العدوان على غزة تجاوز يومه الثمانين، ولازالت دولة الاحتلال الصهيوني ماضية في استراتيجيتها العسكرية دون أن تتمكن من تحقيق أهدافها المعلنة، ودون أن يظهر أن بإمكانها تحقيقها على المدى القريب أو المتوسط، وهو ما يطرح الكثير من الأسئلة حول الخلفيات الحقيقية لهذه الحرب العدوانية المجنونة الجارية على غزة، وممكنات فهم مواقف الدول المؤيدة لاستمرارها والرافضة لوقف إطلاق النار منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى المجيدة يوم السابع من أكتوبر.



نحاول في هذه المقالة تلمس الأهداف الحقيقية للعدوان من خلال النظرية الواقعية في العلاقات الدولية التي ساهمت في تمجيد عنصر القوة العسكرية في العلاقات بين الدول وتجريدها من الجانب الأخلاقي، ومن خلال إحدى أهم القصص القرآنية التي تمثل التجسيد التاريخي لمحطة من محطات الصراع بين الحق مع الباطل حين يكون هناك اختلاف كبير في "موازين القوى" ـ إذا استعرنا هذا المفهوم من المدرسة الواقعية في العلاقات الدولية ـ بين الباطل المستكبر المتغطرس الذي يمثله فرعون والحق المستضعف المقهور الذي يمثله موسى عليه السلام..

العدوان على غزة هو نكبة ثانية تهدف أساسا إلى إبادة الشعب الفلسطيني وتهجيره

نحن أمام أهداف غير معلنة يجري تنفيذها على الأرض تتمثل في محاولة إبادة شعب واجتثاثه من أرضه بشكل منهجي ومقصود، ولا يمكن تصديق قادة الاحتلال وهم يكررون أمام العالم عبارات دعائية مشفوعة بالوقائع الكاذبة بأنهم يخوضون حربا للدفاع عن النفس هدفها الأساسي ـ بزعمهم ـ هو تحطيم القدرات العسكرية لحماس واسترجاع الأسرى بالقوة، وهي أهداف للاستهلاك الإعلامي والترويج الداخلي، أما الهدف الحقيقي فهو إبادة أكبر قدر ممكن من سكان غزة، وتهجير الباقين، والسيطرة الأمنية على غزة.

من المؤكد أن جيش دولة الاحتلال استخدم أطنانا من القنابل من أجل تدمير المنازل السكنية وإزهاق أرواح ساكنيها من المدنيين من الأطفال والنساء، وقصف جميع الرموز العمرانية لقطاع غزة والاستهداف المقصود للمساجد والمآذن والكنائس، وضرب جميع مقومات الحياة بما فيها قصف المستشفيات بشكل متعمد وقتل الأطباء والممرضين ورجال الإسعاف، وقصف المدارس ومقرات اللجوء..

نحن أمام نكبة ثانية للشعب الفلسطيني لا تقل خطورة عن نكبة 1948 حيث تم تهجير أزيد من 750 ألف فلسطيني وتحويلهم إلى لاجئين، بالموازاة مع هدم أكثر من 500 قرية وتدمير المدن، مع العمل على تغيير أسمائها من العربية إلى العبرية، والعمل الحثيث على تدمير المعالم التاريخية لفلسطين وتحطيم كل ما يرمز للتراث والتاريخ الفلسطيني..

وإذا كانت نكبة 1948 جرت في غياب متابعة إعلامية دقيقة، فإن ما يجري اليوم من جرائم حرب يتابعه العالم أجمع بالصوت والصورة بشكل مباشر، ولم تنجح حملات الدعاية الكاذبة التي شنتها دولة الاحتلال منذ يوم السابع من أكتوبر في الإقناع بسرديتها للأحداث وفي توجيه الرأي العالمي، وهو ما دفع دولة الاحتلال إلى استهداف الصحافيين وقتل أزيد من 100 صحافي بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ الحروب بما فيها الحربين العالميتين، فحسب ما أعلنته مؤسسة "منتدى الحرية"، والتي تتخذ من واشنطن مقرا لها وتدافع عن حرية الصحافة، فإن الحرب العالمية التي أودت بحياة عشرات الملايين من البشر والمعروفة بأنها الحرب الأكثر دموية شهدها العالم الحديث، تسببت في مقتل 69 صحافياً خلال 6 سنوات، وهو رقم لا يمكن مقارنته مع العدد المهول الذي جرى فقدانه في غزة، مما يدل على استهداف منهجي لأصوات الحقيقة، ويؤكد الرغبة الانتقامية من الصحافة الفلسطينية التي نجحت في نقل جرائم الحرب الصهيونية بالصوت والصورة إلى العالم..

فبعد الصدمة الأولى التي خلفتها عملية السابع من أكتوبر الغير مسبوقة في تاريخ النضال الفلسطيني، سرعان ما بدأ الضمير العالمي يستيقظ من أجل فهم أعمق لقضية الشعب الفلسطيني ووضعها في سياقها التاريخي الصحيح، ألا وهي قضية الاحتلال الاستيطاني العنصري لأرض فلسطين من طرف دولة صهيونية غرسها الغرب بالقوة داخل المشرق العربي..

 إن هناك اليوم شبه إجماع عالمي على رفض هذا العدوان والمطالبة بتوقيفه الفوري، وهو ما ترجمه التصويت العام داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع قرار بأغلبية 153 دولة طالبت بوقف إطلاق النار، في الوقت الذي أصرت فيه الولايات المتحدة الأمريكية على ممارسة دعمها للاحتلال في هذه الحرب الهمجية، بل والشراكة معه. فكيف يمكن تفسير ذلك؟

النظرية الواقعية التي تمجد القوة هي مفتاح فهم السياسة الأمريكية ودعمها اللامشروط لدولة الاحتلال..

يمكن قراءة الحرب الجارية على غزة اعتمادا على مناهج دراسة الحروب والأزمات ولا سيما المدرسة الواقعية والواقعية الجديدة التي تربعت على عرش الدراسات الأكاديمية منذ الحرب العالمية الثانية إلى اليوم وبرزت في تفسير سلوك الدول في حالة الحرب والسلم باعتبار الدولة هي الفاعل الأساسي في العلاقات الدولية، كما تألقت في تفسير تفاعلات النظام الدولي استنادا على مفاهيم مركزية مثل القوة وفي مقدمتها القوة العسكرية والمصلحة القومية كمفاهيم قادرة على فهم وتحليل العلاقات الدولية، انطلاقا من تحليل سلوك الدول كما يمارس على الأرض بعيدا عن أي مرجعية قيمية أو أخلاقية لتفسير الأحداث الدولية، أي تحليل ما هو كائن وليس ما ينبغي أن يكون.

نحن أمام نكبة ثانية للشعب الفلسطيني لا تقل خطورة عن نكبة 1948 حيث تم تهجير أزيد من 750 ألف فلسطيني وتحويلهم إلى لاجئين، بالموازاة مع هدم أكثر من 500 قرية وتدمير المدن، مع العمل على تغيير أسمائها من العربية إلى العبرية، والعمل الحثيث على تدمير المعالم التاريخية لفلسطين وتحطيم كل ما يرمز للتراث والتاريخ الفلسطيني..لقد أثر منظرو المدرسة الواقعية في العلاقات الدولية بشكل سلبي، وعملوا على تجريدها من الاعتبارات الأخلاقية وتغليب النزعة الميكيافيلية عليها، وجعلوا محور العلاقات بين الدول يدور حول مفهوم القوة بمختلف أبعادها ولاسيما القوة العسكرية، وهو ما أدى إلى تدهور العلاقات الدولية وفشل منظمة الأمم المتحدة في تحقيق الهدف الرئيس الذي قامت من أجله وهو حماية الأمن والسلم الدوليين، وقد ساهم ثعلب السياسة الخارجية الأمريكية ومهندسها الكبير هنري كيسنجر Henry Kissinger  (27 مايو 1923 ـ 29 نوفمبر 2023) في تعزيز التوجه الذي رسمه المنظرون الأوائل هانس مورغنثو Hans Morgenthau  (17 فبراير 1904 ـ 19 يوليوز 1980) وريمون آرون Raymond Aron (14 مارس 1905-17 أكتوبر 1983) وغيرهم، حيث اعتبر أن مفهوم القوة مهم جدا في العلاقات الدولية وفي الحفاظ على هيبة الدولة، وهو ما سبق أن ذهب إليه مورغنتو الذي اعتبر أن السياسة الدولية ماهي إلا صراع من أجل السلطة.

كيسنجر الذي غادر الحياة الدنيا قبل بضعة أيام يعتبر من أبرز منظري المدرسة الواقعية، ومن أبرز الممارسين لها على الأرض انطلاقا من مفاهيمها التأسيسية، ويعتبر من أبرز المؤثرين في السياسة الخارجية الأمريكية وجعل القوة الأداة الرئيسية لتحقيق المصالح الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية، فضلا عن دوره البارز فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، والحيلولة بأسلوبه الماكر أمام ضعف الحس الاستراتيجي لدى القادة العرب في تلك المرحلة، دون تحويل الانتصار العسكري لحرب أكتوبر 1973 إلى انتصار سياسي، والعمل على فصل القضية الفلسطينية عن عمقها العربي، خصوصا بعدما تم الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا للشعب الفلسطيني وهندسة اتفاقية كامب ديفيد التي أخرجت مصر من الجامعة العربية لتنطلق مرحلة جديدة عنوانها الأبرز: "لن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم" وهو ما سمح بالمزيد من التنازلات على الأرض ووفر الغطاء للأنظمة العربية ل "التحلل" التدريجي من التزاماتها اتجاه القضية الفلسطينية، وبحثها عن مصالحها القطرية، بما في ذلك الشروع في تطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال..

لقد دشنت دولة مصر الموجة الأولى للتطبيع منذ اتفاقية كامب ديفيد 1978، وانطلقت الموجة الثانية للتطبيع بعد اتفاق أوسلو 1995، لكن أخطرها هي الموجة الثالثة للتطبيع المندرجة في إطار ما سمي بـ "اتفاقيات أبراهام" والتي جاءت في أعقاب مرحلة جديدة تتلخص في سقوط اتفاق أوسلو وانهيار حل الدولتين وانسداد سبل الحوار بين سلطة أوسلو ودولة الاحتلال واستمرار الحصار على غزة والاعتقاد بخنق المقاومة فضلا عن الانقسام الفلسطيني ـ الفلسطيني..

لقد انطلق قطار التطبيع في محطته الثالثة بسرعة هائلة لا يعادلها إلا السرعة التي سقط بها يوم السابع من أكتوبر، فحتى لو استمرت بعض الدول في إنعاش علاقتها مع دولة الاحتلال فإن خيار التطبيع كتوجه استراتيجي لتصفية القضية الفلسطينية من طرف دولة الاحتلال وحليفتها الاستراتيجية انتهى.

إن النظرية الواقعية هي التي أطرت ولازالت تؤطر اليوم الفاعلين الرئيسيين في هذا العدوان، رغم حرص الكثيرين على محاولة مواءمتها مع مقتضيات القانون الدولي والحرص على تمرير العديد من القرارات العدوانية من خلال مؤسسات الأمم المتحدة، وهي تجد جذورها الفكرية في عدد من المرجعيات الفلسفية التي تتعامل مع الإنسان ككائن شرير بطبعه من قبيل كتابات توماس هوبس على سبيل المثال، أو ككائن براغماتي بالدرجة الأولى ككتابات ميكيافيلي على سبيل المثال، لكن حجم الجرائم التي ارتكبت في غزة دفعت أحد كبار منظري المدرسة الواقعية وهو أستاذ العلوم السياسة والعلاقات الدولية بجامعة شيكاغو  جون ميرشايم  ( John J. Mearsheimer)‏ للخروج عن صمته ليصف ما يجري في غزة ب"الكارثة الأخلاقية" وليتهم إسرائيل ب"التخلي عن اللياقة والقيام بذبح المدنيين عمداً" وليقول في حواره مع الموقع البريطاني UnHerd  "عندما ينظر المؤرخون إلى ما يحدث، يكون من الواضح موقفي من هذه القضية"، وهو ما يعني إدراكه العميق لحجم الكارثة وتنبؤه بأن القادم أسوأ.

في نفس الحوار يجزم جون ميرشايمر بأن حل الدولتين لم يعد احتمالا واقعيا، ليس فقط بسبب ما حدث في 7 أكتوبر وما بعده، ولكن لأن "هدف الإسرائيليين الحقيقي هو "تحقيق إسرائيل التي تضم غزة والضفة الغربية، أي إسرائيل كما كانت موجودة قبل حرب عام 1967" لكن المشكلة التي تواجههم هي المشكلة الديموغرافية، فهناك ما يقرب من 7.3 مليون يهودي إسرائيلي، كما يوجد حوالي 7.3 مليون فلسطيني داخل إسرائيل الكبرى، وهذا يخلق مشاكل ضخمة، بالنسبة لهم، مما يجعل الخيار المطروح أمامهم هو "دولة الفصل العنصري" اتجاه الفلسطينيين دون السماح لهم ببناء دولة حسب ميرشايمر..

والخلاصة:

نحتاج اليوم إلى وضع كل القيم والأفكار والفلسفات والمدارس الفكرية التي أنتجتها الحضارة الغربية تحت مشرحة النقد والتجاوز..

لقد آن الأوان لنا في العالم العربي للقيام بنقد صارم للتراث الفكري الغربي، والانطلاق من التراث الحضاري للأمة لبناء نظريات علمية أكثر عدلا وإنصافا، وأكثر التصاقا بالفطرة الإنسانية المجبولة على حب الخير والسلام ونبذ الظلم والطغيان والعلو في الأرض.

في الجزء الثاني نستلهم مجموعة من السنن والقواعد في صراع الحق مع الباطل من قصة فرعون التي تعتبر تجسيدا تاريخيا لهذا الصراع الذي يتكرر في الأزمنة والأمكنة كلما توفرت شروطه التاريخية..

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير العدوان غزة الفلسطيني الرأي فلسطين غزة اتجاهات عدوان رأي أفكار أفكار أفكار سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی العلاقات الدولیة القضیة الفلسطینیة السابع من أکتوبر دولة الاحتلال على الأرض على غزة وهو ما

إقرأ أيضاً:

دورات ومسيرات عسكرية في عدد من قطاعات ومؤسسات الدولة

الثورة/

اختتم قطاع التخطيط بمكتب رئاسة مجلس الوزراء والجهاز المركزي للإحصاء أمس بصنعاء الدورة الأولى لدورات طوفان الأقصى.

هدفت الدورة التي استمرت خمسة عشر يوما إلى إكساب قيادات وموظفي قطاع التخطيط بمكتب رئاسة الوزراء والجهاز المركزي للإحصاء المهارات العسكرية في إطار جهود التعبئة العامة في مواجهة أي تصعيد للعدو ضد اليمن.

وخلال الاختتام أكد نائب مساعد قطاع التخطيط علي المتميز بأن الدورة عززت روح الولاء والانتماء لدى المشاركين باعتبارهم ركيزة أساسية في حماية الأمة والدفاع عن كرامتها.

وأوضح أن المشاركين في الدورة تلقوا محاضرات وتدريبات عملية حول المهارات القتالية واستخدام مختلف أنواع الأسلحة، والتكتيكات العسكرية؛ في إطار تعزيز الجاهزية والاستعداد لمواجهة أي تصعيد من قبل العدو، ونصرة القضية الفلسطينية.  وأضاف كما تضمنت الدورة تدريبات على المناورة العسكرية، واختتمت بمسير عسكري رمزي عكس مدى جاهزية المشاركين لمواجهة المخاطر والتحديات  ولفت إلى أن هذه الدورة تأتي في سياق الاستجابة العملية لتوجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي حفظه الله   بدورهم اعتبر المشاركون هذه الدورة خطوة مهمة لاكتساب المهارات القتالية واستخدام الأسلحة ليكون الجميع على أتم الجاهزية لمواجهة أي تحديات.

إلى ذلك شهدت مديرية الثورة بأمانة العاصمة، أمس، مسيراً وتدريباً قتالياً لخريجي دورات طوفان الأقصى من طلاب الجامعات الأهلية والخاصة بالمديرية.  وانطلق المسير من جوار حديقة 21 سبتمبر مروراً بعدد من الشوارع ووصولاً إلى حرم جامعة صنعاء بمشاركة أكثر من 1500 طالب يمثلون ست جامعات أهلية وخاصة” الحكمة، التخصصية، المعرفة، النخبة، دار السلام، والمستقبل”.

وأعلن المشاركون في المسير الذي نظمه ملتقى الطالب الجامعي، بحضور قائد المسير محمد سعدان، وعدد من المعنيين في التعبئة، الجاهزية القتالية واستعدادهم للالتحام مع القوات المسلحة لخوض معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” نصرة لفلسطين والدفاع عن الوطن، ومواجهة أي طارئ.  وردد المشاركون في المسير، الشعارات المساندة للشعب الفلسطيني وعملية طوفان الأقصى، وشعار البراءة من أعداء الأمة.. مجددين التأكيد على تأييدهم لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بالمضي في درب النضال ومواجهة العدوان، وتنفيذ توجيهات قيادة الثورة التي تعزز كرامة وعزة أبناء الوطن.  وأكدوا استعدادهم لبذل الغالي والنفيس انتصاراً لقضايا الأمة وللشعب الفلسطيني وخوض المعركة المصيرية الفاصلة بين الحق والباطل، وتحقيق وعد الله في كتابه الكريم.. معبرين عن اعتزازهم بالالتحاق بدورات طوفان الأقصى تلبية لدعوة قائد الثورة.  وفي نهاية المسير تجمع المشاركون على شكل سرايا، وأجروا تدريبات قتالية تعكس المهارات التي تلقاها الطلاب خلال دورات طوفان الأقصى، حيث شهدت التدريبات باستخدام الأسلحة الخفيفة، تطبيقات عملية على عدد من المهارات القتالية والكر والفر، والزحف والانقضاض على مواقع العدو.

كما اختتمت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)  ، بصنعاء الدورة العسكرية “طوفان الأقصى”، التي نظمتها الوكالة لـ 60 كادرًا من منتسبيها.

هدفت الدورة في 13 يومًا، إلى إكساب المشاركين من مختلف الإدارات العامة بالوكالة، معارف حول المهارات العسكرية القتالية واستخدام مختلف أنواع الأسلحة، والتكتيكات العسكرية، في إطار جهود التعبئة والجاهزية والاستعداد لمواجهة أي تصعيد ضد اليمن ونصرة قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

وفي الاختتام، بارك نائب رئيس مجلس إدارة الوكالة – نائب رئيس التحرير ، محمد عبدالقدوس الشرعي، لكافة أبناء الشعب اليمني الحرّ، والأمة الإسلامية الانتصار التاريخي العظيم، الذي منَّ الله به على الشعب الفلسطيني، ومجاهديه الأشاوس في قطاع غزة، بعد 15 شهراً من الإبادة الجماعية، والعدوان الصهيوني بشراكةٍ أمريكية، وبتواطؤ أذنابهم وأدواتهم ومرتزقتهم على امتداد خارطة العالم العربي والإسلامي.  وقال “نستذكر في هذه المناسبة ونحن نعيش في أجواء الذكرى السنوية لاستشهاد شهيد القرآن السيد حسين بدرالدين الحوثي، حجم المؤامرات الكبرى على الأمّة باستهداف رموزها وأعلام هداها عليهم السلام”.  وأضاف “ولعل الجميع يُدرك مدى خطورة مؤامرات العدوّ على أمّتنا الإسلامية، وما كشفته الأحداث الجارية من تكالب شُذّاذ الآفاق، دُعاة الإنسانية الزائفة، على المستضعفين من أبناء الأمّة، وعلى كل صوتٍ حُرّ يقف في وجه طغاة الاستكبار”.

ولفت الشرعي إلى ما تمثله دورات “طوفان الأقصى” للجانب الرسمي، من أهمية في صقل مهارات المشاركين وتزويدهم بالمعارف العسكرية والثقافية والقتالية، في إطار معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدّس” التي أطلقها السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، نُصرةً ودعماً ومساندةً لأبناء الشعب الفلسطيني، وفي إطار تكامل الموقف الرسمي والشعبي.

واعتبر إقامة الدورة جزءاً مهمًا من دورات “طوفان الأقصى” بما تهدف إليه من تعزيز الجاهزية للدفاع عن الوطن وإفشال مخططات العدوّ، وخطوة حيوية لاكتساب المهارات القتالية اللازمة لمواجهة تربّص العدوّ وأدواته.  وأشار إلى أن الدورة تجلّت برفع وعي المشاركين بقضايا الأمّة وعلى رأسها القضية المركزية فلسطين، فضلاً عن تعزيز الهوية الإيمانية والوطنية، وجهوزية المشاركين للدفاع عن الوطن وسيادته.

وأوضح نائب رئيس مجلس إدارة وكالة سبأ، أن الدورة، تأتي استجابة لأمر الله في الاستعداد لجهاد اليهود وعملائهم عملًا بقوله تعالى:” وأعدّوا لهم ما استطعتم”، وتلبية لدعوة السيد القائد باكتساب الجانب الرسمي والشعبي للخبرات العسكرية في مسار معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” تصدّياً للعدوّ المتربّص بالشعب اليمني والأمة وبما يفرضه من تحديّات واعتداءات، وترجمة عملية لتوجيهات القيادة السياسية وانعكاساً صادقاً لارتباط وتكامل الموقف الرسمي والشعبي الثابت دعماً للصمود الفلسطيني، رغم ما يتعرّض له اليمن من استهدافٍ رخيص من قوى الاستكبار وأدواتهم.  وقال “إن الثقة بالله والتوكل عليه كانت وما تزال وستبقى منطلقاً إيمانياً أساسياً وراسخاً في موقف الشعب اليمني وتحمّله المسؤولية الإيمانية والإنسانية والأخلاقية أمام كل المؤامرات والتحديات والأخطار المحدقة بالأمّة”.  وأفاد الشرعي، بأن مميزات الموقف اليمني تجلّت كما أكدها السيد القائد في ثلاثيةٍ لم يسبق إليها أي شعبٍ بدءاً من الانطلاقة الإيمانية والتوجه القرآني للشعب اليمني وارتقائه للشعور بالمسئولية، مروراً بتكامل الاتجاهين الرسمي والشعبي وبسقوفٍ عالية، وصولاً إلى الموقف العمليّ الجهادي بتحركه الشامل في كل المجالات.  وأكد أهمية استكمال تأهيل جميع الكوادر الإعلامية، من خلال دورات متقدمة لتعزيز القدرات المكتسبة، وذلك ضمن خطة متكاملة لتطوير الكفاءة والجاهزية، واتساع الوعي بما تتطلّبه المرحلة الحالية من تعزيز الجهود في التعبئة الإعلامية لإفشال مخططات العدوّ، واستيعاب طُرق مواجهة الأخطار المحدقة بالأمة.  وعدّ مثل هذه الدورة العسكرية رسالة للعدو الأمريكي والصهيوني وأدواتهما باستعداد أبناء اليمن بصورة عامة لدعم القوات المسلحة في مواجهة أعداء الأمة، مشيرًا إلى أن الدورة تعكس الحرص على إعداد كوادر قادرة على مواجهة التحديات، سواء في الميدان أو في الإعلام، وتعزيز جهود مواجهة المخططات العدوانية.

الى ذلك  نظّم مكتب الشباب والرياضة بالتعاون مع الوحدة الشبابية بالتعبئة بمحافظة صنعاء اليوم، فعالية ثقافية وعرضًا كشفيًا لخريجي دورات “طوفان الأقصى” من شباب الكشافة بمديريتي صنعاء الجديدة وسنحان “دفعة الشهيد القائد” تحت شعار “شبابنا ثمرة من ثمار دمك الطاهر”.  وفي فعالية العرض بمشاركة 170 كشافًا، في إطار إحياء الذكرى السنوية للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي والتهيئة للدورات الصيفية للعام 1446ھ، ردد المشاركون، شعار البراءة الذي أطلقه الشهيد القائد كأول خطوة عملية أولى في مواجهة أعداء الأمة “أمريكا وإسرائيل”.  وأكدوا السير على خطى الشهيد القائد ونهجه المتمثل في المشروع القرآني.  وعكس العرض الكشفي مستوى المهارات المعرفية والثقافية والأنشطة الرياضية والبدنية والإبداعية، التي يتمتع بها المشاركون.  وجدّد المشاركون العهد والولاء لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بالعمل على كل ما يعزز الجبهة الداخلية والتمسك بالهوية الإيمانية والمسيرة القرآنية ومواجهة قوى العدوان والاستكبار والتصدي للمؤامرات التي تستهدف الوطن.  وعبر مسؤول القطاع التربوي بالمحافظة طالب دحان عن الفخر والاعتزاز بتأهيل شباب الكشافة، بدورات “طوفان الأقصى”، وتدريبهم على المهارات البدنية والكشفية، خاصة في ظل استمرار مؤامرات الأعداء الهادفة مسخ الهوية الإيمانية في أوساط النشء والشباب.  وأشار إلى أن الشباب هم من يدافعون عن السيادة اليمنية ويحمون البلاد من قوى الهيمنة والاستكبار العالمي، مؤكدًا الجهوزية لأي خيارات في مواجهة العدو الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني.

وفي العرض الذي حضره مدير مكتب وزير الشباب والرياضة نصر صلاح ومسؤول التعبئة بوزارة الشباب والرياضة عبدالله الوادعي، أكد مدير مكتب الشباب والرياضة بالمحافظة عبدالمحسن الشريف، أن العرض الكشفي لطلاب دورات “طوفان الأقصى” الذي يتزامن مع إحياء ذكرى سنوية الشهيد القائد، ومباركة لانتصار المقاومة الفلسطينية في غزة على العدو الصهيوني، وتأكيدًا على مستوى الجاهزية والاستعداد لتقديم التضحيات في سبيل الوطن وتخليدا لتضحيات الشهيد القائد.  وأشار إلى أن إحياء سنوية الشهيد القائد، تأتي لاستلهام الدروس والعبر والتذكير بالمواقف التي انطلق فيها الشهيد صاحب الحركة التوعوية والنهضوية ومؤسس مشروعها التنويري الشامل لكل مناحي الحياة.

تخلل العرض الذي حضره مدير النشاط الرياضي بمكتب الشباب نبيل الناموس ومسؤولا القطاع التربوي بمديرية صنعاء الجديدة فهد مرشد ومديرية سنحان أحمد ناصر، ومديرو المدارس المشاركة، فقرات معبرة.

كما نُظمت بمديرية الحيمة الداخلية ـ محافظة صنعاء ، مسيرات راجلة ووقفات وفعاليات لخريجي دورات الإسعافات الأولية ضمن أنشطة التعبئة العامة بالمديرية، وإحياء للذكرى السنوية للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي.

وأكد الخريجون الصحيون المشاركون في المسيرات والفعاليات والوقفات التي نظمت في عزلة بني عمرو ومخلافي جحجح والغربي في عزلة بني يوسف، و عزلة بني مهلهل، جهوزيتهم العالية للمشاركة في خوض معركة الدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره وسيادته واستقلاله.

ورددوا هتافات الفخر والاعتزاز بالانتماء إلى المشروع القرآني الذي حمله الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه، لإنقاذ الأمة الإسلامية من الضلال، وإنقاذها من الانزلاق في مستنقع السيطرة الأجنبية والانغماس في دائرة الخضوع لأعداء الله.

وأعلنوا الجهوزية التامة لمواجهة أي تصعيد يستهدف الوطن وأمنه وسيادته، وجددوا التفويض المطلق لقائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي في كل الخيارات الاستراتيجية، والقرارات التي يتخذها ضمن معركة الدفاع عن الوطن.

وباركوا لقائد الثورة والشعب الفلسطيني الانتصار التاريخي الذي حققه أبناء غزة، على الكيان الصهيوني المحتل.

واعتبروا قرار إدراج اليمن في قائمة الإرهاب دليلاً على نجاح المشروع القرآني وإفلاس دول ثلاثي الشر، أمريكا ،وإسرائيل ،وبريطانيا ، ومن يدور في فلكهم.

واستعرضت كلمات ألقيت في الفعاليات مناقب ومآثر الشهيد القائد ، ومراحل نضاله وتضحياته عظيمة وصولا إلى مشروعه القرآني.

تقدم المسيرات والوقفات والفعاليات مسؤولو التعبئة في العزل وشخصيات تربوية واجتماعية وقيادات من قوات طوفان الأقصى بالمديرية.

مقالات مشابهة

  • دورات ومسيرات عسكرية في عدد من قطاعات ومؤسسات الدولة
  • محمد الضيف.. الشبح الذي قاد كتائب القسام إلى طوفان الأقصى
  • حجة: مسير وعرض لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في الشاهل
  • القسام تؤكد أن قائدها العام محمد الضيف قضى شهيدا خلال معركة طوفان الأقصى
  • بعد إطلاق سراحه.. لحظة وصول الأسير الفلسطيني موسى العجلوني لمنزله بالقدس
  • أردوغان يستقبل وفدًا من حركة حماس في أنقرة
  • حماس: طوفان الأقصى كسر أسطورة الاحتلال
  • حماس: معركة "طوفان الأقصى" كسرت أسطورة الاحتلال الإسرائيلي
  • حماس: معركة “طوفان الأقصى” أعادت القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام العالمي
  • مسيران ومناورتان لخريجي “طوفان الأقصى” في كعيدنة وقفل شمر بحجة