برهان غليون يعلق لـ عربي21 على الجدل بين حماس والحرس الثوري
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
رأى أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة السوربون الدكتور برهان غليون أن "تحالف الأنظمة والطبقات السياسية مع الشيطان الإسرائيلي هو الأب السياسي لتحالف الحركات الاحتجاجية مع الأباليس الإقليمية والتعلق بأوهام الحلول الدولية".
جاء ذلك في تصريحات خاصة أدلى بها غليون لـ "عربي21"، تعليقا على الجدل الذي أثارته تصريحات المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني رمضان شريف أمس الأربعاء اعتبر فيها أن "طوفان الأقصى" يوم 7 من تشرين أول / أكتوبر الماضي، كانت عبارة عن رد إيراني على اغتيال الاحتلال لقائد الحرس الثوري قاسم سليماني.
وقال غليون: "أثارت تصريحات المسؤول الإيراني الأخيرة حول طوفان الأقصى الشك من جديد في فحوى الصراع الدائر منذ ثلاثة أشهر بين الاحتلال الاسرائيلي وقوى المقاومة الفلسطينية في غزة والضفة معا. يقول البعض: ما قامت به هذه القوى لا يعدو أن يكون استجابة لطلب طهران الضغط على واشنطن وتل أبيب لتحقيق مصالحها الخاصة. والدليل أنه لولا مساعدة طهران ما كانت هذه القوى قادرة على القيام بما قامت به".
وأضاف: "هذه رواية توافق هوى طهران التي تريد بالفعل أن تقطف ثمن تضحيات الفلسطينيين لكنها ليست ولا يمكن أن تكون رواية الفلسطينيين ولا العرب الذين يدعمون قضيتهم العادلة".
وأكد غليون أن "الصحيح أنه لولا ارادة الفلسطينيين في "حماس" وخارجها في تحرير أنفسهم من الاحتلال البغيض ما كان هناك شيء يدفع هؤلاء إلى الذهاب إلى إيران للحصول على المساعدة أو يفسر تضحيتهم بأنفسهم وأملاكهم وتعريض انتمائهم العربي للشك بمد يدهم إلى أعداء العرب ومبغضيهم".
وأضاف: "الصحيح أيضا أنه لا توجد صفقات مجانية في السياسة. ومن الطبيعي أن تحاول طهران قطف أقصى ما تستطيع من ثمار النجاح الفلسطيني وأن تجير جميع تضحيات الغزاويين إذا أمكن لحسابها. وهو ما تفعله الآن وسوف تفعله أكثر في الأسابيع القادمة".
وأشار غليون إلى أن "ما حدث وبالشكل الذي حدث به ما كان سيحدث ولا كانت نتائجه ستكون ذاتها لو أن الحكومات العربية بدل أن تسعى إلى التطبيع المجاني مع "اسرائيل"، وتعلن بالتالي تخليها عن قضية الفلسطينيين، مكنتهم، بعكس ما فعلت، من إجبار تل أبيب على الاعتراف بحقوقهم ووقف الاستيطان المتواصل ورفض سياسة الفصل العنصري وسجن الفلسطينيين في معازل مغلقة تحت سيطرة المستوطنين ورصاصهم".
وأضاف: "المسؤول الأول عن دفع نضال الفلسطينيين في هذا الاتجاه، بما في ذلك إدخاله في الأنفاق الاستراتيجية الإقليمية والأيديولوجية والأرضية معا، هي الأنظمة العربية التي خانت شعوبها، ومنها الشعب الفلسطيني، ونقضت عهودها وفضلت الاستسلام للأمر الواقع والتسليم بسيطرة إسرائيل والقبول بمشاريعها الاستعمارية، بل المشاركة في تعزيز هذه المشاريع ضد الشعوب العربية، وبالتالي التخلي عن مسؤولياتها الوطنية وفي مقدمها أمن هذه الشعوب وسلامها وحقوق أبنائها"، وفق تعبيره.
وكانت حركة حماس، قد نفت أمس الأربعاء، أن يكون هجوم "طوفان الأقصى" ضد إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، جزءا من "عمليات الانتقام لاغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني السابق قاسم سليماني".
ونقلت "وكالة مهر" الإيرانية، عن متحدث "الحرس الثوري" العميد رمضان شريف قوله، إن "طوفان الأقصى كانت إحدى العمليات الانتقامية" لمقتل سليماني في غارة جوية أمريكية قرب بغداد عام 2020.
وقالت "حماس": "تنفي حركة المقاومة الإسلامية حماس صحة ما ورد على لسان المتحدث باسم حرس الثورة الإسلامية، العميد رمضان شريف فيما يخص عملية طوفان الأقصى ودوافعها".
وأكدت الحركة، أن "كل أعمال المقاومة الفلسطينية، تأتي ردا على وجود الاحتلال وعدوانه المتواصل على شعبنا ومقدساتنا".
واليوم الخميس قال قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي إن عملية طوفان الأقصى فلسطينية بالكامل وليست انتقاما لاغتيال قائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني.
وأكد سلامي أن طوفان الأقصى كانت عملية فلسطينية تامة وتم تنفيذها من قبل الفلسطينيين أنفسهم بدون أي دعم خارجي، مشيرا إلى أن حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي تنتجان السلاح في الداخل.
وشدد على أن طوفان الأقصى كانت "رد فعل على 75 عاما من الظلم" وما يتعرض له الفلسطينيون في غزة والضفة الغربية، ولم تكن انتقاما لاغتيال سليمان "فنحن من سينتقم له"، على حد قوله. وقال "نحن منظمة قوية ونعلن عما نفعله ولا نهاب أي عدو".
وردا على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى"، شنت حركة "حماس" في 7 أكتوبر الماضي هجوم "طوفان الأقصى" ضد قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في محيط غزة.
وقتلت "حماس" في الهجوم نحو 1200 إسرائيليا وأسرت حوالي 240، بادلت قرابة 110 منهم مع إسرائيل، التي تتجز في سجونها أكثر من 7800 فلسطيني، وذلك خلال هدنة استمرت أسبوعا حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، بوساطة قطرية مصرية أمريكية.
وخلفت الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ 7 أكتوبر الماضي ضد قطاع غزة، حتى أمس الأربعاء، 21 ألفا و110 قتلى و55 ألفا و243 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية تصريحات الإيراني الاحتلال الفلسطينية غزة إيران تصريحات احتلال فلسطين غزة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة طوفان الأقصى الحرس الثوری
إقرأ أيضاً:
"طوفان الأقصى" تعصف باستقرار المستوطنين وتدفعهم للهجرة
الضفة الغربية - خاص صفا
عقب عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023، دخلت "إسرائيل" منعطفاً لم تسلكه منذ عام 1948، وباتت الدولة التي كان يروج ساستها أنها المكان الأكثر أماناً، تحت نار صواريخ المقاومة وضغط الحرب.
وأفادت تقارير بمغادرة نحو نصف مليون "إسرائيلي" بعد بدء الحرب على قطاع غزة، وتجاوز عدد "الإسرائيليين" الذين قرروا العيش خارج حدود دولة الاحتلال أعداد العائدين بنسبة 44%.
وأظهرت البيانات انخفاضاً بنسبة 7% في عدد العائدين إلى "إسرائيل" بعد العيش في الخارج، حيث عاد 11 ألفاً و300 إسرائيلي فقط خلال عام 2023، مقارنة بمتوسط 12 ألفاً و214 في العقد الماضي.
وتتصاعد الهجرة العكسية في "إسرائيل" لأسباب أمنية واقتصادية، ما يضع الاحتلال أمام انعطافة ديموغرافية تهدد مستقل الدولة اليهودية.
وأفاد المختص في الشأن الإسرائيلي نهاد أبو غوش، بأن اتجاهات الهجرة بدأت ترتفع مع وجود حكومة اليمين ومحاولات تغيير النظام السياسي "الإسرائيلي" من خلال مشروع الانقلاب القضائي.
وقال في حديثه لوكالة "صفا"، إن ارتفاع مؤشرات الهجرة بشكل ملحوظ بعد طوفان الأقصى، يأتي بسبب زعزعت فكرة الوطن القومي الآمن لليهود، التي كان يروج لها الاحتلال على مدار عقود لاستقطاب يهود العالم.
أن صواريخ ومسيرات المقاومة وصلت كافة الأراضي المحتلة، وخلقت واقعاً يتنافى مع العقيدة الأمنية للاحتلال، التي ترتكز على تحقيق الأمن والاستقرار للمستوطنين.
وأشار أبو غوش إلى أن الأزمة الاقتصادية والخسائر التي يتكبدها الاحتلال في انفاقه على الحرب، والضغط على جنود الاحتياط واستمرار خدمتهم لفترات طويلة، فضلاً عن تغلغل اليمين المتطرف في مفاصل الحكومة، عوامل ساهمت مجتمعة في تشجيع الهجرة العكسية لليهود.
وبيّن أن الهجرة الداخلية من القدس إلى تل أبيب، كانت دائماً موجودة من قبل الفئات الليبرالية بسبب القيود التي يفرضها اليهود المتدينين "الحريديم" على الحياة اليومية.
وتتركز الهجرة في أوساط الليبراليين العلمانيين، والمهنيين الذين يديرون عجلة اقتصاد الاحتلال، بحسب أبو غوش، مرجحاً الأسباب إلى اتساع سيطرة اليمين المتطرف على الحكومة، وكلفة الحرب وتبيعاتها الاقتصادية التي يدفع فاتورتها المستوطنين.
وأكد على أن الهجرة العكسية هي الكابوس الأكبر الذي من شأنه أن ينهي حلم الدولة للكيان الصهيوني، إذ تتحول "إسرائيل" تدريجياً إلى دولة متطرفة لا ديموقراطية فيها، بعدما كان نظامها الليبرالي الديموقراطي أبرز عناصر قوتها وجذبها ليهود العالم.
وأضاف "إن هيمنة اليهود المتدينين وتغلغلهم في الحكم، وهم فئة غير منتجة ومساهمتها صفرية في الاقتصاد، إلى جانب رفضها الانضمام إلى الجيش، ستحول إسرائيل إلى دولة عالم ثالث تعتمد على المساعدات".
وهدمت الحرب أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وأظهرت ضعف "إسرائيل" واعتمادها التام على الدعم الأمريكي، وكشفت حقيقة الاحتلال المجرم للعالم، وفق أبو غوش، مبيّناً أن كل هذه العوامل أسقطت ثقة المستوطنين في حكومتهم ودفعتهم إلى الهجرة إلى أماكن أكثر أماناً واستقراراً.
ويتكتم الاحتلال على حقيقة الأرقام المتعلقة بالهجرة العكسية أو عودة اليهود إلى أوطانهم الحقيقية، إلا أن الأرقام التي تتضح في مفاصل أخرى للدولة مثل مؤسسات التأمين الصحي تظهر عزوفاً وتراجعاً في الرغبة بالعيش داخل "إسرائيل".
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 10 آلاف "إسرائيلي" هاجروا إلى كندا هذا العام، في حين حصل حوالي 8 آلاف إسرائيلي على تأشيرات عمل، وهي زيادة كبيرة عن أعداد العام الماضي، كما تقدم أكثر من 18000 "إسرائيلي" بطلب جنسية ألمانية في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024.
وأفاد تقرير لـ "هآرتس" بأن من يغادرون هم رأس مال بشري نوعي، ومغادرتهم تعرض استمرار النمو الاقتصادي في "إسرائيل" للخطر، إذ بلغت الزيادة في نسبة الأثرياء الباحثين عن الهجرة نحو 250%، ليتراجع أعداد أصحاب الملايين في "إسرائيل" من 11 ألف إلى 200 مليونير فقط.