طالب الأمين العام المساعد رئيس قطاع شؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بجامعة الدول العربية السفير الدكتور سعيد أبو علي، بالوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي الغاشم والمذبحة وحرب الإبادة في قطاع غزة، بما يمكن من فتح مسارات الاغاثة الانسانية وصولا إلى فتح آفاق السلام ومعالجة جذور الصراع.

وقال السفير أبو علي في كلمة الأمانة العامة للجامعة العربية، اليوم الخميس، أمام الجلسة الخاصة للبرلمان العربي تحت شعار «نصرة فلسطين وغزة»، إن كل من يقف ضد الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة هو شريك بارتكاب الجريمة النكراء وعلى يديه، دماء الأبرياء، مؤكدا أنها جريمة العار على مرتكبيها وعلى كل من يشارك بالدعم والتأييد أو الصمت على هذه الجريمة المروعة.

وشدد على أن معالجة مأساة غزة، ومنع تكرارها، يتطلب حلا جذريا لمسببات اشتعالها، مشيرا الى أن مأساة غزة هى مأساة فلسطين، ولايمكن معالجتها إلا بمعالجة القضية الفلسطينية بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من يونيو 1967، وليس بالحلول الامنية العسكرية أو بفصل غزة عن الضفة الغربية، وليس بالاحتلال أو الانتقاص من جغرافيتها ومواطنيها بالتدمير والتهجير أو بتجاوز على منظمة التحرير الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني الذي تمثله في تقرير المصير، مشددا على الاحتلال هو أصل الصراع وأن انهاء هذا الاحتلال هو بداية الحل.

وأشار إلى أن الدول العربية تبت عبر السنوات الماضية طريقا لحل الصراع على أساس مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية طبقا لصيغة حل الدولتين باعتبارها الصيغة الوحيدة التي توفر الامن والسلام والاستقرار بالمنطقة، لكن الحكومات الاسرائيلية واصلت طوال السنوات الماضية تقويض هذا الحل وتدمير اي فرصة لتحقيقه بإمعانها في القتل والأسر والتدمير والتهجير والاستيطان والتهويد وتدنيس المقدسات وفرض نظام الفصل العنصري الذي يتواصل اليوم بأبشع صورة بالضفة الغربية متزامنا مع استمرار حرب الإبادة بقطاع غزة.

وتابع أبوعلي: وإذا ما كان وقف العدوان هو الاولوية التي لا تفوقها، أخرى، فإن الحديث عن مستقبل غزة منفصلا عن مستقبل الضفة الغربية بما فيها القدس عاصمة الدولة الفلسطينية، ليس إلا استمرار للتعامل الأمني والعسكري الذي يفاقم الصراع في المنطقة والذي تأكد فشله الذريع وعفا عليه الزمن.

وأكد أن فتح الافق السياسي والطريق إلى حل الدولتين يحتاج إرادة دولية حاسمة لتحويله إلى واقع بأسرع وقت ممكن عبر مؤتمر دولي يرسم مسارا وخارطة طريق محددة بأفق زمني واضح وهذا ما تعبر عنه الأغلبية الساحقة من دول العالم وشعوبه سواء في قاعات الأمم المتحدة ومنظماتها أو بشوارع العواصم العالمية وتجليات الرأي العام العالمي المطالب بوقف حرب الإبادة وبحرية فلسطين ورفض المعايير المزدوجة، ما يدعو إلى التقدير والاحترام.

وقال السفير أبو علي نلتقي اليوم مجددا لنصرة غزة، فيما تتواصل حرب الإبادة الوحشية دون هوادة، لأكثر من ثمانين يوما دون بارقة لوقفها، وهي تحصد أرواح ما يزيد عن عشرين ألفا من الشهداء ثلثاهم من الاطفال والنساء، ونصف عددهم مفقودين جثثا تحت الأنقاض والدروب المدمرة، واضعاف اعدادهم من الجرحى الذين لا يملكون غير الدعاء تضرعا للشفاء، دون دواء، بل دون قوت وماء، حالهم حال مليونين ونصف ممن يحشرون في العراء يعانون البرد والجوع والمرض ومعاناة عيش بين الرصاص والمدافع وقصف الطائرات مهددين بالموت وان لم يكن قصفا فجوعا أو مرضا.

وأكد أن ما تمارسه إسرائيل بقطاع غزة هو حرب إبادة جماعية بكل جرائمها ومفرداتها ولايوجد مكان في هذا العالم شهد مثل هذه الجرائم كما ونوعا، في مقدمتها عمليات القتل الجماعي من خلال الاستهداف المباشر لتجمعات المدنيين مرورا بممارسة سياسة التجويع والتعطيش المتعمد والمعلن بوقف امدادات الغذاء والمياه والدواء والوقود وصولا الى عمليات التهجير القسري عبر القصف أو بناء للانذارات العسكرية.

وتساءل أبو علي عن التدابير الوجوبية اللازمة لمساءلة الاحتلال الاسرائيلي عن جرائمه بقطاع غزة والضفة الغربية لوضع حد لافلات اسرائيل المستمر من المساءلة والمحاسبة بتعطيل آليات القانون الدولي، بضغط من حماتها وحلفائها الشركاء الفعليون في الجريمة.

وقال، إننا نتحدث عن حرب إبادة جماعية، عن حوالي مائة ألف شهيد وجريح ومفقود هم 2، 5% من تعداد سكان غزة المدمرة تدميرا منهجيا يجرف كل أسباب ومقومات الحياة بنسبة لا تقل عن 60% من العمران"، منبها إلى أن غزة وأهلها ليست أرقاما، بل إنها ضمير أمة وحقيقتها، وحقها واستحقاقها، مؤسسةً لحقبة مفصلية في تاريخها.

وتابع السفير أبو علي، نصرة غزة لم تعد مسالة نصرة ودعم لفلسطين وأهلها فحسب، كما لم تعد فقط، وكما هي بحق، تجسيدُ لالتزام قومي، بل لم تعد موضوعا يمليه الضمير الإنساني الحي والعقل السوي فحسب، إنها كل ذلك، وفي المقام الأول، أصبحت قضية الإنسان الذاتية، وشأنا يتعلق بإثبات انسانيتنا، افرادا او مجتمعات، نظما ومؤسسات، امام هذا التوحش غير المسبوق في الابادة الجماعية.

وأضاف، إنها السؤال لكل هؤلاء ليدافعوا عن انسانيتهم وليس فقط عن غزة، وانها سؤال نظام الامن الدولي الجماعي فعاليته ومعاييره وقيمه الحضارية المشتركة، بل هي السؤال إذا ما ارتقت البشرية حقا إلى عصر الحضارة الإنسانية، فيما آلة الحرب الاسرائيلية تعيد إلى الاذهان صور الوحشية والهمجية بأبشع تفاصيلها.

وقال، إن غزة الشهيدة المنبعثة حية بالتأكيد من تحت الرمال في أيامنا، ستكون الشاهد علينا يوم البعث ويوم يقوم الاشهاد.

ونبه إلى أن ثمن هذه المذبحة المستمرة بكل ما تزرعه من كراهية وغضب وجراح مفتوحة يصعب تعافيها، لن يدفعه فقط أهل غزة بل سيدفعه الجميع في مستقبل الأيام مالم تتوقف هذه المجزرة على الفور ويفتح أفق الأمل بالسلام المستدام.

وأكد أن معالجة الكارثة الانسانية التي تنكشف مدى فظاعتها كل يوم، هي مسؤولية عالمية عاجلة وملحة، أمام تفاقم المأساة إلى الحد الذي باتت تنعدم فيه أبسط مقومات الحياة.

وشدد على أن الاغاثة الإنسانية باتت علامة فارقة بين الموت والحياة، ما يحتم ضرورة تدفق المساعدات الاغاثية على نحو عاجل وكاف بآلية مستدامة فعالة لتدارك هول الكارثة وسيناريوهات الحكم بالموت على أهل غزة، إن لم يكن قصفا فجوعا أو مرضا وهذا ما ننتظره بتنفيذ قرار مجلس الامن الأخير رقم 2720 الخاص بالإغاثة والذي كنا نأمل اصداره بنصوص اكثر استجابة وتلبية للاحتياج المستدام.

وقال إن اصرار مظلة الحماية المزمنة والمعروفة لإسرائيل بمجلس الأمن والإصرار على عدم الزامها بالقانون والقرارات الدولية سواء فيما يتعلق بالاغاثة أو بوقف العدوان، كانت تشجع على هذا التمادي الإسرائيلي في ارتكاب الجريمة واستمرارها وعلى الاستهتار بارادة وقرارات المجتمع الدولي.

وقال إننا ننحني اجلالا أمام أرواح شهداء وتضحيات غزة وفلسطين، مؤكدا أن شعب فلسطين الذي صمد وناضل وضحى على مدار العقود الماضية سيواصل صموده الأسطوري، ولن تنال هذه الحرب العدوانية "حرب الابادة الهمجية" من عزيمته وعزمه على مواصلة مسيرته المنتصرة.

وأكد أن الدول العربية كما شعوب الأمة ستواصل دعمها واسنادها بكافة المجالات لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال بدولته الآتية وعاصمتها القدس الشرقية.

اقرأ أيضاًرئيس وزراء العراق ونظيره الأسباني: استمرار الجهود لوقف الحرب المدمرة بقطاع غزة

ارتفاع عدد الشهداء من الصحفيين إلى 105 منذ بدء العدوان على غزة

الجارديان: إسرائيل توسع هجومها على وسط غزة و نتنياهو يرفض مناقشة خطة ما بعد الحرب

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: احداث فلسطين اخبار فلسطين اسرائيل اسرائيل ولبنان الاحتلال الاسرائيلي الحدود اللبنانية الحدود مع لبنان تل ابيب صراع اسرائيل ولبنان طوفان الاقصى عاصمة فلسطين غلاف غزة فلسطين فلسطين اليوم قصف اسرائيل قطاع غزة قوات الاحتلال لبنان لبنان واسرائيل مستشفيات غزة حرب الإبادة بقطاع غزة أبو علی وأکد أن

إقرأ أيضاً:

لمساعدة الأميركيين العالقين في لبنان... حاكمة ولاية ميشيغن تطالب بـمزيد من الجهد

حثت غريتشن ويتمر، حاكمة ولاية ميشيغان الحكومة الأميركية على بذل مزيد من الجهد لإنقاذ الأميركيين العالقين في لبنان وسط الهجوم العسكري الإسرائيلي على البلاد.    
وقالت في رسالة لوزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن "نسمع بالفعل تقارير عن وفيات مؤكدة ونخشى أن يكون هناك المزيد. لا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي بينما يعاني ناخبونا وأسرهم". وأطلع مكتبها رويترز الخميس على الرسالة التي تحمل تاريخ يوم الثلاثاء. وقتل أميركي من ديربورن بولاية ميشيغان يدعى كامل أحمد جواد في غارة جوية إسرائيلية في لبنان الثلاثاء، وفقا لابنته وصديق له وعضوة الكونغرس الأميركي التي تمثل دائرته الانتخابية. وقال مكتب النائبة الديمقراطية الأميركية رشيدة طليب إنه مواطن أميركي. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركي، الأربعاء، عندما سئل عن تقارير عن وفاة أميركي في لبنان "نعلم أن مقيما دائما بشكل قانوني، وليس مواطنا أميركيا (قتل في لبنان) ولكننا بالطبع نقدم خالص تعازينا للعائلة". وأسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية الأحدث في لبنان عن مقتل مئات وجرح الآلاف وتشريد أكثر من مليون شخص. وتقول إسرائيل إنها تستهدف مقاتلي جماعة حزب الله المدعومة من إيران. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية للصحفيين الخميس إن واشنطن تقدم للمواطنين الأميركيين "أكبر عدد ممكن من الخيارات لمغادرة" لبنان.   وأضاف "نعمل مع شركات الطيران لحجز مقاعد للمواطنين الأميركيين. كما نعمل على زيادة القدرة التجارية من خلال تنظيم رحلات إضافية"، موضحا أن أكثر من 250 أميركيا وأفراد أسرهم استقلوا مثل هذه الرحلات حتى الآن. وقالت الوزارة الأربعاء إن نحو 7 آلاف مواطن أميركي في لبنان سجلوا لدى الحكومة الأميركية لتلقي معلومات حول مغادرة البلاد، رغم أنهم لم يطلبوا جميعا المساعدة للمغادرة. (الحرة)

مقالات مشابهة

  • منظمة التعاون الإسلامي تطالب بالوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على غزة والضفة
  • عراقجي بعد لقائه بري: إيران تدعم جهود لبنان بالتصدي للعدوان الإسرائيلي
  • لمساعدة الأميركيين العالقين في لبنان... حاكمة ولاية ميشيغن تطالب بـمزيد من الجهد
  • حاكمة ولاية أميركية تطالب بإنقاذ الرعايا العالقين في لبنان
  • اجتماع عربي يطالب بوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان وإدخال مساعدات
  • الجامعة العربية تؤكد التضامن مع لبنان وتحذر من اندلاع حرب اقليمية
  • بيان: فيفا لا يتخذ أي قرار فوري بشأن المطالبة بإيقاف الاتحاد الإسرائيلي
  • غطرسة الاحتلال الإسرائيلي تهدد المنطقة.. ونداءات عاجلة من الجامعة العربية لإنقاذ لبنان
  • جامعة الدول العربية: نقف صفاً واحداً ضد استهداف لبنان
  • بعد الهجوم البري للعدوان الإسرائيلي.. إليسا تهدي لبنان قصيدة لوالدها