أزمة البحر الأحمر| زيادة المخاوف الاقتصادية عالميا.. ولا تأثير على قناة السويس.. خبراء لــ«البوابة»: علاقة مصر طيبة بكل الدول.. والهدف الضغط على إسرائيل
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
استهداف السفن وتهديدها نصرة لغزة من أجل وقف العدوان الإسرائيلىأمريكا تشكل تحالفا من ٢٠ دولة لحماية الملاحة الدوليةالسعودية مستمرة فى مفاوضات السلام فى اليمنمنع السفن المتجهة إلى الكيان الصهيونى للضغط على تل آبيبخبير يؤكد ارتفاع تكلفة الشحن والنقل للسفن بين الصين وإسرائيلمنظمات حقوقية: هجمات الحوثى لدعم الفلسطينيين
أثارت العمليات العسكرية النوعية التي تشنها جماعة الحوثيين في اليمن ضد السفن التجارية المارة في البحر الأحمر، مخاوف عالمية على المستوى الاقتصادي والسياسي خاصةً بعد أن حوّلت عدة سفن مسارها بسبب هجمات الحوثيين، وما حملته من آثار اقتصادية خلفتها الهجمات على السفن المتجهة نحو إسرائيل من ارتفاع الشحن والنقل والتأمين البحري، علاوة على تحويل مسارها إلى طريق رأس الرجاء الصالح الذي يكلف وقتًا وتكلفة اقتصادية أكبر لتلاشي هجمات الحوثيين.
وهذه المخاوف في تصاعد عالمي من أن يطال الهجوم سفنا أخرى غير إسرائيلية، خاصة تلك المحملة بالنفط والوقود إلى أوروبا وغيرها في ظل الأجواء الباردة وحاجة أوروبا إليها، ومع إعلان الخفض الطوعي لإنتاج النفط من أعضاء "أوبك"، وإعلان الجماعة لأحدث هجوم لها على ناقلة شحن للنفط تابعه للنرويج مما أثار حفيظة المجتمع الدولي الذي يسعى إلى تكوين تحالف دولي يحمي الملاحة الدولية أمام الحوثيين.
وأثارت الهجمات أيضًا التساؤلات حول جماعة الحوثي وأهدافها ولماذا تدخلت للمشاركة جنبًا إلى جنب حماس في عملية طوفان الأقصى حول هذه التساؤلات التقت البوابة عددا من الخبراء والمتخصصين والباحثين.
منذ طوفان الأقصى تضامن الحوثيون مع جماعة حماس سواء بالبيانات الرسمية، أو المظاهرات الاحتجاجية، أو من خلال إعلانها إطلاق صواريخ ومُسيرات متجهة إلى ميناء إيلات، إلا أن هجوم الحوثي الذي أثار حفيظة وقلق العالم وانتباهه أيضًا، هو تكرار الهجوم على السفن التجارية في الممر الملاحي في البحر الأحمر بالقرب من اليمن.
حيث هاجم الحوثيون عدة سفن على مدار شهري نوفمبر وديسمبر ٢٠٢٣، باستخدام مُسيرات وصواريخ لمنع مرورها في البحر الأحمر، وكانت القوات المسلحة اليمنية التابعة لجماعة الحوثي أعلنت في بيانات رسمية، أنها ستقوم باستهداف جميع أنواع السفن التي تحمل علم الكيان الصهيوني، والسفن التي تقوم بتشغيلها شركات إسرائيلية، إضافة إلى السفن التي تعود ملكيتها لشركات إسرائيلية، كما نوهت دول العالم بسحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم هذه السفن، وتجنب الشحن على متن هذه السفن أو التعامل معها، علاوة على إبلاغها بالابتعاد عن هذه السفن.
وتسلسلت العمليات العسكرية الهجومية من الحوثيين في اليمن على السفن وبدأت باحتجاز سفينة مملوكة جزئيًا لرجل أعمال إسرائيلي وهي السفينة "غالاكسي ليدر" يوم ١٩ نوفمبر الماضي، وكان على متنها طاقم متعدد الجنسيات مكون من ٢٥ شخصًا لا يحمل أي منهم الجنسية الإسرائيلية، ولا تزال السفينة محتجزة في اليمن، ويعتبرها اليمنيون مزارًا سياحيا. وتوالت عمليات الهجوم الحوثي على السفن، حيث قامت البحرية اليمنية يوم ٣ ديسمبر الجاري بعمليةَ استهدافٍ لسفينتينِ إسرائيليتينِ في بابِ المندب وهما سفينة "يونِتي إكسبلورر" وسفينة "نمبر ناين".
وفي ٩ ديسمبر أكدت القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ في بيانها على لسان المتحدث العسكري العميد يحيي سريع، عن منع مرور السفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني من أيِّ جنسيةٍ كانتْ، إذا لم يدخلْ لقطاعٍ غزةَ حاجتُهُ من الغذاءِ والدواءٍ وستصبحُ هدفًا مشروعًا، كما أشارت إلى حرصَها الكاملَ على استمرارِ حركةِ التجارةِ العالميةِ عبرَ البحرينِ الأحمرِ والعربي لكافةِ السُّفُنِ ولكافةِ الدولِ عدا السُّفُنِ الإسرائيلية أو التي سوفَ تقومُ بنقلِ بضائعَ إلى الموانئِ الإسرائيلية.
وعلى الرغم من مطالبات الدول والمؤسسات الدولية لجماعة الحوثي بالتوقف عن مهاجمة السفن التجارية، إلا أنها هاجمت يوم ١٢ ديسمبر سفينةِ "استريندا" التابعةٍ لدولة النرويج، كانت محملةً بالنفطِّ ومتجهةً إلى الكيانِ الإسرائيلي كما زعم بيانها، وقالت إنها قامت باستهدافُها بصاروخٍ بحريٍّ مناسب. ولم تلجأْ لاستهدافها إلا بعدَ رفضِ طاقمِها كافةَ النداءاتِ التحذيرية، كما ذكر بيانهم.
وتكرر الهجوم الحوثي يوم ١٤ ديسمبر الجاري في عملية عسكرية ضد سفينة حاويات "ميرسيك جبرلاتر" كانت متجهة إلى الكيان الإسرائيلي وقد تم استهدافها بطائرة مُسيرة وكانت الإصابة مباشرة كما زعمت الجماعة فى بيانها الرسمي. واستهدفت سفينتين مرة أخرى يوم ١٨ ديسمبر، الأولى سفينة "سوان اتلانتك" محملة بالنفط والأخرى سفينة "إم إس سي كلارا" تحمل حاويات وقد تم استهدافهما بطائرتين بحريتين.
"وحدة الساحات" والنفوذ الإيرانيالهجوم الحوثي المستمر أثار القلق بين دول العالم والتساؤلات حول الأهداف المعلنة والسرية التي أبدتها جماعة الحوثي خلاف ما أشارت إليه أمام الرأي العام بأن هجومها على السفن وتهديدها كان نصرةً لغزة.
وقال الباحث والمحلل السياسي الدكتور بشير عبدالفتاح إن الحوثيين هم إحدى أذرع إيران في المنطقة واليمن تحديدا، وتقوم إيران باستخدام عدة مليشيات من ضمنها الحوثي ضمن محور المقاومة بما يسمى "وحدة الساحات" والتى تدعو إلى توحيد ساحات المواجهة، أو إلى توحيد جميع الجبهات ضد العدو الإسرائيلي، أو إنشاء ما سمي "محور المقاومة" الذي يضم قوى المقاومة في لبنان مثل حزب الله وحركة حماس في فلسطين وبعض دول المنطقة الأخرى في سوريا والعراق، والحوثيين في اليمن.
وأضاف الخبير السياسي في تصريحات خاصة لـ"البوابة"، إن حماس ظلت تقاوم بمفردها لمدة أكثر من شهرين دون تدخل مباشر من إيران التي استشعرت الحرج من عدم تفعيل مايسمى بـ "وحدة الساحات"، ولذلك قامت كل من حزب الله في اليمن بعمل مناوشات مع إسرائيل على الحدود اللبنانية، وبالمثل تقوم جماعة الحوثي بعمل مناوشات للسفن التي تظن إنها موالية أو تابعة لإسرائيل.
وأكد "عبدالفتاح" أن تصريحات إيران بنفي علاقتها بما تقوم به أذرعها ومليشياتها لا أساس لها في الواقع الفعلي، وعلى العكس فإيران هي المحرك الأساسي والرئيسي للحوثيين، وتقوم بإمدادهم استراتيجيًا وفنيًا بشكل كبير في جميع هجماتهم.
وفي نفس السياق قال الباحث بالحركات الإسلامية أحمد زغلول إن تهديد الممرات البحرية يُثير قلق العالم، وأن الحوثيين يتعمدون إثارة المناوشات بين حين وآخر للفت النظر إليهم باعتبارهم قوة في اليمن لها تأثيرها في المنطقة.
وأوضح "زغلول" في تصريحات خاصة لــ"البوابة" إن إيران لها مصالح كبرى في استمرار الحوثيين في اليمن نظرًا للموقع الجغرافي المهم في الخليج، وأن ايران هي العقل المدبر للحوثيين، وتستخدم المليشيات كورقة ضاغطة داخل الشرق الأوسط، خاصة على المملكة العربية السعودية، ومحاولة تصدير الثورة بشكل دائم، واستمرار مصالح إيران في البحر الأحمر.
وأضاف "زغلول" أن إيران هي المستفيد الأول من هجمات الحوثي المستمرة في كل الأحوال، حيث تريد تمثيلها كقوة إقليمية لها نفوذ في المنطقة، وممثلة للعالم الإسلامي وتصدير الافكار الثورية للمقاومة.
مخاوف اقتصادية عالميةمخاوف اقتصادية كبرى يواجها العالم في مقابل استمرار الهجوم الحوثي على السفن المارة بالبحر الأحمر، خاصةً أن هذا الطريق الملاحي هو أقصر الطرق التي تربط بين أفريقيا وآسيا وأوروبا، وازدادت هذه المخاوف بعد مهاجمة الحوثيين لسفينة شحن نرويجية تحمل وقود إلى أوروبا، مما أدى إلى تفاقم خطر انقطاع الإمدادات في المنطقة.
ولا يخفى على العالم الآثر الاقتصادي الذي تكبدته إسرائيل بشكل خاص، حيث كشف يهودا ليفين خبير في شركة فرايتوس للتكنولوجيا أن هناك ارتفاع فى أسعار الشحن والنقل للسفن بين الصين وإسرائيل، بعد استمرار الهجمات الحوثية، مما أدى إلى زيادة أسعار جميع البضائع المستوردة في إسرائيل.
كما أعلنت شركة أمبرى للأمن البحري والشحن في بيان لها عن ارتفاع أسعار التأمين الملاحي للسفن، بعد الهجوم الحوثي في البحر الأحمر، وسجلت أسعار النقل والشحن زيادة بنسب تتراوح بين ٩٪ إلى ١٤ ٪ وفقًا لموقع جلوبس، كما أقرت شركات الشحن الدولية رفع نسبة الشحن والنقل بعد زيادة التأمين البحري على السفن المارة في البحر الأحمر، خوفًا من تصاعد هجمات الحوثي على السفن المملوكة كليًا أو جزئيًا لرجال أعمال إسرائيليين، أو الخوف من انتقال الهجوم الحوثي على السفن الإسرائيلية أو الموالية لها، لأي سفن أخرى مارة بالبحر الأحمر.
في هذا السياق قال الخبير الإقتصادي د.عبد النبي عبدالمطلب في تصريحات لـ"البوابة" إن الحوثيين أعلنوا أنهم لا يستهدفون الطرق الملاحية بشكل عام، وأنهم مستمرين في تهديد أي سفينة أمريكية أو إسرائيلية، وأن استيلائهم على السفينة سابقًا ردًا على العدوان على غزة.
وأضاف أن استمرار الحوثيين في تهديداتهم يُثير مخاوف كبيرة نحو توسيع نطاق الحرب والصراع الاسرائيلي الفلسطيني وبالتالي تأثر الاقتصاد العالمي واقتصاد دول الشرق الأوسط، مؤكدًا أن لا تأثير على قناة السويس المصرية أو تأثير اقتصادي على مصر بشكل عام.
وأوضح الخبير السياسي بشير عبدالفتاح أن التأثير الاقتصادي على مصر وقناة السويس غير مباشر، مؤكدًا أن علاقة مصر طيبة مع جميع الدول، وأن الهجومي الحوثي على السفن المارة في البحر الأحمر ليس المستهدف منه سوى اسرائيل، ولكن أي تعكير للممر الملاحي له تأثيراته الاقتصادية التي تنعكس بشكل غير مباشر على حركة الملاحة بشكل عام، وعلى حركة التجارة العالمية.
وأضاف أن الولايات المتحدة الأمريكية شكلت في ٢٢ ديسمبر الماضي تحالفًا دوليًا مكون من ٢٠ دولة، يسعى إلى حماية الممر الملاحي من قوى دولية أمام هجمات الحوثي التي تضر بحركة السفن التجارية في الممرات الملاحية الدولية.
تهديدات الحوثي وتأثيرها على السلام في اليمناما عن تلويح الولايات المتحدة الأمريكية بإعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية في اليمن، بعد الهجوم المستمر على الممر الملاحي واحتجاز السفن، أو منعها من العبور، ومدى تهديد ذلك على مفاوضات السلام التي تسعى المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان بإرسائها في اليمن من خلال محادثات سعودية مع الحوثيين، تليها محادثات يمنية – يمنية بين الحكومة الشرعية في اليمن المعترف بها دوليًا والحوثيين.
كشف الدبلوماسي الأمريكي السابق جيرالد فيرستين، إن السعودية تسعى بشدة لإنهاء الحرب في اليمن، بسبب الخوف من عودة تهديد هجمات الحوثيين على مصالحها.
كما قالت مصادر أمريكية في تصريحات لوسائل إعلام غربية، أن المملكة طالبت من واشنطن التآني في هذه المسألة وعدم توسيع الصراع بالشرق الأوسط، وأن المملكة تسعى لإنهاء محادثات السلام في اليمن مع الحوثي.
في هذا السياق أكد الباحث بالحركات الإسلامية أحمد زغلول، أن الحوثيين أزمة كبيرة للخليج والتحالف العربي والمملكة العربية السعودية على وجه التحديد، خاصةً بعد مفاوضات الرياض الأخيرة.
وأضاف زغلول لــ "البوابة" إن مفاوضات السعودية مع الحوثيين تُثير أزمة في الداخل اليمني بين أعضاء الحوثي المنقسم داخليًا تجاه المفاوضات وعملية السلام، وهناك محاولات لتعكير صفو المحادثات بأي شكل ودعم استمرار الخلاف.
وأشار إلى أن استمرار الهجمات الحوثية تُستخدم كورقة ضغط للحصول على مكاسب آخرى بعضها يخص وقف العدوان على غزة، والمكاسب الآخرى تتضمن تقوية الصورة الذهنية لها، ووضعها داخل اليمن.
بدوره أوضح د.بشير عبدالفتاح الباحث والمحلل السياسي، إن السعودية حريصة على استمرار مفاوضات السلام في اليمن، وأن المفاوضات الإيرانية السعودية برعاية الصين أتت بثمار إيجابية في محاولات التهدئة، حيث توقف استهداف الحوثيين للمملكة.
وأضاف "بشير" لـ"البوابة" إن الولايات المتحدة الأمريكية تهدد بإعادة تصنيف الحوثي منظمة إرهابية كورقة ضاغطة، وإنها سابقًا صنفتها بالفعل، وجاءت إدارة بايدن لتتراجع عن هذا التصنيف حتى تستطيع التعامل مع الحكومة الحوثية في اليمن لتقديم المساعدات الدولية بشكل رسمي، مشيرًا إلى أن المفاوضات بين المملكة والحوثي ستستمر للوصول للسلام وإنهاء الحرب في اليمن.
ورجح المحلل السياسي أن استمرار الحوثي في مهاجمة السفن قد تدفع الولايات المتحدة إلى الاستماع إلى الأصوات الداخلية بالكونجرس لإعادة تصنيف الجماعة وفرض عقوبات على الجماعة ومؤسساتها وأعضائها، كوسيلة لكبح ما تفعله فى البحر الأحمر.
تنديد مؤسسات عالميةارتفعت نبرات التنديد العالمية لأفعال الحوثيين وتهديدهم للسفن والممر الملاحي من قبل المؤسسات والهيئات الدولية سواء الحقوقية أو الرسمية، يأتي على رأسها الاتحاد الأوروبي الذي أصدر بيانا رسميًا الخميس الماضي أدان فيه الهجمات العديدة التي يشنها الحوثيين والتي تهدد الملاحة الدولية والآمن البحري، وأن هذا الأمر غير مقبول، وانتهاك للقانون الدولي.
ودعا الاتحاد الأوروبي إلى الإفراج الفوري عن السفن المحتجزة والأطقم المكونة لها، مشيرًا إلى أن الهجمات الحوثية تقوض الأمن والاستقرار في اليمن، منوهًا بأهمية التعاون الدولي والإقليمي لتشكيل تحالف يواجه بشكل حاسم هذه التهديدات.
كما نددت منظمة "هيومن رايتس ووتش" باستهداف جماعة الحوثي المسلحة للسفن التجارية والمارة في الملاحة العالمية بالقرب من اليمن، واعتبرت "رايتس ووتش" أن هذه الهجمات تُشكل استهدافًا للمدنيين وأصحاب السفن المدنيين أيضًأ، مشيرة إلى أن ذلك يُعد جريمة حرب إذا تم تنفيذه بشكل متعمد أو متهور.
وصرح مايكل بَيْج نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، بأن زعم الحوثيين تنفيذ هجماتهم على السفن لنصرة الفلسطينيين، هو في الواقع هجوم واحتجاز تعسفي لأطقم السفن المدنيين وتعريضهم للخطر مطالبًا بإطلاق سراح الرهائن فورًا، وإنهاء هجماتهم على المدنيين العالقين في مرمى حربهم المعلنة على إسرائيل.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أزمة البحر الأحمر قناة السويس استهداف السفن العدوان الإسرائيلي حماية الملاحة الدولية الكيان الصهيوني الحوثیین فی الیمن الولایات المتحدة الحوثی على السفن فی البحر الأحمر السفن التجاریة الهجوم الحوثی هجمات الحوثی جماعة الحوثی فی المنطقة فی تصریحات إلى الکیان المارة فی السفن ا إلى أن
إقرأ أيضاً:
محافظ الإسماعيلية يشهد وضع حجر الأساس لمشروع "دي سيتا" الصينية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس بالقنطرة غرب باستثمارات ٤٠ مليون دولار للمرحلة الأولى
شهد اللواء أكرم جلال محافظ الإسماعيلية، ووليد جمال الدين رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مراسم الاحتفال بوضع حجر الأساس للمرحلة الأولى لمشروع شركة "دي سيتا- Di Seta" الصينية للإكسسوارات والملابس الجاهزة، بمنطقة القنطرة غرب الصناعية التابعة للهيئة، وتبلغ التكلفة الاستثمارية للمرحلة الأولى من المشروع ٤٠ مليون دولار، ويقع على مساحة إجمالية للمرحلتين قدرها ٨٣ ألف متر مربع، كما يتيح المشروع ١٢٠٠ فرصة عمل مباشرة، ومن المخطط بدء تشغيل المشروع خلال شهر سبتمبر من العام الجاري.
وذلك بحضور اللواء طارق محمود اليمني السكرتير العام المساعد لمحافظة الإسماعيلية، جيسون ياو نائب رئيس شركة دي سيتا، ومحمد طلبة عضو مجلس النواب عن محافظة الإسماعيلية، بالإضافة لعدد من القيادات التنفيذية للهيئة الاقتصادية ومحافظة الإسماعيلية.
وفي كلمته، أعرب اللواء أكرم جلال محافظ الإسماعيلية عن سعادته بهذه المناسبة، التي تعكس عمق العلاقات الثنائية بين مصر والصين، وتسلط الضوء على حجم التعاون المثمر الذي يجمع الدولتين على مختلف الأصعدة.
وأضاف أنه منذ أكثر من نصف قرن أسست مصر علاقات قوية مع جمهورية الصين الشعبية، وكانت مصر أول الدول العربية والأفريقية التي تعترف بها، وتربطنا العديد من الروابط الثقافية والتاريخية ويمتد التعاون بين البلدين ليشمل العديد من المجالات من بينها التعليم، الثقافة والاقتصاد، ولقد كان لمبادرة الحزام والطريق التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينج، دورها في تعزيز هذه الشراكة وتقويتها، حيث تعد مصر من أهم محطاتها الاستراتيجية التي تدعم حركة التجارة والنقل وتعزز التعاون الاقتصادي.
وأكد أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تأتي كمركزًا لوجيستيًّا، حيث تعد وجهة مثالية للاستثمارات الدولية، لما تتمتع به من موارد وتسهيلات لوجيستية ونقطة انطلاق مثالية للعلاقات التجارية بين الشرق والغرب، كما تسهم في فتح أسواق جديدة بين الدول الواقعة على طريق الحرير القديم، لتحقيق التنمية المستدامة.
وفي عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، شهدت مصر نهضة شاملة واتفاقيات تجارية مع مختلف الدول، واستطاعت الشركات الصينية في مصر أن تحقق تقدمًا ملموسًا ونتائجَ كبيرة واضحة في الاستثمار المباشر والإنتاج والتوظيف.
وأضاف أنه خلال آخر عامين جذبت المنطقة الاقتصادية القناة السويس ١٢٨ مشروعًا بقيمة ٧ مليارات دولار تمثل الاستثمارات الصينية منها ٤٠ ٪، وخلال هذا العام أضيفت استثمارات جديدة في مجال صناعة وطباعة وصناعة المنسوجات، مما يؤكد على حجم التعاون بين الجانبين المصري والصيني ويوفر مصنع دي سيتا، والذي نقوم بوضع حجر أساسه اليوم حوالي ١٢٠٠ فرصة عمل باستثمارات تبلغ نحو ٤٠ مليون دولار.
مشيرًا إلى أن الجهود التي تبذلها المنطقة الاقتصادية لقناة السويس لزيادة الاستثمارات الأجنبية بالمنطقة من خلال الجولات الترويجية المستمرة، مؤكدًا أنه لاحظ بنفسه حجم التغيير في المنطقة خلال زيارته للمنطقة الأشهر الماضية بسبب ما تقوم به المنطقة الاقتصادية من بنية تحتية لتنفذ الشركات برامجها ومصانعها بشكل سريع.
ومن جانبه، أكد وليد جمال الدين، أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تسير بخطى ثابتة نحو جذب الاستثمار في القطاعات الصناعية المستهدفة، مؤكدًا حرصها على تنوع هذه الاستثمارات لتشمل جميع المناطق الصناعية التابعة للهيئة، لافتًا إلى أن المنطقة الاقتصادية تمتلك أربع مناطق صناعية بالسخنة وشرق بورسعيد والقنطرة غرب، وشرق الإسماعيلية، حيث تختص كل منها بعدد من القطاعات الصناعية المستهدف توطينها بكل منطقة، وتختلف هذه الصناعات والأنشطة تبعًا للموقع الجغرافي وتوافر مواد خام محددة تخدم هذه الصناعة، مشيرًا إلى نجاح المنطقة الاقتصادية في استقطاب ١٥ مشروعًا حتى الآن لمنطقة القنطرة غرب الصناعية على مساحة إجمالية تقارب مليون و٣١ ألف متر مربع، وباستثمارات تصل إلى ٤٩٠ مليون دولار، وتساهم هذه المشروعات مجتمعة في توفير ما يتخطى ٢٠ ألف فرصة عمل مباشرة.
كما أوضح رئيس اقتصادية قناة السويس أن مشروع شركة "دي سيتا" الذي تم وضع حجر الأساس له اليوم بمنطقة القنطرة غرب الصناعية في قطاع المنسوجات والملابس، يمثل فصلًا جديدًا للشراكة الناجحة بين الهيئة والاستثمارات الصينية بهذه المنطقة الواعدة، ويعكس نجاح جهود الهيئة المبذولة طوال الـ ٣٠ شهرًا الماضية سواءً في الجولات الترويجية التي تستهدف جذب الاستثمارات المختلفة داخل الهيئة، أو على صعيد الاستثمار في البنية التحتية والمرافق ذات المواصفات العالمية، فضلًا عن جهود رقمنة الخدمات المقدمة للمستثمرين، التي ساهمت بشكل واسع في تهيئة مناخ الاستثمار داخل الهيئة، وأضاف أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تستهدف تحويل منطقة القنطرة غرب الصناعية لمركز لصناعات المنسوجات والملابس بالإضافة لقطاعات أخرى مستهدفة، وذلك لتلبية احتياجات السوق المحلية وإتاحة منتجات بجودة عالمية، لتعزيز الصادرات المصرية للأسواق العالمية في إطار خطة الدولة المصرية لهذا الشأن.