دراسة تؤكد ضرورة وضع استراتيجيات للتكيف
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
أكدت دراسة أن جائحة كوفيد- 19 تسببت في رفع مستوى الخوف والقلق والتوتر لدى أفراد المجتمع بسبب نقص المعرفة بشأن طبيعة الفيروس. وأدت محاولات الحد من انتقال الفيروس إلى تغييرات كبيرة في الأنشطة والحركة اليومية، ما أدى إلى مواجهة العديد من الأفراد الواقع الجديد المتمثل في العمل والدراسة من المنزل، وحلّت وسائل الاتصال عن بعد محل وسائل التواصل الأكثر تخصيصًا وجهًا لوجه، مشيرة إلى معاناة العديد من الأفراد والأسر من البطالة الكاملة أو الجزئية، كما أدت عمليات الإغلاق أيضا إلى تقليل الاتصال الجسدي بشكل كبير بين الأحباء والأصدقاء والزملاء.
وأوضحت الدراسة التي جاءت بعنوان" العوامل المرتبطة باستراتيجيات التكيف بسبب الضغوطات المرتبطة بجائحة كوفيد-19 بين البالغين العمانيين" نشرت تفاصيلها في مجلة عمان الطبية التابعة للمجلس العماني للاختصاصات الطبية أنه بعد جائحة الإنفلونزا الإسبانية عام 1918، أصبحت جائحة كوفيد-19 أول حالة رئيسية في التاريخ الحديث للعزلة الاجتماعية الشاملة والطويلة والقرب القسري من الأسرة. علاوة على ذلك، فهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تحديد أن الوباء لديه القدرة على إحداث ضغوطات قوية بما يكفي لإثارة حالات الصحة العقلية وتفاقم الحالات الموجودة على نطاق عالمي حقيقي.
وذكرت الدراسة تمثل جائحة كوفيد-19 حدثًا مرهقًا ذا نطاق فريد وكثافة وحجم كبيرين على عكس العديد من ضغوطات الحياة الشائعة. وتشمل عوامل الضغط المرتبطة بفيروس كوفيد-19 الاضطرابات التي لا يمكن تجنبها في الأنشطة اليومية العادية والقيود المفروضة على الآليات التقليدية للتخلص من التوتر. كظاهرة غير مسبوقة، هناك القليل من الأدبيات التي تقيم التأثير النفسي والاجتماعي للضغوطات المرتبطة بـكوفيد-19 على الأفراد والمجتمعات. علاوة على ذلك، لم يتم إجراء أي بحث سابق لتقييم هذا الموضوع في سلطنة عُمان. وهدفت الدراسة إلى تحديد الضغوطات المتصورة المتعلقة بجائحة كوفيد-19 بين البالغين العمانيين، واستراتيجيات التكيف المستخدمة لإدارة تلك الضغوطات، والعلاقة بين آليات التكيف والخصائص الاجتماعية والديموغرافية المختلفة.
وأجري هذا المسح الوطني المقطعي في جميع أنحاء سلطنة عُمان في الفترة ما بين سبتمبر وديسمبر 2020، ووزع استبيان عبر الإنترنت لجمع المعلومات المتعلقة بالخصائص الاجتماعية والديموغرافية، والضغوطات المحتملة التي حدثت أثناء الوباء، واستراتيجيات التكيف. حيث قدّم ما مجموعه 790 من البالغين العمانيين استبيانات مكتملة حيث بلغ معدل الاستجابة 88.4%. تم الإبلاغ عن الإجهاد المرتفع والمعتدل والمنخفض من 492 (62.3٪) و139 (17.6٪) و159 (20.1٪) مشاركًا على التوالي. وحصلت آليات التعامل مع النهج على درجة متوسطة أعلى من آليات التجنب. فيما يتعلق باستراتيجيات التكيف المحددة، حصل التخطيط على أعلى متوسط درجات، يليه القبول، والدين، وإعادة الصياغة الإيجابية، في حين أن تعاطي المخدرات كان الأقل إبلاغا عنه، يليه الفكاهة، والإنكار، وفك الارتباط السلوكي. وقد لوحظت علاقات مرتبطة بين استراتيجيات المواجهة المختلفة وجنس المشاركين وعمرهم وحالتهم الاجتماعية ومستوى التمارين الرياضية ومستوى التوتر.
إن التأثير النفسي للوباء واسع النطاق وواضح على عموم السكان العمانيين، حتى بين الأفراد غير المصابين بالمرض. بناءً على النتائج التي توصلت إليها الدراسة فإن تدخلات الصحة العقلية والمبادئ التوجيهية بشأن الحد من التوتر والتعامل مع كوفيد-19 ضرورية للسكان العمانيين. علاوة على ذلك، نظرًا لأن الموارد النفسية محدودة في سلطنة عمان، فإن مثل هذه التدخلات يجب أن تستهدف الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإجهاد وغير القادرين على التكيف. كما تؤكد نتائج هذه الدراسة على ضرورة وجود نظام وطني لدعم الصحة العقلية لتلبية الاحتياجات النفسية لعامة السكان.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: جائحة کوفید 19
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف علاقة حساب عدد خطوات المشي بالاكتئاب
المشي ..أظهرت دراسة جديدة أجرتها جامعة كاستيا لا مانشا في إسبانيا أن الأشخاص الذين يمارسون رياضة المشي لمسافات طويلة يقل احتمال إصابتهم بالاكتئاب. وخلصت الدراسة إلى أن نشاطًا بسيطًا مثل المشي يمكن أن يكون وسيلة فعّالة في الوقاية من مشكلات الصحة العقلية.
وتعد الدراسة التي نشرت في صحيفة “ديلي ميل”، واستندت إلى بيانات من 96173 بالغًا من 13 دولة. وبحسب الباحثين، تواحدة من أوسع الدراسات التي استعرضت العلاقة بين عدد الخطوات اليومية والاكتئاب. ووفقًا للنتائج، فإن كل 1000 خطوة إضافية يخطوها الشخص يوميًا ترتبط بانخفاض بنسبة 9% في خطر الإصابة بالاكتئاب.
أظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين يمشون أكثر من 5000 خطوة يوميًا يتمتعون بصحة عقلية أفضل مقارنة بمن يتخذون خطوات أقل. وكانت النتائج أكثر وضوحًا لدى الأشخاص الذين يمشون بين 7500 و9999 خطوة يوميًا، حيث أظهرت نتائجهم انخفاضًا ملحوظًا في أعراض الاكتئاب.
قاد فريق البحث، الذي ضمّ برونو بيزوزيرو بيروني وزملاءه، تحليلًا لدراسات استخدمت قياسات دقيقة للنشاط البدني باستخدام أجهزة مثل عدادات الخطوات وأجهزة قياس التسارع، مما يضمن دقة أكبر مقارنة بما يقدمه المشاركون من تقديرات ذاتية لنشاطهم.
شملت الدراسة مجموعة واسعة من الأعمار، حيث تراوحت أعمار المشاركين بين 18.6 عامًا و91.2 عامًا. وكانت عدد الخطوات اليومية للمشاركين تتراوح بين 2931 و10378 خطوة، مما يعكس تنوعًا كبيرًا في مستويات النشاط.
وبينت الدراسة أن العلاقة بين عدد الخطوات والاكتئاب كانت عكسية؛ بمعنى أنه كلما زادت الخطوات اليومية، قلت أعراض الاكتئاب. وكان هذا الاتجاه واضحًا في الدراسات التي تابعت المشاركين على مدار فترة زمنية، وكذلك في الدراسات التي تناولت الأشخاص في نقطة زمنية واحدة. إحدى النتائج المهمة هي أن الأشخاص الذين حافظوا على 7000 خطوة أو أكثر يوميًا كانوا أقل عرضة للاكتئاب بنسبة 31% مقارنة بمن يمشون أقل.
ناقشت الدراسة عدة طرق قد يساعد المشي من خلالها في الوقاية من الاكتئاب، مثل تقليل مستويات الالتهاب في الجسم، وتحفيز مسارات عصبية معينة، وزيادة مرونة الأعصاب، وتنظيم استجابة الجسم للتوتر. كما أن المشي في الهواء الطلق قد يوفر فرصًا للتفاعل الاجتماعي والتعرض للطبيعة.
وما يجعل المشي خيارًا مثاليًا هو أنه لا يتطلب معدات خاصة أو تدريبًا معقدًا، ويمكن دمجه بسهولة في الحياة اليومية من خلال تغييرات بسيطة في العادات.
وتعد هذه الدراسة مهمة بالنظر إلى أن أكثر من 330 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعانون من الاكتئاب، مما يبرز الحاجة الملحة لتشجيع النشاط البدني كوسيلة للوقاية والعلاج.