه التصريحات سواء من بيونج يانج أو بيجين تعبر عن قدر من التشدد في السياسات من قوى أصبحت لديها قوة عسكرية متنامية، خصوصاً الصين التي لديها قوة استراتيجية متنامية ومؤثرة على العالم، كما أن كوريا الشمالية تثبت أنها قوة نووية ولديها سلاح قادر على الوصول إلى كل الأراضي الأمريكية.

ويرى خبير العلاقات الدولية أنَّه من الواضح أن زعيم كوريا الشمالية وصل إلى قدرات نووية وعسكرية تمكنه ضرب الأراضي الأمريكية، وربما هذا ما يفسر صمت واشنطن تجاه ما يعلن عنه كيم جونج أون، إلا أن ذلك لا يعني قيام حرب عالمية ثالثة، وإن كان ستكون هناك مواجهة فستكون عبر الهجمات الإليكترونية أو الأوبئة وغيرها من الأدوات.

تهديدات روسية بتوسيع الصراع

أيضاً قبل الإعلانات الكورية والصينية والأسبوع الماضي تحديداً، كان هناك خطابًا غامضًا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إذ هدد خلاله بتوسيع حرب أوكرانيا لتطال دول أوروبية أخرى، وهو ما دفع بعض الدول لا سيما دول أوروبا الشرقية إلى إبداء الانزعاج والقلق من تصريحات بوتين، وبدأت بعض وسائل الإعلام تتحدث عن سيناريو الحرب العالمية الثالثة.

في هذا السياق، يقول الدكتور أيمن سمير الخبير في العلاقات الدولية، لـ«الوطن»، إنَّ فرضية وقوع حرب عالمية صعبة لأكثر من سبب على رأسه أن العالم منهك اقتصادياً وسياسياً والأهم أنَّه منهك عسكريا، مشيراً إلى أنَّ مخازن الذخيرة والسلاح في العالم أصبحت فارغة تقريبا، لا سيما حلف شمال الأطلسي «الناتو».

وأكّد «سمير» أنَّ دول حلف الناتو وعلى رأسها الولايات المتحدة لا يستطيعون الدخول في حرب جديدة، لأن الحرب الأوكرانية كشفت مدى الضعف داخل الحلف لدرجة أنَّه رغم كل أشكال الدعم والأسلحة التي ضخت إلى أوكرانيا لكنه لم يستطيعوا هزيمة دولة واحدة هي روسيا، والحلف كذلك كان قد وعد كييف بـ مليون قذيفة خلال العالم الجاري لم يصل منها إلا 61% فقط.

وقال خبير العلاقات الدولية إنَّ الجيش الأمريكي لديه مشكلات في تجميع الجنود والطيارين، بسبب مشكلة المرتبات، لأن التجنيد في أمريكا ليس إلزامياً، وإنما بنظام العقود، كما أن الاقتصاد العالمي يواجه مشكلات كبيرة منذ جائحة كورونا وصولاً إلى الحرب الروسية الأوكرانية، وبالتالي مسألة الذهاب نحو الحرب العالمية مستبعدة، مشيراً إلى أن البديل قد يكون في شكل حروب وكالة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: كوريا الشمالية الحرب العالمية الثالثة الصين الجيش الكوري الحرب العالمیة الثالثة العلاقات الدولیة حرب عالمیة ثالثة کوریا الشمالیة

إقرأ أيضاً:

«قمة المليار متابع» تختار أنس بوخش سفيراً لدورتها الثالثة

دبي: «الخليج»
أعلنت «قمة المليار متابع»، أول قمة متخصصة في صناعة المحتوى والأكبر في العالم، اختيار أنس بوخش، رائد الأعمال وصانع المحتوى الإماراتي، سفيراً جديداً للدورة الثالثة التي تنطلق في دبي من 11 إلى 13 يناير المقبل تحت شعار «المحتوى الهادف». وينضم بوخش، إلى السفراء الذين أعلنتهم القمة سابقاً؛ وهم: أحمد الغندور، وأنس مروة، وأصالة المالح، حيث سيعملون على تمثيل القمة والترويج لها في مواقع التواصل، وزيادة الوعي بأهدافها ورسالتها، وتحفيز الجمهور على المشاركة فيها والتفاعل مع المبادرات التي تطلقها.
وقالت عالية الحمادي، الرئيسة التنفيذية لأكاديمية الإعلام الجديد، إن اختيار السفراء يجسد التزام القمة بتعميق تأثيرها الإيجابي عربياً وعالمياً في الإعلام الرقمي وصناعة المحتوى، وجذب شخصيات ملهمة ومؤثرة في مجالات متعددة، لتعزيز رسالتها والترويج لأهدافها، وترسيخ قدرتها في الوصول إلى جمهور أوسع حول العالم. وأكدت أن القمة توفر لسفرائها منصة دولية متميزة لإبراز تجاربهم وأفكارهم الإبداعية، ما يسهم في تحفيز النقاشات في أحدث الاتجاهات والابتكارات في الإعلام الرقمي. كما تمكنّهم من التفاعل مع المبدعين والمستثمرين والخبراء في صناعة المحتوى، ما يفتح أمامهم آفاقاً واسعة لتطوير أعمالهم وحضورهم في المنطقة والعالم واكتساب مزيد من المتابعين.

مقالات مشابهة

  • بسبب ارتفاع تكاليف تربيتهما.. حديقة حيوان فنلندية تعيد دبين من الباندا إلى الصين
  • الفارس سالم ملهوف .. 3 ميداليات عالمية في “سباقات القدرة”
  • وزير خارجية الصين: من الضروري اكتشاف سبيل لتعايش الدول الكبرى وبناء نوع جديد من العلاقات الدولية
  • كوريا الشمالية: تصريحات الرئيس الأوكراني حول دورنا في الحرب "استفزاز سياسي طائش"
  • مطارات عُمان تحصد جوائز عالمية في القمة العالمية لخدمة الزبائن 2024
  • تشكيل لوبي دولي من 120 منظمة عالمية للاعتراف بإقامة الدولة الفلسطينية
  • «قمة المليار متابع» تختار أنس بوخش سفيراً لدورتها الثالثة
  • من على كرسيه المتحرك.. «يوسف» 14 سنة يحصد بطولات عالمية في السباحة
  • حرب عالمية تلوح في الأفق.. بيلاروسيا تهدد بالردع النووي في وجه الناتو
  • حرب عالمية تلوح في الأوفق.. بيلاروسيا تهدد بالردع النووي في وجه الناتو