سرايا - أعلن القائد العّام لجيش الاحتلال الإسرائيليّ، الجنرال هرتسي هليفي في خطابٍ دراماتيكيٍّ، مؤخرًا، أنّ الحرب في غزّة ستستمِّر لشهورٍ طويلةٍ جدًا، الأمر الذي أكّد لكلّ عاقلٍ أنّ الكيان ما زال بعيدًا جدًا عن تحقيق أهداف العدوان على غزّة، والقاضية بتدمير (حماس) واستعادة الاسرى لدى الحركة منذ هزيمة السابع من أكتوبر الماضي.




وفي ظلّ احتدام النقاش في الكيان حول ارتفاع عدد القتلى بالجيش جرّاء المعارك في قطاع غزّة، أعلن الناطق العسكريّ الإسرائيليّ صباح اليوم عن مقتل ستة جنودٍ من جيش الاحتلال خلال اليوميْن الأخيريْن، منهم ثلاثة صباح اليوم الخميس، ليصل عدد القتلى، بحسب الإحصائيات الإسرائيليّة الرسميّة، إلى 111 قتيلاً، منذ بداية الغزو البريّ في الـ 27 من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.



ورأى المحلّل السياسيّ في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، ناحوم برنياع، رأى أنّ: "إسرائيل" تخوض حربًا عادلة فرضتها عليها حماس منذ أشهر”، مضيفًا: “لكن حتى الحرب العادلة يجب أنْ تُجرى ضمن مراعاة محدودية القوّة ومصالح الدولة على المدى الطويل”، بحسب تعبيره.


ونقل برنياع، عن وزير الحرب يوآف غالانت، قوله: “إنّ "إسرائيل" تتعرّض لهجمات من ست جهات، في إشارة إلى غزة ولبنان وسوريّة والضفة الغربية واليمن وإيران”.


كما لفت المحلل المخضرم، المعروف بصلاته الوطيدة مع كبار صُنّاع القرار في تل أبيب، لفت إلى أنّ: “رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفض اقتراح الوزير في كابينيت الحرب غادي آيزنكوت، أول من أمس، حول إجراء مداولات بخصوص خطة الجيش "الإسرائيلي" لتغيير حجم القتال”، مضيفًا أنّ: “غالانت منع ضابطًا كبيرًا الأسبوع الماضي من طرح الخطة نفسها للتداول في هيئة يرأسها أيضًا”.




ومضى المحلل قائلاً: “يوجد حاليًا موافقة شاملة، أوْ تكاد تكون شاملة، على أنّ الواقع يستوجب الانتقال للمرحلة القادمة، وبالرغم من ذلك، فإنّ نتنياهو وغالانت يؤخران المداولات ولكلٍّ منهما أسبابه”.


وأردف: “للانتقال إلى المرحلة الثالثة وتقليص حجم القوات في القطاع أسباب واضحة، حيث إنّ قرابة خمس الفرق العسكرية تعمل في قطاع غزّة اليوم، وثمة حاجة لعدد من القوات في الشمال بسبب احتمال تدهور الوضع هناك، بينما على قسم من عناصر الاحتياط أنْ يعودوا إلى بيوتهم وأعمالهم”، طبقًا لأقواله.


علاوة على ما جاء أعلاه، أكّد برنياع أنّ: “السبب المركزيّ والحاسم هو التغيير المطلوب للقتال في غزة، حيث يحدث هناك تطور كان بالإمكان توقعه مسبقًا”، مضيفًا: “وبينما تتراجع الفائدة العسكرية من تطهير أيّ فتحة نفقٍ وأيّ بيتٍ مشتبه، فإنّ الثمن باستهداف قواتنا آخذ بالارتفاع”.


وأشار المحلل إلى أنّ: “جهات في الجيش الإسرائيليّ قدرت أنّه حتى اليوم دمرنا 20 بالمائة من قوة حماس العسكرية، وهناك تقديرات أعلى أيضًا، لكنّ أيًا منها لا تتحدث عن تدميرٍ شاملٍ”، مردفًا: “قيادة حماس العسكرية صمدت بغالبيتها”، مدعيًا أنّ: “حماس فقدت معظم معاقل الحكم، لكنها لم تفقد الحكم على معظم الغزيين، في حين يتطلب استمرار القتال أساليب مختلفة، وبحجم مختلف وتوقعات مختلفة” وفقًا لقوله.


وقال: “النتيجة هي أنّ ما كنّا نصفه في الحروب السابقة بأنّه مراوحة، بات في الحرب الحالية تورطًا، مضيفًا أنّ: “الحرب قاسية وتستدعي إصابات، لكن لا توجد فيها بشائر كبيرة، وحتى لو جرى تصفية أوْ اعتقال قادة حماس الثلاثة، يحيى السنوار ومحمد الضيف ومروان عيسى، فإنّ الوضع الأساسي لن يتغير”.



وتابع: ” ، وبشكلٍ طبيعيٍّ، فإنّ الانتقال من المرحلة الثانية إلى الثالثة يستدعي إجراء تلخيص مرحلي، ومقارنة بين الأهداف التي طُرحت والأهداف التي تحققت، فيما يواجه نتنياهو وغالانت مصاعب في التوصل إلى هذه المقارنة، ولقد خلقا توقعات عند الجمهور، وكذلك في صفوف الجنود، بالحسم، والتدمير، والتصفية، وبانتصار يمحو إخفاقات 7 تشرين الأول (أكتوبر)، وهما مستمران في ذلك الآن أيضًا، في حين أنّ التوقعات ليست واقعية، والتصريحات ليست واقعية أيضًا، وهي تنضم إلى أخطاء سبقت هجوم حماس، والخطاب ابتلع الإستراتيجية، والشعبوية ابتلعت الجوهر، وهذه صورة مأساوية”.



وقال إنّ: “التريث باتخاذ القرارات المتعلقة بغزة إشكاليّ من ناحية أخرى، فهو يسلب الانتباه إلى الجبهات الخمس الأخرى التي تُهاجم إسرائيل منها، ولعبة الشطرنج المعقدة التي تخوضها الدولة العبريّة مع إيران، من لبنان حتى البحر الأحمر والمحيط الهندي، ومن غزة في الغرب حتى طهران في الشرق، ومن اليمن حتى دمشق، تتحول تدريجيًا إلى لعبة طاولة زهر، التي سيكون فيها الحظ أو انعدام الحظ ثقلًا حاسمًا”.


وخلُص المُحلِّل الإسرائيليّ إلى القول إنّ: “المرحلة الثالثة ستُنفذ في نهاية الأمر، وهي لن تكون جنّة عدن، لا بأمن الجنود مقابل ما سيتبقى من حماس، ولا بمواجهة الوضع الإنسانيّ، وعلى ما يبدو فإنّ حياة الأسرى لن تكون مضمونةً، وعندها ستأتي المرحلة التي يخشاها نتنياهو أكثر من أيّ شيءٍ آخر، وهو النقاش حول السيطرة في القطاع، وأيّ حلٍّ سيكون مقرونًا بمشاركة جهاتٍ فلسطينيّةٍ، وأيّ مشاركةٍ فلسطينيّةٍ ستؤدّي لانهيار تحالفه مع مَنْ يُسّمى وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش”، وفقًا لتعبيره.


رأي اليوم 
إقرأ أيضاً : مشهد مخيف .. الدفاعات الجوية الأوكرانية تحاول التصدي لهجوم المسيرات الروسية إقرأ أيضاً : القسام تستهدف 8 آليات في غزة بعبوات "الشواظ" وقذائف الياسين إقرأ أيضاً : إعلام عبري: جنود أصيبوا خلال المعارك البرية في غزة رفضوا لقاء نتنياهو عند زيارتهم المستشفى بمدينة القدس


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: الاحتلال اليوم الاحتلال اليوم شهر الثاني الدولة غزة الوزراء القوات القطاع القوات الوضع اليوم الوضع الدولة لبنان غزة اليمن الوضع إيران الوضع لبنان إصابات اليوم الدولة القدس غزة الاحتلال الثاني الوزراء القوات اليمن القطاع شهر مضیف ا

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يشترط لإنهاء الحرب في غزة

#سواليف

نقل موقع “والا” الإسرائيلي، عن #مسؤولين #أميركيين و #إسرائيليين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين #نتنياهو أكد خلال محادثاته في #واشنطن عزمه الدخول في #مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق #غزة، مشيرًا إلى استعداده لبحث #إنهاء_الحرب والإفراج عن سجناء لم توافق إسرائيل على إطلاق سراحهم سابقًا.

وبحسب المصادر، فإن نتنياهو يشترط تخلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن السلطة في غزة ومغادرة كبار قادتها إلى الخارج، مشيرا إلى أنه في حال وافقت حماس على ذلك، فسيكون هناك تقدم نحو المرحلة الثانية من الصفقة.

وأعرب نتنياهو عن رغبته بتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، مضيفا أنه من الممكن تأمين إطلاق سراح 2 أو 3 أسرى إضافيين فقط بناء على حالتهم الصحية.

مقالات ذات صلة “يونيسيف”: مليون طفل بغزة يعانون صدمة نفسية 2025/02/07

كما ذكرت المصادر أن إسرائيل سوف تنسحب من محور فيلادلفيا (صلاح الدين) إذا وافقت حماس على عدم السيطرة على غزة، مشيرة إلى أن #حماس غير مستعدة للتخلي عن قوتها العسكرية أو عن الأسلحة التي بحوزتها.

من جهتها، ذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية، أن المجلس الأمني والسياسي في تل أبيب، سوف يجتمع الثلاثاء المقبل، لبحث المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار مع غزة.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) أنه من المتوقع أن تتسلم إسرائيل غدا الجمعة قائمة بأسماء الأسرى الذين سيفرج عنهم.

وأضافت أن رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) رونين بار وجّه بدعم المفاوضين لإتمام المرحلة الأولى من الصفقة والاستعداد لمرحلة ثانية.

من جهته، نفى المتحدث باسم رئيس الحكومة الإسرائيلية أن يكون نتنياهو عرض أي خطة بشأن المرحلة الثانية، مشيرا إلى أن “الأنباء عن ذلك كاذبة”.

ونقلت القناة الـ14 الإسرائيلية عن نتنياهو قوله إن المرحلة الثانية من الصفقة ستكون أكثر تعقيدا بكثير لكنه أعرب عن تفاؤله بإمكانية تحقيقها.

وقال نتنياهو للقناة إن ترامب أخبره أنه على اتصال بعدد من الدول لتنفيذ خطته المتعلقة بتهجير الفلسطينيين.

كما اعتبر نتنياهو أن إقامة دولة فلسطينية لا تشكل انتصارا هائلا لحماس بل ستشكل أيضا مكسبا لإيران، معتبرًا ذلك هزيمة لإسرائيل، على حد قوله.

ومساء الثلاثاء، كشف ترامب خلال مؤتمر صحفي مع نتنياهو في البيت الأبيض، عزمه “الاستيلاء” على قطاع غزة وتهجيرالشعب الفلسطيني منه، ما أثار رفضا إقليميا ودوليا واسعا.

قلق لدى أهالي الأسرى

في الأثناء، أعرب أهالي الأسرى الإسرائيليين في غزة، اليوم الخميس، عن قلقهم إزاء احتمال عدم إعادة جميع ذويهم من القطاع “بسبب مرور وقت طويل” حتى إتمام كافة مراحل الاتفاق.

جاء ذلك في مؤتمر مشترك لذوي الأسرى الإسرائيليين بمدينة تل أبيب وسط إسرائيل.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن ابنة أحد قتلى أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قولها “نحن قلقون على أسرانا الأحياء في قطاع غزة، وعلى إمكانية استرداد جثث القتلى أيضًا، بسبب مرور وقت طويل حتى إتمام كافة مراحل الاتفاق”.

وأضافت ابنة القتيل الإسرائيلي “لا يمكننا التباطؤ، كل لحظة تمر تشكل خطرًا على الأسرى جميعهم، ليس فقط على الأحياء منهم، بل أيضا على كرامة القتلى”.

وأنهت حديثها بالقول “الزخم موجود الآن، لا يجب تفويته، الآن هو الوقت للتوصل إلى اتفاق يعيد الجميع”.

بدورها، قالت صحيفة “إسرائيل هيوم” إنه من المتوقع أن تعلن حركة حماس غدًا (الجمعة) أسماء 3 أسرى سيتم الإفراج عنهم السبت، وسط حالة من الترقب والتوتر بين عائلات الأسرى.

وفي 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ويتم خلال الأولى منها التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.

وتقول وسائل إعلام إسرائيلية، إنه بعد إطلاق حماس سراح 18 أسيرا (13 إسرائيليا و5 تايلنديين)، فإنه لا يزال لديها 79 أسيرا، من المقرر إطلاق سراح 20 منهم خلال المرحلة الأولى الجارية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

ويتوقع الإعلام الإسرائيلي أن من بين الـ79 أسيرًا المتبقين في غزة، هناك 36 ليسوا على قيد الحياة.

وبدعم أميركي، ارتكبت قوات الاحتلال بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 159 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • صحيفة عبرية: إسرائيل تقرر السماح بعودة سكان الشمال اعتبارا من مارس المقبل
  • نتنياهو: اتفقنا على تصفية حماس ومنع إيران من امتلاك سلاح نووي
  • صحيفة: قادة إيرانيون يطالبون خامنئي بإلغاء فتوى تحريم الأسلحة النووية
  • حماس تعلق على الانسحاب الإسرائيلي من محور نتساريم
  • كيف ساهمت حرب القسام الإعلامية بتسليم الأسرى في إحباط الاحتلال الإسرائيلي؟
  • أحد المحتجزين الإسرائيليين المفرج عنهم يطالب حكومة نتنياهو بالبدء في مفاوضات المرحلة الثانية
  • صحيفة إسرائيلية: حماس تسخر من نتنياهو في تسليم الدفعة الخامسة من تبادل المحتجزين
  • عاجل.. نتنياهو: لن ننسحب من محور فيلادلفيا إلا بعد نفي قادة حماس
  • صحف عبرية: أفكار ترامب بشأن غزة هراء وهذيان بلا معنى
  • نتنياهو يشترط لإنهاء الحرب في غزة