هذه القصة، من الكتابات التي توصف بقصص "الإرادة" و"الفعل"، فإذا كان هناك كتب أو قصص غيرت قانونا أو ألغت عرفا متبعا، أو كرَّست وضعا جديدا، فمن حق هذه القصة أن توصف بأنها قصة أنشأت دولة.

وصدرت ترجمة "رحلة إلى أرض الميعاد 2040" لسعيد العكش وبدوي محمد ماضي عن المركز القومي للترجمة في القاهرة، وتروي قصة بدأت بشهر عسل متخيل، وانتهت بسرقة وطن ومحاولة إبادة سكانه الفعليين.

الرواية التي اعتبرها بعض نقاد الأدب العبري أولَ يوتوبيا في الأدب العبري الحديث، حاولت بلورة الدولة العبرية المرتقبة وفقا لليوتوبيا المثالية التي يصور كاتبها مجتمعا فاضلا، إلا أنها في الحقيقة خطة استعمارية على نطاق واسع، لكونها مخططا ودليلا للعمل الصهيوني، مثلها في ذلك مثل كتاب "الدولة اليهودية" لثيودور هرتزل.

ورغم عدم ذيوع وشهرة هذا الكتاب بين القراء العرب، فإنه يعد من أخطر الكتب والقصص التي دعت لبناء الدولة اليهودية، ويحتفي به الإسرائيليون كل عام كلما حلت الذكرى السنوية لقيام دولتهم، لما تعتبره دليلا عمليا، آمنت الحركة الصهيونية بمضمونه، وسارت على خطى أفكاره، وهو ما ظهر بالفعل في كتاب الدولة اليهودية عام 1896م الأب الروحي للدولة تيودور هرتزل حتى تم بناء الدولة اليهودية.

والكتاب يذكرنا بعملية نهب، تعد أكبر عمليات النهب الاستعمارية في التاريخ، وهي عملية انتزاع فلسطين من أهلها على يد الصهيونية العالمية، بدعم ومباركة ومساندة من القوى الاستعمارية المعاصرة، والتي تمثلت في النهاية في إقامة دولة إسرائيل.

والهدف من ترجمة الكتاب من العبرية كما يقول الناشر "هو التعريف بالمخططات الصهيونية، وأسباب نجاحها في تحقيق أهدافها، ولجوء روادها إلى التفكير المنظم والتخطيط الواعي، واستماتتهم من أجل تحويل الأفكار إلى واقع عملي.

ترجمة "رحلة إلى أرض الميعاد 2040" لسعيد العكش وبدوي محمد ماضي صدرت عن المركز القومي للترجمة (الجزيرة)

والمؤلف إلحانان ليب ليفينسكي ولد في روسيا لأسرة يهودية متدينة، لأب حاخام ألحقه بالتعليم الديني، فأجاد اللغة العبرية، وتنقل بين عدد كبير من المدن الروسية وعمل مدرسا للغة العبرية وصحفيا لفترة، وعلى أثر اغتيال قيصر روسيا سنة 1881 التي شارك فيها بعض اليهود، طال اليهود الكثير من أعمال القتل والطرد. في هذه الأثناء نشأت حركة الشباب اليهودي الصهيوني فانضم إليها، وفي عام 1882 زار فلسطين، ولم يجد هناك يهودا سوى أعداد قليلة جدا، فلم يمكث بها سوى شهرين فقط، وتعلق بفكرة "العودة إلى صهيون"، وأكمل دراسة اللغة والأدب الروسي بدرجة أهلته لأن يكتب مقالات ساخرة في جريدة روسية، وبدأ أعماله الأدبية في عام 1889م، ولاهتمامه بأمر الاستيطان في فلسطين كتب في 1890 قصته "رحلة إلى إيرتس يسرائيل عام 2040 من الألف الثالث".

ولإيمان المؤلف إلحانان ليب ليفينسكي (1858 – 1910) بروايته أو رؤيته فقد كتبها في وقت لم يكن اليهود شعبا، بل كانوا جماعات في شتات، وشراذم منبوذة في معظم الدول الأوروبية، وأقليات منطوية على نفسها في معظم الدول والبلدان، فجاءت هذه القصة لتنهي عزلتهم، ولم يكن لهم دولة فحدثتهم القصة عن الدولة المتخيلة، أي أنها مهدت لهم قبول فكرة "الشعب الواحد"، وإمكانية إقامة دولة لهم.

من ناحية أخرى، تُعد هذه القصة هي الأولى من نوعها في الأدب العبري التي تضع مخططا لإقامة الدولة الصهيونية في فلسطين، وكانت مهمة الكاتب الكبرى، العمل على تحفيز اليهود للهجرة إلى فلسطين، لما تمثله الهجرة من أساسيات أركان الحركة الصهيونية.

الدولة الوظيفية

وإذا كانت القصة تمثل دليلا عمليا للحركة الصهيونية، فإنها حددت لها معالم الطريق، وطرحت المشكلات وقدمت الحلول، وكان المؤلف سبّاقا في طرح الفرضيات اللازمة لإقامة الوطن القومي لليهود، حيث ذهب إلى أنه لا بد من حاضنة ومرتكز يدفع ويساند الدولة على طول وجودها، وطرح الكاتب فرضية الاعتماد على أوروبا لدعم قيام الدولة المنتظرة، وهذا ما كان من بريطانيا التي مكنت اليهود من الهجرة إلى فلسطين، ثم منحت اليهود وعدا بإنشاء وطنهم من خلال رئيس حكومتها بلفور، وعندما انحسرت شمس بريطانيا، حلت أميركا مكانها تدعم وتزود وتقف في وجه كل من يهدد وجود الدولة اليهودية بالمنطقة.

والقصة ليست شطحات فكرية أو أفكار متناثرة بقدر ما كانت آلية عمل وخريطة طريق تتوزع عليها الأدوار بشكل واع، ضمن مخطط شامل متتابع، حيث جاء تيودور هرتزل ليؤكد في كتابه "الدولة اليهودية" على إنشاء ما يسمى الشركة اليهودية، ويؤكد أنها سوف تكون تحت حماية إنجلترا، ولا يجد حرجا في أن يذكر بأن الدولة اليهودية ستكون رأس حربة لأوروبا نظير ضمان أوروبا لوجودها.

ولم يتورع هرتزل أن يظهر عنصريته في وصم دول آسيا والشرق الأوسط بالبربرية، كما يذكر ذلك في كتابه "ومن هناك سوف تشكل جزءا من استحكامات أوروبا في مواجهة آسيا كموقع أمامي للحضارة في مواجهة البربرية".

وطن متخيل

والقصة من الأعمال القليلة التي ترسم صورة طوباوية لدولة إسرائيل والوطن القومي المتخيل لليهود كما كانت تروج لها الحركة اليهودية منذ أواخر القرن الـ19 وأوائل القرن الـ20، فقد تحدث مؤلفها إلحانان ليب ليفينسكي عن هذه الدولة في قصته وكأنها حقيقة واقعة، وهو لم يكتف بعرضه للأسس التي تقوم عليها الدولة من لغة وقوانين وتعليم وجيش وشراء أراضي، ولكنه يذكر تفاصيل صغيرة وكأنه يبني الدولة بيديه لبنة لبنة أو طوبة طوبة.

فقد تطرق لملامح الشخصية العبرية، ونموذج البيت وشكل الأسرة، وأن الحياة الأسرية تتميز بالاستقامة، وأن كثرة المناسبات مجال فخر في دولة إسرائيل، وأنها تعطي الكثير من الاهتمام للاحتفالات والأعياد والأيام السعيدة.

ورسم خريطة الدولة العبرية كما جاءت في التوراة، مع تأكيده على ضرورة امتلاك اليهود للأرض بسندات تثبت أحقيتهم لها، وأن حصولهم على الأرض تم بطرق سلمية بيعا وشراءً، وليس عنوة وسلبا وسرقة وتزويرا، ويعطي الكثير من التفاصيل كان من الممكن أن يترك بحثها للأجهزة الصهيونية المعنية، لكن قناعة هذا الكاتب بالفكرة وحرصه على نجاحها دفعاه إلى البحث في كل التفصيلات الدقيقة.

ويشدد على أهمية التعليم والثقافة، فكل مدينة صغيرة كانت أم كبيرة يوجد بها مجلات وكتب عبرية، ومتضمنة للنسخة الجديدة من الموسوعة العبرية.

وهذا يؤكد على الأهمية التي كرستها المخططات الاستعمارية الصهيونية لحشد جهود المفكرين اليهود وغير اليهود من الأوروبيين، من أجل توجيه الرأي العام اليهودي والأوروبي، نحو تأييد فكرة إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، فقد عمد تيودور هرتزل (1860 – 1904) الأب الروحي للحركة الصهيونية والدولة العبرية مع زعماء الحركة إلى السعي على كل الأصعدة الفكرية والثقافية والأدبية والسياسية والعلمية من أجل إقامة دولة صهيونية استعمارية.

توظيف الأدب

لقد أنتجت الصهيونية الأدبية أعمالا قصصية وروائية عبرية تنادي وتدعو بشكل مباشر إلى إقامة دولة يهودية على أرض فلسطين، واستخدمت تقنيات أدبية تساعدها على تفادي النقد والاعتراض من جانب السلطات السياسية صاحبة السلطة في فلسطين، حتى لا تثير غضب أصحاب الأرض العرب وأصحاب السلطة من عثمانيين وإنجليز.

والمثال الواضح على ذلك قصة "رحلة إلى أرض الميعاد 2040" من تأليف إلحانان ليب ليفينسكي، مستخدما التقنية الطوباوية، وتقنية الخيال العلمي، وتعتبر هذه القصة من أبرز الأعمال القصصية العبرية التي دعت إلى استيطان فلسطين، وهي تمثل أولى قصص الخيال العلمي السياسي في الأدب العبري الحديث في نهاية القرن الـ19، وصدرت القصة لأول مرة عام 1892 م.

ولم يكن التوجه الفكري والأدبي منفصلا عن التوجه السياسي والعملي للصهيونية، فقد دعت الصهيونية من خلال الأعمال الأدبية الشعرية والنثرية للأدباء أمثال أحاد هاعام، وميخا يوسف برديتش فسكي، وحاييم نحمان بياليك، وإلحانان ليب ليفنسكي، وتيودور هرتزل وغيرهم من الأدباء؛ إلى الهجرة إلى فلسطين، والتي أطلقت عليها "إيرتس يسرائيل".

وجاءت الأعمال الشعرية والقصصية والروائية ترسم صورة خيالية طوباوية لأرض فلسطين، الأرض التي تفيض لبنا وعسلا، وأنتج الأدباء العبريين أعمالا قصصية تصف الحالة المزرية لليهودي خارج "أرض إسرائيل"، وترى أن الحل اليهودي لمعاناتهم، هو الهجرة إلى "أرض الآباء".

رواية العسل المر

والقصة تسير في إطار أدب رحلات خيالية، تسرد رحلة شهر عسل تبدأ في العام 2040 لزوجين يهوديين قادمين من سوريا متجهين إلى ما سمّاه المؤلف "إيرتس يسرائيل"؛ حيث الدولة التي تم بناؤها في فلسطين منذ 150 عاما، أي أن الدولة اليهودية قد تمت إقامتها عام 1890م.

ويصف الكاتب من خلال الرحلة مستخدما ضمير المتكلم، مدن تلك الدولة، بساتينها وحقولها ومزارعها وقراها، بيوتها وشوارعها، جبالها وتلالها وسهولها ووديانها، بحارها وسماءها، إنها صورة للدولة الحديثة المتطورة التي تعتمد على العلم والتكنولوجيا، وتأخذ بهما في كل مجالات الحياة العلمية والصناعية والزراعية والتجارية.

كما يصف الكاتب من خلال سرد البطل الراوي المظاهر الاجتماعية للمجتمع الإسرائيلي المتخيل، والتي ستكون مرجعيته يهودية توراتية ملتزما بأحكام التوراة في حياته اليومية ومعاملاته التجارية والأسرية.

وتتناول القصة سرد مراحل بناء الدولة، بدءا من المستوطنات الأولى ودور الحركات السياسية في بنائها، ومن أبرزها جماعة "أحباء صهيون"، و"الحركة الصهيونية"، التي ينتمي إليها الكاتب نفسه.

كما حاول الكاتب التأكيد على أن القدس عام 2040 ستكون محور العالم برمته كما كانت في العصور السابقة، كما أنها ستكون مركزا روحيا يتجمع حوله اليهود وكل أصحاب الديانات الأخرى، كما يتناول بالوصف الشكل السياسي للدولة وجيشها وتعداده وحتى شكل الحروب التي يخوضها الجيش.

الادعاءات الملفقة

وسبق بناء الدولة الصهيونية التأسيس لعدد من الادعاءات الملفقة، وهذا ما يبدو واضحا في هذه القصة، حيث استخدم ليفينسكي الكثير من تلك الادعاءات الصهيونية المألوفة، مثل: "تجميع الشتات" أو ما يسمى بالعبرية "كيبوتس جالوت " وهو مصطلح ديني تبنته الصهيونية يشير إلى فكرة عودة كل أعضاء الجماعات اليهودية المنفيين في أنحاء العالم إلى فلسطين وتجميعهم هناك، ومصطلح "اليهود في كل بلدان شتاتهم"، كما استخدم أيضا عبارة "أبناء المنفى" وغيرها، كما أطلق على شعبه اليهودي كلمة "عام" تمييزا لهم عن شعوب الأمم الأخرى غير اليهودية غير اليهودية التي يطلق عليهم في العبرية لفظة "غوييم".

وأقام المؤلف دولته المتخيلة في فلسطين والتزم فيها بمفاهيم الصهيونية وادعاءاتها، ومن ذلك: الادعاء بامتلاك أرض فلسطين عن طريق البيع والشراء، وهذا ركن أساسي في ادعاءات الحركة الصهيونية، تم التركيز عليه بشدة منذ البداية. وفي المقابل الادعاء بأن الفلسطينيين هم من باعوا أرضهم، ولم يغصبهم أحد أو يعتدي عليهم أو يطردهم من وطنهم.

وكذلك تضمنت الرواية الادعاء بأحقية اليهود في فلسطين فيما يسمى الوطن التاريخي، واعتبار اللغة العبرية هي اللغة القومية لليهود في دولته، وأنها لغة عالمية، والادعاء بتمييز اليهود في الدولة المتخيلة وتفوقهم على سائر شعوب المنطقة، والادعاء بالنقاء العرقي لليهود، وخصوصية اليهود ووحدة الجماعات اليهودية.

وتكتمل الادعاءات التي حملها الكتاب عن الحركة الصهيونية، بادعاء رسالة اليهود الحضارية في فلسطين، والادعاء بيهودية البلدان العربية ومركزية القدس في الدولة المتخيلة، والادعاء بفكرة الجذور الممتدة في التربة الفلسطينية بالدعوة إلى ممارسة الزراعة والارتباط بالأرض، والادعاء بانتشار السلام والمسالمة في الدولة المتخيلة، ورسم حدودها وتسمية مدنها.

وبالدراسة التحليلية للقصة يظهر جليا أنها تدخل في إطار الأدب الذي اصطلح على تسميته بـ "الأدب المجند"، وكانت هذه السمة هي الغالبة على الأدب العبري الحديث قبل عام 1948م، عن طريق الالتزام بالبعد عن إبراز أي نوع من التناقض بين الأيدلوجية الصهيونية وتجربة الفرد في واقع الحياة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحرکة الصهیونیة الدولة الیهودیة أرض المیعاد إلى فلسطین إقامة دولة الکثیر من فی فلسطین هذه القصة رحلة إلى من خلال

إقرأ أيضاً:

أعداء السامية الإسلامية لا سامية اليهود

 

 

ينتسب العرب إلى سام بن نوح ومعظم الدول الإسلامية ترجع اليه والي غيره من أبناء نوح بحكم اتساع الأرض التي انتشر فيها الإسلام في كل القارات.
صنعاء الحضارة والتاريخ سميت بأرض سام-نسبة إلى سام بن نوح الذي استقر فيها بعد انتهاء الطوفان؛ اما اليهود فهم قبائل شتى منها من ينتسب إلى نوح ومنها إلى غيره، ولذلك فحصر القول بأن اليهود هم الساميون قول غير صحيح على إطلاقه.
احب اليهود المال وعبدوه واستطالوا على الله خالقهم بسبب ذلك ومن خلال سيطرتهم المالية فرضوا الربا والمعاملات الربوية وحينما ابطل الإسلام الربا دخلوا في صراع وجود معه وتحالفوا مع المشركين ومع غيرهم من الناقمين على الإسلام واستفادوا من ثرائهم في السيطرة على الملوك والأمراء وخاصة في دول الغرب والشرق وكل المجتمعات التي عاشوا فيها مما أدى إلى تحرك النقمة عليهم من تلك الأمم والشعوب وقامت الانتفاضات ضدهم وطردهم من الدول الأوروبية لكن أدت الثورات المتتابعة إلى وجود سلطات تعمل على حمايتهم وتم إصدار قوانين تحميهم والمعروفة -بتجريم المعادة للسامية- ووصل الحال بتلك الإمبراطوريات إلى إصدار و(عد بلفور) كتعويض وتكفير عن ما حصل لهم. فمن اضطهادهم وثار عليهم دول الشرق والغرب أما الإسلام والمسلمون فلم يصدر منهم أي اعتداء عليهم طالما انهم لا يكيدون ولا يغدرون ولا يعينون القتلة والمجرمين.
السياسات الاستعمارية الاستيطانية لا تعتمد على المبادئ والقيم والأخلاق بل أساسها المصلحة لذلك فالكذب والغدر والقتل هو قوام تلك السياسات والتاريخ القريب والبعيد خير شاهد على ذلك هو من أوجد المشكلة “معاداة السامية” وهو من وضع الحل لكن على حساب بقيه الساميين من الأمة العربية والإسلامية .
الاستعمار الاستيطاني يحمي ويدعم ساميه اليهود لانهم يحققون مشاريعه الإجرامية المتفق عليها بينه وبينهم في السيطرة على الأمتين العربية والإسلامية؛ وفي ذات الوقت يعمل على قتل وإبادة وتهجير العرب والمسلمين أبناء سام بن نوح وهم الساميون من الطراز الأول .
كان اليهود يحظون بدعم ورعاية الطوائف اليهودية والنصرانية –كاثوليك؛ وبروتسانت؛ وارثوذكس؛ لكن اليوم وبعد تراجع الكاثوليك الذين يمثلون أغلبية المسيحيين من حيث العدد- لم يبق لهم سوى الارثوذكس والبروتستانت-وهو ما يمثل تحولا تاريخيا في العلاقة بين المسيحية والإجرام اليهودي وسيكون له اثر بالغ على مسار الصراع لصالح القضية الفلسطينية والأمتين العربية والإسلامية باعتبار أن اغلب المسيحيين العرب هم من الكاثوليك.
فقد جاء قرار المرجعية الأعلى لهم (الفاتيكان) بنفي احقية اليهود لأرض فلسطين-ارض الميعاد- في إعلانه الصادر بتأريخ 13 /7/ 2034م (لا يمكن استخدام ارض الميعاد كأساس لتبرير عودة اليهود إلى فلسطين المحتلة وتهجير سكانها الفلسطينيين منها) ودعا الفلسطينيين إلى التمسك بأرضهم التي يعيشون عليها منذ (1600) عام وطالبوا بانهاء الاحتلال الصهيوني لها.
الكنسية الكاثوليكية اتخذت خطوات مهمه ومتقدمة في نصرة القضايا الإنسانية يحسب لها خاصة بعد تلك المجازر الإجرامية المروعة التي قامت بها العصابات الصهيونية المدعومة من الاستعمار والاستيطاني الإجرامي منذ إسقاط الخلافة الإسلامية وقبلها في الحملات الصليبية .
الاحتلال وكيانه المحتل فقدا داعما قويا ومؤثرا كان دعمه أساسا في حصوله على أرض فلسطين لكن هذا الانسحاب للبعد الديني لصالح القضية الفلسطينية قد لا يتوافق مع الدعم السياسي ان لم يتعارض معه في استمرار دعمه للصهاينة ان سرا وان علنا؛ أما بقية القوى المسيحية واليهودية فمازالت تدعم الاستيطان والاحتلال اليهودي بكل أشكال الدعم لانهم شركاء في المشروع وجودا وعدما.
اليهود عاشوا في ظل الخلافة الإسلامية في أمان وسلام ولم يتعرض لهم احد بسوء وكانت الجزية المقابل يدفعونها لحمايتهم ورعايتهم؛ فاذا لم يتم حمايتهم اعيدت لهم؛ واذا نالهم الفقر أو العوز أو العجز صرفت لهم كضمان اجتماعي من بيت مال المسلمين.
بعد ان تم طرد اليهود وإرسالهم إلى فلسطين من شتى بقاع العالم على انها أرض الميعاد اصدر اليهود قانون تشجيع حق العودة لهم منحوهم الأراضي والمنازل والوظائف وتم استخدام كل وسائل الإجرام من أجل طرد الفلسطينيين وتهجيرهم منها ولازال الإجرام مستمرا حتى الآن وآخرها ما صرح به ترامب انه يريد شراء واستملاك غزة كملكية خاصة ليحولها إلى (ريفيرا) الشرق الأوسط والمنطقة بأكملها لكنه لا يدرك ان أرض غزة وفلسطين أرض وقف إسلامي لا يجوز التنازل عنها أو بيعها للمسلمين ما بالك بغيرهم.
ليست المسألة من الآن وانما منذ الفتح الإسلامي لبيت المقدس فقد أمنت جميع الطوائف والأديان في ظل الإسلام حتى كانت المساومة من اليهود للسلطان عبد الحميد الذي رفض السماح بالهجرة لليهود إلى أرض فلسطين مهما كلفه الثمن .
بيان علماء الأمة الإسلامية الذين يعتد برأيهم اكدوا على تلك الحقيقة في بيانهم لنصرة غزة ودعوا لإعلان الجهاد والنصرة والدعم والتأييد للمجاهدين على أرض غزة وفلسطين بخلاف ما يقوله ويدعو اليه من يدعون انهم علماء لكنهم يقفون في صف المجرمين وشذاذ الآفاق من اليهود والنصارى .
المشروع الاستيطاني الاستعماري وان فقد دعم الكاثوليك فمازال يحظى بدعم الارثوذكس والبروتستانت وهم اقل عددا لكنهم يسيطرون على مراكز صنع القرار السياسي في معظم الحكومات والأنظمة الداعمة للإجرام الصهيوني خاصة البروتستانت الذين يسيطرون على الحكومة والنظام الأمريكي ويدعمون فكرة ارض الميعاد ورؤساء أمريكا من اكبر الداعمين لليهود –فمثلا بوش –أعلن بداية الحرب الصليبية وتابعه ابنه لأنهم يخافون قيام خلافة إسلامية –دمروا العراق وأفغانستان وغيرها .
ترامب الآن يريد ان يكمل المشوار الذي على أساسه تم انتخابه –بطرد أهل فلسطين من غزة واستملاكها كمشروع عقاري.
تهمة معاداة السامية التي كممت بها كل الأصوات المعارضة لسياسة الإجرام اليهودي سقطت من خلال قاموس الرأي العام العالمي وحتى بين اليهود بعد كل تلك المجازر التي ارتكبوها في حق الأبرياء على أرض غزة واذا كان الغرب يريد ان يحمي أولاد سام من الإجرام فعليه ان يعتمد على فحص الحمض النووي لإثبات من يحمله من الوافدين إلى أرض فلسطين من اليهود وغيرهم وعليه ان يجري الفحص لأهل فلسطين الذين هم من سلالة سام بن نوح لا اليهود الذين قد يثبت الفحص عكس ذلك، وهو الأمر الذي جعل الحكومة الصهيونية تجرم إجراء الفحص بموجب قوانينها لإدراكها التام ان ذلك في غير مصلحتها ويتناقض مع ادعاءاتها.
في برنامج أمريكي مذاع يهدف إلى إثبات علاقات الأبوة بأبنائهم باستخدام الفحص الحمضي تطابقت النسبة المئوية بالنفي مع نسبة فوز الحكام والملوك والرؤساء العرب في الانتخابات والاستفتاءات”٪99٫99″ وهوما جعل دول الغرب تجرم أجراء الفحص للتعرف وإثبات العلاقة بين الآباء والأبناء نظرا لما ترتب عليه من اثار ضارة وكشف عن مدى ما وصلت اليه تلك الحكومات في استباحة المحرمات في العلاقات الأسرية ومخالفة تعاليم الدين والمبادئ والقيم.
بين دعم سامية اليهود ماديا ومعنويا والدفاع عنها وتمكينها من احتلال ارض فلسطين؛ وسامية العرب والمسلمين التي يعمل بكل الوسائل الممكنة لإبادتها والقضاء عليها وتسخير كل الإمكانيات لتشويه حقائق الإسلام ودعم كل المتطاولين عليه هناك مشروع مشترك مع الأولى يقوم على السيطرة والاستيلاء على ثروات ومقدرات الأمة وتكريس التخلف والظلم والفساد إلى مالا نهاية.
الاستعمار الاستيطاني اليوم بوجهه اليهودي يمثل الخيار الأمثل لاستمرار السيطرة وتجذير التخلف لذلك يتم دعمه بكل اشكال الدعم لأن سقوطه سيؤدي حتما إلى سقوط إمبراطوريات الهيمنة والاستعلاء التي يمثلها اليهود والنصارى والهندوس وغيرهم من الذين يرون في صعود الإسلام خطراً عليهم وعلى مصالحهم المادية والمعنوية التي يحصلون عليها حتى لو كان ذلك على حساب الكرامة والإنسانية .

مقالات مشابهة

  • أعداء السامية الإسلامية لا سامية اليهود
  • خبير اقتصادي: الدولة تهتم بالشريحة التي تحتاج الرعاية المجتمعية
  • وليد جاب الله: الدولة المصرية تهتم بالشريحة التي تحتاج للرعاية المجتمعية
  • صفورية التي كانت تسكن تلال الجليل مثل العصفور.. جزء من هوية فلسطين
  • بعد التهنئة برمضان.. ما أبرز الفتاوى اليهودية التي تشجع على قتل الفلسطينيين والعرب؟
  • بعد التهنئة برمضان.. ما أبرز الفتاوى اليهودية التي تشجيع على قتل الفلسطينيين والعرب؟
  • المغرب الدولة العربية الوحيدة التي أعلنت الأحد أول أيام رمضان
  • «ألعاب القوى» يعتمد مشاركة 7 لاعبين في معسكر تركيا
  • رئيس دفاع النواب: فلسطين قضية مصر الأولى التي خاضت من أجلها حروب كثيرة
  • فلسطين ومصر تبحثان ملامح خطة التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة