سودانايل:
2024-09-19@13:14:49 GMT

الفريق أول البرهان وعبث المفاوضات

تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT

بسم الله الرحمن الرحيم

الفريق أول البرهان يحتاج فعلا أن يقطع الصلة بينه وبين سيل المفاوضات التي تطعن شعبه في كبريائه وكرامته، فالشعب الذي يدهشه أولا ثم يؤذيه، تهافت رئيس المجلس السيادي، والقائد العام لقواتهم المسلحة، على تلك المفاوضات التي ينتظرها الدعم السريع وهو جائعا يتضور، لأنها تحقق له أهدافا لم يكن لتحقيقها من سبيل، ولأنها تكفل له أن يسترد أنفاسه، وأن يجلس على تلك المقاعد الوثيرة، التي وضعت عليها الطنافس والوسائد، ليبصر في جزل الجهات المنظمة لتلك المفاوضات، وهي تستقبل خصمه وهي منتهرة زاجرة، بينما تمنحه هو ألوانا من الرضى والقبول، يظهر الدعم السريع فرحته بالمفاوضات، لأنها تسعفه بتلك المعاهدات والهدن، التي تعينه على أن تنتصب قامتة من جديد، بعد أن عجز عن المضي في طريقه، وهي فوق هذا كله، تعيق الجيش عن تنفيذ مهامه، وتمكن المليشيا المارقة المغتصبة من استئناف مخططها الخبيث، التي أقرته دول الشر، وتواضعت عليه، والمفاوضات التي تقارب العبث وتدنو منه، نجد أن الشعب مقتنعا فيما بينه وبين نفسه، بخطل المضي فيها، ولكن الشعب قليل الحيلة، ويعجز في الكثير من الأحيان، أن يظفر بما يدور في عقل قائده، فالشعب كل الشعب يرى أن الكريهة كان من الممكن ألا تنتهي إلى مثل النتيجة التي انتهت إليها، لو أن الفريق أول البرهان ألقى عصاه، و قبع في مكمنه، وكف عن تلك الرحلات التي لم يتمخض عنها إلا انفصام عروة الانتصار لقواته، فالسودانيون يعنيهم أن تحيا قواتهم المسلحة حياة ملائمة لماضيها التليد، ويأخذهم شيئا من الحزن، وهم يبصرون انتشاء جيشهم بلذة الانتصار، تتحطم أعنتها على صخرة المفاوضات، فقد بات راسخا في أذهاننا، أن مفاوضات الغد التي ينظمها "الايغاد" ستفضي إلى نفس النتائج التي انتجتها مفاوضات منصرمة في دول عربية، وأزعم أن بعض هذه الدول، الهدف الذي كانت تلتمسه وتسعى إليه في أصل هذه المفاوضات وجوهرها، هو ترجيح كفة الدعم السريع حتى يمضي في قصد واعتدال لتحقيق غايته، كانت كل نتائج المفاوضات في الحق حصرما وزقوما على جيشنا، وعلى شعبنا الذي كرهها وسخط عليها، ولعل ليس من الاسراف أن نقول، أن الكثرة المطلقة من هذا الشعب الصامد على عرك الشدائد، باتت ترتاب في مغزى هذه المفاوضات التي تمضي بنصيب موفور من انتصارات الجيش، كما أنها تجعله يتورط في ألوان سخيفة من القول، والأدهى من كل هذا أنها تدفعه إلى يأس لا حد له، وتشاؤم عريض.


إذن المفاوضات تفسد مزاج الشعب، وتجعل اعتقاده في قائده يشوبه الضعف والهزال، والبرهان الذي لا يكلف نفسه عناء الحديث إليها، حتى يبعث في نفسها الميل إلى هذه المفاوضات، هناك صفة تدل عليه دلالة واضحة، وتختصر شخصيته اختصارا جليا، فالبرهان يصبح سعيدا سعادة لا تضاهيها سعادة، إذا ظفر بهذا التحدي الذي لا يرضى عنه، أو يطمئن إليه، إلا إذا جاء من جهة تتمتع بالفطنة والذكاء، فالرجل تعصفه أهواء الذكاء عصفا شديدا، وتستعصى عليه غيرته التي تصحبه حتى تنتهي به إلى الفنادق الفخمة، التي تجرى فيها تلك المباحثات، فهو وإن لم يكن حاضرا في بعضها، فيعنيه أن يظهر حدة ألمعيته، وفرط نبوغه، ولعبة الذكاء التي لا يجد البرهان في السلو عنها سبيلا، يسعى قائدنا الهمام لأن يضحى صاحب المثل الأعلى فيها، وهو مأخوذا بهذه اللذة التي يسعى إليها، ويستعد لهذا السعي في كل جولة تمكنه في شيء من العسر، أن يظهر ابتهاجه بفوز وفوده التي تترى إلى دول الجوار، وهو لعمري ابتهاج ربما كان أقرب إلى الحزن منه إلى الابتهاج، والشعب الذي كان يجد الخطر كل الخطر بين ثنايا هذه المفاوضات وملحقاتها، لا يستطيع أن يخمد هذا الصوت الحائر في نفسه، فما هي الغاية التي ينشدها البرهان من موافقته الدائبة على اجراء تلك المفاوضات بعد أن لاح خطلها، واتضح أن قوات الدعم السريع لا تلتزم بما جاء في بنودها، فالدعم كان وما زال يقطن في بيوت الناس، وفي دورهم، ومستشفياتهم، ومدارسهم، كما أنه لم يقف ولو للحظة من العدائيات و التدمير الممنهج لمؤسسات الدولة،حتى جعل القنوات العالمية، كلفة باحصاء الوزارات والجامعات التي دمرتها قوات الدعم في رابعة النهار، أو في هدأة الليل، ولا اعتقد أن الناس ستنسى كل الجرائم التي اقترفتها قوات الدعم السريع، بل سيعلنوا إليه أن مثلهم لا يمكن أن ينسى، هم الآن لا يستطيعون أن يبقوا أمام عدوهم اللدود دون أن يجابهوه وينتصروا لكبريائهم الجريح وقد شاهدنا ذلك في أواسط السودان، فقرى الجزيرة تنتظم الآن في مقاومة سيصفق لها التاريخ، رأيناهم وهم يحملون أسلحتهم، وعصيهم، وحرابهم التي تكاد تختنق غيظا وحنقا، وأوباش الدعم السريع وحثالته تفر هاربة من هذا الغضب النبيل، على القائد البرهان أن يذكي من جذوة هذه المقاومة إذن وأن يباركها، وينصرف بالتالي عن تلك المفاوضات التي تهدم ولا تبني، ويعي أن أقوم الطرق الموصلة لاجتثاث شآفة الجنجويد، هي اطلاق يد الجيش وهيئة العمليات التي ترتعد فرائص الدعم السريع عند سماع اسمها، على الفريق أول البرهان أن يدعم جهود المقاومة الشعبية، وأن يعمل على تسليحها، ثم يرمي بها في ميادين الوغى دون كسل أو تراخي، فهي تواقة مشرئبة إلي ذلك، حتى تسترد كرامتها الضائعة، وتشفي الغليل.

nagar_88@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الفریق أول البرهان المفاوضات التی هذه المفاوضات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

البرهان يرحب بتصريح بايدن والمعارك تحتدم في الخرطوم

رحب رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان بتعبير الرئيس الأميركي  جو بايدن عن قلقه إزاء الأوضاع بالسودان، وعبّر عن تقديره للدعم الأميركي في الجهود الإنسانية. وقال البرهان في بيان إن الحكومة مصممة وملتزمة بإنهاء معاناة السودانيين.

وأضاف البرهان أن الحكومة عازمة على إنهاء الصراع بشكل سريع وحاسم وضمان استعادة السلام والاستقرار في البلاد. وأكد أن هدف الحكومة ليس مجرد إنهاء العنف بل القيام بذلك بطريقة تضع الأساس لسلام مستدام يعالج الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار ويعزز الوحدة والمصالحة على المدى الطويل بين جميع السودانيين.

وأشار إلى أن ما ذكره بايدن عن هجمات مليشيات الدعم السريع على الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور لا يعكس سوى جزء بسيط من الفظائع التي ارتكبتها، وفق تعبيره.

وشدد رئيس مجلس السيادة على أنه "يجب على المجتمع الدولي إدانة هذه الجرائم، ومحاسبة الدول التي تواصل دعم وتمكين السلوك المدمر للمليشيات".

وأكد أن الحكومة منفتحة أمام كافة الجهود البناءة الرامية إلى إنهاء هذه الحرب المدمرة، وأنه يتطلع إلى تعميق هذه المناقشات مع المسؤولين الأميركيين خلال مشاركته المقبلة في الجزء الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل.

وكان بايدن قد دعا الثلاثاء أطراف الحرب في السودان إلى استئناف مفاوضات السلام والسماح بوصول المساعدات الإنسانية.

الاشتباكات تتصاعد بالخرطوم بين الجيش وقوات الدعم السريع (رويترز-أرشيف) معارك الخرطوم

في غضون ذلك تشهد العاصمة الخرطوم قصفا جويا مكثفا وتبادلا للقصف المدفعي بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وقالت مصادر عسكرية -للجزيرة- أمس إن الجيش قصف تجمعات الدعم السريع في أحياء "كافوري" و"حلة كُوكُو" و"الرياض" شرقي الخرطوم. وكشفت المصادر عن تبادل القصف المدفعي بين الجانبين في مدينتي الخرطوم بحري وأم درمان.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 اندلعت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، وخلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وقرابة 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.

وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء هذه الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية تعرض الملايين للمجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.

وفي 14 أغسطس/أب الماضي بدأت الولايات المتحدة مناقشات في سويسرا لتوسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية والتوصل لوقف لإطلاق النار بالسودان.

وانتهت المحادثات بعد 10 أيام دون التوصل لاتفاق على وقف لإطلاق النار، لكنّ الطرفين المتحاربين التزما بضمان وصول آمن ومن دون عوائق للمساعدات الإنسانية عبر ممرّين رئيسيين.

مقالات مشابهة

  • البرهان وحميدتي منفتحان على حل سلمي للصراع في السودان
  • الخُطوات القَادمة في طريق إيقاف الحرب في السُودان والموقف الأمريكي
  • البرهان يرحب بتصريح بايدن والمعارك تحتدم في الخرطوم
  • قصف الدعم السريع سوق كبير في أم درمان وسقوط عشرات المصابين
  • البرهان يرحب ببيان بايدن ويدعو لمحاسبة مساندي الدعم السريع
  • قتلى وجرحى في قصف نفذته الدعم السريع على سوق في أم درمان
  • الهروب نحو الابواب المفتوحة
  • الفشل الذريع الذي رافق الدعم السريع يحمل رسالة كونية واضحه بأن الله لاينصر الخائنين
  • الأراجوزان جبريل ومناوي
  • البرهان يوافق على مبادرة من سلفاكير بشأن الحرب مع الدعم السريع