لا خوف على قناة السويس.. شركات شحن عملاقة تعاود دفتها للبحر الأحمر
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
تلوح في الأفق انفراجة قريبة للأزمة التي تسببت بها جماعة الحوثي وتهديدها حركة الملاحة والشحن داخل البحر الأحمر، عبر مهاجمة السفن الإسرائيلية التي تمر من مضيق باب المندب، تضامنا مع قطاع غزة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي تسبب في تحويل عدد من شركات الشحن الدولية وجهتها إلى الطريق البحري القديم الذي يدور حول قارة إفريقيا وهو طريق "رأس الرجاء الصالح".
واستهدفت جماعة أنصار الله الحوثي في اليمن، العديد من السفن التجارية التابعة لإسرائيل عند مرورها باب المندب ومضيق هرمز في الخليج العربي، الأمر الذي دعا الولايات المتحدة الأمريكية، إلى إنشاء قوة دولية لحماية الممرات الملاحية في البحر الأحمر والخليج العربي وكذلك المحيط الهندي.
من جهتها، كشفت مصادر ملاحية، أن شركتي (إيفرجرين) التايوانية، (سي أم آي سي جي أم) الفرنسية للشحن البحري أرسلتا إخطارات لقناة السويس وشركات لوجيستية بعودتهما للملاحة في البحر الأحمر والممر الملاحي خلال الأيام المقبلة.
وقالت المصادر، من بينها مسؤول ملاحي بقناة السويس، لـ "العربية"، إن القناة ستستقبل أولى ناقلات إيفرجرين الأسبوع المقبل بعد الإخطار الذي أرسلته بعودتها للملاحة، مشيرة إلى أن "الناقلة تحمل اسم (زيوس) وموجودة حاليا بالمياه الإقليمية السعودية".
قناة السويس بخير.. فيتش تنصف الممر الأهم عالميا و20 دولة بحارس الازدهار لماذا يربك الحوثي الحسابات الأمريكية مع إسرائيل رغم اعتراض مسيراتهوذكر مصدر، أن السفينة (سي. إم. إيه واشنطن) التابعة لعملاق النقل البحري الفرنسي، والتي كانت تقف بخليج عدن الأسبوع الماضي، استأنفت رحلاتها بالبحر الأحمر ومن المنتظر أن تدخل اليوم الخميس، ميناء السخنة المصري لتفريغ شحنتها.
وأعلنت شركة "سي أم آي سي جي أم" الفرنسية و"ميرسك" الدنماركية استنئناف تسيير سفنها عبر البحر الأحمر، وذلك بعد تعليق حركة الشحن بسبب هجمات جماعة الحوثيين على خلفية الحرب في غزة.
وقالت الشركة الفرنسية في رسالة لعملائها، إن "بعض السفن عبرت البحر الأحمر"، وإنها تعتزم "زيادة تسيير سفنها عبر قناة السويس بشكل تدريجي".
من جهتها، أكدت "ميرسك" أنها تعتزم "استئناف الملاحة في البحر الأحمر"، مشيرة الى أن السفن ستعاود استخدام هذا الممر البحري "في أسرع وقت ممكن".
وكانت شركات نقل عالمية كبرى قد أعلنت من منتصف ديسمبر، تعليق مرور سفنها عبر البحر الأحمر بعد إعلان الحوثيين منع مرور السفن من وإلى إسرائيل. واستهدفت عددا من السفن التي تتعامل مع إسرائيل.
تهديدات جماعة الحوثيوأكد الحوثيون اليمنيون أن عملياتهم تأتي لنصرة غزة التي تشهد حربا منذ السابع من أكتوبر بين إسرائيل وحركة حماس، مؤكدين أنها "ستتواصل ما لم يتم السماح بإدخال مواد إغاثية من أغذية وأدوية الى القطاع المحاصر".
ودفعت هجمات الحوثيين، الولايات المتحدة إلى تشكيل تحالف دولي يعرف بـ حارس الازدهار، يضم أكثر من 20 بلدا لحماية الملاحة في البحر الأحمر.
ورأت شركة "ميرسك" أن تشكيل هذا التحالف "نبأ جيد لكامل قطاع" النقل البحري؛ لأنه يتيح استئناف حركة الملاحة، الا أنها اعتبرت أن "الخطر عموما في هذه المنطقة ما زال قائما".
بدورها، أكدت الشركة الفرنسية أنها "تتابع الوضع بشكل دائم، وهي على استعداد لإعادة تقييم خططها اذا تطلب الأمر.
وكان الجيش الأميركي قد أعلن الثلاثاء أنّه أسقط أكثر من 10 طائرات مسيّرة هجومية وصواريخ أطلقها الحوثيون من اليمن باتجاه سفن شحن في البحر الأحمر من دون أن تسفر عن إصابات أو أضرار.
ممر آمن.. تفاصيل جديدة بشأن عملية "حارس الازدهار" لحماية الملاحة بالبحر الأحمر كتائب القسام تعلن تدمير جرافة إسرائيلية في مخيم البريج وسط قطاع غزةبدورهم، شدد الحوثيون الثلاثاء على استمرار دعم وإسناد الشعب الفلسطيني، مجددين موقفهم "بشأن منع مرور كافة السفن الإسرائيلية".
ويعد البحر الأحمر الرابط بين قناة السويس ومضيق باب المندب ممرا أساسيا للملاحة الدولية، وتمرّ عبره زهاء 20 ألف سفينة تجارية سنويا.
ويفرض تفادي المرور عبر البحر الأحمر تكاليف ووقتا إضافيين على شركات النقل، اذ تضطر إلى الاستدارة حول قارة إفريقيا للانتقال من آسيا الى أوروبا، عوضا عن عبور البحر الأحمر وقناة السويس وصولا الى المتوسط.
ومع تزايد التوتر في البحر الأحمر عقب الهجمات الحوثية على السفن التجارية، أكد وزيرا الخارجية المصري والأردني، أن أمن الملاحة في البحر الأحمر "جزء لا يتجزأ من الأمن القومي للبلدين".
انتظام المرور عبر القناةوالتقى وزير الخارجية، السفير سامح شكري نظيره الأردني أيمن الصفدي بالقاهرة، الثلاثاء، حيث تناولا عدة موضوعات ذات اهتمام مشترك، من بينها أمن الملاحة في البحر الأحمر.
كما أفاد بيان لوزارة الخارجية المصرية، الثلاثاء، بأن مسألة أمن الملاحة في البحر الأحمر تبرز في ظل أهمية هذا المسار بالنسبة لحركة التجارة الدولية، ومن ثم فإن الأمر يعتبر "جزءا لا يتجزأ" من الأمن القومي للبلدين.
وتوقفت كبرى شركات الشحن في العالم، عن استخدام طرق البحر الأحمر بعد أن بدأت جماعة الحوثي المسلحة في اليمن استهداف السفن في وقت سابق من هذا الشهر مما أدى إلى تعطيل التجارة العالمية.
من جانبه قال اللواء سمير فرج، المفكر والخبير الاستراتيجي، إن هناك أهمية كبيرة للقواعد العسكرية المتواجدة في جيبوتي للبحر الأحمر، لافتا إلى أن أي "تقصير يحدث في البحر الأحمر له تأثير على قناة السويس".
وأضاف المفكر والخبير الاستراتيجي، أنه خلال أسبوعين ستنتهي أزمة تحديد حركة الملاحة في البحر الأحمر، مبينا أن هناك تصاعدا كبيرا من قبل الحوثيين في البحر الأحمر.
وأكد أن القواعد العسكرية المتواجدة في جيبوتي مهمة، في ظل نجاحها للقضاء على قراصنة البحر الأحمر، مبينا أن "أمريكا من خلال قواتها تستطيع السيطرة على البحر الأحمر".
ولفت اللواء سمير فرج، إلى أن الولايات المتحدة تمثل 99% مما يتم في العالم وهي مقولة الرئيس الراحل السادات، لافتا إلى سيطرة إيران على باب المندب من خلال الحوثيين ومضيق هرمز، يتسبب في مشكلة بالمنطقة من خلال تصرفاتها.
وشدد اللواء سمير فرج، على أن مصر قادرة على حماية قناة السويس من أي تهديدات، مشيرا إلى أن "مصر لديها قوات بحرية ترتيبها السادس على العالم"، مشددا على أن المشكلة الحالية بين الحوثيين في اليمن وإسرائيل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البحر الأحمر مضيق باب المندب جماعة الحوثي جماعة أنصار الله الحوثي قناة السويس ايفرجرين قطاع غزة الملاحة فی البحر الأحمر جماعة الحوثی قناة السویس باب المندب إلى أن
إقرأ أيضاً:
“لويدز لست”: “لويدز لست”: رغم إعلان اليمن وقف الهجمات البحرية إلا أن قطاعات صناعية لم تعد للمنطقة
كما أوضح أن الإعلان اليمني بالرفع الجزئي للقيود في البحر الأحمر لم يؤد إلى عودة جماعية إلى الممر الملاحي المحاصر الذي يمر عبر هذه المياه، لكن باب المندب أصبح الآن خيارا قابلا للتطبيق بالنسبة لبعض الذين كانوا يتجنبون المنطقة. وأضاف: “لقد مر أسبوع منذ أن أصدر الحوثيون إشعارًا يقولون فيه إنهم لن يستهدفوا بعد الآن السفن المملوكة والمدارة من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والتي ترفع علمهما بعد تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة”.
وبحسب بيانات تتبع السفن المقدمة من شركة لويدز ليست إنتليجنس ، بلغ إجمالي عدد السفن العابرة لباب المندب 223 سفينة خلال الأسبوع الماضي، بزيادة 4% على أساس أسبوعي، ولكن بما يتماشى مع المستويات التي شهدناها خلال الأشهر القليلة الماضية. وانخفضت أعداد السفن العابرة لقناة السويس بنسبة 7% إلى 194 سفينة.
وكما كان متوقعا، تؤكد الأرقام أن عودة أحجام حركة المرور في البحر الأحمر إلى طبيعتها لن تحدث بين عشية وضحاها، ولكنها تكشف عن وجود بعض مالكي السفن والمشغلين الذين ينظرون الآن إلى البحر الأحمر على أنه مفتوح للأعمال التجارية. وأضاف التقرير أن من بين السفن التي أبحرت عبر باب المندب الأسبوع الماضي، كان ما يقرب من 25 سفينة إما عائدة إلى نقطة الاختناق بعد تجنب المنطقة منذ نهاية عام 2023، أو كانت تقوم برحلتها الأولى عبر المضيق دون وجود تاريخ من مثل هذه العبور خلال العامين الماضيين.
وذكرت الصحيفة أن مركز المعلومات البحرية المشترك قال إن ست سفن مرتبطة بالولايات المتحدة أو المملكة المتحدة عبرت منطقة التهديد منذ 19 يناير 2025.
وقالت اللجنة المشتركة لمراقبة البحر الأحمر وخليج عدن في أحدث تقرير أسبوعي لها: “تقدر اللجنة أنه مع تقدم اتفاق السلام وبقاء السفن والبنية التحتية غير مستهدفة، فمن المتوقع تحسن الاستقرار؛ ومع ذلك، تظل المخاطر في البحر الأحمر وخليج عدن مرتفعة”.
ولا يفاجأ محللو الأمن البحري بأن جزءاً كبيراً من الصناعة يواصل التحول حول رأس الرجاء الصالح.
ويقول رئيس قسم الاستشارات في مجموعة إي أو إس للمخاطر مارتن كيلي: “يحتفظ الحوثيون بالقدرة على استئناف الهجمات ضد السفن في البحر الأحمر في غضون مهلة قصيرة للغاية، وبالتالي فإن المخاطر يمكن أن تتغير بسرعة كبيرة”. “ومن المرجح أن يستمر هذا في ردع شركات الشحن عن المخاطرة بالتواجد في مدى صواريخ الحوثيين أو طائراتهم بدون طيار في حال فشل وقف إطلاق النار في غزة وعودة الحوثيين إلى ملف الأهداف السابق”. ووصف وقف إطلاق النار بأنه هش، فيما تظل التوترات في المنطقة مرتفعة.
وأوضح أن التقلبات السياسية هي أحد الأسباب التي تدفع مالكي السفن ومشغليها إلى الاستمرار في تغيير مساراتهم، ورغم أن الباب يبدو مفتوحاً أمام الكثير من قطاعات صناعة الشحن، فإن السفن المملوكة لإسرائيل لا تزال معرضة لخطر الاستهداف.