نظمت اللجنة التشريعية بالمجلس القومي للمرأة ندوتين توعويتين بعنوان "مكافحة العنف والتمييز ضد المرأة.. الحماية القانونية وأوجة الدعم" بجامعتي السويس وطنطا، وذلك في إطار حملة الـ 16 يوما من الأنشطة للقضاء على العنف ضد المرأة، والتي يطلقها المجلس تحت شعار "كوني".


وأشارت مديرة الإدارة العامة للاستراتيجية بالمجلس شيماء نعيم - في تصريح اليوم /الخميس/ - إلى أنه تم خلال الندوتين إلقاء الضوء على محور الحماية بالاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية 2030 للقضاء على الظواهر السلبية داخل المجتمع، والتي تحول بين المرأة وبين المشاركة المجتمعية.


وأوضحت أنه تم إلقاء الضوء على جهود المجلس القومي للمرأة في مكافحة العنف سواء البدني أو الجسدي أو النفسي أو التهديد والابتزاز الإلكتروني، والبعد الدولي لمناهضة العنف ضد المرأة والاتفاقيات الدولية لمناهضته.
وأضافت أنه تم أيضا استعراض جهود المجلس وخدماته بمختلف المستويات، ودور مكتب شكاوى المرأة بالمجلس وتلقيه الشكاوى والاستفسارات الخاصة بالسيدات.


ولفتت شيماء نعيم إلى أنه تم التأكيد على أهمية دور وحدة مكافحة العنف ضد المرأة بجامعتي السويس وطنطا وما قدمته الوحدات من أنشطة خلال الفترة السابقة من ندوات وورش عمل.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مکافحة العنف ضد المرأة أنه تم

إقرأ أيضاً:

الشعب السوداني: معلم الشعوب!!

عبدالله عابدين

من العجيب أن نسمع هذا الوصف الطنان الرنان: الشعب السوداني معلم الشعوب !! .. و لكن عجبنا هذا يزول اذا علمنا أن هذا الشعب و دون غيره من شعوب العالم قد جسد ظاهرة أغرب ما تكون الظواهر، ألا و هي خروجه في سلمية نادرة و مدنية باهرة مما مكنه من تفجير ثلاثة ثورات بيضاء استطاع بها اسقاط ثلاثة الأنظمة العسكرية التي حكمته !! ..

أولى هذه الثورات كانت قد اندلعت في 21 أكتوبر 1964 و قد تمكن الشعب السوداني بهذه الثورة من اقتلاع نظام الفريق ابراهيم عبود العسكري من السلطة، و كان اسقاطه قد أحدث دويا هائلا في العالم .. و جعل شعوب العالم و نخبها يتساءلون في تعجب كيف يمكن أن يحدث ذلك؟! و لماذا لم تستطع شعوب أخرى في ذات الكوكب من فعل ذلك؟! ..

و في السادس من ابريل 1985 ولدهشة العالم الكبيرة فان تعبيرا ثوريا بنفس السمات من قوة السلمية المبرأة من أوضار العنف، قوة الاجماع العاطفي المستحصد، قد ترتب عليه ثورة بيضاء أخرى عرفت بانتفاضة ابريل في الأدب السياسي السوداني ..

و قد أسقطت هذه الثورة نظام المشير جعفر محمد النميري العسكري الذي جاء الى الحكم في السودان في الخامس و العشرين من مايو 1969 بانقلاب عسكري آخر حكم السودان لمدة ستة عشر عاما. مرة أخرى يفعلها الشعب السوداني تاركا العالم في دهشة و انبهار، اذ أن القوة المجيشة للقوات المسلحة السودانية و جدت نفسها مغمورة في تيار الثورة العارم مما شل يدها و أذهلها عن استخدام قوتها العنيفة ضد حشود الثوار، بل أنها لم تجد بدا من الانحياز لمد الثورة و من ثم الوقوف خلفها و حمايتها ..

و كأن ذلك غير كاف، تفجرت ثورة كبرى و عارمة شاركت فيها كل قرى و مدن السودان في التاسع عشر من ديسمبر 2018 مقتلعة نظاما من أعتى الأنظمة العسكرية التي عرفها العالم . هذا النظام، فوق أنه عسكري قابض، مؤدلج بفكر ظلامي يتلحف قداسة الدين الاسلامي و يوظف ذلك في احكام قبضته على رقاب أفراد الشعب و على نخبه و على الفكر الحر و على المعارضة السياسية.

و قد وصل بهذا النظام الاعتداد بالسلطة درجة قصوى، حتى وقر في ظن القائمين على أمره أنهم قد وصلوا درجة من الترسخ و “التمكين” يحيث صاروا عصيين على التغيير، بل تيقنوا أنه لا توجد قوة تستطيع اقتلاعهم من حكم السودان!! ..

و لا يمكنكم تصور المستوى الذي بلغه هذا الشعور بالتفوق و المناعة و الاستعصاء على التغيير لدى حكام ما عرف بنظام الانقاذ الا اذا سمعتم ما صك رأس هذه النظام الظلامي، المشير عمر حسن أحمد البشير من مصطلحات بالغة الانحطاط و السوقية تعبيرا عن شعوره المتأله و عن خياله المريض الذي غيبته الخيلاء الفارغة بسلطته المنفردة. و من مظاهر سكر السلطة، و السلطة “المطلقة” في ذلك، ادعاؤه، و قد صور له وهمه بأنه و زبانيته قد “تمكنوا” تماما، أنهم “لن يسلموها الا لعيسى” !! ..

أما الذين حكموا مع هذا الرئيس المهووس بسلطته المطلقة هذه فقد هدد بعضهم الشعب السوداني بأن “الأوامر هي أطلق الرصاص لتقتل”: قالها بالانجليزية، رأس زبانيتهم، على عتمان محمد طه، Shoot to kill مرددا اياها امعانا في تأكيد الفراغ الروحي العريض الذي يعانيه. و ما علم أنها سوف تكون وبالا عليه في القريب العاجل، و ستحملها الأسافير الى شتى أنحاء العالم مدينة نظامه كله و دامغة اياه بوصمة سوف تطارده و فلول متأسلميه الى الأبد ..

و قعت الواقعة حين اكتسحت جموع الثوار كل مواقعهم التي تحصنوا فيها و كل بروجهم التي شيدوها حذر الموت و اتقاء السقوط، و ما علموا أن الموت سيدركهم و لو كانوا في بروج مشيدة .. و كانوا من قبل في وهمهم موغلين، و في ظنهم و غيهم سادرين !!.. و قد أسقطت ثورة ديسمبر المجيدة رأس النظام في صبيحة الحادي عشر من ابريل 2019 ثم توالى السقوط سقوطا اثر سقوط و ما يزال ..

قامت الثورة، و أضحى السودان كله، حتى جنوبه الحبيب، أمواجا لا حد لها من الثورة، فهل تتصورون؟! .. و أضحى كل من كان بالأمس القريب يهدد الثوار و ينفث سمومه فيهم و يتوعدهم بالويل و الثبور في قبضة الشعب ينتظر في ذل كلمته فيهم ..

تمكنت هذه الثورات السودانية العظيمة من تدشين معنى جديد للثورة غير مسبوق و هو أنها أحدثت “طلاقا بين القوة و العنف” في الفعل الثوري، أو في فعل التغيير الاجتماعي و السياسي. و انبلج بذلك فجر جديد في التاريخ البشري أصبح به من الممكن “احداث تغيير أساسي في المجتمع” بدون أن تضطر القوة الى الاستعانة بالعنف. و ارتفاق القوة بالعنف هي السيرة المألوفة للقوة في ماضينا و في طرف من حاضرنا، مما ضلل أذكى المفكرين الاجتماعيين و على رأسهم كارل ماركس، حيث ظن، هو و أضرابه، بأن هذا الارتباط بين القوة و العنف ضربة لازب ..

وهذا كما قال المفكر الانساني الأستاذ محمود محمد طه يمثل بشارة بالمستقبل الذي تجاهلته مقولة كارل ماركس القائلة بأن “القوة و العنف هما الوسيلتان الوحيدتان لاحداث أي تغيير أساسي في المجتمع” .. و من الواضح أن كارل ماركس بكل جدارته و ريادته في تاريخ الفكر الاجتماعي فاته و بصورة تدعو للعجب أن لقوى المستقبل حضورا في تشكيل الحاضر، و ليس فقط قوى الماضي و عوامله. ليس بالضرورة أن يكون تاريخ البشرية صورة مكرورة لماضيها كل مرة. يصح هذا حتى لو كان التاريخ يعيد نفسه، تحت شروط التخلف الفكري، اذ أنه حتى تحت هذه الشروط فان التاريخ لا يستنسخ نفسه، و انما ينجز ذلك ببعض الجدة مهما قل شأن هذه الجدة ..

و هنا يمثل أمامنا النموذج اللولبي لمسار التاريخ في مقابل النموذجين الخطي و الدائري لذلك المسار .. و الظاهرة التاريخية يمكن أن توصف، من ضمن ما يمكن أن توصف به، بأنها تمثل المسار التقدمي للفكر البشري و من ثم تتمثل حصيلتها في التراكم المتمادي للوعي: وعي الكتل البشرية و وعي الأفراد الذين يشكلون تلك الكتل و الكيانات .. و عي الجماهير .. و وعي النخب ..

الآن يمكن النظر الى هذه الثورات السودانية الفتية كتعبيرا ثوري تجلى في مستوى معين من تراكم الوعي .. و كأن هذه الثورات الوهاجة النور عبرت بلسان ثوري فصيح بأن قوة من الاجماع العاطفي الفريد قد لامست دواخل كل فرد من أفراد هذا الشعب الواعد العظيم .. و لكأن الدفق الثوري تمثل تيارا جارفا أذهل الطرف الآخر، القوة العسكرية، عن اللجوء الى قوتها العنيفة .. بل شل ارادة العنف لديها، و أبطل فعل العنف المتوقع و الذي تحوزه هذه القوى العسكرية المجيشة ..

أكثر من ذلك فان القوة العسكرية لم تجد بدا من الانحياز الى شلال الجماهير المتدفق في الشوارع .. لم يترك لها المد الثوري فرصة سوى الانصياع لقوتها السلمية التي لا تقاوم .. قوة تبرأت من أوضار العنف و من مآلته بعيدة الأثر و عميقة الغور في النفسية الفردية و في العقل الجمعي ..

بالطبع لا ننسى أن الثورة الأخيرة، ثورة ديسمبر2018 ، تمثل موجة أكبر من سابقاتها، و قد جاءت في ظرف أعقد بكثير منهن حيث كان عليها أن تتعامل مع أكبر نظام دكتاتوري في حاضر البشرية. و هذا النظام الديكتاتوري القابض، الى ذلك، قد استغل سلطة الدين أبشع استغلال و وظفها أسوأ توظيف .. ثم ان البلاد في هذه الثلاثين عاما التي حكمتها فيها فلول الظلام من متأسلمي ما يعرف بالحركة الاسلامية قد تدهورت أوضاعاها في جميع مناحي الحياة تدهورا يصعب وصفه ..

و لما كانت التعقيدات أكبر و التغييرات خاصة داخل القوات النظامية أعقد، فالأخيرة ما عادت في جلها قوات خاصة بالسودان بعقيدة و طنية خالصة، بل شابتها شوائب الأدلجة المفرطة فصرت ترى جنودا ملتحين، بما أنهم يشجعون على ذلك و يرغبون فيه بالأموال و الترقيات !! .. و دونكم هذا في الصدد ما ابتدعوه من “بدل للحية”: بناء عليه فان الفرد داخل القوات النظامية الذي يربي لحيته يعطى نصيبا ماليا سمي ببدل اللحية: فانظر كيف يحكم هذا القبيل من الظلاميين على الأمور، لابد ا أنك الان قائل معي: ألا ساء ما يحكمون !! ..

هؤلاء هم الذين أسقطت حكمهم ثورة ديسمبر السودانية المجيدة .. و هنا لابد من ذكر أمر ذو أهمية بالغة في هذا السياق و هو أنه و بالرغم من أن قلة من أفراد القوات النظامية، تلك القلة التي لم تتلوث فطرتهم بآلة الأدلجة و بصناعة الوهم و لم تخضع لعمليات غسل الأدمغة، قد وقفت الى جانب الثوار بل دافعت عنهم ضد فئات أخرى أكبر عددا و أكثر قوة و عتادا. و قد اعتدت هذه الأخيرة على الثوار فسقط شهداء كثر و أصيب آخرون، ثم كانت القاصمة و “حدث ما حدث” أو “حدس ما حدس !!” على حد تعبير أحد ظلامييهم و اصفا ما ارتكبوه من مجزرة في ساحة اعتصام الثورة في التاسع و العشرين من رمضان. مجزرة شهد عليها القاصي و الداني اذ كان الضرب و القتل و السحل و الجلد أمام الكاميرات و على مرأى و مسمع القادرين على التدخل لايقاف المذبحة، فلم يحركوا ساكنا !! ..

و الحق أن هذه المذبحة استلت من جموع الثوار أفصل ما في الانسان، السلمية في وجه العنف، و مواجهة الموت بصدور عارية .. فالثوار لم يتحولوا الى العنف كما توقع الكثيرون. و ها هي ذي فرادة الشعب السوداني و تميزه تتجلى في أنصع صورها لتسجل موقف غير مسبوق في تاريخ الثورات البشرية، ألا و هو أنك حتى عندما يستعمل العنف العنيف ضدك لا تتحول عن سلميتك من جهة، و من جهة أخرى لا تتراجع عن نضالك الثوري، بل تخرج في مشهد مهيب مهيب لتملأ الشوارع بمدك الزاخر، فمن أنت أيها الثائر السوداني؟! .. و من أنت أيتها الثائرة السودانية؟! من أنت أيتها الكنداكة؟! .. و ما كان ذلك السيل الهادر الذي ملأتم به الشوارع عقب المجزرة؟!

و من عجب الأمر أن مدكم العارم ذاك اختار الثلاثين من يونيو، فأبطل بذلك فعل سحر ساحرهم و تحول من ثم هذا اليوم الى يوم مجيد و عيدا من أعياد ثورة ديسمبر لا شية فيه .. لم تكتسحوا أماكنهم التي زعموا فقط، بل حولتم أيامهم التي ادعوا الى أيام لنا كما كانت قبل حلول فلول جرادهم التي أحالت بلادنا محلا قضت على أخضره و يابسه ..

و قد ظن الكثيرون أن الثورة خطوة واحدة .. هبة واحدة فاذا بالنظم العسكرية و أشكال الدكتاتورية المختلفة قد ولت بدون رجعة .. زال الفساد و أقيم مكانه الصلاح .. و الخطأ في هذا الاعتقاد يتمثل في ايغاله في التمني .. فالشعوب لا تمضي بهذه الصورة المبسطة .. ربما تكون أماني الأفراد .. أماني و أمانيك .. تسد علينا الطريق فتغيب عنا حقيقة أن الشعوب تتعلم بصورة تتناسب مع أعمارها و هي أعمار بالطبع أطول و أعقد من تلك التي للأفراد بما لا يقاس ..

طوت الثورة الأخيرة الثورة التي سبقتها و مكنتها من بناء عشها في اهابها شجرتها الوارفة الظلال، و التمكن من توطيد أقدامها الثورية في بناءها المتين .. و التي قبلها أيضا فعلت ذات الشئ بالنسبة للتي سبقتها .. و هذا قد يعني، فيما يعني، أنها ثورة واحدة بمراحل مختلفة .. هكذا تجد الشعوب فرصتها في التجربة .. ومن ثم فرصتها في التعلم .. و هذه في جملتها تعني نمو الوعي و تراكمه طبقة فوق طبقة .. مشكلة ما يعرف بالوعي الجمعي لشعب أو مجموعة من الشعوب تجمعها رقعة جغرافية أو تجمعها تجارب مشتركة فيها من التشابه ما فيها من الاختلاف: وحدة في تنوع كما هو حال شعوب السودان و قومياته ..

في تقديري أن مثل هذه الظاهرة لا تأتي من فراغ .. انها يجب أن تكون نتيجة تراكم من نوع ما، كما ذكرت .. نوع من غزارة في التكوين النفسي و في بنية و تكوين العقل الجمعي للشعب الذي يتمثل في أوساطه هذا التواصل الثوري و هذا الطلاق بين العنف و القوة، كما عبر الأستاذ محمود محمود طه. انها بلا شك ظاهرة تحتاج لفهمها و تقعيدها على أسس متينة الى الذهاب بعيدا في التاريخ الخاص بهذا الشعب .. و لا أقصد فقط تاريخ كوش و التاريخ النوبي، بل انني مع توافقي التام مع الأهمية القصوى لهذا التاريخ الضارب في القدم و الأصالة، أذهب الى أبعد من ذلك .. حيث يتأكد لنا عودا على بدء أن: الشعب السوداني معلم الشعوب..

الوسومعبدالله عابدين

مقالات مشابهة

  • (إختتام الدورة التدريبية الخاصة بالتطوير الوظيفي والتمكين واتاحة الفرص للنساء)
  • مايا مرسي: فترة عملي بـ"قومي المرأة" ستظل بصمة لها أثر داخلي مدى الحياة
  • الشعب السوداني: معلم الشعوب!!
  • كيف استطاعت اللواء منال عاطف أن تصبح أول سيدة مساعدا لوزير الداخلية؟
  • علماء يكتشفون طريقة تسهل التمييز بين الأجسام السماوية والنجوم
  • "القومي لذوي الإعاقة" ينظم المعرض الثامن لمنتجات ذوي الإعاقة برأس البر
  • "القومي للإعاقة" ينظم المعرض الثامن لمنتجات ذوي الهمم برأس البر (صور)
  • استخراج 1000 بطاقة رقم قومي بالمجان لسيدات وفتيات غير قادرات ببني سويف
  • استخراج 1000 بطاقة رقم قومي مجانًا لسيدات وفتيات غير قادرات ببني سويف
  • «الداخلية»: استخراج 7529 بطاقة رقم قومي للمواطنين في 11 محافظة