اِستنطاق المذهول الجهول في امر العلاقات السودانية المصرية
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
كتبت النخب السودانية في صميم العلاقة المصرية السودانية الكثير وكم ليس بالقليل وقد تكون الكتابة والطرح ضربا من ضروب التخيل والابتعاد عن المشكلة الحقيقة أو بالأحري نوعا من النفاق السياسي هنالك مشاكل تناقش بعمق أوعدم فهمها أو بتعالي وتغابي عن قول الحقيقة بعضهم خوفا من ضياع المصالح بمصر وأخرين يرون أن السند المصري الرسمي يجعلهم أصحاب سلطة وحضور وهنالك الصامتون بوعي عن ما يدور ولكن في مجالسهم يحلو لهم البوح والانتقاد للرؤية المصرية والتعاطي من أهل السودان معها وبالمقابل يري المصريين أن السودان حديقة خلفية ومحمية مصرية وعليهم فقط هم دون غيرهم من خلق الله التمتع بخيرات هذه الارض وتحيد أهلها بل هم يحارب قيام دولة ديمقراطية أو أنتقال من سلطة عسكرية الي دولة مدنية لهم أذرع وعيون وعملاء وكذلك يدعمون العسكر وبعض البيوت الطائفية لمزيد من التمزيق والتخلف وارساء قيم الخواء والانكسار أمام دولة هي في حقيقتها لا تعرف الديمقراطية يقودها تحالف مابين العسكر واخرين لا يؤمنون بقيم العدالة والمساواة بل يقهرون كل منادي بقيام جمهورية حقيقة غير الثالثة التي يروج لها أنها حقيقة هشاشة الاستقرار وخلال مقبل الايام وسوف نري فوضي الجياع والسيسي هو الشخصية الأبرز والأقوى في الحياة السياسية المصرية، حيث يتمتع بسلطات واسعة بموجب التعديلات الدستورية التي أقرها البرلمان والشعب في 2019، والتي تسمح له بالبقاء في الحكم حتى عام 2030 البرلمان المصري هو الهيئة التشريعية في البلاد، ويتكون من مجلسين: مجلس النواب ومجلس الشيوخ , ومجلس النواب يضم 596 عضوًا، ويتم انتخاب 448 منهم بالتصويت الفردي، و120 بالقوائم الحزبية، و28 يتم تعيينهم من قبل الرئيس3.
تعالوا ننظر إلى السياق والخلفية السياسية والأمنية للسودان، والتي شهدت تغيرات كبيرة في السنوات الأخيرة، بدءاً من الثورة الشعبية التي أطاحت بالبشير ، وانتهاءً بالانقلاب العسكري الذي قام به قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في أكتوبر 2023، والذي أدى إلى حل المجلس السيادي والحكومة الانتقالية، وإعلان حالة الطوارئ، وتعليق الدستور، وتشكيل مجلس عسكري جديد , هذه الخطوة أثارت ردود فعل متباينة داخلياً وخارجياً، فمن جهة، رفضت قوى الحرية والتغيير والمجتمع المدني والمعارضة السياسية والحركات المسلحة والمتظاهرون الانقلاب، ودعوا إلى العصيان المدني والمقاطعة والاحتجاج، ومن جهة أخرى، أيدت بعض القوى السياسية والعسكرية والقبلية والدينية الانقلاب، واعتبروه ضرورياً للحفاظ على الأمن والاستقرار والسيادة والوحدة الوطنية وثانياً، يجب أن ننظر إلى العلاقات والمصالح المصرية-السودانية، والتي تتسم بالتعقيد والتباين على مر الزمن. فمن جهة، تربط مصر والسودان روابط تاريخية وثقافية ودينية واجتماعية، وتتشاركان في مصادر المياه الحيوية لنهر النيل، وتواجهان تحديات مشتركة في مواجهة الإرهاب والتطرف والهجرة غير الشرعية. ومن جهة أخرى، تشهد العلاقات بين البلدين خلافات وتوترات بسبب قضايا مثل الحدود والأمن والتنمية والتعاون الإقليمي، وخاصة في ظل النزاع حول سد النهضة الإثيوبي، الذي يهدد حصة مصر من مياه النيل , وقد تباينت مواقف مصر من التغيرات السياسية في السودان، فبينما دعمت الانتفاضة الشعبية ضد البشير، فإنها ترى في البرهان شريكاً موثوقاً ومنسقاً في الحفاظ على الاستقرار والأمن في السودان، وتخشى من أن يؤدي تفكك الجيش السوداني إلى انزلاق البلاد إلى حرب أهلية وفوضى وأخيرا يجب أن نقيم ما بعد الجمهورية الثالثة وفوز السيسي في مصر، وما هي الأهداف والتحديات والفرص والمخاطر التي تواجهه في العلاقة مع السودان. وفقاً للمصادر المتاحة، يمكن القول أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يسعى إلى تعزيز دور مصر الإقليمي والدولي، وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في مصر والمنطقة، وتحسين العلاقات مع الدول العربية والإفريقية والدولية، ومواجهة التحديات والتهديدات التي تمس بالمصالح والسيادة والوحدة الوطنية وفي هذا السياق، يولي الرئيس المصري اهتماماً خاصاً بالسودان، باعتباره جاراً وشريكاً استراتيجياً، ويحرص على دعم العملية الانتقالية نحو الديمقراطية والتنمية في السودان، والتوسط بين الأطراف السودانية لتهدئة الأوضاع واستئناف الحوار السياسي، والتنسيق والتعاون مع السودان في المجالات المختلفة، وخاصة في ملف سد النهضة والمياه والأمن والتجارة والاستثمار. ولكن هذا لا يعني أن الرئيس المصري لا يواجه صعوبات ومخاطر في العلاقة مع السودان، فمن جهة، يواجه الرئيس المصري معارضة وانتقادات من بعض القوى السياسية والمدنية والشعبية في السودان، التي تتهمه بالتدخل في الشأن الداخلي السوداني، وبالتحالف مع الانقلابيين، وبالتنازل عن حقوق مصر في مياه النيل، وبالتغاضي عن الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي، وبالتآمر مع إسرائيل والإمارات بالرغم مصر ترى في السودان جاراً وشريكاً استراتيجياً، في العلن وتهتم بالحفاظ على استقراره وأمنه ووحدته، وتدعم العملية الانتقالية نحو الديمقراطية والتنمية , ومصر هي من أحتل حلايب وتواجه تحديات وخلافات مع السودان في بعض القضايا، مثل سد النهضة الإثيوبي، والحدود والأمن والتعاون الإقليمي، وتسعى إلى حلها بالحوار والتفاوض
مصر تتأثر بالتحولات في السودان بشكل مباشر وغير مباشر، فمن جهة، تتلقى مصر موجات من اللاجئين والمهاجرين السودانيين الفارين من النزاع والفقر، وتواجه صعوبات في استيعابهم وتوفير الخدمات والحماية لهم ومن جهة أخرى، تتأثر مصر بالتوازنات السياسية والعسكرية في السودان، وتحاول التنسيق والتعاون مع الأطراف المعنية لتعزيز الأمن والسلام في السودان والمنطقة ومصر تستفيد من التحولات في السودان إذا ما أدت إلى بناء دولة مستقرة ومنتخبة ومتعاونة مع مصر في المجالات المختلفة، وتخسر إذا ما أدت إلى انهيار الدولة أو ظهور نظام معادٍ أو متحالف مع أعداء مصر
الاقتتال بالسودان و مصر تواجه معضلة في التعامل مع الصراع في البلد المجاور نري يجب أن نفهم السياق والخلفية السياسية والأمنية للأزمة السودانية، وأدى إلى تشكيل حكومة انتقالية تضم ممثلين عن الجيش والمعارضة المدنية, ومنذ ذلك الحين، شهد السودان توترات واشتباكات بين القوات الموالية لقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، والقوات الموالية لنائب رئيس المجلس السيادي حميدتي، الذي يقود قوات الدعم السريع، وهي قوة شبه عسكرية تشكلت من ميليشيات الجنجويد التي ارتكبت جرائم حرب في دارفور. وتصاعدت حدة العنف في أبريل 2023، عندما هاجمت قوات الدعم السريع مواقع للجيش في مدينة مروي بشمال السودان، واستولت على قاعدة عسكرية تضم جنوداً مصريين كانوا يشاركون في تدريبات مشتركة مع الجيش السوداني
أن العلاقات والمصالح المصرية-السودانية، والتي تتسم بالتعقيد والتباين على مر الزمن فمن جهة، تربط مصر والسودان روابط تاريخية وثقافية ودينية واجتماعية، وتتشاركان في مصادر المياه الحيوية لنهر النيل، وتواجهان تحديات مشتركة في مواجهة الإرهاب والتطرف والهجرة غير الشرعية. ومن جهة أخرى، تشهد العلاقات بين البلدين خلافات وتوترات بسبب قضايا مثل الحدود والأمن والتنمية والتعاون الإقليمي، وخاصة في ظل النزاع حول سد النهضة الإثيوبي، الذي يهدد حصة مصر من مياه النيل وقد تباينت مواقف مصر من التغيرات السياسية في السودان، فبينما دعمت الانتفاضة الشعبية ضد البشير، فإنها ترى في البرهان شريكاً موثوقاً ومنسقاً في الحفاظ على الاستقرار والأمن في السودان، وتخشى من أن يؤدي تفكك الجيش السوداني إلى انزلاق البلاد إلى حرب أهلية وفوضى
و أن نقيم احتمالية ومبررات وعواقب تدخل مصر عسكرياً في السودان، والتي تعتمد على عدة عوامل ومتغيرات. فمن الواضح أن مصر تتابع بقلق واهتمام شديدين تطورات الأوضاع في السودان، وترى في استقراره أمناً قومياً لها، وتسعى إلى حماية مصالحها ومواطنيها وقواتها التي بحلايب , ولكن هذا لا يعني أن مصر ستتدخل عسكرياً في السودان بشكل مباشر ومفتوح، إلا في حالات استثنائية ومحدودة، مثل تعرض مواطنين أو جنود مصريين لخطر محدق، أو تهديد مباشر لأمن مصر القومي، أو طلب رسمي من الحكومة السودانية المعترف بها دولياً ,وقد يحدث هذا حسب المعطيات علي الارض ,وفي هذه الحالات، قد تقوم مصر بعمليات عسكرية محددة الهدف والزمن والمكان، لإنقاذ أو إجلاء مواطنيها أو قواتها، أو لردع أو تحييد أي تهديد يمس بأمنها. ولكن مصر لن تشارك في حرب أهلية في السودان، أو تدعم أحد الأطراف على حساب الآخر، أو تحاول فرض حل عسكري على النزاع، لأن هذا سيكون مغامرة خطيرة ومكلفة ومعقدة، وسينال من مصداقية وشرعية مصر في الساحة الإقليمية والدولية، وسيزيد من حدة التوتر والعنف والانقسام في السودان، وسيعرض مصر لمخاطر أمنية وسياسية ودبلوماسية وقانونية وإنسانية
مصر ضمن قائمة الدول المهددة بالآثار الكارثية من تحقق سيناريو الحرب الأهلية فى السودان؛ إذ يعد المراقبون أن ما يجرى فى السودان، قد تكون له انعكاسات سلبية على ملف سد النهضة نفسه؛ لأن استمرار الحرب واحتمالات انهيار الدولة السودانية، ربما يغرى إثيوبيا ويقوى موقفها الذى تتمسك به فى الخلاف الناشب بينها وبين مصر والسودان، فانهيار السودان سيضعف الجبهة المصرية فى مواجهة إثيوبيا، ولا يقل ملف اللاجئين السودانيين بالنسبة إلى مصر أهمية؛ عن "سد النهضة"، نظرا لحجم الضغط الذى يشكله أعداد المتدفقين على الاقتصاد المصرى ومرافق الدولة المستضيفة، فى ظل أزمة اقتصادية عالمية.
ويعد السودان موردا رئيسيا للمواشى واللحوم الحية وهى إحدى السلع الاستراتيجية لمصر؛ حيث يمد السودان مصر بنحو 10% من احتياجاتها من هذه السلع، وهو ما يزيد الضغط على أسعار اللحوم محليا، مما قد يؤدى إلى مزيد من التضخم فى الأسواق المصرية. ويحتل السودان المرتبة الثانية بقائمة أكبر 5 أسواق مستقبلة للصادرات المصرية بقيمة 226 مليون دولار، كما يعد السودان بوابة لنفاذ الصادرات المصرية إلى أسواق دول حوض النيل وشرق إفريقيا. ومع استمرار الحرب وانعدام الأمن، سيتأثر حجم التبادل التجارى بين البلدين، كما تتخوف مصر بامتداد الحرب نحو البحر الأحمر والتأثير فى حركة الملاحة فى قناة السويس، وهو ما ينعكس سلبا على الاقتصاد المصرى الذى يعانى بعض الأزمات فى الوقت الراهن , إذا تمكنت قوات الدعم السريع من هزيمة الجيش السوداني والسيطرة على السلطة في السودان، فقد يؤدي ذلك إلى تغييرات كبيرة في المشهد السياسي والأمني والاقتصادي في البلاد وفي المنطقة
وهل من المحتمل أن تواجه قوات الدعم السريع مقاومة شعبية وعسكرية من قبل القوى المدنية والثورية والحركات المسلحة التي ترفض الانقلاب العسكري وتطالب بالعودة إلى المسار الديمقراطي وتنفيذ اتفاقية السلام الشامل ,كما قد تواجه قوات الدعم السريع عزلة دولية وإقليمية من قبل الدول التي تدعم الانتقال الديمقراطي في السودان وترفض التدخل العسكري في شؤونه الداخلية، مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة
أما بالنسبة لمصر، فقد تتأثر بالوضع في السودان بشكل مباشر وغير مباشر، فمن جهة، تربط مصر بالسودان علاقات أخوية وتاريخية وجغرافية وثقافية واقتصادية، وتعتبر أمن السودان جزءًا لا يتجزأ من أمنها القومي، وتدعم كل ما يحقق الاستقرار والسلام والتنمية للشعب السوداني الشقيق
ومن جهة أخرى، تواجه مصر تحديات إقليمية ودولية تتعلق بالسودان، منها النزاع حول سد النهضة الإثيوبي وملءه وتشغيله، والذي يهدد حصة مصر من مياه النيل، والنزاع حول الحدود البحرية والبرية بين السودان وإثيوبيا، والذي يمكن أن يؤدي إلى تصعيد عسكري، والتدخلات الأجنبية في ليبيا، والتي تهدف إلى تغيير التوازن الإقليمي , لذلك، قد تتخذ مصر قرارات مختلفة تبعًا لتطور الأوضاع في السودان، ومن الممكن أن تشمل هذه القرارات ,العمل على وقف القتال والوساطة بين الأطراف المتنازعة والدعوة إلى حوار سياسي وطني يضمن احترام الإرادة الشعبية والالتزام بالمسار الديمقراطي والتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين في هذا الصدد الحفاظ على العلاقات الثنائية مع السودان وتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية والتنموية والتعاون في مجالات مختلفة مثل الطاقة والزراعة والتجارة والتعليم والصحة والثقافة ومن المتوقع أن تقوم بالدفاع عن مصالحها الوطنية والإقليمية في مواجهة التحديات المتعلقة بسد النهضة والحدود وليبيا والتدخلات الأجنبية، وذلك بالاستعانة بالقوانين الدولية والمنظمات الإقليمية والدولية والحلفاء الاستراتيجيين
هذه بعض المقولات والهواجس التي تملا راسي في أمر العلاقات المصرية السودانية ولازالت ذهولا جهول في تفاصيلها وتعقيدتها
zuhair.osman@aol.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: سد النهضة الإثیوبی المصریة السودانیة قوات الدعم السریع الجیش السودانی الرئیس المصری میاه النیل فی السودان مع السودان النزاع حول مصر من من قبل
إقرأ أيضاً:
وزارة الخارجية تلفت نظر المجتمع الدولي للفظائع التي يرتكبها مليشيا الجنجويد بشكل منهجي ضد النساء
أصدرت وزارة الخارجية بيانا يصادف يوم الإثنين 25 نوفمبر اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة وبهذه المناسبة المهمة تلفت فيه نظر المجتمع الدولي مجددا للفظائع غير المسبوقة وواسعة النطاق التي ترتكبها مليشيا الجنجويد بشكل منهجي ضد النساء والفتيات في سن الطفولة في مناطق مختلفة من السودان. وتشمل تلك الفظائع جرائم الإغتصاب، والاختطاف، والاسترقاق الجنسي، والتهريب، والزواج بالإكراه، وأشكال أخرى من العنف والمعاملة غير الإنسانية والمهينة و القاسية والحاطة للكرامة للنساء وأسرهن ومجتمعاتهن وفيما يلي تورد سونا نص البيان التالي .يصادف يوم غد الإثنين 25 نوفمبر اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة . وبهذه المناسبة المهمة تلفت وزارة الخارجية نظر المجتمع الدولي مجددا للفظائع غير المسبوقة وواسعة النطاق التي ترتكبها مليشيا الجنجويد بشكل منهجي ضد النساء والفتيات في سن الطفولة في مناطق مختلفة من السودان. وتشمل تلك الفظائع جرائم الإغتصاب، والاختطاف، والاسترقاق الجنسي، والتهريب، والزواج بالإكراه، وأشكال أخرى من العنف والمعاملة غير الإنسانية والمهينة و القاسية والحاطة للكرامة للنساء وأسرهن ومجتمعاتهن.لقد تم توثيق ما لا يقل عن 500 حالة إغتصاب بواسطة الجهات الرسمية والمنظمات المختصة و منظمات حقوق، تقتصر على الناجيات من المناطق التي غزتها المليشيا، ولا شك أن هناك أعدادا أخرى من الحالات غير المرصودة بسبب عدم التبليغ عنها، أو لأن الضحايا لا يزلن في المناطق التي تسيطر عليها المليشيا. بينما يقدر أن هناك عدة مئات من المختطفات والمحتجزات كرهائن ومستعبدات جنسيا وعمالة منزلية قسرية، مع تقارير عن تهريب الفتيات خارج مناطق ذويهن وخارج السودان للاتجار فيهن .تستخدم المليشيا الإغتصاب سلاحا في الحرب لإجبار المواطنين على إخلاء قراهم ومنازلهم لتوطين مرتزقتها، ولمعاقبة المجتمعات الرافضة لوجودها. كما توظفه ضمن استراتيجيتها للإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي تستهدف مجموعات إثنية بعينها، حيث تقتل كل الذكور من تلك المجموعات وتغتصب النساء والفتيات بغرض إنجاب أطفال يمكن إلحاقهم بالقبائل التيينتمي إليها عناصر المليشيا.ظلت حكومة السودان وخبراء الأمم المتحدة وبعض كبار مسؤوليها، وعدد من منظمات حقوق الإنسان الدولية والوطنية تنبه لهذه الجرائم منذ وقت مبكر، بعد أن شنت المليشيا حربها ضد الشعب السوداني وقواته المسلحة ودولته الوطنية في أبريل من العام الماضي. ومع ذلك لم يكن هناك رد فعل دولي يوازي حجم هذه الفظائع التي تفوق ما ارتكبته داعش وبوكو حرام وجيش الرب اليوغندي ضد المرأة. ومن الواضح أنها تمثل أسوأ ما تتعرض له النساء في العالم اليوم. وعلى العكس من ذلك، لا تزال الدول والمجموعات الراعية للمليشيا الإرهابية تتمادي في تقديم الدعم العسكري والمالي والسياسي والإعلامي لها مما يجعلها شريكة بشكل كامل في تلك الجرائم. وما يزال مسؤولو الدعاية بالمليشيا والمتحدثون باسمها يمارسون نشاطهم الخبيث من عواصم غربية وأفريقية للترويج لتلك الجرائم وتبريرها. ولا شك أن في ذلك كله تشجيع للإفلات من العقاب يؤدي لاستمرار الجرائم والانتهاكات ضد المرأة.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب