لا تسمحوا للشجار أن يدمر المودة بين الأشقاء
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
إن من التحديات على الإطلاق في وقتنا الراهن هو التنشئة السليمة المتوازنة للأولاد، فهي من أصعب الرسائل المنوطة لكل حواء حملت على عاتقها مسؤولية تحضير جيل برمته.
وما ممن شك أن أكثر ما يحزن أي أم أن ترى الخصومة قائمة بين فلذات كبدها فينفطر قلبها ألما وتنهمر الدموع من عينيها خفية وعلنا. متسائلة أي الخلل؟ وهل أنا من أخطأت في تربيتهم؟ أم أن الوقت صار وقت فتن؟.
لكن حتى إن وجدت الأجوبة لكل تلك الأسئلة، فإنها ستكون متأخرة للحكمة التي تقول من “شبَّ على شيء شاب عليه”.
لذا وجب على كل أم، وحتى لا نقسو عليها ونلقى كل المهام على عاتقها. وجب أيضا على كل أب أن يزرعوا الحب بين الأولاد. أجل الحب، فما أرقه من شعور، وما أرحمه من فعل. فتربيته بحب تعني لا محال رحمة بين أفراد العائلة، بالتالي تآزر واتحاد وقوة بحول الله.
وهذا موضعنا اليوم “الشجار بين الأولاد” اخترناه لكم بعد الرسائل والمكالمات العديدة التي وردتنا من نساء تشكين هذا الأمر في بيوتهن. نعرج فيه إن شاء الله بين أسبابه، أشكاله، تأثيره. وطرق التعامل معه. راجينا من المولى أن يفيدكم ويفيدنا به إن شاء الله.
ما أجمل الطفولة وشقاوتهامن منا لا تراوده ذكريات الطفولة؟ ومن منا لا يتذكر أيٌ من إخوته كان كثير التشاجر مع. فكلما عدنا إلى تلك الأيام نسترجع الكثير من الصور التي أصبحت مضحكة من مواقف الخلافات التي كانت تحدث بيننا وبين إخوتنا. حقا هي ذكريات لا نتمكن من منع أنفسنا عن الضحك أو الخجل من تلك التصرفات حين نستحضرها.
وهذا حال جميع الأطفال، يتشاجرون، ويغضبون وكل منهم يريد إثبات وجوده وفرض رأيه والتصدي لكل من يقف أمام رغباته. وأحيانا ذلك العراك قد يتجاوز حدود المعقول وقد يصبح مؤذٍ لصحتهم الجسدية أو النفسية.
فماذا يمكن أن تكون أسباب الشجار بين الأولاد؟لكل بشر منا غريزة تجعله دوما على استعداد للدفاع عن نفسه، فما بالكم لدى أطفال صغار خبرتهم في الحياة ضعيفة. لا يدركون حدودهم وما هو مسموح من رغباته، وهذا السلوك لابد من تقويمه.
لكن قبل ذلك وجب علينا معرفة العوامل التي تدفع بالأولاد للتهور والتصرف بطريقة مستفزة مع أقرانه. لأن الطفل اعتاد على ذويه الذين يؤمنون كل حاجاته ويتنازلون له عن بعض حقوقهم.
فيرى أن الكل يجب أن يعامله بنفس الطريقة، ويطلق العنان لأنانيته وأسلوبه حين تصبح رغباته مهدد. ما يدفع بهم إلى فقدان السيطرة ونشوب مشاجرات بينهم.
أسباب مباشرة تؤدي لحدوث الشجار بين الأطفال**خلافات على أشياء محددة: مثل اللعب أو الحصول على بعض الأشياء أو الغيرة من بعضهم. وهذا غالباً ما يحدث بين الأشقاء في نفس المرحلة العمرية. فدائماً ما تجدهم يرغبون بالحصول على نفس الأشياء ويغارون من بعضهم أو يقلدون بعضهم.
**الخلاف بين المصالح والرغبات: فلكل طفل رغباته الخاصة وحاجاته ومصالحه التي لا يستغني عنها لصالح أحد. كما يحدث مع الأقران في المدرسة. فهذا يريد الجلوس في مكان معين والآخر يريد الجلوس في نفس المكان. وهنا قد يصل هذا الخلاف إلى مرحلة الشجار.
الأسباب غير المباشرة لخلافات الأطفال**الأنانية: الأطفال لا يتنازلون عن أي من الأشياء التي يرونها حقاً أو ملكاً لهم. ويريدون كل الأشياء لأنفسهم فهم لم يتعلموا بعد قيم المشاركة وحقوق الآخرين. ولهذا نجدهم يتورطون في الشجارات عندما يأتي أحد ويهدد ما يرونه حقاً لهم.
**إثبات الذات: فالأطفال يرون في افتعال الشجار مع أقرانهم إثباتاً لوجودهم وقدرتهم على فرض رغباتهم بالقوة.
**استعراض القوة رغبةً في القيادة والتزعم: بعض الأطفال يولدون ولديهم الميل نحو القيادة والسيطرة على المحيط وخاصة الأقران. وفي سبيل تحقيق هذه الغاية القيادية يلجأ هؤلاء الأطفال إلى الشجار كوسيلة لاستعراض قوتهم لنيل الإطراء والإعجاب. ولجعل الآخرين يخافونهم وينضَوُون تحت قيادتهم.
**المنافسة: لا يريد الطفل أن ينافسه أحد على شيء وخاصة الأشياء التي يعتبرها ملكه كألعابه أو ذويه. أو أغراضه الشخصية أو إعجاب الآخرين والحضور الاجتماعي له. ولهذا يلجأ إلى الشجار كوسيلة لكسب المنافسة.
**الطبيعة النفسية لكل طفل: فبعض الأطفال بسبب طبيعتهم النفسية والبيولوجية أو حتى الوراثية. وتربيتهم المنزلية لديهم ميل أكثر نحو استخدام القوة والعدوانية وافتعال العراك مع الأقران أكثر من غيرهم.
**تقليد سلوك الكبار أو التعلم منهم: وهذا أخطر عامل على الأولياء أن يكونوا حريصين جدا في تصرفاتهم أمام أولادهم. لأن الأطفال شديدو الملاحظة وعندما يرون الكبار من ذويهم. أو من يرونهم قدوة لهم يستخدمون الشجار في حل خلافاتهم ومشاكلهم فإنهم سوف يقلدون هذا السلوك.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
تحمل 5112 طن مواد إنسانية.. سفينة المساعدات الإماراتية الخامسة تصل العريش
وصلت سفينة المساعدات الإماراتية الخامسة، اليوم السبت، إلى مدينة العريش المصرية، وعلى متنها 5112 طناً من المواد الإنسانية، تمهيداً لإدخالها إلى قطاع غزة، وذلك ضمن عملية "الفارس الشهم 3" تلبية لاحتياجات الأشقاء الفلسطينيين في القطاع.
وكانت السفينة انطلقت من ميناء الحمرية بإمارة دبي، في 30 أكتوبر الماضي، وهي تحمل مواد غذائية وإيوائية ومستلزمات طبية، بالإضافة إلى 5 سيارات إسعاف، أسهم في تأمينها كل من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، وشركة الفوعة للتمور، حيث بلغ إجمالي المساعدات المقدمة إلى غزة، حتى الآن، أكثر من 34 ألف طن.وأطلقت دولة الإمارات في إطار عملية "الفارس الشهم3" العديد من المبادرات تضمنت إنشاء مستشفيين ميدانيين الأول داخل قطاع غزة، والثاني مستشفى عائم قبالة ساحل مدينة العريش إضافة إلى 5 مخابز أوتوماتيكية، وتوفير الطحين لعدد 8 مخابز قائمة في غزة وإنشاء 6 محطات تحلية تنتج مليونين غالون من المياه يومياً يجري ضخها إلى القطاع ويستفيد منها أكثر من 600 ألف نسمة، كما نتم تنفيذ 53 إسقاطا جويا ناجحا للمساعدات الإنسانية على المناطق المعزولة التي لا تصل إليها المساعدات، حيث بلغ إجمالي المساعدات التي تم إسقاطها 3623 طناً من المواد الإغاثية وذلك ضمن عملية طيور الخير الإنسانية.
وتواصل دولة الإمارات العمل على تكثيف الجهود لضمان تدفق ووصول المساعدات وتوزيعها عبر الوسائل والطرق المتاحة كافة للإسهام في التخفيف من معاناة الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة.
ويأتي إرسال المساعدات الإغاثية بحراً وبراً وجواً تجسيداً لالتزام دولة الإمارات التاريخي والراسخ في تقديم أشكال الدعم الإنساني كافة إلى الأشقاء الفلسطينيين.