مكافحة الإرهاب الحوثي.. قناع أمريكي لمواجهة روسيا والصين بالبحر الأحمر
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
سلط موقع "مودرن دبلوماسي" الضوء على هجمات الحوثيين البحرية التي أثارت قلقا غربيا ودفعت الولايات المتحدة لعقد الاجتماع الأول لمجموعة العمل الرباعية الجديدة حول الإرهاب في هونولولو بهاواي يومي 19 و21 ديسمبر/كانون الأول، مشيرا إلى أن بيان الاجتماع أشار "بقلق عميق إلى أن الإرهاب أصبح منتشرا بشكل متزايد، بسبب تكيف الإرهابيين واستخدامهم للتكنولوجيات الناشئة والمتطورة مثل الأنظمة الجوية المسيرة والإنترنت".
وذكر الموقع الأمريكي، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن البيان أشار إلى أن مجموعة العمل الرباعية، المعنية بمكافحة الإرهاب "ستستكشف التعاون مع الشركاء في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، لمواجهة الأشكال الجديدة والناشئة من الإرهاب، والتطرف المؤدي إلى العنف، والتطرف العنيف".
وشدد بيان لوزارة الخارجية الأمريكية، عقب الاجتماع التأسيسي لمجموعة العمل، على أن المناقشة كانت تركز على "تعزيز التعاون الرباعي ردا على حادث إرهابي ساحق في منطقة المحيطين الهندي والهادئ".
ولا يحتاج الأمر إلى الكثير من البراعة لمعرفة أن تركيز الولايات المتحدة ينصب على الوضع المتطور في البحر الأحمر حيث يكافح تحالف بقيادة الولايات المتحدة لمواجهة التحدي الذي يواجه الشحن البحري، والذي يمثله الحوثيون في اليمن.
ويشير "مودرن دبلوماسي"، في هذا الصدد، إلى أن الحوثيين لديهم حسابات قديمة يتعين عليهم تسويتها مع إسرائيل بسبب تدخلات الأخيرة السرية المتكررة في الحرب الأهلية في اليمن، والتي يعود تاريخها إلى ستينيات القرن الماضي، بسبب الأهمية الكبيرة لذلك البلد في نظر الاستراتيجيين الإسرائيليين كمنفذ إلى المحيط الهندي والشرق الأقصى، وهو ما يتفاقم اليوم بسبب دعم الحوثيين لحقوق الفلسطينيين ورفضهم التطبيع مع إسرائيل.
ومن المؤكد أن الظروف غير الآمنة التي تؤثر على حركة المرور البحرية إلى قناة السويس ستكون ذات أهمية كبيرة للاقتصاد العالمي بطرق متعددة، لاسيما التجارة الدولية وسلاسل التوريد، وسوق النفط، "غير أن نوايا واشنطن الفعلية قد تتجاوز ما وراء وابل الدعاية، إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير"، بحسب الموقع الأمريكي.
فشيطنة الحوثيين توفر غطاءً للتعتيم على واقع "مصفوفة معقدة بشكل لا يصدق"، ولذا تخشى الدول الإقليمية الانضمام إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لنشر قوات بحرية في البحر الأحمر للحفاظ على المصالح الإسرائيلية تحت غطاء حماية "حرية الملاحة".
اقرأ أيضاً
سادة الحرب غير المتناظرة.. هكذا حولت غزة الحوثيين إلى قوة إقليمية
فالحوثيون لا يبدون أي استعداد للتنازل مع إسرائيل، فيما تتصرف الدول الإقليمية بحذر حتى لا تقع في مرمى نيرانهم، خاصة أنهم اكتسبوا سمعة عن جدارة لكونهم مقاتلين أقوياء، ويتمتعون أيضا بحافز كبير بعد أن نجحوا في مقاومة الحرب السعودية الإماراتية الأمريكية لمحوهم من المشهد السياسي في بلادهم.
ومن منظور جيوسياسي، لدى الولايات المتحدة أسباب قوية للسيطرة على البحر الأحمر، حيث تمتلك الصين قاعدة بحرية في جيبوتي، وتعمل واشنطن على تأجيج الحرب الأهلية في السودان لإبقاء البلاد في حالة غليان وعرقلة خطط روسيا لإنشاء قاعدة غواصات.
وتحتل دولة ساحلية أخرى، هي إريتريا، موقعا استراتيجيا رئيسيا على الجانب الشرقي من البحر الأحمر، ولها علاقات اقتصادية ودبلوماسية وعسكرية قوية مع الصين وروسيا.
وفشلت الجهود الأمريكية في الإطاحة برئيس الوزراء المنتخب ديمقراطيا في أثيوبيا، أكبر دولة في القرن الأفريقي، أبي أحمد، والمتحالف مع روسيا.
وإزاء ذلك، فإن الولايات المتحدة "لم يعد لديها صديق أو حليف واحد اليوم في الجزء الشرقي بأكمله من البحر الأحمر"، بحسب الموقع الأمريكي، الذي شكك في ما إذا كانت حيلة الولايات المتحدة لجر مجموعة العمل الرباعية، ومعها الهند، إلى تحالف البحر الأحمر ستنجح.
ويشكل ذلك في بعض النواحي إعادة للتاريخ عندما رفضت حكومة "أتال بيهاري فاجبايي" في الهند الضغوط التي مارستها إدارة جورج دبليو بوش، الانضمام إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة للدول الراغبة في غزو العراق في عام 2003، وتبين أن ذلك كان قرارا حكيما.
واليوم، هناك مجموعات مصالح مؤثرة في دلهي ربما تؤيد مشاركة الهند في "الحرب على الإرهاب" التي تقودها الولايات المتحدة ضد الحوثيين.
ويشير "مودرن دبلوماسي"، في هذا الصدد، إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتصل هاتفيا برئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، تزامنا مع اجتماع مجموعة العمل الرباعية في هاواي، وكتب مودي في وقت لاحق عبر منصات التواصل الاجتماعي أنه تبادل وجهات النظر "المثمرة" مع نتنياهو حول "الصراع المستمر بين إسرائيل وحماس والمخاوف المشتركة بشأن حركة المرور البحرية".
ولم يقدم منشور مودي أي تفاصيل عن مناقشاته مع نتنياهو، بينما زعمت أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن مودي "أشار إلى أن حرية الملاحة ضرورة عالمية أساسية يجب ضمانها".
واختتم "مودرن دبلوماسي" تقريره بالإشارة إلى أن تحديا كبيرا يواجه إسرائيل إزاء إعطاء الثقل للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في البحر الأحمر، مؤكدا أن الولايات المتحدة وإسرائيل في حاجة ماسة إلى إشراك الهند في "الحرب على الإرهاب" القادمة ضد اليمن، وذلك لإعطاء مشروعهما، المحفوف بالمخاطر، بعدا إقليميًا.
اقرأ أيضاً
هجمات الحوثيين البحرية.. 3 خيارات للغرب كلها سيئة
المصدر | مودرن دبلوماسي/ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الولايات المتحدة الحوثيين البحر الأحمر قناة السويس الصين روسيا الولایات المتحدة مودرن دبلوماسی البحر الأحمر إلى أن
إقرأ أيضاً:
ربيع يبحث بالدوحة تأثير الأوضاع بالبحر الأحمر على النقل البحري
بحث الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس مع أرسينيو دومينجيز الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية" IMO" اليوم الثلاثاء سبل التعاون والتنسيق المشترك في ضوء التطورات الإيجابية التي تشهدها منطقة البحر الأحمر وباب المندب نحو بدء عودة الاستقرار للمنطقة، ومناقشة مدى تأثيرها على عودة الملاحة البحرية للمنطقة بشكل تدريجي خلال الفترة المقبلة.
جاء ذلك على هامش حضوره فعاليات النسخة الأولى من مؤتمر ومعرض سيتريد قطر للنقل البحري Seatrade Maritime Qatar ، الذي تنظمه وزارة المواصلات القطرية على مدار يومين من ٤_٥ فبراير بالدوحة.
.
واكد ربيع حرص هيئة قناة السويس على تلبية متطلبات صناعة النقل البحري وذلك بتبني رؤية طموحة للتطوير الجاد والشامل لكافة الخدمات البحرية واللوجيستية المقدمة من قبل الهيئة لعملائها، مشيرا في هذا الصدد إلى انتهاء مشروع تطوير القطاع الجنوبي بشكل كامل، وإضافة العديد من الخدمات اللوجيستية والبحرية الجديدة.
واعرب أرسينيو دومينجيز الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية "IMO" عن أمله في استمرار استقرار الأوضاع في منطقة البحر الأحمر، وعودة الملاحة البحرية في المنطقة إلى معدلاتها الطبيعية في أقرب وقت ممكن لما لذلك من انعكاسات إيجابية على استدامة سلاسل الإمداد العالمية.
وأكد الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية "IMO" على أهمية تعظيم دور قناة السويس المستقبلي كمنصة لتقديم الخدمات اللوجيستية المختلفة بمعايير عالمية، مشيدا بالخطوات المتسارعة التي تشهدها قناة السويس نحو تقديم خدمات متطورة لدعم عملائها وتعزيز مكانتها الدولية في المجتمع الملاحي.
وفي سياق متصل، بحث ربيع والدكتور رميح بن محمد الرميح رئيس الهيئة العامة للنقل بالمملكة العربية السعودية نائب وزير النقل للخدمات اللوجستية، سبل تعزيز أواصر التعاون، كما شهد اللقاء التشاور بشأن أوضاع الملاحة البحرية في منطقة البحر الأحمر.
كما التقى الفريق أسامة ربيع رئيس الهيئة بالكابتن عبدالله محمد الخنچي الرئيس التنفيذي لشركة مواني قطر، لبحث سبل التعاون الثنائي وتبادل الخبرات بين الجانبين في المجالات البحرية المختلفة.
وأعرب ربيع عن تقديره للدعوة الكريمة التي تلقاها لحضور فعاليات النسخة الأولى من مؤتمر ومعرض سيتريد قطر للنقل البحري Seatrade Maritime Qatar ، مؤكدا على الأهمية التي يمثلها المؤتمر في ظل التحديات غير المسبوقة التي تشهدها صناعة النقل البحري بوجه عام، ومنطقة البحر الأحمر على وجه الخصوص.