قدم الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، التهنئة لعلماء جامعة القاهرة ومفكريها لحصولهم علي جوائز الدولة والجامعة المختلفة، مشيرًا إلى تطلعه لمشاركتهم ومساهمتهم في تنفيذ استراتيجية تطوير التعليم العالي والبحث العلمي لتحقيق رؤية مستقبل مصر في الجمهورية الجديدة.

وأشاد الدكتور أيمن عاشور، بجامعة القاهرة ودورها البارز والمهم والمحوري في خدمة احتياجات الدولة؛ كما أشار إلى الطفرة الكبيرة التي حققتها إدارة جامعة القاهرة في التصنيفات الدولية المرموقة سواء على المستوى العام للجامعة أو على مستوى البرامج والتخصصات، أو المراكز البحثية، لافتًا إلى أن العملية التعليمية الآن تهدف لتخريج طالب مبتكر ومبدع لكي يكون قادرًا على دعم الاقتصاد الوطني.

واستعرض وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي وما تحتاج إليه من العلماء والباحثين بجامعة القاهرة لتنفيذها وتحقيق أهدافها المرجوة، لافتًا إلى وجود العديد من التحديات تحتاج إلى العمل للتغلب عليها خلال الفترة القادمة.

وجاء  خلال احتفالية عيد العلم الثامن عشر التي شهدتها قاعة الاحتفالات الكبرى، عددا من الوزراء والشخصيات العامة ورجال الدولة و 60 من علمائها ومفكريها وباحثيها الحاصلين على جوائز الدولة والجامعة بأنواعها في مختلف المجالات العلمية عن عام 2022.

وفي مقدمة المكرمين المستشار حماده الصاوي النائب العام السابق، والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، والدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف، والدكتور محمد معيط وزير المالية، والدكتور سامي هاشم رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب.

ومن جانبه، أعلن الدكتور محمد الخشت، إطلاق الجامعة لعدد من المشروعات المستقبلية أبرزها إنشاء كرسي لتطوير علوم الدين، والبدء في تنفيذ 30 مشروعًا لتطوير العلوم الإنسانية والاجتماعية، وإنشاء جامعة القاهرة التكنولوجية الدولية، وإنشاء جامعة القاهرة الأهلية، وإنشاء 3 كليات جديدة في تخصصات المستقبل وهي كلية الطاقة والطاقة المتجددة، والروبوتات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وكلية تكنولوجيا وعلوم الفضاء، مشيرًا إلى مواصلة الجامعة لجهودها في تأسيس خطاب ديني جديد، وإنشاء مدينة طبية، وبدء مشروع تطوير مستشفى قصر العيني ومستشفى الفرنساوي، والانتهاء من تنفيذ مشروع الإسكان بمدينة 6 أكتوبر.

واستعرض الدكتور محمد الخشت، الإنجازات المختلفة التي حققتها جامعة القاهرة كواحدة من جامعات الجيل الرابع، والتقدم غير المسبوق الذي حققته الجامعة في التصنيفات الدولية، والتطور  الشامل والكبير الذي شهدته منظومة البحث العلمي والنشر الدولي ودخول الجامعة المربع الذهبي للبحث العلمي علي مستوي العالم Q1، والبرامج والدرجات المشتركة مع كُبرى الجامعات ذات الترتيب المتقدم في التصنيفات الدولية، إلى جانب استعراض استراتيجية الجامعة في تحولها لجامعة ذكية، والإصلاحات الكبرى التي أحدثتها الجامعة في نظام الحوكمة والإصلاح الإداري والتحول نحو اللامركزية، ومساهمة الجامعة في المبادرات والمشروعات القومية المختلفة، وتنفيذ عدد من المشروعات الثقافية الكبري.

وأكد الدكتور محمد الخشت، خلال كلمته، أن الرؤية الشاملة لجامعة القاهرة جاءت لتواكب التحديات الجديدة التي تواجه العمل الجامعي، كالثورة الصناعية الرابعة، والذكاء الاصطناعي، وثورة المعلومات والتحول الرقمي، والمتغيرات الهائلة التي حدثت في مجالات المعرفة الإنسانية المختلفة والتي أسهمت في تغيير الكثير من الثوابت في حياتنا، وخلقت واقعا إقليميًا وعالميًا جديدًا، مناشدًا أساتذة الجامعة ومفكريها بضرورة اتباع استراتيجيات وطرق جديدة تتماشي مع روح العصر وتقدم حلول عملية لمشكلات المجتمع، وأن يساهموا في وضع آليات للشراكة بين الدولة والمجتمع المدني، إلى جانب الدخول في عمليات إنتاج وتسويق الأبحاث والبرامج المرتبطة بالسوق، وإجراء صفقات الشراكة مع مؤسسات المجتمع الإنتاجية.

ومن جانبه، استعرض الدكتور محمد سامي عبد الصادق نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع، دور مراكز الجامعة ذات الطابع الخاص في خدمة قضايا المجتمع والإسهام في المشروعات القومية بالإضافة إلى إصدار الجامعة العديد من الإصدارات، منها دليل خدمات المراكز والوحدات ذات الطابع الخاص، وإصدار سياسة الجامعة للملكية الفكرية، كما تم إنشاء مكتب تعزيز الهوية الوطنية والتراثية، ومكتب الاستدامة بهدف تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وقال نائب رئيس جامعة القاهرة، إن قطاع خدمة المجتمع نجح في اعتماد اللوائح المالية والإدارية من وزارة المالية لعدد 120 مركزًا مقارنة بالعام الماضي والذي لم يكن هناك سوى 5 مراكز فقط معتمدة اللوائح، لافتًا إلى مشاركة القطاع في العديد من المشروعات القومية بالتعاون مع وزارات النقل، والصحة والسكان، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلي التعاون المثمر مع محافظة الجيزة ومختلف الكيانات الحكومية الأخرى.

وحضر الاحتفالية عددًا كبيرًا من الوزراء والمحافظين ورؤساء الجامعات وكبار الشخصيات العامة ورجال الدولة، ونواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات، وأعضاء هيئة التدريس والطلاب.

وبدأت مراسم احتفالية عيد العلم، بصورة تذكارية لمجلس الجامعة، ثم دخول موكب مجلس الجامعة بطابور عرض لقاعة الاحتفالات الكبرى، ثم السلام الجمهوري، وتلاوة آيات من القرآن الكريم للشيخ محمود الخشت ثم عرض فيلم تسجيلي عن جامعة القاهرة الدولية، تلاه كلمة الدكتور محمد سامي عبد الصادق نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، ثم كلمة الدكتور محمد الخشت رئيس الجامعة، ثم كلمة الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ثم بدأت مراسم تكريم ضيوف وعلماء الجامعة، أعقبها حفل فني لأوركسترا طلاب جامعة القاهرة.

وقدمت الأوركسترا فقرات غنائية وموسيقية اتسمت بالأداء المتميز والذوق الفني الراقي حيث تفاعل معها الحضور وأشادوا بمستوى الأداء للأوركسترا وتميز جامعة القاهرة واهتمامها الكبير بالمواهب الطلابية وتدعيمها.

IMG-20231228-WA0077 IMG-20231228-WA0076 IMG-20231228-WA0078 IMG-20231228-WA0075 IMG-20231228-WA0072 IMG-20231228-WA0073 IMG-20231228-WA0070 IMG-20231228-WA0068 IMG-20231228-WA0066 IMG-20231228-WA0065 IMG-20231228-WA0064 IMG-20231227-WA0145 IMG-20231227-WA0136

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: احتفالات استراتيجية تطوير التعليم التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور أيمن عاشور جامعة القاهرة التعلیم العالی والبحث العلمی الدکتور محمد الخشت جامعة القاهرة رئیس الجامعة الجامعة فی IMG 20231228

إقرأ أيضاً:

كيف عمل الشيخ الطاهر بن عاشور على عصرنة التعليم في تونس؟

وُلد الشيخ محمد الطاهر بن عاشور عام 1879 في تونس وتأثر بشيوخه الإصلاحيين، كما جمعته صلات قوية بمصلحي عصره، وأبرزهم الإمام محمد عبده والشيخ رشيد رضا وشيخ الأزهر تونسي الأصل محمد الخضر حسين، وهي الإصلاحات التي كان لها بالغ الأثر في اهتمام بن عاشور بالإصلاح التعليمي.

وحسب أستاذ الحضارة وتاريخ الأفكار في جامعة القيروان جمال الدين دراويل، فإن الشيخ بن عاشور ينحدر من عائلة أندلسية استقر أسلافها في أطراف العاصمة المغربية الرباط ثم انتقلت إلى عاصمة تونس، وكان جده من طرف أبيه من كبار علماء القرن الـ19.

منهج في التفسير

ويعتبر العالم التونسي من أساطين الاجتهاد الإسلامي المعاصر، وكان مفسرا للقرن الكريم، وكتب في الحديث وفي اللغة وفي البلاغة وفي أصول النظام الاجتماعي الإسلامي، كما يكشف دراويل لبرنامج "موازين".

محمد الطاهر بن عاشور.. عالم المقاصد التونسي (الجزيرة)

 

ويقول رئيس وحدة فقهاء تونس في جامعة الزيتونة محمد بن علي الشتوي إن ابن عاشور له مميزات عدة في كتاباته وفي طروحاته، وهو صاحب نظرية جديدة في علم المقاصد، وعندما ألّف كتاب "مقاصد الشريعة الإسلامية" أراد أن يفصل علم مقاصد الشريعة عن علم أصول الفقه ويجعله علما مهما، لكن دون إلغاء علم أصول الفقه.

إعلان

وعن منهجه في تفسير القرآن الكريم، يجزم أستاذ الحضارة وتاريخ الأفكار في جامعة القيروان أن "دول شمال أفريقيا لم تعرف مفسرا للقرآن الكريم غير الشيخ ابن عاشور"، مشيرا إلى أنه أقام تفسيره على منهج واضح تضمنته المقدمات العشر التي شملها الجزء الأول من كتابه "التحرير والتنوير"، إذ بيّن أن إعادة النظر في تفسير القرآن هي نقطة الارتكاز لبناء ثقافة عربية إسلامية جديدة ومتطورة.

ومن أبرز ما جاء في المقدمات التي تعتبر بوصلة الشيخ ابن عاشور في التفسير أنه اعتبر أن المدخل الأساسي لتفسير القرآن الكريم هو المدخل اللغوي والبلاغي.

ويلفت علي الشتوي إلى أن تونس وأفريقيا بصفة عامة سبق لها أن عرفت تفسير يحيى بن سلام، والذي كتب حتى قبل تفسير الإمام الطبري، كما كان هناك مفسرون لسور وأجزاء من القرآن الكريم، ثم جاء مشروع الشيخ ابن عاشور في التفسير في سياق حركة الإصلاح التي ظهرت في العالم العربي، والتي اهتمت بتجديد الواقع العربي والإسلامي.

ومن خصوصيات الشيخ ابن عاشور في التفسير -يضيف علي الشتوي- أنه قبل أن يبدأ في تفسير القرآن الكريم يعطي مقاصد السورة بصفة عامة، ولا يترك الآية حتى ينظر فيها من الناحية اللغوية والنحوية والبلاغية ويربطها بالسياق، كما يركز على الترابط المتين بين الآيات، ويوظف معارفه اللغوية والفقهية والتاريخية في تفسير النص القرآن.

إصلاح التعليم

وبشأن دوره في إصلاح التعليم في جامع الزيتونة وفي بقية المؤسسات التعليمية، يقول أستاذ الحضارة وتاريخ الأفكار في جامعة القيروان إن الشيخ ابن عاشور رفع صوته عاليا برفض الاكتفاء باسترجاع المعارف القديمة، وأدرك أن الاجتهاد أمر ضروري، وأن الابتكار المعرفي يجب أن يسير جنبا إلى جنب مع حركة التاريخ التي لا تتوقف، وقال في مسألة التعاطي مع العلماء "لا أقرأ فيهم العظمة أبدا.. يقرؤون كما نقرأ ويفهمون كما نفهم".

 

ويشير رئيس وحدة فقهاء تونس بجامعة الزيتونة -في حديثه لبرنامج "موازين"- إلى أن سعي العالم التونسي لعصرنة الزيتونة لقي ترحيبا من البعض ومقاومة من البعض الآخر، مبرزا أنه قدم في كتابه "أليس الصبح بقريب؟" -الذي ألّفه في سن 26- نقدا جذريا للمنظومة التعليمية منذ التاريخ وللعلوم الإسلامية كما كانت تدرس، واقترح إدخال تدريس العلوم الحديثة في جامع الزيتونة.

إعلان

ويتأسف أستاذ الحضارة وتاريخ الأفكار في جامعة القيروان لكون الجامعة الزيتونية لم تستفد بالقدر الكافي من الشيخ ابن عاشور، ولم تكن وفية لمشروعه وأفكاره في التحرير والتنوير.

وعن مواقفه المعارضة للاستبداد، يؤكد أستاذ الحضارة وتاريخ الأفكار في جامعة القيروان أن الشيخ ابن عاشور جذّر قيمة الحرية وعدّها مقصدا أساسيا من مقاصد التشريع، وكان ذلك في كتابيه "مقاصد الشريعة الإسلامية" و"أصول النظام الاجتماعي في الإسلام".

وعرض برنامج "موازين" مداخلة لسفير إندونيسيا لدى تونس زهر مصراوي تحدث فيها عن أثر فكر الفقيه التونسي على مسلمي جنوب شرق آسيا، ووصف الرجل بأنه كان متميزا من حيث الأفكار والمبادئ والقيم التي تبني الحضارة والتقدم والازدهار، وهي الأفكار والمبادئ التي يقول السفير إنها تتلاءم مع القيم الإندونيسية.

ويقول أيضا إن أفكار الشيخ ابن عاشور تجولت في دول جنوب شرق آسيا، وإن مؤلفاته تم تدريسها ومناقشتها وقراءتها، وعلى أساسها بنيت في إندونيسيا وماليزيا وتايلند وغيرها من دول المنطقة أفكار الإسلام الوسطي.

يذكر أن الشيخ ابن عاشور توفي في 12 أغسطس/آب 1973 عن سن ناهزت 94 عاما في العاصمة تونس.

19/2/2025

مقالات مشابهة

  • «المنفي» يلتقي «اللجنة الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي»
  • وزير التعليم العالي يؤكد علي الدور الحيوي الذي تلعبه جامعة المنوفية في مجال التعليم والبحث العلمي
  • جامعة قناة السويس تنظم برنامجًا تدريبيًا حول التعليم المستمر وتمكين الأفراد في سوق العمل
  • جامعة القناة تنظم برنامجًا تدريبيًا حول التعليم المستمر وتمكين الأفراد في سوق العمل
  • كيف عمل الشيخ الطاهر بن عاشور على عصرنة التعليم في تونس؟
  • برعاية وزيري التعليم العالي والشباب.. إعلان نتائج بطولة البولينج للجامعات
  • انطلاق فعاليات الأسبوع البيئي الـ17 بجامعة جنوب الوادى الأحد المقبل
  • «التعليم العالي»: مصر تسعى لدخول قائمة الـ50 الكبار في مؤشر الابتكار بحلول 2030
  • رئيس جامعة كفر الشيخ: نسعى لتعزيز التكامل بين التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع
  • اتفاقية تعاون بين وزارتي التعليم العالي والبيئة لتعزيز البحث العلمي