سودانايل:
2025-04-22@21:48:05 GMT

لماذا يقتات الجيش علي البليلة منذ اندلاع الحرب!؟؟

تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT

صرح الفريق ياسر العطا في تسجيله الاخير بأن الجنود في الجيش يأكلون البليلة طيلة التسعة أشهر الماضية ، يعني منذ اندلاع هذه الحرب العبثية باعتراف الجميع ، ولهم تسعة أشهر أيضا ولم يتذوقوا مشروب عصير !!؟ هذا تصريح من رجل هو في قمة الهرم في الجيش وايضا في قمة الهرم الحكومي كعضو في المجلس السيادي العسكري ، وهو تصريح يدينه ويدين كل قيادات الجيش الموجود والهارب خارج البلاد والمختفي داخله.

فكيف بالله يكون الجنود بهذا البؤس المعيشي وهم يدفعون عن البلاد اكبر وأخطر مليشيا شريرة جلبها النظام الهالك لحمايتهم فانقلب عليهم وعلي كل البلاد في سابقة فريدة وخيانة من الكيزان لا مثيل لها في القديم والحديث من التاريخ.
اين ذهبت مدخولات الشركات العسكرية التي نافست التجار في كل شئ من الصابون الي الدقيق ثم الذهب ليذهب كل ربع هذه الشركات الي جيوب القائمين علي أمرها ولذلك رفضوا تسليمها للحكومة لوزارة المالية حين طالب حمدوك بذلك ، وعندما شعروا بإصرار الرجل انقلبوا عليه وطردوه وأشعلوا الحرب العبثية هذه تفاديا لفقدان سيطرة الجيش علي هذه الشركات الغنية جدا.
ثم اين تذهب ميزانية الدفاع التي يستلم معظمها الجيش بدعوي حماية الوطن خصما علي التعليم والصحة والبنية التحتية للبلاد حتي تخلفنا عن ركب الامم؟! وبعد كل هذا الصرف علي الجيش من ميزانية الدولة ومن دخل الشركات العسكرية المملوكة للجيش نري الجنود الابطال يعيشون علي البليلة وملابسهم وأسلحتهم بالية وهذا ما ادي الي الهزيمة تلو الهزيمة أمام الدعم السريع الذي جنوده يتلقون وجبات من اللحوم الطازجة يوميا حيث يذبحون النياق والخراف يوميا ، وأسلحتهم وملابسهم جديدة دوما وتبدو علي وجوههم نضرة النعيم ، فكيف بالله ينتصر جيش هذا حاله علي عدو بهذا الحال ؟!
هذه الحرب العبثية كشفت أشياء كثيرة وفضحت المسؤولين العسكريين واكدت القول السائد بأن الجيش السوداني لم يطلق رصاصة في وجه عدو خارجي ابدا منذ الاستقلال إلي يومنا هذا باستثناء مناوشات قليلة ضد الجيش الاثيوبي في الفشقة ، وما عدا ذلك فكل السلاح الحكومي جيش وأمن وشرطة موجهة ضد الجيش نفسه في الانقلابات والانقلابات المضادة ، وضد المواطن في قمع المظاهرات وفض الاعتصامات ومحاربة تمرد بعض أبناء الوطن طلبا للعدل .
وكشفت الحرب العبثية هذه ايضا بأن هناك خلل في هيكلة هذا الجيش حيث اغلب الضباط من مناطق معينة ومعظمهم كبار الضباط منهم هربوا وتركوا الجنود ،الذين أغلبهم من مناطق معينة ، يقودهم ضباط صغار بلا خبرة في قيادة المعارك، فكانت النتيجة ضعف الصمود أمام جحافل المليشيا الباطشة.
اخيرا ، لاسترداد الجيش ليكون جيشا قويا فاعلا لابد من :
اولا: تبعية الجيش لحكومة مدنية كما في كل العالم.
ثانيا: تبعية الشركات العسكرية لوزارة المالية شأنها شأن كل الموارد المالية.
ثالثا: يجب أن يكون الجيش ضباطا وجنودا ممثلا لكل سكان السودان .
رابعا: تطهير الجيش من اي مليشيا وتحصينه من الاستقطاب السياسي الحزبي الايدلوجي ومنع تكرار مهزلة النظام الاسلاموي الساقط.
وبذلك يكون شعار : جيش واحد شعب واحد هو شعار يعكس تلك الوحدة ويكون الجيش من اقوي جيوش العالم.

وعاش السودان قويا غنيا متقدما شامخا بإذن الله.

د محمد علي طه سيد الكوستاوي.
القاهرة

kostawi100@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحرب العبثیة

إقرأ أيضاً:

عادل الباز يكتب: الشمول المالي: لماذا؟ وكيف؟ وبأي اتجاه؟ (1)

1 ما يسعد المرء أن يرى أنه، وسط حرائق الحرب والظلام، هناك من يفكّر بعيدًا ويبدأ العمل؛ مما يُشي بأننا قادرون على البناء، وقادرون على الفعل الإيجابي في أحلك الظروف. إن الذي جرى في ميادين الحرب وخارجها معجزة؛ من جيش محاصر وشعب مشرّد ننهض وننتصر، من دولة لا تملك في خزائنها مليمًا ساعة اندلاع الحرب إلى بلد استطاع، في عامين، أن يوفّر مليارات الدولارات لتمويل الصرف المهول على الحرب والسلاح من موارده الخاصة. إن الذي جرى من معالجات في قطاع الاتصالات، بعد أن تدمرت غالب بنيته وتوقفت أبراجه، شيء يثير العجب ، كما ان ما تحقق في الميدان العسكري، والقطاع الاقتصادي، وبنك السودان، والاتصالات، معجزات يحق لنا أن نفتخر بها. لقد استطاع الذين أوكل إليهم إدارة هذه القطاعات تثبيت أركان الدولة التي كانت في مهبّ الريح.
2
ما جرى ويجري حاليًا من حوارات حول قضية الشمول المالي، التي أصبحت الدولة الآن منفتحة عليها مستوعبة لضرورتها مما يشي بأننا على اعتاب مرحلة جديدة من السير الحثيث لتحقيق الشمول المالي والذي كان يمكن أن يتحقق منذ زمان بعيد، لولا الصراعات القميئة في قطاع الاتصالات التي امتدت لسنوات. كان يمكن أن نكون في وضع متقدم اليوم، بحكم وضعنا الممتاز في قطاع الاتصالات منذ بداية هذا القرن، ولكن الله غالب.
3
ما هو الشمول المالي؟
الشمول المالي هو العملية التي من خلالها يتم تمكين جميع فئات المجتمع، خاصة الفئات الضعيفة والمهمشة، من الوصول إلى الخدمات المالية الرسمية (مثل الحسابات البنكية، التمويل، التأمين، الادخار، والدفع الإلكتروني) بأسعار مناسبة وبشكل آمن.
سنعود لاحقًا لنرى الوسائل التي يتحقق بها الشمول المالي وخاصة من ناحية الاستخدام الواسع والذكي للتكنولوجيا الرقمية والنظر للتجارب المطبقة في الدول الإفريقية والعربية، ثم ندلف لتحديد الأهداف التي يمكن أن يحققها الشمول المالي في الاقتصاد.
ماذا جرى بشأن النقاش العام في قضية الشمول المالي؟
4
خلال منتديين مهمين، أحدهما في القاهرة والآخر في بورتسودان، تمّت إثارة موضوع الشمول المالي، الذي يُعد الآن ضرورة قصوى لحركة الأموال والاقتصاد عمومًا.
المنتديان كانا بدعوة من مركز شموس ميديا، وهو مركز ترأسه الأستاذة سمية سيد، الكاتبة الاقتصادية المعروفة، ويحق القول إن مثل هذه المبادرات ليست غريبة على سمية سيد؛ بل هي بارعة في ابتدار أفكارها وتنظيمها والحشد لها.
سبق لها أن نفذت عشرات الندوات الاقتصادية الناجحة بالخرطوم، وهي تفعل ذلك على خلفية اهتمامها بالاقتصاد، ومقدراتها على التقاط القضايا المهمة في الساحة الاقتصادية.
المهم أن شموس وضعت القضية على طاولة النقاش العام، وبدأ حراك متسارع في هذا الاتجاه ولا يزال.
في الندوة الأولى (21/1/2025)، أكد الدكتور خالد التيجاني أن السودان كان سبّاقًا في مجال التقنية الرقمية في إفريقيا والوطن العربي، إلا أن عوائق واضحة أوقفت مسيرته وعطّلته عن المواكبة، وعزا د. خالد الأمر إلى رفض بعض المؤسسات لهذا التحول، وطالب بتشريعات حاسمة وواضحة من الدولة وبنك السودان، باعتبارها الحل لهذه المعضلة.
في ذات الندوة، طالبت الدكتورة عسجد يحيى الكاظم بتعزيز الشمول المالي، الذي اعتبرته مفتاح التحول الرقمي لتوسيع الخدمات البنكية في السودان، كما دعت إلى توحيد منصة الدفع الإلكتروني لتعزيز الشمول المالي، واستعرضت تجارب ناجحة في عدد من الدول الإفريقية والآسيوية.
5
في الندوة الثانية، التي عُقدت مساء الخميس 6 مارس 2025 في بورتسودان، عاد د. خالد التيجاني ود. عسجد الكاظم لطرح ورقتين أكثر شمولًا وعمقًا حول موضوع الشمول المالي وضرورته وأهدافه.
وقد أدهشتني د. عسجد بنظرتها المتقدمة والعلمية والعملية في تناول موضوع الشمول المالي خلال الورقة التي قدمتها في المنتدى، (توحيد منصة الدفع الإلكتروني/ خطوة نحو التحول الرقمي والشمول المالي).
الورقتان تستحقان أن تتخذهما الدولة خارطة طريق لتنفيذ الشمول المالي من خلال التكنولوجيا الرقمية.

ما سرّني في الندوة الثانية هو حضور كل أركان الدولة، وخاصة في جانبها الاقتصادي، وهو نجاح يُحسب لمركز شموس، كما أنه مؤشر على القبول الرسمي بالحاجة الملحة لاستخدام التكنولوجيا الرقمية في تطبيق الشمول المالي، الذي أصبح ضرورة وليس ترفًا؛ ضرورة فرضها الواقع الاقتصادي والتطور التكنولوجي.

في المقال القادم، سأعرض ما جاء في الورقتين، ثم أذهب لإدارة نقاش حول الأفكار التي تطرحانها، والسبيل لتطبيقها.
نواصل.

عادل الباز

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • أزمة في الجيش الإسرائيلي وخسائر فادحة وإرهاق بين الجنود وانسحاب واسع للجنود
  • “هآرتس”: أزمة في الجيش الإسرائيلي وخسائر فادحة وانسحاب واسع للجنود
  • ابراهيم جابر: الجيش السوداني يمتلك أسلحة تمكنه من الوصول لأي منطقة داخل البلاد
  • سليمان: الشفافية تقضي بإعلان الجيش مجريات تسلم المراكز والاسلحة والاعتدة العسكرية
  • عادل الباز يكتب: الشمول المالي: لماذا؟ وكيف؟ وبأي اتجاه؟ (1)
  • سنغير وجه الشرق الأوسط.. نتنياهو يستبعد اندلاع حرب أهلية في إسرائيل
  • لماذا طلبت حماس من تركيا نقل صفقتها إلى ترامب؟
  • متحرك عسكري يبلغ البرهان إستعداده للقتال بجانب الجيش
  • حكم نهائي في الكويت بالسجن ضد الطبطبائي ونواب سابقين.. لماذا؟
  • والد أسير إسرائيلي: نتنياهو يتخلى عن الجنود ويفضل بقاءه