استشرف موقع "بريكنج ديفينس"، المعني بالشأن الدفاعي، التوقعات المرجحة للعام المقبل 2024، مشيرا إلى أن الحرب في غزة ستستمر في العام المقبل على الأرجح دون أفق لحل سياسي.

وأورد الموقع، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، ترجيحا بمزيد من التعاون في المجال البحري وتصاعد حدة التنافس الخليجي، ومضي تركيا قدم في تطوير طائرة "كان"، وهي مقاتلة من الجيل الخامس.

ويعود الترجيح الخاص بتعاون الأمن الدولي بأحد التطورات المحتملة المرتبطة مباشرة بالحرب في غزة، وهو التهديد الحالي وغير المسبوق للشحن التجاري في البحر الأحمر، خاصة بعدما أعلنت جماعة أنصار الله اليمنية (الحوثيون) مسؤوليتها عن عدة هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على السفن التجارية المتجهة إلى إسرائيل، واستولت على سفينة منها.

ورداً على ذلك، طرح المسؤولون الأمريكيون فكرة إنشاء قوة عمل بحرية مشتركة أخرى، للعمل على حماية السفن التجارية المارة بمضيق باب المندب. وفي وقت سابق من الشهر الجاري، قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، للصحفيين إن الولايات المتحدة تجري محادثات مع "دول أخرى بشأن تشكيل قوة عمل بحرية لضمان المرور الآمن للسفن في البحر الأحمر".

ويرجح "بريكنج ديفينس" استمرار السعي الأمريكي لعمل هذا التحالف حتى لو توقفت الحرب في غزة، بعدما تبين للمجتمع الدولي مدى تعرض السفن للخطر في البحر الأحمر.

وفي السنوات الماضية، بدا من الممكن تحقيق قدر أكبر من التعاون في هذا الصدد، إلى حد الإعداد لحلف بحري في الشرق الأوسط بمشاركة إسرائيل. ولكن رغم أن الفكرة لم تمت بعد، فمن المؤكد أن الحرب في غزة تجعل منها حلما بعيد المنال.

سباق سعودي إماراتي

ومن زاوية أخرى، يرجح "بريكنج ديفينس" توقيع شركات سعودية وإماراتية لصفقة دفاعية كبيرة في عام 2024، في إطار سباق تنافس محموم بين البلدين.

فرغم أن الدولتين لديهما العديد من المصالح المشتركة، خاصة من الناحية الاقتصادية مثل أسعار الوقود، إلا أن كلا منهما تشد الحبل نحو نفسها لتصعد كزعيم إقليمي في قطاع الدفاع، ما جعل المنافسة بينهما أشبه بلعبة محصلتها صفر، بحسب تعبير الموقع الأمريكي.

اقرأ أيضاً

لأول مرة.. السعودية تدرس شراء 54 مقاتلة رافال من فرنسا

ووقعت الشركات من كلا البلدين بالفعل سلسلة من الصفقات الدولية الكبيرة، ويستضيف كلاهما معارض تجارية دفاعية رفيعة المستوى، منها معرض للتكنولوجيا الدفاعية تستضيفه أبو ظبي في يناير/كانون الثاني المقبل، فيما تستضيف الرياض معرضها العالمي الثاني للدفاع في فبراير/شباط.

ويتوقع خبراء الموقع الأمريكي أيضا أن تزداد حدة المنافسة بين القوتين الخليجيتين على خلفية امتلاك السعودية لأكبر ميزانية للمشتريات الدفاعية على المستوى الإقليمي، في حين تعمل الإمارات على تطوير صناعتها الدفاعية، وبالتالي فهي أكثر تقدمًا قليلاً في استراتيجيتها.

مقاتلة كان التركية

وفي الوقت نفسه، تعمل تركيا على تطوير طائرة مقاتلة محلية من الجيل الخامس، يطلق عليها اسم "كان"، بمساعدة أذربيجان، وقد يكون عام 2024 هو العام الذي تقفز فيه دولة ثالثة إلى هذه الشراكة، وهي: باكستان.

وفي أغسطس/آب، قال مسؤول دفاعي تركي كبير: "قريباً جداً سنناقش مع نظرائنا الباكستانيين إدراج باكستان رسمياً في برنامجنا الوطني للطائرات المقاتلة: كان".

وبعد خسارة صفقتها لشراء طائرات مقاتلة من طراز إف-35، تعاني أنقرة من فجوة في قدرات قواتها الجوية.

ولا يستبعد خبراء "بريكنج ديفينس" إطلاق "كان" في الهواء لأول مرة في عام 2024، ولكن من غير المتوقع أن يبدأ تشغيلها قبل عقد آخر، ولذا فقد تتعاقد أنقرة رسميًا في العام المقبل لشراء طائرات يوروفايتر تايفون الأوروبية، أو تحاول تسهيل الأمور بما يكفي مع المشرعين الأمريكيين حتى تتمكن من إكمال عقد شراء طائرات إف 16 التي طال انتظارها.

وبمجرد دخول "كان" حيز الخدمة، ستكون تركيا أول دولة في الشرق الأوسط تشغل مقاتلة من الجيل الخامس، باستثناء طائرات إف 23 التي تمتلكها إسرائيل.

اقرأ أيضاً

تركيا تبحث عن شركاء لبرنامج المقاتلة TF-X وسط حالة من عدم اليقين المالي

المصدر | بريكنج ديفينس/ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الشرق الأوسط غزة أبوظبي السعودية الإمارات تركيا يوروفايتر فی غزة

إقرأ أيضاً:

غزة بين أنياب الجغرافيا والمصالح: حربُ الإبادة لُعبة “نتنياهو” و”ترامب” في معركة الشرق الأوسط الجديد

يمانيون../
لم تكن فلسطين يومًا سوى قلب جريح في خارطة الصراع الكبرى، إلا أن ما يشهده قطاع غزة اليوم من حرب إبادة جماعيةٍ يخرج عن حدود المألوف، في ظل تداخل معقد بين الهروب السياسي الداخلي لقادة الكيان، والترتيبات الأمريكية، مع تقاطع أجندات إقليمية ودولية لا مكان فيها للدم الفلسطيني؛ سوى أنه وقود لمعادلات النفوذ.

حرب الإبادة الجماعية هذه ليست مُجَـرّد عدوان عسكري، بل هي مشهد معقد تتحكم به خيوط السياسة العمياء التي نسجتها “تل أبيب وواشنطن” وعواصم إقليمية أُخرى، والتي تتجاهل التدبير والعدل الإلهي الذي يتفوق على كُـلّ مخطّط وظلم، فغزة ورغم احتضارها تحت وطأة القصف والحصار؛ تذكر العالم أجمع بأن العدالة لن تسقط أبدًا.

نتنياهو بين الملاحقة والدم: الهروب الكبير عبر غزة

في الداخل الإسرائيلي، يقف مجرم الحرب “نتنياهو” في زاوية حرجة، يطارده شبح المحاكمات بتهم الفساد والاختلاس وخيانة الثقة، فيما تتفاقم حدة الانقسام السياسي بين أقطاب اليمين الصهيوني المتطرف والعلمانيين.

حيث يرى كثير من المراقبين أن الحرب على غزة باتت أدَاة ناجعة بيد “نتنياهو” وبدعمٍ من “ترامب” للهروب من ورطته الداخلية، وتوحيد الرأي العام الإسرائيلي خلفه، مستغلًا مشاعر الخوف والتطرف، ويفتح عبر الدم الفلسطيني نافذة نجاة من أسوار السجن المحتملة.

لقد دأب “نتنياهو” تاريخيًّا على تصدير أزماته إلى الخارج، مستثمرًا في الحروب على غزة كرافعةٍ سياسية، لكنها هذه المرة تأتي في ظل صراع داخلي أكثر شراسة بين أحزاب اليمين ذاته، بين من يدفع نحو تصعيد مستدام ومن يرى في المفاوضات والتهدئة ورقة لتحقيق مكاسب انتخابية.

الظل الأمريكي: واشنطن تعيد رسم الخرائط بالنار

الولايات المتحدة الأمريكية ليست بعيدة عن هذا المشهد الدموي؛ فإدارة “ترامب” تجد نفسها أمام مفترق طرق بين الحفاظ على تفوق “إسرائيل” الإقليمي، وبين استرضاء حلفاءها في العالم العربي والإسلامي ضمن سياق إعادة ترتيب التحالفات بعد تراجع الدور الأمريكي في بعض مناطق العالم.

الحرب على غزة تمنح “واشنطن” فرصة لإعادة توجيه دفة المنطقة، من خلال تصعيد يبرّر المزيد من التدخل العسكري، ويُعيد تثبيت “إسرائيل” كعنصر حاسم في معادلات الشرق الأوسط، ويرجح كفة الدور الأمريكي وضرورته في خفض هذا التصعيد وتوجّـهات السياسة الأمريكية في إعادة ترتيب الأوليات في المنطقة.

كما أن مِلف التطبيع الإسرائيلي مع بعض الأنظمة العربية، والذي تعثر في الشهور الماضية، يجد في هذه الحرب أرضية جديدة لإعادة إحياء مشروعات “السلام” الأمريكي المزعوم، ولو على حساب تدمير غزة بالكامل، ولو على حساب الدم الفلسطيني المسفوك في شوارعها.

ولأن هذا الدم ليس مُجَـرّد ضحية لصراعٍ محلي، بل هو جزء من لعبةٍ جيوسياسية أكبر، فهناك دول وقوى تراقب عن كثب مسار الحرب، وتحاول دفع المشهد بكل الطرق والوسائل لتحقيق مكاسب ميدانية لصالح فصائل الجهاد والمقاومة والشعب الفلسطيني ككل، بالمقابل، تجد دول أُخرى في هذه الحرب مناسبة لتعزيز أوراق التفاوض والتحالف مع “واشنطن وتل أبيب”، بينما تبقى بعض العواصم العربية في موقع المتفرج أَو بالأصح المتواطئ من تحت الطاولة.

الرواية الصهيونية.. صناعة العدوّ واستثمار الدم:

في جوهر هذه الحرب، يتكرس مفهوم صناعة العدوّ، حَيثُ تُختزل غزة في خطاب المؤسّسة الأمنية الإسرائيلية ككيان مهدّد للوجود الصهيوني، رغم فارق القوة الهائل، وتسويق هذا العدوّ يخدم مصالح منظومة الحكم في الكيان الصهيوني داخليًّا وخارجيًّا، مع تحول سكان القطاع إلى ورقة مساومةٍ دمويةٍ في يد اللاعبين الدوليين والإقليميين.

اللافت أن حجم التدمير والقتل الممنهج يعكس استراتيجية واضحة لإخراج غزة من المشهد السياسي والجغرافي، وتحويلها إلى نموذجٍ مدمّـر لكل من يفكر في تحدي التفوق العسكري الإسرائيلي، أَو يخرج عن بيت الطاعة الأمريكية.

ما يحدث في غزة، هو انعكاس لمعادلاتٍ معقدة يتحكم بها ساسة يبحثون عن المصالح والمطامح على حساب الأبرياء، فغزة اليوم تُحرق تحت أقدام حسابات “تل أبيب وواشنطن” والعواصم الإقليمية والمنظمات الأممية المتواطئة، في معادلةٍ لم تعد ترى في الفلسطيني سوى ضحيةٍ دائمة.

غير أن التاريخ لطالما أثبت أن الدم لا يكتب إلا رواية الثبات والصمود، وغزة وأهلها ومقاومتها، رغم الكارثة، تبقى شوكةً في حلق هذه التحالفات، وجرحًا مفتوحًا يعري صفقات السلاح والدم في سوق السياسة العالمية، ويفضح صفقات التطبيع والعار في سوق النخاسة والخيانة العربية والإقليمية.

المسيرة | عبد القوي السباعي

مقالات مشابهة

  • «الشرق الأوسط للأفلام والقصص المصورة» ينطلق في أبوظبي
  • زعيم الشرق الأوسط
  • محمد بن زايد وترامب يبحثان هاتفياً العلاقات والمستجدات في الشرق الأوسط
  • ترامب: نحقق تقدمًا جيدًا بشأن الصراع في الشرق الأوسط
  • وزير الخارجية يبحث مع نظيره البلغاري التطورات في الشرق الأوسط
  • Inforte تستحوذ على Shifra
  • مايك والتز: إذا امتلكت إيران أسلحة نووية سينفجر الشرق الأوسط
  • تقرير: توقعات بارتفاع إنتاج الغاز في الشرق الأوسط
  • غزة بين أنياب الجغرافيا والمصالح: حربُ الإبادة لُعبة “نتنياهو” و”ترامب” في معركة الشرق الأوسط الجديد
  • واشنطن تدفع بحاملة طائرات ثانية إلى الشرق الأوسط