عربي21:
2025-04-17@20:29:22 GMT

في ميلاد المسيح.. أين أتباعه من تعاليمه مع غزة؟!

تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT

يختلف المسيحيون في يوم ميلاد المسيح عليه السلام، حسب التقويم الأوروبي، أو الشرقي، ففي الغرب الأوروبي يحتفلون به في يوم الخامس والعشرين من ديسمبر، وفي المشرق كمصر وغيرها يوم السابع من يناير، وبغض النظر عن هذا الاختلاف التاريخي عن تاريخ مولده، وهو اختلاف طبيعي يحدث مع كل الشخصيات الكبيرة، فنبينا محمد صلى الله عليه وسلم يجري حول مولده وهجرته اختلاف في اليوم وربما الشهر كذلك، وهكذا كثير من أحداث التاريخ.



وبغض النظر عن يوم الميلاد، إلا أنه في هذه الأيام، وليس المهم هنا الحديث عن احتفالهم به، بل المهم أين هم من تعاليمه فيما يجري على أرض غزة، وما يحدث فيها من مجازر يشاهدها العالم ليل نهار، بل يشارك في سفك دمائها ـ للأسف ـ هذا الغرب الذي ينتمي للمسيح عليه السلام.

رحم الله المفكر الإسلامي الكبير الأستاذ خالد محمد خالد، الذي كتب كتابا بعنوان: معا على الطريق.. محمد والمسيح، حشد فيه النصوص التي تدل على وحدة المواقف والمبادئ لدى الرسولين الكريمين، وكيف لا، وقد خرجت تعاليمهما من مشكاة واحدة، وقد قال محمد صلى الله عليه وسلم: "الأنبياء إخوة، أمهاتهم شتى، ودينهم واحد"، أي: تتعدد المسالك، لكن تتفق التعاليم والمبادئ.

لقد ساق نصوصا هائلة من تعاليم الرسولين العظيمين، في نظرتهما للإنسان، وإقامة علاقة مع الله عز وجل، يرتقي فيها الإنسان بروحه وعقله ونفسه، حتى يستحق أن يكون مخلوقا كرمه الله تعالى، وكيف كانت النظرة للحياة الإنسانية، والحفاظ عليها، وملؤها بالخير والنماء، ومنع الشر والحرب، فنرى كيف تلتقي التعاليم السماوية في هذه النظرة البناءة.

كان بودنا أن نتقدم بتهنئة الإخوة المسيحيين في الغرب والشرق بميلاد المسيح عليه السلام، لكن الحلوق مملوءة بالمرارة مما يجري مع أهل غزة، مع صمت مطبق يخالف كل تعاليم المسيح من كثير من أتباعه في الشرق والغرب، فضلا عمن ينتسبون إليه، ويمدون الباغين بالسلاح والمال والفيتو السياسي!!يستدل خالد بما ورد في الإنجيل عن المسيح عليه السلام، حين قال لتلامذته: (في تلك الساعة، تقدم التلاميذ إلى يسوع قائلين: فمن هو أعظم في ملكوت السماوات؟ فدعا يسوع إليه ولدا وأقامه في وسطهم، وقال: الحق أقول لكم، إن لم ترجعوا وتصيروا مثل هؤلاء الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السماوات.. فمن وضع نفسه مثل هذا الولد، فهو الأعظم في ملكوت السماوات.. ومن قبل ولدا واحدا مثل هذا، فقد قبلني، ومن أعثر أحد هؤلاء الصغار المؤمنين بي، فخير له أن يعلق في عنقه حجر الرحى، ويغرق في لجة البحر).

ثم يختم بفصل في غاية الأهمية، عن مساعي أعداء المسيح لقتله، وكيف أنهم رفعوا لصا قاتلا عليه، وفضلوا أن يتم العفو عن اللص، ويقتل المسيح، فقد سيق إلى الحاكم الروماني (بيلاطس) وقدموه للقتل، ولم يجد الحاكم سببا مقنعا لقتله، ولاحت له فكرة تخرجه من هذا الحرج، فقال لهم: إننا الآن في العيد، وسنطلق - كما هي العادة - واحدا من المحكوم عليهم، فليكن هو المسيح. فرفض الكهنة وصاحوا جميعا: لا، لا، أطلق سراح (باراباس) أما المسيح فاصلبه. وكان باراباس كما يقول إنجيل يوحنا: لصا، أو كما قال إنجيل لوقا: كان مطروحا في السجن لأجل فتنة وقتل!!

كأننا اليوم نرى نفس الخيار، ولكن على مستوى العالم كافة، وفي مقدمته العالم المسيحي الذي يدين بالمسيحية في الغرب والشرق، ويحتفل بميلاد المسيح عليه السلام، فيكون الاختيار: بين أطفال غزة ونسائها، وأهلها، وبين كيان سارق للأرض، وسافك للدم، يختار العالم الحرية لباراباس اللص، وإن تجسد في آخرين في هذا الزمن، ويختار القتل للأبرياء.

ونفاجأ في حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن المسيح عليه السلام، بهذا الحديث: "والذي نفسي بيده، ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم مقسطا"، فترى ماذا نفهم من عودة المسيح في هذا النص؟ يجيب خالد محمد خالد، فيقول: (إن الجواب يسير، إذا عرفنا ماذا كان المسيح. أكان ذلك الجسد الناحل.. والشعر المرسل.. والثلاثين عاما التي سجلتها له على الأرض سهادتا الميلاد والوفاة؟! كلا، إن المسيح هو دعوته.. هو المثل الأعلى الذي تركه وأعطاه. هو الحب الذي لا يعرف الكراهية.. هو السلام الذي لا يعرف القلق.. هو الخلاص الذي لا يعرف الهلكة.. وعندما تتحقق هذه كلها على الأرض، تتحقق في نفس الوقت عودة المسيح).

كان بودنا أن نتقدم بتهنئة الإخوة المسيحيين في الغرب والشرق بميلاد المسيح عليه السلام، لكن الحلوق مملوءة بالمرارة مما يجري مع أهل غزة، مع صمت مطبق يخالف كل تعاليم المسيح من كثير من أتباعه في الشرق والغرب، فضلا عمن ينتسبون إليه، ويمدون الباغين بالسلاح والمال والفيتو السياسي!!

[email protected]

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المسيحيون غزة احتلال فلسطين غزة مسيحيون عدوان مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الغرب

إقرأ أيضاً:

في ذكرى ميلاد محمد القصبجي.. عود لا يصمت وملحن غيّر ملامح الطرب بأكتشافه لـ أم كلثوم (تقرير)

 

يوافق اليوم الثلاثاء ذكرى ميلاد الموسيقار الكبير محمد القصبجي، أحد أعمدة الموسيقى العربية، وصاحب البصمة العبقرية التي لا تزال تتردد في وجدان المستمعين، اسمه ارتبط بعمق مع صوت كوكب الشرق أم كلثوم، فشكّلا معًا ثنائيًا فنيًا استثنائيًا رسم ملامح مرحلة كاملة من تطوّر الغناء العربي.


بداية الرحلة.. من الإنصات إلى الخلود

في عام 1923، سمع القصبجي صوت فتاة ريفية تنشد قصائد في مدح الرسول، فشدّه صوتها وصدق أدائها. لم تكن تلك الفتاة سوى أم كلثوم، التي قرر أن يمنحها من فنه ما يليق بصوتها،  وفي العام التالي، لحن لها أولى أغانيها بعنوان “آل إيه حلف مايكلمنيش”، معلنًا بداية شراكة فنية طويلة ومثمرة.

لم يكن القصبجي مجرد ملحن، بل كان مدرسة موسيقية متكاملة، أدخل أساليب تجديدية على قالب المونولوج الغنائي، فجعل منه حالة درامية متكاملة، كما في “إن كنت أسامح” و”رق الحبيب” التي تُعد من روائع أم كلثوم، وبلغت ذروة المزج بين العاطفة والتقنية الموسيقية.

محمد القصبجي وأم كلثومالمعلم الصامت.. وأسطورة الوفاء

رغم توقفه عن التلحين منذ نهاية الأربعينيات، ظل القصبجي عضوًا أساسيًا في فرقة أم كلثوم، عازفًا على العود من مكانه المعتاد خلفها، لا يطلب الأضواء ولا يسعى إلى الواجهة، وكانت آخر ألحانه لها في فيلم “فاطمة” عام 1947، من كلمات الشاعر أحمد رامي.

وبعد وفاته في أواخر الستينيات، ظلت أم كلثوم وفية له، تُبقي مقعده خاليًا في كل حفل، كأن وجوده الصامت لا يزال يحرس اللحن والكلمة والصوت.


تراث لا يُنسى

قدّم القصبجي للموسيقى العربية ألحانًا خالدة ومفاهيم جديدة، ونجح في الجمع بين التطوّر والهوية الشرقية الأصيلة، ويُعد من أوائل من حاولوا دمج الموسيقى الغربية بالشرقية دون أن تفقد الأخيرة روحها.

محمد القصبجي لم يكن فقط ملحنًا، بل كان شاعرًا ناطقًا بأوتار العود، ومهندسًا أعاد بناء الموسيقى العربية على أسس رفيعة، ولهذا لا تزال أعماله تُدرّس وتُستعاد، كعلامة على زمن لا يتكرر.

مقالات مشابهة

  • جهاز إسرائيلي.. شاهدوا بالصور ما عثر عليه الجيش في الجنوب (صور)
  • تعرف على منافسات منتخب مصر في البطولة الأفريقية للمواي تاي بليبيا
  • مواجهات قوية.. منافسات منتخب مصر بالبطولة الأفريقية للمواي تاي بليبيا
  • خالد الغندور ينعى ناشئ الزمالك الراحل سعد محمد
  • أمين الفتوى: الرحمة هي الأساس الذي يُبنى عليه أي مجتمع إنساني سوي
  • خالد حمادي.. رجل الأعمال الذي باع (طريق الشعب) في الإشارات الضوئية !
  • ذكرى ميلاد الشيخ الشعراوي.. تفاصيل آخر 18 يوما في حياته
  • ذكرى ميلاد خيرية أحمد.. صوت البهجة الذي لم يغب (تقرير)
  • في ذكرى ميلاد محمد القصبجي.. عود لا يصمت وملحن غيّر ملامح الطرب بأكتشافه لـ أم كلثوم (تقرير)
  • المعجزة والكرامة والإهانة