استقبل الدكتور صالح الشيخ، رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، وفدًا من جمهورية الصين الشعبية برئاسة البروفيسور لي وينتانغ، نائب رئيس مدرسة الحزب التابعة للجنة المركزية للحزب الحاكم (الأكاديمية الوطنية الصينية للحوكمة)، بمقر الجهاز بالعاصمة الإدارية، وذلك للاطلاع على التجربة المصرية في الإصلاح الإداري، وبحث سبل التعاون المشترك في مجالات الإدارة العامة.


ورحب رئيس الجهاز بالبروفيسور لي وينتانغ والوفد المرافق له، مؤكدًا على العلاقات التاريخية بين البلدين لما لهما من حضارتين عريقتين، معربا عن ترحيبه بتعزيز التعاون المشترك وتبادل الخبرات بين الجانبين في مجال الإصلاح الإداري وقضايا الإدارة العامة.


وأكد الدكتور صالح الشيخ أن الجهاز ينظر بكثير من الترحيب لهذه الزيارة لأن الحضاريتن المصرية والصينية هما من علما العالم أصول الإدارة، ويستطيع البلدان عبر التعاون المشترك استثمار الإرث الحضاري مدعوما بالتقدم الذي أحرزته الدولتين في مجال الإدارة العامة، لاستئناف الدور التاريخي والتنويري للحضارتين وتقديم الكثير من الخدمات لعدد من الدول ذات الاهتمام المشترك من الجانبين، مشيرا إلى أن  الجهاز يمكنه تقديم الكثير لهذا التعاون حيث يشغل منصب نائب الرئيس التنفيذي للمجلس الوزراي للمنظمة العربية للتنمية الإدارية، وكذلك نائبا لرئيس المجلس التنفيذي للجمعية الأفريقية للإدارة العامة، بما يؤهله للاضطلاع بدور كبير في التعاون الثلاثي (مصر الصين إفريقيا) و( مصر الصين عربيا).. مشيرا إلى الدور الكبير الذي تشهده العلاقات بين البلدين، والتعاون الذي تم في عدة مجالات بما في ذلك مشاركة الصين في مشروعات تنموية في مصر، في إطار علاقات تتسم بالاحترام المتبادل والشراكة المتميزة، بما ينعكس إيجابيا على الأوضاع في البلدين.


واستعرض الدكتور صالح الشيخ، دور واختصاصات الجهاز المركزي للتنظلم والإدارة، وجهود الإصلاح الإداري الذي بدأته الدولة المصرية منذ عام 2014 حيث وضعت خطة الإصلاح الإداري بمحاورها الخمسة، موضحا أن ثمار جهود الإصلاح الإداري أسهمت في تهيئة بيئة ملائمة للانتقال المؤسسات الدولة للعاصمة الإدارية، حيث انتهت الحكومة المصرية من نقل المؤسسات المركزية وأكثر من 48 ألف موظف يعملون بها دون تحديات تذكر.. لافتا إلى حرص الدولة المصرية على تحديث الهياكل التنظيمية لجميع المؤسسات المنتقلة للعاصمة الإدارية قبل انتقالها، لضمان تحقيق أكبر قدر من الكفاءة المؤسسية.


ومن جانبه، أعرب البروفيسور لي وينتانغ، نائب رئيس الأكاديمية الوطنية الصينية للحوكمة بجمهورية الصين، عن سعادته بزيارة جمهورية مصر العربية للمرة الأولى، مشيدا بالصداقة التي تجمع البلدين، معربا عن تطلعه لتعزيز التعاون المشترك بين الأكاديمية والجهاز، مؤكدا اهتمام الصين بتعزيز علاقاتها مع مصر، نظرا لموقعها المتميز الذي يربط بين الحضارات الغربية والشرقية، ودورها على المستويين العربي والأفريقي.


وأوضح أن الصين تبذل جهودا كبيرة في تطوير الإدارة العامة في ظل عصر تسارع التكنولوجيا، قائلا:"نولي اهتماما كبيرا بإصلاح الإدارة العامة لذا أتينا إلى مصر".


واستعرض البروفيسور لي وينتانغ، مجالات عمل الأكاديمية وكذا مجالات التعاون مع النظراء، والتي تتسع لتشمل أكثر من 300 مؤسسة تدريبية في أكثر من 90 دولة في العالم، وتتنوع أشكال التعاون مثل المنتدى الذي نظمته الأكاديمية وشارك فيه الأمين العام للجهاز المركزي للتنظيم والإدارة مؤخرا، كما تستضيف الصين سنويا بضع عشر منتديات دولية، ولدي الأكاديمية 12 تخصصا فرعيا منها الإدارة العامة والإدارة الاستراتيجية وإدارة الحوكمة البيئية والاجتماعية وإدارة علوم الاقتصاديات، إلى جانب إدارة الطوارئ، وفلسفة الإدارة العامة وملتقى حوكمة الدولة.


وأضاف أن جميع هذه الإدارات هي مجال للتعاون الدولي مع عدد من النظراء في دول العالم، كما تقوم الأكاديمية بعقد سلسلة من برامج متنوعة لتدريب الموظفين من كل أنحاء العالم، خاصة أنها تركز على تدريب الشخصيات البارزة، وعلى مدى أكثر من 20 عاما تم تدريب نحو 10 آلاف من الكوادر البارزين حول العالم، وتعقد البرامج التدريبية داخل الصين أو خارجها، كما توفد الأكاديمية وفد من المتخصصين بها لعقد دورات تدريبية في الدول محل مجالات التعاون.. لافتا إلى أنه في السنوات العديدة الماضية تضاءل تنفيذ الدورات حضوريا بسبب فيروس كوفيد - 19، لذا تم عقد البرامج التدريبية افتراضيا وكانت تجربة مميزة.


وأوضح أن الأكاديمية منفتحة على التعاون مع الجهاز في مجالات العمل المشتركة، حيث تم الإتفاق على مناقشة أوجه التعاون الفني عبر اجتماعات بين المتخصصين تعقد لهذا الغرض.


وضم الوفد بجانب البروفيسور لي وينتانغ، كلًا من البروفيسور جاو زوجوي، عميد معهد الدراسات الاستراتيجية الدولية، والسيدة دونغ تشينغ مدير عام إدارة التعاون الدولي بالأكاديمية الوطنية الصينية للحوكمة، والسيد وانغ يانغ، أمين المكتب العام بالأكاديمية الوطنية الصينية للحوكمة، والسيدة تشن مانغ، نائب مدير قسم إدارة التعاون الدولي بالأكاديمية الوطنية الصينية للحوكمة، والدكتورة جيانغ تشي، أستاذ مساعد بمعهد الدراسات الاستراتيجية الدولية، فضلا عن الوزير المفوض تشانغ تاو، بسفارة جمهورية الصين الشعبية الديمقراطية بالقاهرة.


من الجدير بالذكر، أن الزيارة تأتي في إطار العلاقات المصرية الصينية التاريخية، والتي بدأت دبلوماسيا بين البلدين عام 1956، إِذْ كانت مصر أول دولة عربية وإفريقية تعترف بجمهورية الصين الشعبية، وتطورت العلاقات بين البلدين إلى أن ارتقت إلى مرتبة التعاون الاستراتيجي عام 1999، ثم إلى مرتبة علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة عام 2014 خلال أول زيارة للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الصين في ديسمبر 2014.


وشهدت السنوات الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في الزيارات المتبادلة على أعلى مستوى نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، زيارة ثنائية للرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الصين في عام 2014، ومشاركته عام 2015 في احتفال الصين بالذكرى السبعين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، والتي أعقبها زيارة الرئيس الصيني إلى القاهرة التي زار خلالها مجلس النواب المصري. كما شارك السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي في قمة منتدى التعاون الصيني – الإفريقي، وشارك أيضًا في القمة الثانية لمنتدى الحزام والطريق والتعاون الدولي. فيما عُقِدَ آخر لقاء بين الرئيسين في الرياض في 8 ديسمبر 2022 على هامش القمة العربية الصينية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: التعاون المشترک الإصلاح الإداری الإدارة العامة بین البلدین فی مجال

إقرأ أيضاً:

جامعة العريش تفعل برتوكول التعاون مع "ناصر العسكرية" وتستضيف ثاني دورات الأكاديمية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 في إطار برتوكول التعاون بين جامعة العريش والأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية. 
جامعة العريش ترسل رسالة الأمن والأمان الذي تحظى به سيناء الحبيبة.
تحت رعاية الدكتور حسن الدمرداش، رئيس الجامعة، نظمت الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية ثاني دوراتها بعنوان "الأزمات والتفاوض" برحاب جامعة العريش.
ويأتي ذلك في ضوء البروتوكول الموقع بين الجامعة والأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية  في إطار حرص القوات المسلحة على دعم الأنشطة التثقيفية والعلمية، وتبادل الخبرات التي بين الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، ومختلف الجامعات المصرية والمؤسسات التعليمية.
وفي هذا الصدد بدأت اليوم محاضرات دورة "الأزمات والتفاوض"، حاضر فيها اللواء محمد فرغلي مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية وبإشراف اللواء حسام فارس، وتناولت محاضرات اليوم التوعية بمفهوم ( الأزمات )، هذا وقد حضر الدورة عدد كبير من الدارسين من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم والجهاز الإداري وأفراد المجتمع السيناوي لترسل الجامعة رسالة بالأمن والأمن الذي تحظى بة سيناء الحبيبة.
كما توجه الدكتور حسن الدمرداش رئيس الجامعة بخالص الشكر والتقدير للرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية ووزير الدفاع ومدير أكاديمية ناصر العسكرية الذي أتاح الفرصة لإقامة هذه الدورات في جامعة العريش للمرة الثانية ليعود النفع والاستفادة لجميع العاملين بالجامعة من أعضاء هيئة التدريس والطلاب والهيئة المعاونة و الهيكل الإداري وأيضا أفراد المجتمع السيناوي.

مقالات مشابهة

  • جامعة العريش تفعل برتوكول التعاون مع "ناصر العسكرية" وتستضيف ثاني دورات الأكاديمية
  • وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يغادر إلى صربيا لبحث تعزيز التعاون المشترك
  • العلاقات الدولية بمحكمة النقض المصرية تستقبل نظيرتها الصينية
  • عضو بـ«الشيوخ»: مصر حققت خطوات واسعة في مجال الإصلاح الاقتصادي
  • المنصوري تعد بنقل التجربة المغربية في التخطيط الحضري والإسكان إلى الجارة موريتانيا
  • نائب: مصر حققت خطوات واسعة في مجال الإصلاح الاقتصادي وجذب الاستثمارات
  • وزير الاتصالات يغادر إلى صربيا لبحث تعزيز التعاون المشترك
  • عبدالله المري يطلع على الخطط والمشاريع المُستقبلية للإدارة العامة لأمن المطارات
  • أحمد يحيى يكتب عن التجربة المصرية في مكافحة الإرهاب: إنجازات وتحديات مستقبلية
  • حاكم رأس الخيمة: الشراكات مع الصين تحقق الازدهار المشترك وتعزز الابتكار