لافروف: الغرب حاول وضع صربيا بين خيارين
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن الغرب حاول وضع صربيا أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الانضمام إلى العقوبات ضد روسيا، أو مواجهة انقلاب داخلي.
إقرأ المزيدجاء تصريح لافروف هذا في مقابلة أجرتها معه وكالة "نوفوستي" وقناة "روسيا-24" اليوم الخميس.
وقال لافروف: "كانت تزعجهم (في واشنطن) في السنوات الأخيرة حقيقة أن أوكرانيا كانت جارة روسيا، تسعى لبناء علاقات عمل طبيعية مع جارتها. وبدأوا في جرها إلى الاتحاد الأوروبي تحت شعار - "إما معنا أو مع روسيا".
وتابع: "هذا المبدأ "إما .. أو.." لم يختف، فانظروا إلى صربيا، حيث يقال (لقادتها) الآن نفس الشيء: تعالوا انضموا إلى العقوبات ضد روسيا، وتخلوا عن كوسوفو، واعترفوا بها كدولة مستقلة تماما، وبعد ذلك سنقبلكم في الاتحاد الأوروبي. وعندما لم يحدث ذلك، حاول (الغرب) تدبير انقلاب".
وبعد الانتخابات البرلمانية التي جرت في صربيا في 17 ديسمبر، نظم أنصار المعارضة من ائتلاف "صربيا ضد العنف" الموالي للغرب، سلسلة أعمال شغب في العاصمة بلغراد بزعم تزوير الانتخابات. وحاولوا اقتحام مبان حكومية وإغلاق شارع رئيسية، لكن الشرطة تصدت لهم واحتجزت 38 شخصا.
إقرأ المزيدووصف الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش الاحتجاجات في بلغراد بأنها محاولة للنيل من استقلال صربيا وسيادتها، مؤكدا أن السلطة ستحمي النظام العام. كما شكر فوتشيتش "أجهزة الاستخبارات الشريكة" في الدول الأخرى، التي قال إنها حذرت السلطات الصربية من اضطرابات محتملة.
المصدر: "نوفوستي"
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: ألكسندر فوتشيتش احتجاجات الاتحاد الأوروبي انقلاب سيرغي لافروف عقوبات ضد روسيا
إقرأ أيضاً:
من اليمن إلى أمريكا.. واشنطن أمام خيارين.. الانسحاب أو الاستنزاف!
لم يعد البحر الأحمر ممرًا آمنًا للأساطيل الأمريكية، ولم تعد واشنطن قادرةً على فرض هيمنتها العسكرية كما اعتادت. اليوم، يقف اليمن، بقوة ردعه وإرادته الصلبة، في قلب معركة استنزاف تُعيد تشكيل موازين القوى في المنطقة، فارضًا على الإدارة الأمريكية معادلة لم تكن تتوقعها: إما الانسحاب وتجرّع الهزيمة، أو البقاء في مستنقع استنزاف لا نهاية له.
تصعيد يمني يقلب الحسابات الأمريكية
في الساعات الأولى من فجر الاثنين، وجّهت القوات المسلحة اليمنية ضربةً قاسيةً لحاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس هاري ترومان في شمال البحر الأحمر، وذلك للمرة الثانية خلال 24 ساعة. العملية التي نفّذتها بصواريخ باليستية ومجنحة، إلى جانب طائرات مسيّرة، لم تكن مجرد هجوم تكتيكي، بل جزء من استراتيجية يمنية طويلة الأمد تهدف إلى شلّ قدرة العدو على المناورة وفرض واقع جديد في البحر الأحمر.
استمرار هذه الضربات الدقيقة أربك القيادات العسكرية الأمريكية، حيث استمرت الاشتباكات لساعات، وأجبرت الطائرات الحربية الأمريكية على التراجع دون تحقيق أي أهداف، ما يعكس فشلًا ذريعًا في تأمين أسطولها الحربي في واحدة من أهم الممرات البحرية العالمية.
واشنطن في مأزق.. لا انتصار ولا مخرج آمن
لم تعد واشنطن تمتلك رفاهية المناورة، فكل تحرك عسكري لها يُقابل بردّ يمني أكثر إيلامًا. لم يعد أمامها سوى خيارين لا ثالث لهما:
1. الاستمرار في التصعيد، مما يعني مزيدًا من الخسائر العسكرية والاقتصادية، واستنزافًا طويل الأمد في مواجهة خصم يملك إرادة القتال ويفرض معادلاته على الأرض.
2. الانسحاب التدريجي، وهو ما يعني إقرارًا بفشل المشروع الأمريكي في فرض السيطرة على البحر الأحمر، وانكسار هيبة واشنطن أمام حلفائها وخصومها على حد سواء.
اليمن.. لاعب إقليمي يرسم قواعد جديدة
لم يعد اليمن تلك البقعة التي يُنظر إليها من زاوية الصراعات الداخلية، بل بات قوةً إقليميةً تؤثر في معادلات البحر الأحمر والخليج العربي، وتُعيد رسم خرائط النفوذ. الاستراتيجية اليمنية ليست مجرد رد فعل، بل هي مشروع مقاومة متكامل يُعيد تشكيل التوازنات في المنطقة، ويثبت أن اليمنيين قادرون على مواجهة أعتى الجيوش بأدواتهم الخاصة.
ختامًا: هل تعترف واشنطن بالهزيمة؟
ما يجري اليوم في البحر الأحمر ليس مجرد مناوشات، بل هو معركة فاصلة في مسار النفوذ الأمريكي بالمنطقة. كل ضربة يمنية تُكلف واشنطن المزيد من الخسائر، وكل تراجع أمريكي يعني انتصارًا جديدًا لقوى المقاومة. فهل تتحمل واشنطن كلفة هذه المواجهة المفتوحة، أم أنها ستجد نفسها مضطرةً للاعتراف بأن البحر الأحمر لم يعد أمريكيًا؟
في كلتا الحالتين، اليمن منتصر… والمعتدون إلى زوال.