ترتفع حدّة المعارك في جنوب لبنان، بين "حزب الله" والعدوّ الإسرائيليّ، من دون إنزلاق الوضع الأمنيّ على الحدود، إلى حربٍ. وقد أصبح معلوماً أنّ عودة الهدوء إلى الجبهة الجنوبيّة مرتبط بوقف دائم لإطلاق النار في غزة، وسط خشيّة الدول الغربيّة، وعلى رأسها فرنسا والولايات المتّحدة الأميركيّة، من خروج الأمور عن السيطرة بين "المقاومة الإسلاميّة"، وإسرائيل.


 
وفي حين دخل "حزب الله" كطرفٍ أساسيّ في حرب غزة، هناك أسئلة كثيرة تتعلّق بمساندة حركة "حماس" والحوثيين والفصائل المواليّة لإيران في سوريا والعراق، للمقاومة في لبنان، في حال تطوّرت الإشتباكات في الجنوب إلى حربٍ واسعة، إذ أنّ "الممانعين" في لبنان، يعوّلون على ربط الساحات المقاومة ضدّ العدوّ الإسرائيليّ، ومساندة كلّ طرفٍ للآخر، في حال نشوب حرب مع إسرائيل.
 
وفي هذا السياق، يقول محللون عسكريّون إنّ الجيش الإسرائيليّ كبّد حركة "حماس" خسائر كبيرة، وخصوصاً على صعيد تدمير البنية التحتيّة في غزة، والفصائل الفلسطينيّة لا تزال تُقاوم العدوان هناك، لكنّها بحاجة إلى إعادة تنظيم صفوفها، لأنّ ضغط إسرائيل ساهم بشكلٍ كبيرٍ في تقليل عمليّات إطلاق الصواريخ باتّجاه المستوطنات، وباتت "القسام" تستخدم جنوب لبنان، لمساعدة "حماس" في غزة، لتوجيه الضربات للمناطق الإسرائيليّة.
 
ويُشير المحللون إلى أنّ قدرة "حماس" على الهجوم انخفضت، وهي تُقاوم الجيش الإسرائيليّ الذي يتوغّل داخل شوارع غزة، وتُلحق به أضراراً وخسائر لافتة، لكنّها إذا قرّرت مساعدة "حزب الله"، إنّ توسّعت رقعة الحرب، فسيكون هذا التدخّل من جنوب لبنان، عبر إطلاق الصواريخ، إضافة إلى الإستمرار بقصف المستعمرات القريبة من غلاف القطاع الفلسطينيّ المُحاصر، وذلك لأنّ الحرب مستمرّة أوّلاً على غزة، وثانياً، لأنّ لا ضوابط ستحكم الوضع في الجبهة الجنوبيّة، في حال إندلاع مواجهة مفتوحة مع العدوّ.
 
أمّا في ما يتعلّق بجبهة الجولان السوريّ المحتلّ، فيوضح المحللون العسكريّون أنّ سوريا لا تزال تتعافى، والرئيس بشار الأسد لا يستطيع فتح حربٍ مع إسرائيل، وأبرز دليل على ذلك، عدم ردّ الجيش السوريّ على الإعتداءات الإسرائيليّة، وأيضاً إيران، في ظلّ ترقّب "حزب الله" أنّ يقوم بعمليّة ما، إنتقاماً من استهداف إحدى الشخصيّات البارزة في الحرس الثوريّ الإيرانيّ، قبل أيّامٍ، في دمشق.
 
ويُضيف المحللون أنّ الفصائل المواليّة لإيران في سوريا كما في العراق، ستعتمد السيناريو المساند عينه لغزة، إنّ خرجت الأمور عن السيطرة في جنوب لبنان، عبر إستهداف القواعد الأميركيّة في هذين البلدين العربيين. ويلفت المحللون إلى أنّ سوريا تُعيد بناء إقتصادها، وعلاقاتها الدبلوماسيّة، وإعادة تنظيم جيشها، وهي لا تزال تشهد حضوراً لجيوش أجنبيّة على أراضيها، ما يُعيق بسط سيادتها على كامل حدودها، وكلّ هذه العوامل التي سبق ذكرها، تحدّ من مساهمة الجبهة السوريّة في تقديم المعونة لـ"حزب الله" بشكلٍ كبيرٍ. ويُذكّر المحللون أنّ الرئيس الأسد لطالما سهّل نقل الأسلحة والصواريخ إلى "الحزب"حليفه في لبنان، وهذا الأمر سيستمرّ، مع تزايد التهديدات الإسرائيليّة سواء في لبنان، أو في سوريا.
 
وفي هذا الإطار أيضاً، شكّل دخول الحوثيين الحرب على غزة، عامل ضغطٍ مهمّا جدّاً على إسرائيل وأميركا، والمصالح الغربيّة في المنطقة. ويرى المحللون العسكريّون أنّ إيران ستُحرّك كافة الفصائل المسلّحة التابعة لها في المنطقة، كلما هدّدت إسرائيل أيّ منها، ولأنّ "حزب الله" هو أهمّ حليفٍ لطهران، وأقوى تنظيمٍ تابع لها، لن تسمح الجمهوريّة الإيرانيّة بأيّ مُحاولة للقضاء عليه، وهي ستدفع بالحوثيين و"حزب الله" العراقيّ، وبقيّة حلفائها إلى مؤازرة المقاومة في لبنان.
 
ويقول المحللون إنّ قيام إيران بتحريك كافة "أذرعها" في لبنان واليمن وسوريا والعراق أفضل وسيلة لطهران لممارسة الضغوط على إسرائيل وأميركا، لوقف المعارك، من دون جرّ هذه البلدان الى مواجهة مباشرة مع تل أبيب.
 
ويُتابع المحللون أنّ "حزب الله" لن يأخذ لبنان إلى حربٍ، وهو لا يزال يتقيّد بـ"قواعد الإشتباك"، لكنّ عدم إستقرار الوضع في غزة، قد يجرّ "الحزب" إلى مواجهة مفتوحة مع العدوّ الإسرائيليّ، وهذا ما يخشاه الغرب، لأنّ منطقة الجنوب هي أقوى وأعنف جبهة مساندة لـ"حماس"، وأيّ هفوة إسرائيليّة، أو من قبل "المقاومة الإسلاميّة"، في استهداف المدنيين، أو أو أيّ هدفٍ حيويّ آخر، قد تُفجّر الوضع الأمنيّ، وتُوسّع رقعة الحرب. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: جنوب لبنان فی لبنان حزب الله فی غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تستهدف جر إيران إلى مواجهة مباشرة من بوابة لبنان.. فيديو

قال قاصد محمود، نائب رئيس هيئة الأركان الأردني السابق، إن المدى الذي تفكر فيه إسرائيل للوصول إليه مع لبنان، هو الذي يسمح إلى تنفيذ عملية اجتياح بري، وكلما طالت المحادثات والمباحثات ومحاولات الوصول إلى هدنة، طال مدى القصف الجوي الإسرائيلي على لبنان.

وأضاف «محمود» خلال مداخلة مع قناة القاهرة الإخبارية، أن اجتياح لبنان برياً، هو قرار إسرائيل متخذ على الجانبين السياسي و العملياتي، ولكن المسألة تخص التوقيت وعدة عوامل، أهمها تجهيز أرضيه للعمل البري، أو محاولة القضاء أو إلحاق أقصى ضرر ممكن بالبنى التحتية لمواجهة الهجوم البري الإسرائيلي، سواء بالقتل أو بالإصابات أو بالتدمير، وحتى استهداف البيئة العاملة للمقاومة، ونظام القيادة والسيطرة يدل على أن إسرائيل ذاهبة إلى اجتياح بري بإجماع وتبرير كامل في إسرائيل إذ يرون أن وجود حزب الله في شمال إسرائيل يعني القلق الدائم وعدم الأمن الدائم للاحتلال.

خبير سياسي: معظم اللبنانيين يقفون خلف المقاومة ويؤيدونها (فيديو) نتنياهو يتراجع بشأن مبادرة وقف إطلاق النار في لبنان

وأوضح نائب رئيس هيئة الأركان الأردني السابق، أن المواجهة مع حزب الله قد تأتي بإيران للمواجهة، وهو مطلب إسرائيلي إذ يرغب الاحتلال من خلال هذه البيئة العملياتية الكبرى أن تأتي بطهران لمحاولة توفير ظروف لضربها في عمق قواها الاستراتيجية سواء نووية أو اقتصادية أو العسكرية، مشيراً إلى أن كل ما يدور حول الهدنة لن تصل إلى أي نتيجة طالما لم يتم استخدام أوراق ضاغطة حقيقة.
 

مقالات مشابهة

  • محلل سياسي: حزب الله في أسوء أوضاعه.. وإسرائيل تريد الحسم العسكري
  • بعد مقتل حسن نصر الله..هل حان وقت المواجهة بين إيران وإسرائيل؟
  • حسن نصرالله.. إسرائيل تستهدف أهم أذرع إيران
  • لماذا تعتبر إيران الحرب ضد إسرائيل فخا؟
  • كيف يتأثر الاقتصاد الإسرائيلي إذا اندلعت حرب شاملة؟
  • وزير خارجية إيران: طهران لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه الحرب الشاملة في لبنان
  • إسرائيل تستهدف جر إيران إلى مواجهة مباشرة من بوابة لبنان.. فيديو
  • قائد سلاح الجو الإسرائيلي: سنوقف أي نقل للأسلحة من إيران إلى حزب الله
  • هل ستُشارك إيران في الحرب ضدّ الاحتلال؟
  • ‏الرئيس الإيراني: إسرائيل تسعى بأفعالها لجر إيران إلى الحرب