أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، عددًا جديدًا من "القاعدة القومية للدراسات"، وهي نشرة شهرية تمثل ثمرة رصد وتجميع وتوثيق الدراسات التي تتناول موضوعات وبحوثًا تتعلق بمجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر، سواءً صدرت عن هيئات أو مؤسسات أو مراكز بحوث مصرية أو إقليمية أو دولية أو مؤسسات ومراكز إعلامية.

وتضمَّن العدد الجديد 25 بيان دراسة باللغة العربية في موضوع "صناعة السيارات" والمتاحة على قاعدة بيانات الدراسات عن مصر خلال الفترة من عام 2018 حتى 2023.

وأوضح العدد أن صناعة السيارات في مصر تشهد تحركات حكومية جادة من أجل التوسع في الإنتاج محليًا؛ بما يتواكب مع الخطط الهادفة لتحويل البلاد إلى مركز استراتيجي في هذه الصناعة بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، ويدعم الأهداف الرامية نحو التحول إلى إنتاج السيارات الصديقة للبيئة، والتي يتزايد الطلب عليها عالميًا.

وجاء من أهم التوصيات التي وردت بالدراسات الصادرة عن المراكز البحثية المختلفة، والتي تتناول موضوع صناعة السيارات، ضرورة العمل على رفع الجاذبية الاقتصادية لصناعة السيارات وتطوير القطاع الصناعي عن طريق الانخراط في التجارة العالمية وتوسيع السوق التجارية الخارجية من خلال تكثيف المعاهدات التجارية مع باقي الدول، وكذلك تطوير البنية التحتية عبر إنشاء موانئ كبيرة ذات منصات تصديرية حديثة وربطها بشبكة طرق سريعة وتوفير مناطق اقتصادية خاصة على غرار مناطق التصدير الحر بما سوف يساهم في النهوض بقطاع صناعة السيارات.

وإقرار برامج اقتصادية عامة تقر حزمة من الحوافز للاستثمارات الأجنبية، مع المصادقة على قوانين حديثة للأعمال وأنظمة مالية للصرف وتحويل الأموال تكون أكثر سلاسة وإقرار نظام ضريبي عادل وبسيط من أجل تحسين إضافي لمناخ الأعمال.

والوصول إلى درجة عالية من الاندماج المحلي؛ لأن أغلب الشركات العاملة هي شركات أجنبية، وعملية التصنيع ليس بالعملية السهلة بل يتطلب مراحل متعددة للوصول إلى إتقانه خصوصًا في صناعة السيارات التي تمتاز باحتكار القلة. 

واستقطاب معظم الشركات العالمية المصنعة للسيارات لأجل إنشاء مصانع داخل أراضي الدولة".

ومن التوصيات أيضًا، الاستفادة مما تحققه صناعة السيارات من تطوير لقطاع الميكانيكا والإلكترونيات والتشارك بين الدول والتدرج نحو الأفضل في سلاسل القيمة والتطور نحو الاندماج في أنشطة ذات قيمة مضافة وأعلى وأفضل، وذلك لتحقيق الأهداف التالية:
- إرساء علاقات شراكة لتقاسم القيمة المضافة بطريقة أكثر عدالة وإنصافًا.
- التطوير المشترك لسلسلة قيمة مولدة للقيمة المضافة محليًا، وفي كل مرحلة من مراحلها، وبالتالي لجميع الأطراف المعنية.
- تقاسم التكنولوجيا وفوائد الارتقاء في سلاسل القيمة بالنسبة لكل من الشركاء في إطار التحلي بالمسئولية المجتمعية وحماية البيئة.
- استثمارات مستدامة وتخطيط بعيد المدى دون محاولة لتحقيق نجاح قصير المدى.
- التوافق بين الطلب الخارجي والعرض المحلي.

ومن التوصيات أيضاً، انتهاج سياسات في تصنيع السيارات تشجع التقليل من الغازات الدفيئة الناتجة عن المركبات، ما يؤدي إلى تقليل نسبة الأمراض التنفسية نتيجة جودة الهواء كما تنقص من نسبة الاعتماد على البترول.

ونشر التوعية على نطاق واسع بأهمية التوجه نحو السيارات الكهربائية؛ حفاظًا على البيئة والإنسان واستمرار الابتكار من أجل إنتاج وتطوير سيارات كهربائية أفضل من سابقاتها.

وتطوير البنية التحتية الضرورية لاستقبال عصر السيارات الكهربائية المتطورة من خلال إنشاء العدد الكافي من محطات الشحن وبالمستوى المطلوب؛ بشكل يغطي جميع المحافظات؛ حتى يسهل على المواطنين التنقل دون قلق من عدم توافر محطات شحن كهربائي في بعض المناطق.

وتخفيض أسعار السيارات الكهربائية حتى تصبح أكثر تنافسية للسيارات التقليدية.

واجتذاب مصانع عالمية في مجالات الصناعات المغذية من أجل دعم صناعة تجميع السيارات وصناعة قطع الغيار بمصر مع زيادة نسبة المكون المحلي. 

والاتجاه نحو توطين تكنولوجيا تصنيع البطارية الكهربائية بالاستفادة من خبرات الشريك الأجنبي حتى يصل توطين السيارة بنسبة 100%.

وجاء من التوصيات أيضًا "ضرورة تضافر جهود القطاع الخاص مع جهود الدولة والمراكز البحثية للانتقال من مرحلة التخطيط إلى مرحلة التنفيذ، بحيث يتمثل دور الحكومة في التخطيط والإنفاق على البحث والتطوير ودعم برامج السيارات الكهربائية، أما دور القطاع الخاص فيتمثل في الحصول على التمويل الحكومي للتصنيع وتسويق السيارات الكهربائية، في حين يتمثل دور مراكز الأبحاث في تطوير وتوطين التكنولوجيا بالشراكة مع الخبرات الأجنبية.

كذلك من التوصيات ضرورة الاهتمام بالتعليم الفني للطلاب في المدارس الصناعية الفنية وتدريبهم في مصانع السيارات الكهربائية.

والتحسين المستمر للقدرات التكنولوجية وتنمية قدرات ومهارات اليد العاملة من خلال الاستثمار في إنشاء مراكز البحث والتطوير وتدريب القوة العاملة للوفاء بمتطلبات السوق العالمية ومواكبة التطورات الحاصلة في قطاع صناعة السيارات.

وتوطين صناعة المواد الخام اللازمة لتصنيع السيارات الكهربائية بدلًا من الاعتماد على استيرادها.

والاهتمام بالجانب التسويقي وزيادة وعي المواطنين فيما يتعلق بالسيارات الكهربائية وأهمية استخدامها بيئيًا.

ومن التوصيات أيضًا، الاستعداد الأمثل للحاق بركب الثورة الصناعية الرابعة وهو ما يتطلب دعم القطاع الخاص للقيام بتلك المهمة بفعالية.

وفيما يتعلق ببرنامج التحديث الصناعي فإنه يتألف من ثلاثة مكونات أساسية وهي كما يلي:
- برنامج "التميز الصناعي" ويستهدف تحديث الشركات والمنتجات وعمليات الإنتاج وسلاسل القيمة؛ من أجل تعزيز القدرات التنافسية لجميع مكونات المنظومة الصناعية.
- البنية التحتية التكنولوجية الداعمة للتحديث مثل، تدشين مراكز مهارات قطاعية، ومراكز التميز البحثي، وذلك لارتفاع تكلفة مثل تلك البنية بما يتجاوز قدرة الشركات على الاستثمار فيها منفردة.
- المعايير الوطنية ومراقبة الجودة والاعتماد والبنية التحتية الفنية للقياس.

كما جاء من التوصيات المتعلقة بموضوع صناعة السيارات، إعداد الإطار الصناعي والتجاري الإقليمي والأفريقي؛ لاستغلال الفرص المتاحة نتيجة النمو في القارة ولتعزيز التصنيع والتكامل الاقتصادي وتعزيز الاندماج بسلاسل القيمة الإقليمية.

وتقديم ما يجذب المستثمرين من شروط وتسهيلات للاستفادة من ضخامة السوق المحلية وإمكانات التصدير، وذلك للارتقاء بصناعة السيارات وتعزيز وجودها وتنميتها. 

ومراجعة شاملة للاتفاقيات الخاصة بتصدير واستيراد السيارات ودراسة البدائل لدعم تلك الصناعة.

والاستفادة على المستوى المحلي والإقليمي من خبرات الدول الآسيوية في تكوين كيانات صناعية متكاملة قادرة على الارتقاء بصناعة السيارات والاستفادة من حجم الأسواق الكبيرة والخبرات المتاحة بين الدول الإفريقية المنتجة لصناعة السيارات.

وتأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المحلية والرفع من تنافسيتها وتحفيزها للاهتمام بمجال البحث والتطوير وتحسين كفاءات الموارد البشرية والاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة والالتزام بمعايير الجودة العالمية وتشجيع المؤسسات المبتكرة.

أيضًا ذكر المركز ضرورة استهداف تطوير قطاع تصنيع الأجزاء ومكونات السيارات والانتقال من تركيب السيارات المستوردة بمختلف أشكالها إلى تطوير القدرات المحلية في مجال صناعة مكونات السيارات وربط الموردين المحليين بشركات صناعة السيارات العالمية.

وضرورة اقتران سياسات تشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر مع سياسات صناعية موجهة لتطوير صناعة السيارات المحلية كمتطلبات المحتوى المحلي وإدماج الموردين المحليين في سلسلة الإنتاج مثلما هو الحال في الصين وجنوب أفريقيا.

كما جاء من التوصيات المشاركة مع إحدى الشركات العالمية الرائدة في مجال صناعة السيارات، نظرًا لثقة المستهلك المصري والخارجي في منتجات هذه الشركات، خاصة إقبال المستهلك المصري على شراء منتجاتها.

وتحديد فترة زمنية للشركات المنتجة لرفع نسبة المكون المحلي ليقترب من المعدلات العالمية بإصلاح الخلل الجمركي وتقدير حوافز للشركات التي تحقق زيادة في نسب التصنيع المحلي. 

وتطبيق المواصفات الخاصة بالتلوث (نسبة ثاني أكسيد الكربون والهيدروكربونات في العادم) على السيارات المحلية والمستوردة؛ حفاظًا على البيئة، ومنع استيراد السيارات ذات الطراز القديم والتي ما زالت تنتج في بعض الدول.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: السیارات الکهربائیة البنیة التحتیة صناعة السیارات السیارات ا من أجل

إقرأ أيضاً:

الاتحاد المصري للتأمين يستعرض أبرز جوانب تطبيق «DeepSeek» في نشرته الأسبوعية

أصبح تطبيق «DeepSeek»، التطبيق المجاني الأكثر تنزيلًا في الولايات المتحدة بعد أسبوع واحد فقط من إطلاقه، حيث أثار صعوده المفاجئ موجة من الصدمة في وول ستريت، لتنخفض الأسهم الأمريكية بشكل حاد يوم الاثنين 26 يناير 2025.

تميز تطبيق «ديب سيك» بأدائه المماثل لمنافسه ChatGPT، لكن بتكلفة زهيدة، ما جعل التطبيق الناشئ يهدد هالة القوة التي تحيط بصناعة التكنولوجيا الأمريكية.

بدأت شركة «DeepSeek» تجذب اهتمامًا متزايدًا في مجال الذكاء الاصطناعي منذ ديسمبر 2024، عندما أطلقت نموذجًا جديدًا أكدت أنه يضاهي إصدارات مماثلة من شركات أمريكية مثل OpenAI، المطورة لـ ChatGPT، مع ميزة تفوقه من حيث الكفاءة والتكلفة، بفضل استغلاله الفعّال للشرائح الباهظة من Nvidia في تدريب أنظمته على كميات هائلة من البيانات.، حيث ازدادت شهرة مساعدها الذكي بعد توفره على متجري Apple وGoogle في مطلع عام 2025.

وبحلول 26 يناير 2025، تصدّر مساعد الذكاء الاصطناعي من تطبيق «DeepSeek» قائمة التطبيقات المجانية الأكثر تحميلًا، مما أثار نقاشات حول المنافسة بين الولايات المتحدة والصين في سباق تطوير الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، أعرب بعض خبراء التكنولوجيا الأمريكيين عن قلقهم إزاء تمكن شركة صينية ناشئة من مجاراة الشركات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، وبتكلفة أقل بكثير.

أحدثت شركة DeepSeek مفاجأة في مجتمع التكنولوجيا بإطلاقها نماذج ذكاء اصطناعي قادرة على منافسة منتجات متقدمة من شركات أمريكية مثل OpenAI وAnthropic، وكان نموذجها «الاستدلال» R1، الذي طُرح في مطلع 2025، قد لفت انتباه الباحثين و المستثمرين، واستدعى ردود فعل واسعة من كبار خبراء الذكاء الاصطناعي.

وفي غضون أسبوع واحد فقط، تمكن تطبيق DeepSeek R1 من إزاحة ChatGPT عن صدارة متجر App Store، مما أحدث اضطرابًا في سوق الأسهم، ووجه تهديدًا مباشرًا لشركة OpenAI وللهيمنة الأمريكية على قطاع الذكاء الاصطناعي.

الأهم من ذلك، أن الشركة الصينية اتخذت خطوة جريئة بإطلاق ابتكارها كـ«مصدر مفتوح»، مما يعني أن أي شخص في جميع أنحاء العالم يمكنه نسخ الكود واستخدامه مجانًا، وقد يؤدي هذا إلى تقويض نموذج ChatGPT، الذي أصبح مدفوع الأجر مقابل تطبيقاته الأكثر تقدمًا

يعتمد تطبيق تطبيق «DeepSeek» على بيانات أقل وبتكلفة منخفضة مقارنة بنماذج الشركات الكبرى، مما قد يشكل نقطة تحول في حجم الاستثمارات المطلوبة لتطوير الذكاء الاصطناعي مستقبلاً.

أعد الاتحاد المصري للتأمين في نشرته الأسبوعية مقارنة بين DeepSeek وChatGPT، على الرغم من أن كلًا من DeepSeek وChatGPT يعتمدان على تقنيات الذكاء الاصطناعي، إلا أن هناك بعض الاختلافات الرئيسية بينهما:

- التركيز على العمق مقابل التنوع:

يركز تطبيق «DeepSeek» بشكل أكبر على تقديم تحليلات عميقة ودقيقة، مما يجعله الخيار الأمثل للمهام التي تتطلب دقة عالية مثل الأبحاث الأكاديمية أو التحليل المالي. في المقابل، «ChatGPT» يتميز بقدرته على توليد نصوص متنوعة وإبداعية، مما يجعله أكثر ملاءمةً للمهام الإبداعية مثل كتابة المحتوى أو إنشاء حوارات تفاعلية.

- قدرة الفهم السياقي:

يظهر تطبيق «DeepSeek» تفوقًا في فهم السياقات المعقدة، خاصةً في النصوص الطويلة أو المتخصصة، بينما ChatGPT يعتمد على نماذج لغوية عامة، مما قد يجعله أقل دقة في بعض الحالات المتخصصة.

- التكامل مع التطبيقات الأخرى:

يقدم تطبيق «DeepSeek» ميزات متقدمة في التكامل مع الأنظمة الأخرى، مما يجعله خيارًا مثاليًا للشركات والمؤسسات التي تحتاج إلى حلول ذكية قابلة للتخصيص. أما ChatGPT فيتمتع بشعبية كبيرة بين الأفراد والمطورين بسبب واجهة برمجية سهلة الاستخدام.

- التحديثات والتطوير:

ChatGPT يتمتع بدعم قوي من OpenAI، مما يضمن تحديثات مستمرة وتحسينات في الأداء. تطبيق «DeepSeek»، على الرغم من حداثته، إلا أنه يسير بخطى سريعة في التطوير، مما يجعله منافسًا قويًا في المستقبل.

- إمكانية الدردشة الصوتية: يتفوق ChatGPT في تقديم وظيفة الدردشة الصوتية، و هي خاصية غير متوفرة حتى الآن في DeepSeek، و هذا من شأنه أن يجعل التفاعلات مع ChatGpt أكثر ديناميكية وسهولة في الوصول، وخاصة بالنسبة للمستخدمين الذين يفضلون التحدث على الكتابة.

غير هذا الحدث وجهات النظر السائدة على نطاق واسع حول تفوق الولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي وفعالية ضوابط التصدير التي تفرضها واشنطن والتي تستهدف الحد من قدرات الصين المتقدمة في مجال الرقائق والذكاء الاصطناعي.

ماذا فعلت DeepSeek؟

في ديسمبر2024، أصدرت «DeepSeek» نموذجها DeepSeek V3 وهو نموذج لغوي "قياسي" قوي للغاية يعمل بمستوى مماثل لنموذج GPT-4o من OpenAI.

في حين أن هذه النماذج معرضة للأخطاء وأحيانًا تختلق حقائق خاصة بها، إلا أنها قادرة على تنفيذ مهام مثل الإجابة على الأسئلة وكتابة المقالات وإنشاء أكواد الكمبيوتر. وفي بعض اختبارات حل المشكلات والمنطق الرياضي، تحصل على درجات أفضل من متوسط درجات الإنسان العادي.

وتابع اتحاد التأمين، تم تدريب إصدار V3 بتكلفة تقدر بنحو 5.58 مليون دولار أمريكي. وهي تكلفة أرخص بكثير من GPT-4، والذي تكلف تطويره أكثر من 100 مليون دولار أمريكي.

هذا وأعلنت شركة «DeepSeek» أيضًا أنها قامت بتدريب V3 باستخدام حوالي 2000 شريحة كمبيوتر متخصصة، وحدات معالجة الرسوميات H800 التي تصنعها شركة NVIDIA وهذا أقل بكثير من الشركات الأخرى، والتي ربما استخدمت ما يصل إلى 16000 من شرائح H100 الأكثر قوة.

في 20 يناير، أصدرت شركة DeepSeek نموذجًا آخر، يُدعى R1. وهو ما يسمى بنموذج "الاستدلال"، والذي يحاول العمل على حل المشكلات المعقدة خطوة بخطوة. وهذا النموذج أفضل في العديد من المهام مثل فهم القراءة والتخطيط الاستراتيجي.

نموذج R1 هو نسخة معدلة من V3، تم تعديلها بتقنية تسمى التعلم التعزيزي. يبدو أن R1 يعمل على مستوى مماثل لنموذج o1 من OpenAI، والذي تم إصداره العام الماضي.

أثار هذا الإصدار موجة هائلة من الاهتمام بشركة «DeepSeek» مما أدى إلى زيادة شعبية تطبيق الدردشة الآلية الذي يعمل بنظام V3، وأدى إلى انهيار هائل في أسعار أسهم التكنولوجيا مع إعادة تقييم المستثمرين لصناعة الذكاء الاصطناعي. و قد خسرت شركة صناعة الرقائق NVIDIA حتى 28 يناير حوالي 600 مليار دولار أمريكي من قيمتها.

ماذا يعني ذلك؟

تم إصدار نماذج وتقنيات DeepSeek بموجب ترخيص MIT المجاني، مما يعني أنه يمكن لأي شخص تنزيلها وتعديلها.

ورغم أن هذا قد يكون بمثابة أخبار سيئة لبعض شركات الذكاء الاصطناعي ــ التي قد تتآكل أرباحها بسبب وجود نماذج قوية ومتاحة بحرّية ــ فإنه يشكل أخبارا عظيمة لمجتمع أبحاث الذكاء الاصطناعي الأوسع.

وبالنسبة للمستهلكين، قد يصبح الوصول إلى الذكاء الاصطناعي أرخص أيضاً. فقد يتم تشغيل المزيد من نماذج الذكاء الاصطناعي على أجهزة المستخدمين الخاصة، مثل أجهزة الكمبيوتر المحمولة أو الهواتف، بدلاً من تشغيلها "في السحابة" مقابل رسوم اشتراك.

أثر صعود «DeepSeek» على انخفاض أسهم شركات التكنولوجيا العالمية

أشار الاتحاد المصري للتأمين إلى أن إطلاق شركة " (DeepSeek) الصينية لنموذج ذكاء اصطناعي جديد أدي إلى انخفاض ملحوظ في أسهم شركات التكنولوجيا العالمية. يتميز نموذج "ديب سيك" بقدرته على تقديم أداء مماثل لنماذج الذكاء الاصطناعي الأمريكية الرائدة، مثل "ChatGPT" من "أوبن إيه آي"، ولكن بتكلفة أقل وباستخدام موارد حوسبة أقل.

نتيجة لذلك، شهدت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى تراجعًا حادًا، منها:

- انخفضت أسهم شركة «إنفيديا» بنسبة تقارب 17%، مما أدى إلى خسارة حوالي 600 مليار دولار من قيمتها السوقية.

- تراجعت أسهم شركات مثل «مايكروسوفت»، «أمازون»، و«ألفابت» (الشركة الأم لجوجل) بنسب ملحوظة.

- في المقابل، ارتفعت أسهم شركة "أبل" بنسبة 3.3%، نظرًا لاعتمادها الأقل على تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

- وفي أوروبا، أنهت شركة ASML الهولندية لتصنيع معدات الرقائق تعاملات يوم الاثنين 26 يناير على انخفاض سعر سهمها بأكثر من 7%.

- انخفضت أسهم شركة Siemens Energy، التي تصنع الأجهزة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، بمقدار 20%.

- وكانت شركة سوفت بنك اليابانية، التي تعد جزءًا من حملة الرئيس دونالد ترامب للاستثمار في الذكاء الاصطناعي، من بين الشركات الأخرى التي تأثرت بالأزمة. وانخفضت أسهم الشركة بنحو 8% يوم الاثنين.

النماذج المفتوحة مقابل النماذج المغلقة: قرار استراتيجي لصناعة التأمين

صرّح يان ليكون، كبير علماء الذكاء الاصطناعي في شركة ميتا، قائلاً: بالنسبة لمن يعتقدون أن الصين تفوقت على الولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي، فإن الحقيقة هي أن النماذج مفتوحة المصدر تفوقت على النماذج المغلقة.

لكن ماذا يعني ذلك بالنسبة لسوق التأمين على الحياة، خصوصًا مع التحولات التي أحدثتها شركة DeepSeek؟

ميزة النماذج مفتوحة المصدر في قطاع التأمين

توفر النماذج مفتوحة المصدر - مثل DeepSeek - إمكانية تخصيص الشركات للنماذج المفتوحة وتكييفها وفقًا لاحتياجاتها التشغيلية. ويعزز هذا النهج الامتثال التنظيمي، لا سيما في الصناعات الخاضعة لإشراف دقيق مثل التأمين.

تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التأمين على الحياة

تعتمد عمليات الاكتتاب في التأمين على تحليل كميات ضخمة من البيانات الطبية، بما في ذلك السجلات الصحية، وتقارير التشخيص، ومذكرات الأطباء. وعلى الرغم من أن النماذج العامة للذكاء الاصطناعي قد تؤدي هذه المهام بكفاءة، إلا أن ضبط النماذج مفتوحة المصدر لتتناسب مع مجال التأمين يعد خيارًا أكثر فعالية من حيث التكلفة مقارنة باستخدام نماذج مغلقة باهظة الثمن تعتمد على واجهات برمجة التطبيقات (APIs)

أبرز حالات الاستخدام

تحليل المستندات الطبية: يتيح ضبط نموذج مفتوح على بيانات الاكتتاب التاريخية استخراج الحالات الطبية وعوامل الخطر بدقة أكبر من السجلات غير المنظمة.

اكتشاف الاحتيال: يمكن لتدريب نموذج ذكاء اصطناعي على بيانات المطالبات المجهولة المصدر أن يساعد في تحديد الأنماط الاحتيالية وتقليل التكاليف المرتبطة بالمطالبات الكاذبة.

ميكنة خدمة العملاء: يمكن نشر روبوتات محادثة ذكية لمساعدة العملاء في الاستفسارات المتعلقة بالوثائق والمطالبات، مما يحسن تجربة العملاء ويقلل من أوقات الاستجابة. ويتطلب ذلك ضبطًا دقيقًا للنموذج لضمان دقة المعلومات وتوافقها مع اللغة التأمينية.

التحكم في البيانات وحماية الخصوصية

تُعد حماية بيانات العملاء أحد أهم الاعتبارات عند تبني الذكاء الاصطناعي في قطاع التأمين. فمن خلال تشغيل النماذج محليًا أو عبر مزودي خدمات سحابية موثوقين، تتمتع الشركات بالتحكم الكامل في البيانات الحساسة، بعكس الاعتماد على واجهات برمجة التطبيقات الخارجية التي تخضع بياناتها لسياسات مقدمي الخدمات.

رأي الاتحاد المصري للتأمين

يمثل صعود النماذج مفتوحة المصدر في قطاع التأمين فرصة هائلة للشركات، حيث يتيح تقليل التكاليف، وتحسين دقة التحليلات، وتعزيز التحكم في البيانات. وتبرز الابتكارات الحديثة، مثل تلك التي تقدمها «DeepSeek»، أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مقتصرًا على الأنظمة المغلقة، بل أصبح الابتكار المفتوح يعزز بيئة تنافسية أكثر عدلاً.

ومع استمرار شركات التأمين في تبني التقنيات الحديثة، فإن اعتماد النماذج مفتوحة المصدر يمنحها ميزة تنافسية من خلال تحسين الكفاءة التشغيلية وتعزيز خصوصية البيانات. ومع ذلك، يبرز تحدي تأمين سرية البيانات في ظل الطبيعة الديناميكية للتحديثات المستمرة في البرمجيات مفتوحة المصدر، مما يستلزم الاستثمار في أنظمة متقدمة للحماية من الاختراقات، وتطبيق بروتوكولات صارمة للأمان السيبراني. إن مستقبل الذكاء الاصطناعي في قطاع التأمين يسير نحو مزيد من الانفتاح، و ستكون الشركات الرائدة هي تلك التي تستثمر في هذا التحول الذكي، مع مراعاة أعلى معايير الأمان.

اقرأ أيضاًالبنك المركزي يطرح أذون خزانة بالدولار الأمريكي غدا الإثنين

أول قرار في 2025.. مؤشرات تحديد سعر الفائدة في اجتماع البنك المركزي المرتقب

مقالات مشابهة

  • أسهم شركات صناعة السيارات اليابانية تتراجع بشدة تحت وطأة رسوم ترامب
  • من الأفوكادو إلى السيارات.. أبرز المنتجات المرشحة لارتفاع أسعارها بسبب رسوم ترامب
  • تنظيم الاتصالات: أكبر الشركات العالمية في تصنيع الهواتف المحمولة تعمل في مصر
  • الاستثمار: مفاوضات بين شركة كويتية وميتسوبيشي العالمية للتصنيع في مصر
  • حزب العدل يستعرض أبرز توصيات مائدته المستديرة في اليوم الوطني للبيئة
  • ما تأثير رسوم «ترامب» الجمركية على صناعة السيارات الأمريكية؟
  • الاتحاد المصري للتأمين يستعرض أبرز جوانب تطبيق «DeepSeek» في نشرته الأسبوعية
  • فولفو العالمية تخطط لإنشاء مصنع لإنتاج السيارات الكهربائية في مصر
  • مكتوم بن محمد: تعزيز روابط التعاون والشراكة مع الشركات العالمية
  • لمحبي السيارات الكهربائية.. سعر ومواصفات MG4 الجديدة