كيف يتأثر اقتصاد اسرائيل حال هجوم حزب الله على منصّات الغاز؟
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن منصات الغاز الإسرائيلية الأربعة وفرت مليارات الشواكل في السنوات الماضية، إلا أن هذه الأصول الاستراتيجية لم تغب عن أنظار تنظيم حزب الله اللبناني، الذي يسعى إلى إلحاق الضرر بإسرائيل.
وقالت "يديعوت أحرونوت"، إنه بعد أحداث 7 أكتوبر (تشرين الأول)، عندما شنت حركة حماس هجوماً عنيفاً على مستوطنات غلاف غزة، حشد حزب الله قواته لإنشاء جبهة موازية على الحدود اللبنانية في 8 أكتوبر (تشرين الأول).
احتياطي ضخم للغاز الطبيعي
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن هناك حالياً 4 حقول للغاز في إسرائيل، تمار، وليفياثان، وكاريش، وتنين، فيها ما يقدر بحوالي 1087 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، ويُعد حقل ليفياثان أكبرها.
الجيش الإسرائيلي يستعد بشكل غير مسبوق لحرب في #لبنان#تقارير24 https://t.co/PcmV1xEQQG pic.twitter.com/DE2tplsdPN
— 24.ae (@20fourMedia) December 15, 2023
إغلاق تمارا وخسائر شركة الكهرباء
ومع بدء إسرائيل هجومها على غزة، تقرر إغلاق حقل غاز تمار الذي يُعد ثاني أكبر منصة غاز في إسرائيل، ويقع على بعد حوالي 25 كيلومتراً قبالة سواحل عسقلان، خوفاً من تعرضه للقصف الصاروخي وتهديد العاملين هناك، علماً أن تمارا هو المزود الرئيسي للغاز لشركة الكهرباء الإسرائيلية، وإغلاقه في ظل هذا الوضع يؤدي إلى خسائر تقدر بنحو 800 مليون شيكل شهرياً للاقتصاد الإسرائيلي.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن شركة الكهرباء تأثرت بشكل فوري بعد إغلاق الحقل، وفي 15 أكتوبر (تشرين الأول) أبلغت مستثمريها بأنها اضطرت إلى تخصيص مليار شيكل من أجل الاستعداد لشراء الوقود في حالات الطوارئ، على الرغم من أن منصات الغاز الأخرى (ليفياثان وكاريش) تضخ الغاز إلى الاقتصاد، بجانب زيادة استخدام الفحم والديزل، وبحسب الشركة، فإن المطلوب الآن هو الاستعداد لوضع سيؤدي فيه توسع القتال في شمال البلاد إلى مزيد من الاضطرابات في قطاع الطاقة.
مكاسب إسرائيل من الغاز الطبيعي
وقالت إن الغاز الطبيعي يعد مسؤولا عن نحو 70% من إنتاج الكهرباء في إسرائيل، وهو الأمر الذي أدى في العقد الأخير إلى انخفاض أسعار الكهرباء بنحو 11%، بينما ارتفعت في أوروبا بمتوسط نحو 35%، بسبب أزمة الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
إلى ذلك، ذهب في العقد الماضي أكثر من 19 مليار شيكل من أموال الغاز الطبيعي مباشرة إلى خزائن إسرائيل، مع دخل إضافي متوقع قدره 70 مليار شيكل أخرى حتى عام 2030.
ووفقاً لبيانات وزارة الطاقة، مع بداية التحول لاستخدام الغاز الطبيعي، فقط في عام 2021، تم توفير حوالي 64.7 مليار شيكل للاقتصاد الإسرائيلي، وفي العقد الأخير بفضل الغاز، تم توفير ما يقارب 310 مليار شيكل للاقتصاد الإسرائيلي.
تصعيد حزب الله
وأضافت الصحيفة: "علمنا مؤخراً بوجود تصعيد في أسلوب عمل حزب الله، ويمكننا أن ندرك رغبة ذلك التنظيم في إلحاق الضرر بالأهداف العسكرية والممتلكات التي تعتبر استراتيجية بالنسبة لإسرائيل، وربما يرى حزب الله أن تدمير البنية التحتية هدف أكثر فعالية من إلحاق الضرر المباشر بالمدنيين"، لافتة إلى أنه في يوم الجمعة، 22 أكتوبر (تشرين الأول) أصدر الجيش الإسرائيلي بياناً بإسقاط طائرة بدون طيار في البحر المتوسط، والتي كان هدفها حقل الغاز الإسرائيلي "كاريش".
لماذا استهدف حزب الله "كاريش"؟
وتقول الصحيفة إن إيرادات إسرائيل من الغاز الطبيعي في النصف الأول من عام 2023 بلغت أكثر من مليار شيكل، بارتفاع نسبته 23% مقارنة بالنصف الأول من العام الماضي، ويعود الارتفاع في الدخل بشكل رئيسي إلى بدء إنتاج الغاز في منصة كاريش، موضحة أنه تم إنشاء حقل الغاز في عام 2019، وبدأ العمل في أكتوبر (تشرين الأول) 2022.
ويقع الحقل على بعد حوالي 80-90 كيلومتراً من سواحل إسرائيل، أي في المنطقة الاقتصادية الإسرائيلية الخالصة. وبعد عامين من المفاوضات بوساطة الولايات المتحدة الأمريكية تم توقيع اتفاقية لترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان، قبل حوالي عام.
وأشارت الصحيفة إلى أن بناء منصة الحقل كان حدثاً مهماً لإسرائيل لأنه ميز البلاد كمصدر للغاز الطبيعي، حيث يعد الآن مورداً مهماً للاقتصاد الإسرائيلي، وجزءاً كبيراً من دخل الدولة، ما يساعد على تقليل اعتماد إسرائيل على النفط والفحم.
تقرير إسرائيلي: تحديات كبيرة تواجه التوصل لاتفاق مع #حزب_الله #تقارير24https://t.co/7E3bKfEnZz
— 24.ae (@20fourMedia) December 14, 2023
مخاوف أمنية
وذكرت "يديعوت" أن إسرائيل أدركت المخاطر المنتظرة من إنشاء منصة الغاز الطبيعي في وقت مبكر، مشيرة إلى أن اتفاقية الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل زادت من المخاوف الأمنية، وأثارت تهديدات من الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، بدعوى أن الاتفاقية غير عادلة وتمنع لبنان من الحصول على كامل حقوقه في المنطقة.
وقالت إن إسرائيل أدركت إمكانية حدوث أضرار جسيمة في حالة تعرض المنصة للضرر، ونتيجة لذلك، زادت مستوى الأمن في المنطقة بشكل أكبر.
أضرار اقتصادية مُحتملة
وتحدثت الصحيفة عن الأضرار المحتملة على الاقتصاد الإسرائيلي حال تضرر حقل الغاز، والتي ستشمل ارتفاع في أسعار الغاز الطبيعي في إسرائيل، وبالتالي ارتفاع أسعار الكهرباء والوقود والنقل. إلى ذلك، قد تشمل الأضرار اضطرابات في الصناعة والتأثير على الناتج المحلي الإجمالي.
تلوث بيئي خطير
و إلى الأضرار الاقتصادية، فإن تسرب الغاز نتيجة استهداف الحقل قد يؤدي إلى تلوث بيئي خطير، فضلاً عن أن التصعيد سيؤدي إلى المزيد من تقويض الأمن القومي الإسرائيلي.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة حزب الله الغاز لبنان إسرائيل للاقتصاد الإسرائیلی الغاز الطبیعی تشرین الأول ملیار شیکل فی إسرائیل حزب الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
بيان رسمي.. هجوم مصري حاد على إسرائيل
القاهرة - أدانت مصر القرار الصادر عن الحكومة الإسرائيلية بوقف ادخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة وغلق المعابر المستخدمة في أعمال الإغاثة الإنسانية، بحسب روسيا اليوم.
وأكدت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية أن تلك الإجراءات تعد انتهاكا صارخاً لاتفاق وقف إطلاق النار وللقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة وكافة الشرائع الدينية.
وشددت مصر علي عدم وجود أي مبرر أو ظرف أو منطق يمكن أن يسمح باستخدام تجويع المدنيين الأبرياء وفرض الحصار عليهم، لاسيما خلال شهر رمضان كسلاح ضد الشعب الفلسطيني.
وطالبت مصر المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لوقف جميع الممارسات غير الشرعية وغير الإنسانية التي تستهدف المدنيين وإدانة محاولات تحقيق الأغراض السياسية من خلال تعريض حياة الأبرياء للخطر.
وفي وقت سابق شدد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي على ضرورة تنفيذ طرفي اتفاق وقف إطلاق النار في غزة التزاماتهما كاملة من تبادل الأسرى والمحتجزين، والنفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية.
وقال إن "هناك اتفاقا لوقف إطلاق النار له 3 مراحل، انتهينا من المرحلة الأولى وعلينا تنفيذ باقي الالتزامات والدخول في مفاوضات سريعة للحديث عن المرحلة الثانية من الاتفاق"، منوها بضرورة النفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية والطبية والإيوائية "ولن نتوانى في ذلك"، بحسب تعبيره.
وقد أوقفت إسرائيل دخول شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة اليوم الأحد في وقت تتصاعد فيه أزمة تواجه اتفاق وقف إطلاق النار الذي أوقف القتال على مدى ستة أسابيع ودعت حركة حماس الوسطاء القطريين والمصريين للتدخل.
وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن رئيس الوزراء قرر اعتبارا من صباح اليوم (الأحد) "تعليق دخول السلع والإمدادات إلى قطاع غزة"، وأن إسرائيل "لن تقبل بوقف إطلاق النار من دون إطلاق سراح رهائننا، إذا استمرت حماس في رفضها، ستكون هناك عواقب أخرى".
من جانبها علقت حركة حماس على قرار الحكومة الإسرائيلية وقف إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، معتبرة أن هذا القرار يرقى إلى حد "الابتزاز الرخيص" وهو "جريمة حرب"، وناشدت الوسطاء الضغط على إسرائيل لإنهاء "إجراءاتها العقابية وغير الأخلاقية".
وردا على تلك الخطوة الإسرائيلية دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الأحد إلى الاستئناف "الفوري" لدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، بعدما أعلنت إسرائيل تعليق دخول السلع والإمدادات إلى القطاع الفلسطيني المحاصر.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم غوتيريش في بيان إنّ الأمين العام "يدعو إلى الاستئناف الفوري لـ(دخول) المساعدات الإنسانية إلى غزة وإلى إطلاق سراح جميع الأسرى"، مضيفاً أنه "يحث جميع الأطراف على بذل الجهود اللازمة لتجنّب العودة إلى الأعمال العدائية في غزة".
Your browser does not support the video tag.