عودة إلى كاتب الشرق الأوسط: تأييد “على بلاطة” لحملات الاستنفار !!
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
من غرائب الأحوال في الشؤون الصحفية ومخالفة مقتضيات المهنية وقواعدها المقررة..أن كاتب صحيفة الشرق الأوسط الغراء "الأستاذ عثمان ميرغني" وقد كان نائبا لرئيس تحريرها..يلجأ إلى أخذ معلوماته حول مواقف الكيانات الرسمية المُشهرة والموجودة على الأرض من وسائل التواصل الاجتماعي مُغفلة المصدر والمخبر..!
ليس من العدالة والإنصاف أن يتم تصنيف الكيانات السياسية من فتافيت خلبصات (الدجاج اليكتروني).
هذا الرجل يحلو له على الدوام الإيحاء بالربط بين "قوى الحرية والتغيير" و"قوات الدعم السريع" ويتجاهل عامداً مواقفها وإعلاناتها المتكررة والموثقة بأنها لا تؤيد الدعم السريع ولا تصطف معه..بل أنها تدعو (بكل اللغات الحية) إلى حل جميع المليشيات وتكوين جيش وطني قومي مهني موّحد...ولكن (الهوى غلّاب)..!
الأستاذ ميرغني (هذه المرة) يؤيد صراحة الدعوة إلى الاستنفار الذي يدعو له الفلول...ولا يكاد يخفي تأييده لمواصلة الحرب..بل هو يتوقع - كما قال- "تنامي المد الشعبي للاستنفار" وأن يأتي الاستنفار بمعادلات جديدة..! ويقول أن (الأرجح عنده) هو أن حملات الاستنفار سوف تؤدي إلى تسريع إنهاء الحرب...!!!!
هذا الرجل بعيد عن واقع السودان ومجريات الأحوال فيه واتجاهات الحرب الدائرة الآن..وما يقول به من معلومات وتصورات حول ما يجري في السودان لا يزيد عما يعرفه عنه مزارع أمريكي في نبراسكا بالغرب الأوسط..!
ألا يعلم هذا الرجل مَنْ الذي يدعو الآن إلى الاستنفار وحمل وتسليح المدنيين؟!..وهل هناك ما هو اكبر خطراً من تسليح المدنيين (المقصود طبعاً تسليح الكيزان) في هذا الواقع الشائك الذي لا يعني غير تدشين الحرب الأهلية في أبشع صورها..!
الرجل مع مواصلة الحرب..هذا هو موقفه في كل ما يسطره بتصوير خاطئ للأوضاع في السودان..وهذا أمرٌ بالغ الضرر بالنظر إلى أنه يصدر من صحيفة لها أهميتها مثل "صحيفة الشرق الأوسط" ومن كبار محرريها..! لهذا لا يمكن التغاضي عن تلك التوصيفات الخاطئة في هذا الظرف العصيب الذي يمر به الوطن..وهو وضع يحتاج إلى وزن الأقوال بموازين الذهب الموضوعة داخل مربعات زجاجية حتى لا تتأثر بهبة نسمة تؤثر على اتزان كفتيها..!
وليس من الإنصاف أن يتجاهل صحفيي كبير الوزن ما تعلنه الجهة المعنية عن نفسها ويُسقِط عليها ما يردده خصومها من باب المكايدة في منصات الأسافير (مطلوقة العنان)؛ ذلك أن المهنية تقتضي الالتزام بما يعلنه الكيان السياسي عن نفسه رسمياً.. وقوى الحرية والتغيير موجودة ولها مواقعها والناطقين الرسميين باسمها..! هذا هو الزلل..!
قوى الحرية والتغيير ليست حاضنة سياسية للدعم السريع..هذه هي الحقيقة (فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردّى)..!
أرجعوا إلى مقال الرجل وستجدون أنه يتحدث عن البرهان وحكومته وكأن البرهان وجماعته مشعلي الحرب يملكون الحكمة وفصل الخطاب..والرجل يعرف لا شك أن البرهان انقلابي (فاقد الشرعية) انقلب هو وجنرالاته ومليشياته على الحكم المدني وقتلوا قبلها الناس في المحارق وارتكبوا جرائم فض الاعتصام..!
هل هناك أي حكمة يراها في هرطقة البرهان الأخيرة التي لا تصدر إلا ممن غاب عقله.؟! وهل هناك حكمة في شتيمة ياسر العطا لدول المنطقة وحكوماتها والأمم المتحدة ومنظمات الإقليم حتى يأخذ الأستاذ ما يقوله البرهان وحكومته (مأخذ الجد) وينتقد معارضيهم..وهو يعلم أن البرهان انقض على الحكم المدني هو والدعم السريع..وأن البرهان يناصر الكيزان الآن رغم أنهم أشعلوا الحرب باسم الجيش وبغير مشورته..؟!
هل يحاول الأستاذ التشكيك في ما هو معلوم عن مسؤولية النظام السابق والإخوان وهيئة مخابراتهم ولجنتهم الأمنية في الحرب...والآن في الدعوة للتسليح والاستنفار..! وما جدوى الاستنفار وقد هرب البرهان وعطا وكباشي من القيادة العامة وتركوا إخوتهم في السلاح تحت حصار المليشيات..؟!
لن نترك مثل هذا الحديث يمر هكذا..فهذا ليس (وقت مجاملة) أمام وطن يتصدّع ويواجه أعنف أزمة مصيرية في تاريخه القديم والجديد.. !
السودانيون يا سيدي يسعون إلى إيقاف الحرب الآن..لأن مواصلتها ستكون وبالاً على الوطن وعلى الشعب وعلى الجيش..!
لا للحرب..لا لتسليح المدنيين.. لا للاستنفار...لا للحرب الأهلية.. هذا هو واجب الساعة (وهذا أضعف الإيمان)..وهذا هو أيضاً موقف الصحفيين السودانيين..مع وافر التقدير والاحترام....!
murtadamore@yahoo.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: أن البرهان هذا هو
إقرأ أيضاً:
ثم عاد ترامب..هل تؤثر عودة الرئيس الأمريكي على جاذبية الشرق الأوسط للمستثمرين؟
بدأت التغييرات التاريخية التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط تجذب المستثمرين الدوليين الذين يلمحون مؤشرات تلوح في الأفق على السلام النسبي والتعافي الاقتصادي بعد ذلك الكم الهائل من الاضطرابات على مدار العام الماضي.
وربما كان اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة مربكاً وصادماً، لكن وقف إطلاق النار الهش في القطاع الفلسطيني، والإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، وضعف إيران والحكومة الجديدة في لبنان، كلها أحداث وتطورات تنعش الآمال في استقامة الأوضاع وإعادة الأمور، إلى نصابها.وتمكنت مصر، الدولة الأكبر في المنطقة بعدد السكان والمفاوض الرئيسي في المحادثات لوقف إطلاق النار، من بيع أول سندات دولية بالدولار منذ 4 أعوام، بعد أن كانت تواجه صعوبات اقتصادية.
وبدأ المستثمرون في شراء سندات إسرائيل مرة أخرى، وسندات لبنان، مراهنين على أن بيروت يمكن أن تبدأ أخيراً في علاج أزماتها السياسية والاقتصادية والمالية المتشابكة.
فيديو 24 - خطة ترامب لغزة.. هل تنجح مصر في إفشالها؟رفضت مصر بشكل قاطع خطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة، محذرةً من تداعياتها على الأمن الإقليمي ومعاهدة السلام مع إسرائيل، وأكدت القاهرة عبر تحركات دبلوماسية مكثفة رفضها لأي عمليات ترحيل قسري، مشددةً على أن الحل الوحيد المقبول هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967. السيناريو الأفضلوقال تشارلي روبرتسون محلل الأسواق الناشئة المخضرم لدى شركة إف.آي.إم بارتنرز: "الأشهر القليلة الماضية غيرت الكثير في شكل المنطقة، وأدخلت حيوية مختلفة في سيناريو هو الأفضل". وأضاف أن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو هل ستؤجج خطة ترامب في غزة التوتر من جديد.
وأشارت وكالة ستاندرد اند بورز غلوبال للتصنيفات الائتمانية إلى أنها ستزيل تحذيراً بخفض تصنيف إسرائيل إذا استمر وقف إطلاق النار. وتقر بصعوبات وتعقيدات، لكنه احتمال موضع ترحيب في وقت تستعد فيه إسرائيل لأول بيع كبير للديون منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار.
تعذر التنبؤومن جانبه قال مايكل فيرتيك، وهو مستثمر أمريكي في مشاريع عالية المخاطر والرئيس التنفيذي لشركة "موديل كود دوت إيه.آي" للذكاء الاصطناعي، إن انحسار التوتر ساهم في اتخاذه قراراً بفتح فرع في إسرائيل. ويطمح إلى توظيف مبرمجين محليين مهرة، لكن الوضع الجيوسياسي يلعب دورا أيضاً.
وقال: "مع وجود ترامب في البيت الأبيض، لا أحد يشك في أن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل في القتال"، موضحاً كيف يوفر هذا قدرة على التنبؤ حتى لو اشتعلت الحرب مجدداً.
وتظهر بيانات البنك المركزي أن المستثمرين في السندات بدأوا يعودون أيضاً بعد أن ظلوا بعيدين بشكل كبير عندما زادت إسرائيل إنفاقها على الحرب.
وقال وزير الاقتصاد نير بركات في مقابلة في الشهر الماضي إنه سيسعى للحصول على حزمة إنفاق أكثر سخاء تركز على "النمو الاقتصادي الجريء".
لكن العقبة أمام المستثمرين في الأسهم هي أن إسرائيل كانت واحدة من أفضل الأسواق أداء في العالم في الأشهر الـ18 التي أعقبت هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول9 2023. ولكنها في تراجع منذ وقف إطلاق النار، الذي تزامن مع بيع كبير في قطاع التكنولوجيا في الولايات المتحدة.
وقالت سابينا ليفي رئيسة الأبحاث في ليدر كابيتال ماركتس في تل أبيب: "في 2024، أعتقد أننا علمنا أن السوق لا تخشى الحرب حقاً بل الصراع السياسي الداخلي والتوترات". وأضافت أنه إذا انهار وقف إطلاق النار "فمن المعقول أن نفترض رد فعل سلبيا".
وقال يرلان سيزديكوف رئيس قسم الأسواق الناشئة لدى أموندي، وهي أكبر شركة لإدارة الأصول في أوروبا، إن شركته اشترت سندات مصرية، بعد اتفاق وقف إطلاق النار لكن خطة ترامب التي تتوقع استقبال مصر والأردن مليوني لاجئ فلسطيني دفعت الشركة إلى تغيير موقفها.
واعترضت الدولتان على فكرة ترامب لكن الخطر يكمن، حسب سيزديكوف، في أن يستغل الرئيس الأمريكي اعتماد مصر في التسليح القوي للبلاد على دعم الولايات المتحدة، وكذلك مساندة صندوق النقد الدولي، في ظل أزمة اقتصادية كبرى مرت بها مصر في الآونة الأخيرة.
وقال سيزديكوف: "لا يرجح أن ترحب الأسواق بخسارة مصر لهذا الدعم الثنائي ومتعدد الأطراف، ونحن نتخذ موقفاً أكثر حذراً لنرى كيف ستتطور هذه المفاوضات".
إعادة بناء وهيكلةويتوقع آخرون أن تكون إعادة بناء المنازل، والبنية التحتية التي تعرضت للقصف في سوريا وأماكن أخرى فرصة لشركات البناء ذات الوزن الثقيل في تركيا.
وقال مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إن إعادة إعمار غزة ربما تستغرق بين 10 أعوام و15 عاماً. وفي الوقت نفسه، يقدر البنك الدولي الأضرار التي لحقت بلبنان بنحو 8.5 مليارات دولار، أي ما يقرب من 35 % من ناتجه المحلي الإجمالي.
وارتفعت السندات الحكومية اللبنانية بما يزيد على المثلين عندما أصبح واضحاً في سبتمبر (أيلول) أن قبضة حزب الله في لبنان تضعف، وواصلت الارتفاع مع تفاؤل الأسواق بمعالجة أزمة البلاد.
وستكون وجهة الرئيس اللبناني الجديد جوزيف عون، في أول زيارة رسمية للخارج، هي السعودية التي يُنظر إليها على أنها داعم رئيسي محتمل. ومن المرجح أن ترى الرياض في ذلك فرصة لإبعاد لبنان عن النفوذ الإيراني.
ويقول حملة السندات إن هناك اتصالات أولية مع السلطات الجديدة أيضاً.
بعد غياب عامين.. مصر تطرح سندات دولارية بقيمة 2 مليار دولار
التفاصيل ف اول تعليق???? #سندات_دولارية #اقتصاد_مصر #الأسواق_الدولية #استثمار #تمويل pic.twitter.com/ZOJOPPFG1W
وقالت ماجدة برانيت رئيسة قسم الدخل الثابت للأسواق الناشئة لدى أكسا إنفستمنت ماندجرز "قد تحدث أمور مهمة للبنان في 2025، إذا أحرزنا تقدما نحو إعادة هيكلة الديون"، لكنها أضافت أن الأمر لن يكون سهلاً.