لجريدة عمان:
2025-01-24@19:40:24 GMT

دراسة تؤكد ضرورة وضع استراتيجيات للتكيف

تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT

دراسة تؤكد ضرورة وضع استراتيجيات للتكيف

أكدت دراسة أن جائحة كوفيد- 19 تسببت في رفع مستوى الخوف والقلق والتوتر لدى أفراد المجتمع بسبب نقص المعرفة بشأن طبيعة الفيروس. وأدت محاولات الحد من انتقال الفيروس إلى تغييرات كبيرة في الأنشطة والحركة اليومية، ما أدى إلى مواجهة العديد من الأفراد الواقع الجديد المتمثل في العمل والدراسة من المنزل، وحلّت وسائل الاتصال عن بعد محل وسائل التواصل الأكثر تخصيصًا وجهًا لوجه، مشيرة إلى معاناة العديد من الأفراد والأسر من البطالة الكاملة أو الجزئية، كما أدت عمليات الإغلاق أيضا إلى تقليل الاتصال الجسدي بشكل كبير بين الأحباء والأصدقاء والزملاء.

بالإضافة إلى ذلك، أدت تدابير احتواء كوفيد-19 أيضًا إلى تقييد الطريقة التي يسعى بها البشر بشكل طبيعي للتخلص من التوتر من خلال القيام بأنشطة جماعية مطمئنة، مثل الصلاة وتناول الطعام الجماعي وزيارة المرضى والمشاركة في حفلات الزفاف أو الجنازات.

وأوضحت الدراسة التي جاءت بعنوان" العوامل المرتبطة باستراتيجيات التكيف بسبب الضغوطات المرتبطة بجائحة كوفيد-19 بين البالغين العمانيين" نشرت تفاصيلها في مجلة عمان الطبية التابعة للمجلس العماني للاختصاصات الطبية أنه بعد جائحة الإنفلونزا الإسبانية عام 1918، أصبحت جائحة كوفيد-19 أول حالة رئيسية في التاريخ الحديث للعزلة الاجتماعية الشاملة والطويلة والقرب القسري من الأسرة. علاوة على ذلك، فهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تحديد أن الوباء لديه القدرة على إحداث ضغوطات قوية بما يكفي لإثارة حالات الصحة العقلية وتفاقم الحالات الموجودة على نطاق عالمي حقيقي.

وذكرت الدراسة تمثل جائحة كوفيد-19 حدثًا مرهقًا ذا نطاق فريد وكثافة وحجم كبيرين على عكس العديد من ضغوطات الحياة الشائعة. وتشمل عوامل الضغط المرتبطة بفيروس كوفيد-19 الاضطرابات التي لا يمكن تجنبها في الأنشطة اليومية العادية والقيود المفروضة على الآليات التقليدية للتخلص من التوتر. كظاهرة غير مسبوقة، هناك القليل من الأدبيات التي تقيم التأثير النفسي والاجتماعي للضغوطات المرتبطة بـكوفيد-19 على الأفراد والمجتمعات. علاوة على ذلك، لم يتم إجراء أي بحث سابق لتقييم هذا الموضوع في سلطنة عُمان. وهدفت الدراسة إلى تحديد الضغوطات المتصورة المتعلقة بجائحة كوفيد-19 بين البالغين العمانيين، واستراتيجيات التكيف المستخدمة لإدارة تلك الضغوطات، والعلاقة بين آليات التكيف والخصائص الاجتماعية والديموغرافية المختلفة.

وأجري هذا المسح الوطني المقطعي في جميع أنحاء سلطنة عُمان في الفترة ما بين سبتمبر وديسمبر 2020، ووزع استبيان عبر الإنترنت لجمع المعلومات المتعلقة بالخصائص الاجتماعية والديموغرافية، والضغوطات المحتملة التي حدثت أثناء الوباء، واستراتيجيات التكيف. حيث قدّم ما مجموعه 790 من البالغين العمانيين استبيانات مكتملة حيث بلغ معدل الاستجابة 88.4%. تم الإبلاغ عن الإجهاد المرتفع والمعتدل والمنخفض من 492 (62.3٪) و139 (17.6٪) و159 (20.1٪) مشاركًا على التوالي. وحصلت آليات التعامل مع النهج على درجة متوسطة أعلى من آليات التجنب. فيما يتعلق باستراتيجيات التكيف المحددة، حصل التخطيط على أعلى متوسط درجات، يليه القبول، والدين، وإعادة الصياغة الإيجابية، في حين أن تعاطي المخدرات كان الأقل إبلاغا عنه، يليه الفكاهة، والإنكار، وفك الارتباط السلوكي. وقد لوحظت علاقات مرتبطة بين استراتيجيات المواجهة المختلفة وجنس المشاركين وعمرهم وحالتهم الاجتماعية ومستوى التمارين الرياضية ومستوى التوتر.

إن التأثير النفسي للوباء واسع النطاق وواضح على عموم السكان العمانيين، حتى بين الأفراد غير المصابين بالمرض. بناءً على النتائج التي توصلت إليها الدراسة فإن تدخلات الصحة العقلية والمبادئ التوجيهية بشأن الحد من التوتر والتعامل مع كوفيد-19 ضرورية للسكان العمانيين. علاوة على ذلك، نظرًا لأن الموارد النفسية محدودة في سلطنة عمان، فإن مثل هذه التدخلات يجب أن تستهدف الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإجهاد وغير القادرين على التكيف. كما تؤكد نتائج هذه الدراسة على ضرورة وجود نظام وطني لدعم الصحة العقلية لتلبية الاحتياجات النفسية لعامة السكان.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: جائحة کوفید 19

إقرأ أيضاً:

هل يواجه الذكاء الاصطناعي صعوبة في التعامل مع التاريخ؟.. دراسة توضح

مع التقدم الكبير في تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح من الممكن استخدام هذه التقنيات في مجالات عديدة، ولكن الذكاء الاصطناعي ما زال يواجه عدة تحديات رئيسية عند التعامل مع التاريخ، وذلك بحسب ما كشفت عنه دراسة حديثة اختبرت قدرات ثلاثة من أهم النماذج اللغوية الكبيرة في الإجابة عن أسئلة تاريخية معقدة.

ولإجراء هذه الدراسة، أنشأ فريق من الباحثين معيارًا جديدًا يُسمى (Hist-LLM)، لاختبار أداء ثلاثة نماذج لغوية كبيرة رائدة، وهي:(GPT-4) من OpenAI، و(Llama) من ميتا، و(Gemini) من جوجل، في الإجابة عن أسئلة تاريخية دقيقة، بحسب موقع البوابة التقنية.

واعتمد هذا المعيار في تقييمه على قاعدة بيانات شاملة للمعرفة التاريخية تُسمى (سشات) Seshat، وهي قاعدة بيانات ضخمة تجمع معلومات تاريخية من مصادر متعددة وتغطي فترات زمنية وأماكن جغرافية مختلفة، وقد سميت هذه القاعدة على اسم سشات، إلهة الحكمة والكتابة والمعرفة في الحضارة المصرية القديمة.

ويركز معيار (Hist-LLM) في اختبار مدى دقة المعلومات التاريخية وموثوقيتها التي يقدمها كل نموذج لغوي، مقارنةً بالمعلومات الموثقة في قاعدة بيانات (Seshat)، مما يساعد في تحديد نقاط القوة والضعف في قدرة النماذج اللغوية الكبيرة على فهم السياق التاريخي واستيعابه والتمييز بين الحقائق التاريخية الصحيحة والمعلومات غير الصحيحة أو المضللة.

نتائج مخيبة للآمال

عُرضت نتائج هذه الدراسة في مؤتمر (NeurIPS)، وهو أحد أبرز المؤتمرات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، وجاءت مخيبة للآمال، وفقًا للباحثين المنتسبين إلى معهد الأبحاث (Complexity Science Hub) في النمسا، إذ حقق نموذج (GPT-4 Turbo) أفضل أداء بين النماذج المختبرة، ولكنه لم يحقق سوى دقة تقارب 46% في الإجابة عن الأسئلة التاريخية، ويشير هذا الرقم إلى أن أداء نموذج (GPT-4 Turbo) لم يكن أفضل بكثير من التخمين العشوائي، إذ إن نسبة 50% تمثل احتمالية الإجابة الصحيحة عن سؤال له خياران فقط عن طريق التخمين.

الذكاء الاصطناعي

وعلقت ماريا ديل ريو-شانونا، الأستاذة المشاركة في علوم الحاسوب في جامعة كوليدج لندن وأحد مؤلفي الورقة البحثية، على هذه النتائج قائلة: «الخلاصة الرئيسية من هذه الدراسة هي أن النماذج اللغوية الكبيرة أصبحت مثيرة للإعجاب في الكثير من الجوانب التقنية والإبداعية، ولكنها ما زالت تفتقر إلى عمق الفهم المطلوب للتعامل مع البحث التاريخي المتقدم على مستوى الدراسات العليا».

وأوضحت تشانونا تفصيلًا مهمًا حول طبيعة هذه النماذج وقدراتها، إذ أشارت إلى أنها رائعة في استرجاع الحقائق الأساسية والمعلومات العامة وتقديمها، بمعنى آخر، يمكن لهذه النماذج التعامل بكفاءة مع المعلومات التاريخية المباشرة والمتاحة بسهولة، مثل تواريخ الأحداث المهمة أو أسماء الشخصيات التاريخية.

ويؤكد ذلك أن النماذج اللغوية الكبيرة غير قادرة حاليًا على تحليل المصادر التاريخية بشكل نقدي، أو فهم السياق التاريخي المعقد، كما لا يمكنها حاليًا إجراء تحليلات تاريخية مبتكرة أو تقديم تفسيرات جديدة للأحداث التاريخية.

أسباب ضعف النماذج اللغوية الكبيرة في التاريخ

تثير نتائج هذه الدراسة التساؤل عن أسباب ضعف النماذج اللغوية الكبيرة في الإجابة عن الأسئلة التاريخية التقنية، في حين تظهر كفاءة عالية في الإجابة عن أسئلة معقدة في مجالات أخرى مثل البرمجة.

وأرجعت ديل ريو-شانونا ذلك إلى ميل هذه النماذج إلى الاستقراء من البيانات التاريخية الشائعة والبارزة، مما يجعل من الصعب عليها استرجاع المعرفة التاريخية الأكثر غموضًا.

وشرحت ديل ريو شانونا هذه الظاهرة قائلة: «إذا تكرر ذكر (A) و (B) أمامك 100 مرة، وذُكر (C) مرة واحدة فقط، ثم طُرح عليك سؤال حول (C)، فمن المحتمل أن تتذكر (A) و(B) وتحاول الاستنتاج بناءً عليهما».

الذكاء الاصطناعي تحيزات في بيانات التدريب

كشفت الدراسة أيضًا عن توجهات أخرى، منها أن أداء نموذجي GPT-4، و Llama كان أسوأ في مناطق معينة مثل أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، مما يشير إلى وجود تحيزات محتملة في بيانات التدريب المستخدمة.

وأكد بيتر تورتشين، قائد الدراسة وعضو هيئة التدريس في معهد (Complexity Science Hub)، أن نتائج هذه الدراسة تظهر أن النماذج اللغوية الكبيرة لا تزال غير قادرة على الحلول محل البشر في مجالات معينة مثل التاريخ.

ومع ذلك، لا يزال الباحثون متفائلين بإمكانية استفادة المؤرخين من هذه النماذج في المستقبل كأداة مساعدة تساهم في تسريع بعض جوانب البحث وتوفير معلومات أولية، ويعملون حاليًا على تحسين معايير التقييم المستخدمة في دراستهم بإضافة المزيد من البيانات من المناطق الممثلة تمثيلًا ناقصًا، وطرح أسئلة أكثر تعقيدًا.

وتُختتم الورقة البحثية بالتأكيد أن النتائج تسلط الضوء على المجالات التي تحتاج فيها النماذج اللغوية الكبيرة إلى تحسين، وتؤكد أيضًا إمكانات هذه النماذج في المساعدة في البحث التاريخي.

اقرأ أيضاً«ترامب» يعلن ضح استثمارات بـ500 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي

اليونسكو تنظم ندوة عن كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في التعليم

تلفزيون بريكس يبرز مساعي الإمارات وماليزيا لتعزيز التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي

مقالات مشابهة

  • دافوس 2025.. محمد بن طليعة: حكومة الإمارات من أوائل الحكومات التي أطلقت استراتيجيات وسياسات للتحول الرقمي
  • «تريندز» يطلق دراسة بعنوان «مستقبل الطاقة المتجدّدة»
  • محمد بن طليعة: حكومة الإمارات من أوائل الحكومات التي أطلقت استراتيجيات وسياسات للتحول الرقمي
  • دراسة: الأشجار غير المناسبة قد تجعل المدن أكثر حرارة ليلا
  • "تريندز" يطلق دراسة عن "مستقبل الطاقة المتجددة"
  • دافوس 2025 ..محمد بن طليعة : حكومة الإمارات من أوائل الحكومات التي أطلقت استراتيجيات وسياسات للتحول الرقمي
  • هل يواجه الذكاء الاصطناعي صعوبة في التعامل مع التاريخ؟.. دراسة توضح
  • "شباب الشيوخ" توافق على دراسة حول تعظيم دور بيوت الشباب
  • شباب الشيوخ توافق عل دراسة حول تعظيم دور بيوت الشباب
  • قطر تؤكد ضرورة ضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بكل مراحله