سودانايل:
2025-04-25@07:02:18 GMT

فوضى السلاح ..الخيار الأخير!!

تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT

الصباح الجديد -
لا أحد ينكر أو يغالط أن قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم وانتهاكات في مواجهة المواطنين العزل لا حصر لها، فلا تحتاج حالات النهب والسرقة لسبر أغوار لاكتشافها فهي مبذولة ويوثق لها حتى أفراد من هذه القوات.
في المقابل مهما كانت المبررات والدوافع التي يسوقها كثير من المروجين لفكرة المقاومة الشعبية وتسليح المواطنين للتصدي لقوات الدعم السريع مستشهدين بتجارب ناجحة كتلك التي كانت في الصومال وعجلت بخروج الأمريكان وأشياء من هذا القبيل، الحالة السودانية تختلف كثيراً ولا تشابه أي ظاهرة أخرى حدثت في العالم.


لقد بلغت التعبئة ذروتها في السودان وظلالها لم تتمدد بين طرفي النزاع بل وصلت قاع المجتمع، فالاستقطاب القبلي بات هو المحور الأول للنزاع، وشاهد العدل على حالة التفسخ التي يسير نحوها السودان بمتوالية هندسية.
امتدادات الحرب لا تقف عند الجيش والدعم السريع بل الحديث عن الصراع بين (أولاد البحر – أولاد الغرب) ودولة (البحر والنهر) أو تهشيم دولة (56) فضلاً عن محاولات تخوين القوى السياسية والاعتقالات على أساس جهوي وغيرها، تؤكد أن انتشار السلاح وسط القبائل لن تنتج عنه مقاومة شعبية مقصدها حماية الأعراض والممتلكات بل فرصة للانتقام لثارات قديمة لاعلاقة لها بالقضية المعنية أو المستهدفة.
في إطار سياسة (فرق تسد) وزعت حكومة البشير (الإنقاذ) السلاح في دارفور لاستئصال شأفة مكونات عرقية ولكنها فشلت في ذلك وانفرط العقد وإنتشر السلاح في دارفور (4 مليون قطعة سلاح) وحتى الهدف الرئيس من نشره لم يتحقق فقد سالت الدماء بين أبناء العمومة، ومن ثم كانت المعركة الثانية في الخرطوم عاصمة السودان، وهنا أحس جميع المواطنين بحقيقة المآسي التي حدثت في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق.
ويبقى السؤال هل يحد الزج بالمواطنين في المعركة من عدم توغل الدعم السريع؟ وإذا كانت المؤسسة العسكرية لا تتوفر لها الذخائر حتى في الفرقة الأولى بود مدني، وهذا ليس حديثي وإنما حديث أمير كتيبة البراء بن مالك الذي ذكر في تسجيل صوتي أنه آثر الإنسحاب من مدني لأن بندقيته بها طلقة واحدة، فمن الذي سيوفر الذخيرة للقبائل؟ فصاحب الجلد والرأس لم يجد من الذخيرة ما يكفيه للدفاع عن منطقة استراتيجية.. فكيف يكون الحال إذا تكررت التجربة وحاصر الدعم السريع أي منطقة وهم مدججون بالدبابات والدوشكا والرباعي والهاون ومنصات الصواريخ، والمقاومة التي ستتصدى لهم لديها بنادق كلاشنكوف بها خزنة واحدة (30 طلقة).
لم يبلع الناس حتى فكرة المستنفرين الذين تم الزج بها في معارك وهم لا يمتلكون الخبرة لخوضها وكانت النتائج والمحصلات واضحة ..صحيح أن الجيش يريد الاستفادة من هذه الحملات لكسب الوقت لترتيب صفوفه وإعادة الأمور إلى نصابها لكن ضاع الوقت و إزدادت الخسائر وكثر الدمار وعم أرجاء كل السودان.
الطريق الوحيد لحل هذه الحرب العبثية هو التفاوض لوقفها لأن استمرارها يعني مزيد من التعقيدات والخيارات العدمية التي ستحول السودان إلى نقطة النهاية والمحو من الوجود.
الجريدة
////////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

قنوات المشروع تحتاج إلى 100 سنة لكي ترجع إلى ما كانت عليه قبل دخول الدعم السريع للجزيرة

عندما تتوحش الحشائش
تكسير القنوات (الترع) الرئيسة والقنوات الفرعية في مشروع الجزيرة في الحرب الحالية افرز ظاهرة غربية لم تكن في الحسبان هذا اضافة للمضار الأخرى المعروفة للجميع فإهدار اي قدر من المياه في عالم اليوم يعتبر خسارة لا تعوض.. الظاهرة هي نمو حشائش طويلة وقبيحة جدا بل و مخيفة اي والله عندما تراها تشعر بعدم أمان ولا تقترب منها. حشائش لم نالفها من قبل فقد كنا نعرف حشائش بت ناس تزيلها الكندكة والملود والنجامة وكنا نعمةتبر العشر نبتة شاذة ثم ظهر المسكيت بسبب بوران الأرض ولكن الحشائش التي رأيناها الان لم نرها من قبل.. استمرار تدفق الماء لمدة تقارب العامين ومع انعدام الحيوانات التي كانت ستاكل تلك الحشائش (طبعا الجماعة شفشفوا كل الأنعام ) أخذت هذة الحشائش راحتها وهي حتما ليست مثل تلك الاستوائية لأنها نشأت في مناخ أقرب للسافنا الفقيرة. فيا علماء الزراعة تعالوا شوفوا الحكاية دي .

اها نرجع للقنوات التي تكسرت فهذة عمر معظمها مائة عام أو أقل قليلا. تخيلوا هذة القيف مفردها قيفة هل يمكن أن نقول ضفة؟ كان الناس والحيوانات والعربات تسير عليها كل هذة السنوات لقد تمندلت وأصبحت تربتها متماسكة لاتتسرب منها المياه وفي نفس الوقت لاتتضرر من المياة انه وضع (اسمنت الدنيا كلها ما يعمله) لقد أضحت هذة القنوات معجزة من
المعجزات لم تكن في الحسبان.. الإنجليز عندما حغروا هذة القنوات تركوا إلى جانبها أرض بور تسمى البرقان لكي تكون احتياطي لهذة القنوات عندما تنتهي مدة صلاحيتها من تراكم الطمي أو التسرب الجانبي والراسي وكله لم يحدث انظروا إلى الشكوى من التسرب الجانبي في كثير من البلدان الأخرى. جريان الماء المستمر وسع هذة الكسور فاحدث تجريفا لبعض هذة القنوات وهي الآن تحتاج إلى تراب ينقل إليها من بعيد ومن ثم تحتاج إلى مائة سنة لكي ترجع إلى ما كانت عليه قبل دخول الدعم السريع للجزيرة

هذة الرمية لا تعدو أن تكون ذكر لبعض الأضرار الجانبية التي لم يذكرها الناس فالأضرار التقليدية معروفة للجميع… اها يا سيادة محافظ مشروع الجزيرة ناوي تعمل شنو وتبدأ من وين؟ لقد تابعت اجتماع السيد المحافظ مع رهط من (قادة) المزارعين في المعيلق وسمعته كذا مرة من خلال التلفزيون وهو يتحدث عن أولوياته بعد الحرب بأمانة كدا يا سيد المحافظ لو بذلت كل جهودك في الري يكون احسن فالري ثم الري ثم الري ثم الري واه يا آي مش احسن من نقول (احي الري) شفت الشباب جا ناطي كيف؟

عبد اللطيف البوني

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • الجيش السوداني يعلن مقتل 60 عنصراً من قوات الدعم السريع في الفاشر
  • مقتل عشرات المدنيين في مجزرة للدعم السريع بغرب كردفان
  • الجيش السوداني: مقتل 60 عنصرا من "الدعم السريع" بهجوم على الفاشر  
  • الحكومة السودانية: الدعم السريع أحرقت 270 قرية في شمال دارفور
  • قنوات المشروع تحتاج إلى 100 سنة لكي ترجع إلى ما كانت عليه قبل دخول الدعم السريع للجزيرة
  • الجيش السوداني يعلن مقتل 47 مدنيا في قصف للدعم السريع استهدف الفاشر‎
  • أكثر من 30 قتيلا جراء قصف قوات الدعم السريع مدينة الفاشر في دارفور  
  • إبادة دارفور التي لم تنته مطلقا
  • هجوم جديد للدعم السريع على الفاشر وتقارير أممية عن انتهاكات مروعة