سودانايل:
2024-07-09@16:40:31 GMT

فوضى السلاح ..الخيار الأخير!!

تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT

الصباح الجديد -
لا أحد ينكر أو يغالط أن قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم وانتهاكات في مواجهة المواطنين العزل لا حصر لها، فلا تحتاج حالات النهب والسرقة لسبر أغوار لاكتشافها فهي مبذولة ويوثق لها حتى أفراد من هذه القوات.
في المقابل مهما كانت المبررات والدوافع التي يسوقها كثير من المروجين لفكرة المقاومة الشعبية وتسليح المواطنين للتصدي لقوات الدعم السريع مستشهدين بتجارب ناجحة كتلك التي كانت في الصومال وعجلت بخروج الأمريكان وأشياء من هذا القبيل، الحالة السودانية تختلف كثيراً ولا تشابه أي ظاهرة أخرى حدثت في العالم.


لقد بلغت التعبئة ذروتها في السودان وظلالها لم تتمدد بين طرفي النزاع بل وصلت قاع المجتمع، فالاستقطاب القبلي بات هو المحور الأول للنزاع، وشاهد العدل على حالة التفسخ التي يسير نحوها السودان بمتوالية هندسية.
امتدادات الحرب لا تقف عند الجيش والدعم السريع بل الحديث عن الصراع بين (أولاد البحر – أولاد الغرب) ودولة (البحر والنهر) أو تهشيم دولة (56) فضلاً عن محاولات تخوين القوى السياسية والاعتقالات على أساس جهوي وغيرها، تؤكد أن انتشار السلاح وسط القبائل لن تنتج عنه مقاومة شعبية مقصدها حماية الأعراض والممتلكات بل فرصة للانتقام لثارات قديمة لاعلاقة لها بالقضية المعنية أو المستهدفة.
في إطار سياسة (فرق تسد) وزعت حكومة البشير (الإنقاذ) السلاح في دارفور لاستئصال شأفة مكونات عرقية ولكنها فشلت في ذلك وانفرط العقد وإنتشر السلاح في دارفور (4 مليون قطعة سلاح) وحتى الهدف الرئيس من نشره لم يتحقق فقد سالت الدماء بين أبناء العمومة، ومن ثم كانت المعركة الثانية في الخرطوم عاصمة السودان، وهنا أحس جميع المواطنين بحقيقة المآسي التي حدثت في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق.
ويبقى السؤال هل يحد الزج بالمواطنين في المعركة من عدم توغل الدعم السريع؟ وإذا كانت المؤسسة العسكرية لا تتوفر لها الذخائر حتى في الفرقة الأولى بود مدني، وهذا ليس حديثي وإنما حديث أمير كتيبة البراء بن مالك الذي ذكر في تسجيل صوتي أنه آثر الإنسحاب من مدني لأن بندقيته بها طلقة واحدة، فمن الذي سيوفر الذخيرة للقبائل؟ فصاحب الجلد والرأس لم يجد من الذخيرة ما يكفيه للدفاع عن منطقة استراتيجية.. فكيف يكون الحال إذا تكررت التجربة وحاصر الدعم السريع أي منطقة وهم مدججون بالدبابات والدوشكا والرباعي والهاون ومنصات الصواريخ، والمقاومة التي ستتصدى لهم لديها بنادق كلاشنكوف بها خزنة واحدة (30 طلقة).
لم يبلع الناس حتى فكرة المستنفرين الذين تم الزج بها في معارك وهم لا يمتلكون الخبرة لخوضها وكانت النتائج والمحصلات واضحة ..صحيح أن الجيش يريد الاستفادة من هذه الحملات لكسب الوقت لترتيب صفوفه وإعادة الأمور إلى نصابها لكن ضاع الوقت و إزدادت الخسائر وكثر الدمار وعم أرجاء كل السودان.
الطريق الوحيد لحل هذه الحرب العبثية هو التفاوض لوقفها لأن استمرارها يعني مزيد من التعقيدات والخيارات العدمية التي ستحول السودان إلى نقطة النهاية والمحو من الوجود.
الجريدة
////////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

وزير الداخلية السوداني يتهم "الدعم السريع" بالإفراج عن إرهابيين مسجونين

الخرطوم- اتهم وزير الداخلية السوداني، خليل باشا سايرين، قوات الدعم السريع بإطلاق سراح عدد ممن وصفهم بالإرهابيين من السجون.

وأفاد موقع "الراكوبة" السوداني بأن تصريحات سايرين جاءت خلال مشاركة وفد السودان المشارك في مؤتمر وزراء الداخلية ومديري الشرطة للدول الأعضاء في الأمم المتحدة.

وعقد الوفد السوداني اجتماعا مع نائب مدير مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، استعرض الأنشطة الإرهابية والمجموعات الإرهابية وكيفية محاربتها تم التطرق خلاله إلى ما وصفه وزير الداخلية السوداني بإطلاق "الميليشيا المتمردة سراح عدد من الإرهابيين الموجودين في السجون"، وفقا للمكتب الصحفي للشرطة.

وفي وقت سابق، تحدث قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، يوم الجمعة الماضي، عمن وصفهم بـ"أصدقاء السودان الحقيقيين وأعدائه"، أثناء الحرب الدائرة منذ أكثر من عام مع قوات "الدعم السريع".

وقال في مقابلة مع قناة "الجزيرة" القطرية: "نقول بالصوت العالي، إن "هذا الحرب أوضحت من هو صديق وأخ للشعب السوداني، ومن هو عدو لدولة السودان، التي هي معطاءة، ويطمع الكثيرون في إمكانياتها ومقدراتها".

وتابع: "حتما سيأتي اليوم الذي توضع فيه الأمور في نصابها، وللسودان أصدقاء كثيرون يدعمون السودان للمحافظة على الدولة السودانية، التي يقتل فيها شعبه وتنهب ممتلكاته، وهناك الكثير من دول العالم تصمت عن تلك الأفعال، وتغض الطرف عن كل ما يرتكب من جرائم".

وأردف البرهان مشددا: "كل من يصمت عن هذا وكل من يدعم تلك الأعمال هو في خانة الأعداء، وكل من يدعم الدولة السودانية ومؤسساتها هو في خانة الأصدقاء".

وعن أسماء الدول التي تقف بصلابة في وجه إمداد الجيش السوداني بالأسلحة، أجاب قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان: "في يوم من الأيام سيعرف الشعب السوداني والعالم من هم الأصدقاء الحقيقيين الذين قدموا الدعم والمساندة للسودان".

وتتواصل المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف نيسان/ أبريل 2023، ما أسفر عن مقتل نحو 15 ألف شخص وتشريد نحو 8.5 ملايين نازح ولاجئ، وفقًا للأمم المتحدة.

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • تحرك جديد من الكونغرس الأمريكي ضد الدعم السريع بالسودان
  • باحث: مؤتمر القاهرة نقطة انطلاق حقيقية لنهاية الصراع في السودان
  • لحظات ما قبل الانهيار
  • تحرير السودان «قيادة عبد الواحد» تعلن استقبال نازحين من الفاشر
  • «الدعم السريع» تسيطر على حامية للجيش السوداني بغرب كردفان
  • مجزرة خلف الأبواب المغلقة.. فظائع الدعم السريع في السودان
  • اشتباكات في أم درمان وآلاف السودانيين يفرون من الفاشر
  • الهجرة الدولية: نزوح أكثر من «328» ألف شخص من مدينة الفاشر
  • وزير الداخلية السوداني يتهم "الدعم السريع" بالإفراج عن إرهابيين مسجونين
  • نازحات سودانيات يواجهن الجوع والمرض