حصاد البحوث الإسلامية في 2023: القدس قضية مصيرية ودعمها واجبٌ شرعي ووطني
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
أكد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د. نظير عيّاد أن المجمع أولى القضية الفلسطينية عناية خاصة خلال عام 2023م، وذلك انطلاقًا من اهتمام الأزهر الشريف وإمامه الأكبر بهذه القضية واعتبارها قضية مصيرية للأمتين العربية والإسلامية، حيث بذل الأزهر الشريف جهودًا كبيرة على المستوى الدولي للتنديد بالانتهاكات الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل أمام صمت عالمي وحقوقي لكل التحركات الإجرامية للاحتلال الصهيوني.
أضاف عيَّاد أن مجمع البحوث الإسلامية باعتباره أحد أهم القطاعات الأزهر الشريف العلمية، شارك بكثير من الجهود من أجل مساندة الشعب الفلسطيني في مواجهة البطش الصهيوني، حيث أصدر مجلس المجمع برئاسة الإمام الأكبر بيانًا أدان فيه محاولات التهجير القسري والتطهير العرقي والإبادة الجماعية التي يقوم بها الكيان الصهيوني الإرهابي ضد إخوتنا الفلسطينيين في قطاع غزة، وإجبارهم على النزوح وترك أراضيهم ومنازلهم، واستهداف النَّازحين العزل بالأسلحة المحرمة دوليًّا وأخلاقيًّا وإنسانيًّا، مجددًا التأكيد على ضرورة التشبث بالأرض، والبقاء فوق ترابها، وعدم تركها حمى مباحًا للمحتلين الغاصبين، مذكرًا بوعد الله لهم بنصره طال الزمن أم قَصُر.
كما عقدت لجنة القدس بالمجمع اجتماعًا طارئًا عقب إعلان الحرب على غزة وأصدرت بيانًا أكدت فيه أن القضية الفلسطينية ستظلُّ القضيَّة المركزيَّة لشعوب العالمين العربيِّ والإسلاميِّ، وشعوب العالم الحرِّ، وأنَّ هذه الشُّعوب لن يُمحى من ذاكرتها اغتصاب الصَّهـ..ـاينة لقطعةٍ غاليةٍ من أراضيها، لا سيَّما وأنَّها تضمُّ القبلة الأولى للمسلمين، وأنَّ السِّياسة الَّتي ينتهجها الكيان الغاصب في تغيير الهُويَّة العربيَّة والإسلاميَّة للقدس، من خلال فرض سياسة الأمر الواقع، وتزييف الحقائق بإعلامٍ كاذبٍ مفترٍ ما هي إلَّا محاولاتٌ بائسةٌ وفاشلةٌ أمام وعي الشَّباب العربيِّ والمسلم الَّذي يعي جيدًا تلك المخطَّطات الخبيثة للكيان الصُّهيـ..ـونيِّ، وأنَّ فلسطين ستظلُّ عربيَّةً رغم تكرار هذه الاعتداءات الممنهجة، والادِّعاءات الزَّائفة، وأنَّ هذا الاحتلال الغاشم سيزول حتمًا بمقتضى وعد الله ورسوله.
وأوضح الأمين العام أنه على مستوى مجلة الأزهر، فقد عقدت المجلة ندوتين لدعم القضية، جاءت الأولى بعنوان: «الصمود الفلسطيني في مواجهة البطش الصهيوني ودور الأزهر الشريف في دعم القضية»، فيما عُقدت الندوة الثانية بعنوان: «واقع القضية الفلسطينية بين التهجير والتصفية»، كما قامت المجلة بنشر أعداد خاصة عن القضية في العددين الصادرين في: (جمادي الأولى – جمادي الآخرة)، بالإضافة إلى إصدار هدايا المجلة عن القضية بعنوان: (توصيف عداوة اليهود – بشائر النصر ووسائله – الموجز في تاريخ القدس – الصهيونية العالمية)
وبيّن عيَّاد أن دعم القضية لم يقتصر على جانب إصدار البيانات أو الكتابات العلمية فقط، وإنما أطلق المجمع مبادرة عالمية تبناها وعاظ الأزهر وواعظاته، وتقوم على توجيه دعوة لدعاة العالم الإسلامي بتبنيها والعمل على المشاركة في تنفيذها، حيث تطلق المبادرة بعنوان: «حديث البقاء والصُّمود»، وذلك استجابة لنداء الأزهر الشريف للأمتين العربية والإسلامية في ضوء التَّصعيدات الأخيرة للكيان الصهـ..ـيوني ضد الشعب الفلسطيني، حيث تستهدف هذه الدعوة قيام دعاة الدول الإسلامية ببيان الحقِّ الفلسطينيِّ الَّذي يقرُّه العقلاء والحكماء من بني الإنسان، كما تدعوا مبعوثي الأزهر لدول العالم بالمشاركة الفاعلة في تنفيذ هذه المبادرة، وذلك انطلاقًا من موقف الأزهر الشَّريف الرَّاسخ تجاه قضيَّة القدس منذ بدايتها، وبتوجيهاتٍ من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر بدعم قطاعات الأزهر للحقِّ الفلسطينيِّ والدعوة لمواجهة الاعتداءات الوحشية على الأطفال والنساء في ظل صمت عالمي واضح.
كما أعلن المجمع في بداية العام الجاري 2023 عن إطلاق حملة توعية موسعة لدعم المسجد الأقصى والشعب الفلسطيني فيما يواجهونه من انتهاكات مستمرة من الكيان الصهيوني، وتعريف الأجيال الحالية بالانتهاكات المستمرة التي تتعرض لها مدينة القدس ومقدساتها وكذلك محاولات تهويدها، وذلك بعنوان: «وَعْدُ الله»، استجابة لاهتمام الأزهر الشريف بالقضية الفلسطينية ودعوته للعالم بمساندة الفلسطينيين في استرداد حقهم وأراضيهم من هذا الاحتلال الغاصب.
كما خصص المركز الإعلامي بالمجمع سلسلة «كتاب وكاتب» لدعم القضية الفلسطينية من خلال دعوة الناس لقراءة مجموعة من الكتب التي تبين الحق الفلسطيني حتى تعي الأجيال الحالية والقادمة ما يُحاك للمقدسات، فنشر المركز ضمن السلسلة كتب: القدس بين الحق الإسلامي، والمزاعم الصهيونية، عودة القدس، القدس بين اليهودية والإسلام.
وفي إطار اهتمام المجمع بفعالية الحملات التوعوية التي ينفذها في هذا الشأن بما يحقق الهدف منها، عقد المجمع دورات تدريبية لوعاظ وواعظات الأزهر من خلال أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والدعاة، حول القدس والقضية الفلسطينية، والتي ناقشت عدة محاور منها: فلسطين في التاريخ القديم، أرض الميعاد في الشرائع السماوية، فلسطين والقدس في العصور المختلفة، الحركة الصهيونية تطورها وعلاقتها بالقوى الكبرى، موقف مصر والأزهر من القضية الفلسطينية، والقضية الفلسطينية في ميزان القانون الدولي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة الأزهر الشریف ة القدس
إقرأ أيضاً:
تحالف الأحزاب: الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة الأكثر عقلانية لحل القضية الفلسطينية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عبر تحالف الأحزاب المصرية، الذي ينضوي تحت لوائه نحو 42 حزبًا سياسيًا، عن ترحيبه بتناول الصحافة الأمريكية للخطة العربية لغزة التي طرحتها مصر في القمة العربية الأخيرة وأيدتها الدول العربية والإسلامية، فضلا عن الدعم الأوروبي، واصفًا هذا الطرح بـ«المنصف والعقلاني» والذي يتسق مع الواقع الذي يؤدي بالضرورة لإحلال السلام ونبذ العنف.
وفي بيان أصدره المركز الإعلامي لتحالف الأحزاب المصرية على لسان أمينه العام، النائب تيسير مطر، رئيس حزب إرادة جيل، ووكيل لجنة الصناعة في مجلس الشيوخ، والذي بدوره أكد أن الخطة المصرية التي لاقت ترحيبًا دوليًا، وعلى نطاق واسع، استهدفت وضع حل لجذور الأزمة الحالية وتقديم رؤية متكاملة للحياة ما بعد الحرب على غزة، ولاسيما في ضوء المعطيات التي تشير إلى أزمة حقيقية داخل قطاع غزة، ووضع أطر بديلة للإعمار بعيدًا عن التهجير.
ووصف مطر، التراجع الأمريكي عن مخطط التهجير والذي جاء على لسان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ«العقلاني»، في ضوء أن الإصرار على المخطط كان سيضر بالمنطقة والمصالح الأمريكية بمنطقة الشرق الأوسط بأكملها، خاصة أن العناد الأمريكي، وإن كان سيفيد الجانب الإسرائيلي وحده، لكنه كان سيزيد من رقعة الحرب والعنف في ظل عدم رضاء دول المنطقة بأكملها بالطرح الأمريكي،
واشار إلى أنه على الولايات المتحدة أن تنظر بإنصاف لمصالح طرفي الصراع، وتسعى لحلحلته بما يحقق النفع للفلسطينيين والإسرائيليين، على حد سواء، لافتًا إلى أن النظرة الأحادية أفقدت دول المنطقة والمجتمع الدولي الثقة في الرؤية الأمريكية.
وقال أمين عام تحالف الأحزاب المصرية، إنه وإلى جانب الخطة المصرية للإعمار، والتي جاءت شاملة ومتكاملة، علينا أن نستغل حالة الزخم الدولي الدائرة حول القضية الفلسطينية وأن نضع حدًا لهذا الصراع التاريخي، عبر حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة، على حدود الرابع من يونيو 1967، مؤكدًا أننا أمام فرصة تاريخية تقتضي صدق الرؤية للأطراف الدولية الفاعلة للجلوس على مائدة المفاوضات وحل تلك الإشكالية من جذورها وهو ما سيسهم في حلحلة تلك النزاعات وإحلال السلام، لكي يعيش الفلسطينيون والإسرائيليون، جنبًا إلى جنب، بعيدًا عن الصراع الدموي المستمر.
واختتم بالقول: مصر لطالما كانت على الدوام داعية إلى السلام ومطالبة بضرورة احترام إرادة الفلسطينيين في إقامة دولتهم، فإنه آن الأوان أن نستمع للرؤية المصرية في هذا الصدد، وإلا فإن الحلول الوقتية لن تؤدي إلى نتائج حقيقية، وسرعان ما نعود إلى نقطة الصفر ودائرة الصراع مرة أخرى
وطالب مطر المجتمع الدولي بأن يتبنى الرؤية المصرية وأن يكون لديه رغبة صادقة في عودة الحق الفلسطيني الذي انتزع منه منذ عقود طويلة، ونحن على يقين بأن التوافق المصري الأمريكي سيؤدي حتمًا إلى حل القضية الفلسطينية، في ظل التفاهم في الرؤى بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس دونالد ترامب.