النهار أونلاين:
2025-04-23@04:42:29 GMT

لا تسمحوا للشجار أن يدمر المودة بين الأشقاء

تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT

لا تسمحوا للشجار أن يدمر المودة بين الأشقاء

إن من التحديات على الإطلاق في وقتنا الراهن هو التنشئة السليمة المتوازنة للأولاد، فهي من أصعب الرسائل المنوطة لكل حواء حملت على عاتقها مسؤولية تحضير جيل برمته.

وما ممن شك أن أكثر ما يحزن أي أم أن ترى الخصومة قائمة بين فلذات كبدها فينفطر قلبها ألما وتنهمر الدموع من عينيها خفية وعلنا. متسائلة أي الخلل؟ وهل أنا من أخطأت في تربيتهم؟ أم أن الوقت صار وقت فتن؟.

لكن حتى إن وجدت الأجوبة لكل تلك الأسئلة، فإنها ستكون متأخرة للحكمة التي تقول من “شبَّ على شيء شاب عليه”.

لذا وجب على كل أم، وحتى لا نقسو عليها ونلقى كل المهام على عاتقها. وجب أيضا على كل أب أن يزرعوا الحب بين الأولاد. أجل الحب، فما أرقه من شعور، وما أرحمه من فعل. فتربيته بحب تعني لا محال رحمة بين أفراد العائلة، بالتالي تآزر واتحاد وقوة بحول الله.

وهذا موضعنا اليوم “الشجار بين الأولاد” اخترناه لكم بعد الرسائل والمكالمات العديدة التي وردتنا من نساء تشكين هذا الأمر في بيوتهن. نعرج فيه إن شاء الله بين أسبابه، أشكاله، تأثيره. وطرق التعامل معه. راجينا من المولى أن يفيدكم ويفيدنا به إن شاء الله.

ما أجمل الطفولة وشقاوتها

من منا لا تراوده ذكريات الطفولة؟ ومن منا لا يتذكر أيٌ من إخوته كان كثير التشاجر مع. فكلما عدنا إلى تلك الأيام نسترجع الكثير من الصور التي أصبحت مضحكة من مواقف الخلافات التي كانت تحدث بيننا وبين إخوتنا. حقا هي ذكريات لا نتمكن من منع أنفسنا عن الضحك أو الخجل من تلك التصرفات حين نستحضرها.

وهذا حال جميع الأطفال، يتشاجرون، ويغضبون وكل منهم يريد إثبات وجوده وفرض رأيه والتصدي لكل من يقف أمام رغباته. وأحيانا ذلك العراك قد يتجاوز حدود المعقول وقد يصبح مؤذٍ لصحتهم الجسدية أو النفسية.

فماذا يمكن أن تكون أسباب الشجار بين الأولاد؟

لكل بشر منا غريزة تجعله دوما على استعداد للدفاع عن نفسه، فما بالكم لدى أطفال صغار خبرتهم في الحياة ضعيفة. لا يدركون حدودهم وما هو مسموح من رغباته، وهذا السلوك لابد من تقويمه.

لكن قبل ذلك وجب علينا معرفة العوامل التي تدفع بالأولاد للتهور والتصرف بطريقة مستفزة مع أقرانه. لأن الطفل اعتاد على ذويه الذين يؤمنون كل حاجاته ويتنازلون له عن بعض حقوقهم.

فيرى أن الكل يجب أن يعامله بنفس الطريقة، ويطلق العنان لأنانيته وأسلوبه حين تصبح رغباته مهدد. ما يدفع بهم إلى فقدان السيطرة ونشوب مشاجرات بينهم.

أسباب مباشرة تؤدي لحدوث الشجار بين الأطفال

**خلافات على أشياء محددة: مثل اللعب أو الحصول على بعض الأشياء أو الغيرة من بعضهم. وهذا غالباً ما يحدث بين الأشقاء في نفس المرحلة العمرية. فدائماً ما تجدهم يرغبون بالحصول على نفس الأشياء ويغارون من بعضهم أو يقلدون بعضهم.

**الخلاف بين المصالح والرغبات: فلكل طفل رغباته الخاصة وحاجاته ومصالحه التي لا يستغني عنها لصالح أحد. كما يحدث مع الأقران في المدرسة. فهذا يريد الجلوس في مكان معين والآخر يريد الجلوس في نفس المكان. وهنا قد يصل هذا الخلاف إلى مرحلة الشجار.

الأسباب غير المباشرة لخلافات الأطفال

**الأنانية: الأطفال لا يتنازلون عن أي من الأشياء التي يرونها حقاً أو ملكاً لهم. ويريدون كل الأشياء لأنفسهم فهم لم يتعلموا بعد قيم المشاركة وحقوق الآخرين. ولهذا نجدهم يتورطون في الشجارات عندما يأتي أحد ويهدد ما يرونه حقاً لهم.

**إثبات الذات: فالأطفال يرون في افتعال الشجار مع أقرانهم إثباتاً لوجودهم وقدرتهم على فرض رغباتهم بالقوة.

**استعراض القوة رغبةً في القيادة والتزعم: بعض الأطفال يولدون ولديهم الميل نحو القيادة والسيطرة على المحيط وخاصة الأقران. وفي سبيل تحقيق هذه الغاية القيادية يلجأ هؤلاء الأطفال إلى الشجار كوسيلة لاستعراض قوتهم لنيل الإطراء والإعجاب. ولجعل الآخرين يخافونهم وينضَوُون تحت قيادتهم.

**المنافسة: لا يريد الطفل أن ينافسه أحد على شيء وخاصة الأشياء التي يعتبرها ملكه كألعابه أو ذويه. أو أغراضه الشخصية أو إعجاب الآخرين والحضور الاجتماعي له. ولهذا يلجأ إلى الشجار كوسيلة لكسب المنافسة.

**الطبيعة النفسية لكل طفل: فبعض الأطفال بسبب طبيعتهم النفسية والبيولوجية أو حتى الوراثية. وتربيتهم المنزلية لديهم ميل أكثر نحو استخدام القوة والعدوانية وافتعال العراك مع الأقران أكثر من غيرهم.

**تقليد سلوك الكبار أو التعلم منهم: وهذا أخطر عامل على الأولياء أن يكونوا حريصين جدا في تصرفاتهم أمام أولادهم. لأن الأطفال شديدو الملاحظة وعندما يرون الكبار من ذويهم. أو من يرونهم قدوة لهم يستخدمون الشجار في حل خلافاتهم ومشاكلهم فإنهم سوف يقلدون هذا السلوك.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

المصدر: النهار أونلاين

إقرأ أيضاً:

ظاهرة الكرم المصور

التوازن في كل شيء مطلب رئيسي ، لذلك نطالب بالتوازن البيئي والنفسي والمالي وغيرها ، ومن هذه التوازنات التوازن في الأكل والشرب وهو مطلب رباني لا جدال فيه حيث قال الله تعالى: “وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ” .
ما نشاهده اليوم من إسراف في الأكل والشرب، يؤكد أننا ضربنا بهذا التوازن عرض الحائط ، بل أننا تجاوزنا حتى مرحلة الإسراف ووصلنا إلى مرحلة التبذير ، ومما زاد الطين بلة أن الإسراف انتقل من المرحلة الفردية إلى الجماعية، ومن الكرم إلى المهايط والتفاخر بنعم الله ، التي تستوجب الشكر والإمتنان للرزاق الكريم ، فالنعم تدوم وتتكاثر بالشكر قال الله تعالى: ” وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ”.
الموجة الجديدة التي ركبها محبو الظهور والفلاشات، أوجدت ظاهرة الكرم المزيّف أو كرم الظهور الإعلامي ، وهذا لا يعني أن العيب في الكرم ، فالكرم خصلة حميدة ومصدر فخر خاصة عند العرب الذين عرفوا بكرمهم حتى في أحلك الظروف ، والتاريخ يحفظ الكثير من قصص الكرم والضيافة على مر العصور ، وهو مصدر فخر للجميع ، لكن ما نشاهده اليوم من تصوير لما يقال أنه كرم ونشره عبر جميع الوسائل الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي، لا يمت للكرم بصلة لا من قريب ولا من بعيد ، بل يعتبر إهانة .
هذه الظاهرة بدأت تتنشر في وسط المجتمعات المختلفة ، لذلك استشعرت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد خطورة هذه الظاهرة ووجهت خطباء جوامع المملكة بالتحذير من الإسراف والتبذير في الولائم والمناسبات، وتصويرها بقصد المباهاة ، وهذا يؤكد على أهمية منبر الجمعة، وأنه إحدى النوافذ التوعوية المهمة ، وهذه الخطوة لابد أن تتبعها خطوات توعوية أخرى ، وكلنا في خدمة الوطن .

naifalbrgani@

مقالات مشابهة

  • نحاول إيجاد سببٍ للشجار.. جورج وأمل كلوني ثنائيٌّ مسالم
  • جمعية المودة للتنمية الأسرية تطلق جائزة الابتكار في التنمية الأسرية لتحفيز المبادرات المجتمعية وتحقيق رؤية 2030″
  • القاهرة الإخبارية: الاحتلال يدمر معدات إنسانية ويصعّد غاراته في غزة
  • هآرتس: التعليم العالي الأميركي يدمر باسم اليهود
  • “خاتم الصياد”.. لماذا يدمر خاتم البابا بعد وفاته؟ (صور)
  • ظاهرة الكرم المصور
  • خاتم الصياد .. لماذا يدمر خاتم البابا بعد وفاته؟
  • تحذير صادم من الصحة: هذه الأشياء قد تنفجر داخل سيارتك في الصيف
  • هذه الأشياء دمرت البشرية بعد السلاح النووي.. جمال شعبان يحذر
  • "التضامن": لا غرامة جديدة على الأسر التي تعيد الأطفال المكفولين.. والقرار معمول به منذ أكثر من 4 سنوات