عربي21:
2025-03-29@04:54:02 GMT

في ميلاد المسيح.. أين أتباعه من تعاليمه مع غزة؟!

تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT

يختلف المسيحيون في يوم ميلاد المسيح عليه السلام، حسب التقويم الأوروبي، أو الشرقي، ففي الغرب الأوروبي يحتفلون به في يوم الخامس والعشرين من ديسمبر، وفي المشرق كمصر وغيرها يوم السابع من يناير، وبغض النظر عن هذا الاختلاف التاريخي عن تاريخ مولده، وهو اختلاف طبيعي يحدث مع كل الشخصيات الكبيرة، فنبينا محمد صلى الله عليه وسلم يجري حول مولده وهجرته اختلاف في اليوم وربما الشهر كذلك، وهكذا كثير من أحداث التاريخ.



وبغض النظر عن يوم الميلاد، إلا أنه في هذه الأيام، وليس المهم هنا الحديث عن احتفالهم به، بل المهم أين هم من تعاليمه فيما يجري على أرض غزة، وما يحدث فيها من مجازر يشاهدها العالم ليل نهار، بل يشارك في سفك دمائها ـ للأسف ـ هذا الغرب الذي ينتمي للمسيح عليه السلام.

رحم الله المفكر الإسلامي الكبير الأستاذ خالد محمد خالد، الذي كتب كتابا بعنوان: معا على الطريق.. محمد والمسيح، حشد فيه النصوص التي تدل على وحدة المواقف والمبادئ لدى الرسولين الكريمين، وكيف لا، وقد خرجت تعاليمهما من مشكاة واحدة، وقد قال محمد صلى الله عليه وسلم: "الأنبياء إخوة، أمهاتهم شتى، ودينهم واحد"، أي: تتعدد المسالك، لكن تتفق التعاليم والمبادئ.

لقد ساق نصوصا هائلة من تعاليم الرسولين العظيمين، في نظرتهما للإنسان، وإقامة علاقة مع الله عز وجل، يرتقي فيها الإنسان بروحه وعقله ونفسه، حتى يستحق أن يكون مخلوقا كرمه الله تعالى، وكيف كانت النظرة للحياة الإنسانية، والحفاظ عليها، وملؤها بالخير والنماء، ومنع الشر والحرب، فنرى كيف تلتقي التعاليم السماوية في هذه النظرة البناءة.

كان بودنا أن نتقدم بتهنئة الإخوة المسيحيين في الغرب والشرق بميلاد المسيح عليه السلام، لكن الحلوق مملوءة بالمرارة مما يجري مع أهل غزة، مع صمت مطبق يخالف كل تعاليم المسيح من كثير من أتباعه في الشرق والغرب، فضلا عمن ينتسبون إليه، ويمدون الباغين بالسلاح والمال والفيتو السياسي!!يستدل خالد بما ورد في الإنجيل عن المسيح عليه السلام، حين قال لتلامذته: (في تلك الساعة، تقدم التلاميذ إلى يسوع قائلين: فمن هو أعظم في ملكوت السماوات؟ فدعا يسوع إليه ولدا وأقامه في وسطهم، وقال: الحق أقول لكم، إن لم ترجعوا وتصيروا مثل هؤلاء الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السماوات.. فمن وضع نفسه مثل هذا الولد، فهو الأعظم في ملكوت السماوات.. ومن قبل ولدا واحدا مثل هذا، فقد قبلني، ومن أعثر أحد هؤلاء الصغار المؤمنين بي، فخير له أن يعلق في عنقه حجر الرحى، ويغرق في لجة البحر).

ثم يختم بفصل في غاية الأهمية، عن مساعي أعداء المسيح لقتله، وكيف أنهم رفعوا لصا قاتلا عليه، وفضلوا أن يتم العفو عن اللص، ويقتل المسيح، فقد سيق إلى الحاكم الروماني (بيلاطس) وقدموه للقتل، ولم يجد الحاكم سببا مقنعا لقتله، ولاحت له فكرة تخرجه من هذا الحرج، فقال لهم: إننا الآن في العيد، وسنطلق - كما هي العادة - واحدا من المحكوم عليهم، فليكن هو المسيح. فرفض الكهنة وصاحوا جميعا: لا، لا، أطلق سراح (باراباس) أما المسيح فاصلبه. وكان باراباس كما يقول إنجيل يوحنا: لصا، أو كما قال إنجيل لوقا: كان مطروحا في السجن لأجل فتنة وقتل!!

كأننا اليوم نرى نفس الخيار، ولكن على مستوى العالم كافة، وفي مقدمته العالم المسيحي الذي يدين بالمسيحية في الغرب والشرق، ويحتفل بميلاد المسيح عليه السلام، فيكون الاختيار: بين أطفال غزة ونسائها، وأهلها، وبين كيان سارق للأرض، وسافك للدم، يختار العالم الحرية لباراباس اللص، وإن تجسد في آخرين في هذا الزمن، ويختار القتل للأبرياء.

ونفاجأ في حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن المسيح عليه السلام، بهذا الحديث: "والذي نفسي بيده، ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم مقسطا"، فترى ماذا نفهم من عودة المسيح في هذا النص؟ يجيب خالد محمد خالد، فيقول: (إن الجواب يسير، إذا عرفنا ماذا كان المسيح. أكان ذلك الجسد الناحل.. والشعر المرسل.. والثلاثين عاما التي سجلتها له على الأرض سهادتا الميلاد والوفاة؟! كلا، إن المسيح هو دعوته.. هو المثل الأعلى الذي تركه وأعطاه. هو الحب الذي لا يعرف الكراهية.. هو السلام الذي لا يعرف القلق.. هو الخلاص الذي لا يعرف الهلكة.. وعندما تتحقق هذه كلها على الأرض، تتحقق في نفس الوقت عودة المسيح).

كان بودنا أن نتقدم بتهنئة الإخوة المسيحيين في الغرب والشرق بميلاد المسيح عليه السلام، لكن الحلوق مملوءة بالمرارة مما يجري مع أهل غزة، مع صمت مطبق يخالف كل تعاليم المسيح من كثير من أتباعه في الشرق والغرب، فضلا عمن ينتسبون إليه، ويمدون الباغين بالسلاح والمال والفيتو السياسي!!

[email protected]

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المسيحيون غزة احتلال فلسطين غزة مسيحيون عدوان مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الغرب

إقرأ أيضاً:

المشدد 10 سنوات لعاملين لاتهامهما بخطف طفل والتعدي عليه بالعبور

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قضت محكمة جنايات شبرا الخيمة، الدائرة السادسة، بالسجن المشدد 10 سنوات لعاملين لاتهامهما بخطف طفل والتعدي عليه بدائرة قسم شرطة العبور بمحافظة القليوبية.

صدر الحكم برئاسة المستشار أيمن كمال عرابى حسين، وعضوية المستشارين إيهاب كمال عزيز ومحمود منير خليل، و محمد الأمين إبراهيم وأمانة سر جابر عبد المحسن.

أحالت النيابة العامة المتهمين"محمد.م" 18 - عامل، و"إبراهيم.ص" 16 سنة - عامل في القضية رقم 10167 لسنة 2024 العبور والمقيدة برقم 3915 لسنة 2024 كلى جنوب بنها، لأنهما في يوم 11/15 / 2024 بدائرة قسم العبور بمحافظة القليوبية حال كون المتهم الثاني تجاوز سنه خمس عشرة سنة ولم يجاوز سنه ثماني عشرة سنة خطفوا بالتحايل المجني عليه الطفل "زياد.ا.ا" بأن استدرجوه إلى مسكن المتهم بعدما اوهموه بالجلوس رفقتهم للذهاب للمقهي قاصدين ابعاده عن ذويه فتمكنوا بذلك من الاختلاء به في ذلك المسكن، قد اقترنت تلك الجناية بجناية التعدى عليه والتهديد على النحو المبين بالتحقيقات.

مقالات مشابهة

  • وفاة محمد صلاح في السعودية بعد الاعتداء عليه بوحشية.. ما حقيقة الأمر؟
  • هل زكاة الفطر لا تجب على الذي عليه دين؟.. دار الإفتاء تجيب
  • دعاء ختم القرآن الكريم وفضل التلاوة.. تعرف عليه
  • أمسية ثقافية وخطابية في المنصورية بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام
  • كيف نجَّى المكر الإلهي عيسى عليه السلام؟
  • "ثنائيات في أمثال السيد المسيح".. عنوان عظة البابا تواضروس اليوم
  • المشدد 10 سنوات لعاملين لاتهامهما بخطف طفل والتعدي عليه بالعبور
  • المشدد 10 سنوات للمتهمين بخطف طفل والتعد.ي عليه بالعبور
  • مجدي الهواري: محمد صلاح "مزاجنجي" وعامل الحالة النفسية مؤثر جدا عليه
  • ما المبلغ الذي سيحصل عليه الفائز بكأس العالم للأندية 2025؟