حصاد 2023.. عام الحروب وقليل من السلام
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
يمتاز المؤرخون على الصحافيين بأن مرور الوقت يكفل لهم منظوراً لا يتأتى للمُقيدين بمواعيد نهائية.
الأكثر إثارة للدهشة خلال العام الجاري هو التقارب بين اليابان وكوريا الجنوبية
لكن العام الحالي على وشك أن ينقضي، ويشكل موعداً نهائيّاً حاسماً إذا كان الهدف وضع عام 2023 في منظوره السليم. وربما كان مصطلح "التاريخ الفوري" متناقضاً، لكنه يستحق كل الجهد المبذول في إنجازه، ولا سيما في سنة ستَعْلَق في الأذهان لِما اندلع فيها من حروب، وفق ريتشارد هاس، الرئيس الفخري لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي.
وقال هاس في مقال بموقع مجلة "The Strategist" التابعة للمعهد الاسترالي للسياسة الاستراتيجية: لا يزال العدوان الروسيّ على أوكرانيا مستمراً منذ نهاية فبراير (شباط) 2022، فرغم أن أوكرانيا استمرت في الصمود في مواجهة القوات الروسية، وظلت دولة مُستقلة قادرة على البقاء والسيطرة على نحو 80% من أراضيها، لم يُحقق الهجوم الأوكرانيّ المضاد الذي طال انتظاره الكثير.
وأخيراً، سيتميز العام الثاني من هذه الحرب الباهظة التكلفة بما لم يتغير في ساحة المعركة أكثر مما تغيَّرَ فيها؛ فلا تبدو الخريطة مُختلفة تماماً في ديسمبر (كانون الأول) عمّا كانت عليه في يناير (كانون الثاني) الماضي. وفي الوقت ذاته، ظهرت بعض أوجه القصور في الدعم المُقدَّم لأوكرانيا في أوروبا والولايات المتحدة.
"The year is about to end, which constitutes a firm deadline if the goal is to put 2023 into perspective. 'Instant history' may well be an oxymoron, but it is worth the effort, especially in a year that will be remembered as one defined by war." — Haass https://t.co/RzpFdQ8DDq
— The Kyiv Independent (@KyivIndependent) December 21, 2023
والحرب الثانية أشعلتها حماس ضد إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث أسفرت هجمات حماس عن مقتل أكثر من 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة. وكان أكثر الضحايا من المدنيين.
وأعلنت إسرائيل عن أن هدفها هو القضاء على حماس، فهاجمت غزة بشراسة منذ ذلك الحين جواً ثم براً، ما أسفرَ عن مقتل نحو 20 ألف شخص إلى الآن، وتشريد ما يقرب من مليوني فلسطيني. وإذ دخلت الحرب شهرها الثالث، لم تظهر لنا أي دلائل على نهايتها. وعندما تضع أوزارها، من المرجح أن تحتل إسرائيل غزة، إذ تبدو آفاق السلام، وإقامة دولة فلسطينية أبعد من أي وقت مضى.
وليس غريباً أن تتصدر العلاقة الثنائية الأهم في هذا العصر بين الولايات المتحدة والصين عناوين الأخبار عام 2023. فقد بدأ هذا العام بمرور منطاد تجسس صيني في الأجواء الأمريكية، مما دفع الولايات المتحدة إلى إسقاطه.
تجمدت العلاقات بين البلدين حتى استؤنفت الاتصالات رفيعة المستوى خلال الصيف، وبلغت ذروتها في اجتماع بين الرئيسين جو بايدن وشي جين بينغ في سان فرانسيسكو في نوفمبر (تشرين الثاني). ويسعى الزعيمان إلى علاقةٍ أكثر هدوءاً، ولو لأسبابٍ مختلفة تماماً. فالصين تعقد الآمال على تحسين علاقاتها الاقتصادية، في حين تود الولايات المتحدة منع الصين من تأجيج الاضطرابات العالمية بالاعتداء على تايوان أو بحر الصين الجنوبي أو بتقديم المساعدات العسكرية لروسيا.
.@RichardHaass finds few bright spots in an overview of the most important events and non-events of 2023. https://t.co/wwgvM8prYD
— Project Syndicate (@ProSyn) December 21, 2023
ومع ذلك، من المهم أن نلاحظ أمرين لم يحدثا في عام 2023. فلم تحدث أزمة في تايوان أو حادث يهدد باندلاع صراع بين الصين والولايات المتحدة. وأنهت الصين العام بالتركيز على اقتصادها وبدء التحول الضروري نحو النمو المدفوع بالطلب المحليّ.
ولم يحدث أيضاً أن اتخذت كوريا الجنوبية أو اليابان أو الولايات المتحدة إجراءً منسقاً إزاء هذه التطورات، ولو أنَّ واشنطن حاولت تهدئة المخاوف المتزايدة في سيول بشأن مدى موثوقية الردع الموسَّع. "كوب 28" وتابع هاس: لن ننسى أيضاً هذا العام لأنه كان الأكثر حرارة على الإطلاق. اجتمع قادة العالم والمديرون التنفيذيون وجماعات الضغط والناشطون في دبي، لحضور مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي. غير أن التعارض بين جهودهم ومدى إلحاح المشكلة أثارا تساؤلات مثيرة للقلق بقدر أكبر حيال استعداد العالم للتوحد، والتصدي لما قد يكون التحدي الأعظم في هذا القرن. نجاح كبير للذكاء الاصطناعي حققت تقنية الذكاء الاصطناعي نجاحاً كبيراً في عام 2023، إذ نالت اعترافاً واسع النطاق بوصفها تقنية ثورية. واتُّخذَت بعض الخطوات على مضض فيما يتعلق بتنظيم هذه التقنية، غيرَ أن الذكاء الاصطناعي يتطور بوتيرة أسرع من قدرة الحكومات على استيعاب عواقبه. ويشعر صناع السياسات بالقلق حيال إيقاف التطبيقات التي ربما تكون مفيدة. ولذلك من المرجح أن يتأثر العالم بالذكاء الاصطناعي أكثر مما يؤثِّر العالم على تطوره. الشعبوية: السياسة المهيمنة ما زالت الشعبوية السمة السياسية المهيمنة هذا العام. وعاش السياسيون الشعبويون أو السياسيون الذين تبنوا تكتيكات شعبوية عاماً مُجزيّاً. ويسري ذلك على القيادة الحالية في الهند والقيادة الجديدة في الأرجنتين وهولندا وسلوفاكيا. وبغض النظر عن ظروف الناس الخاصة، يزيد عدد الذين يشعرون بالإحباط على عدد المتفائلين. نقطة اقتصادية مضيئة ورغم ما سبق، يقول هاس: "بوسعنا أن نختم بخبرٍ يبعث على التفاؤل. فقد كان الاقتصاد الأمريكي نقطة مضيئة نادرة في عام 2023، إذ تراجعَ التضخم بالتزامن مع النمو الاقتصادي المطرد. والواقع أنَّ الأسواق المالية بلغت أعلى معدلاتها على الإطلاق بنهاية العام الجاري، وذلك لاعتقاد المستثمرين بأن التضخم يمكن أن يتراجع دون أن يتسبب في ركود. التقارب الياباني- الكوري الجنوبي ورأى الكاتب أن التطور الأكثر إثارة للدهشة خلال العام الجاري هو التقارب بين اليابان وكوريا الجنوبية. فبفضل الدبلوماسية الأمريكية واستعداد الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا التصدي لبعض المخاطر، أمست العلاقات الثنائية بين البلدين أوثق من أي وقت مضى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة حصاد 2023 الولایات المتحدة عام 2023
إقرأ أيضاً:
نائب محافظ سوهاج يشهد فعاليات قوافل "حياة كريمة" بدار السلام
شهد الدكتور محمد عبد الهادي نائب محافظ سوهاج، فعاليات قوافل "حياة كريمة" بقرية نجع الدير بمركز دار السلام، جنوب شرق محافظة سوهاج، والتي تنظمها وزارة الشباب والرياضة وتستهدف القرى الأكثر احتياجا، وذلك بحضور الدكتور محمد فريد وكيل وزارة الشباب والرياضة، ومحمد السيد رئيس مركز ومدينة دار السلام، تنفيذا لتوجيهات اللواء عبد الفتاح سراج محافظ الإقليم بشأن دعم الأنشطة الشبابية والرياضية بالمحافظة .
شارك في القافلة أكثر من 500 من الطلائع من أبناء القرية، وشملت قافلة طبية ضمت مختلف التخصصات وقدمت خدمات الكشف والعلاج بالمجان للمواطنين، وندوة بعنوان "قيمنا من تراثنا" بمشاركة الأزهر والكنيسة، وندوة بعنوان "إحنا مين" بمشاركة اتحاد الأثريين، وندوة حول حماية البيئة بالإضافة ندوة حول خطورة الإدمان بالتعاون مع مستشفى الصحة النفسية بسوهاج .
تضمنت القافلة أيضا مجموعة من الفقرات الفنية والاستعراضية لقصر ثقافة سوهاج، بالإضافة إلى برنامج "ريحانة" لتوعية الفتيات حول مخاطر الزواج المبكر والتسرب من التعليم، فضلا عن عدد من الأنشطة الرياضية والترويحية والفنون الشعبية، وعروض الكشافة والجوالة.
وفي سياق آخر تفقد اللواء عبد الفتاح سراج محافظ سوهاج، خلال جولة ميدانية عدد من شوارع مدينة سوهاج، للوقوف على الوضع العام ومستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، وذلك بحضور الدكتور محمد عبد الهادي نائب المحافظ، واللواء أ.ح أحمد السايس السكرتير العام المساعد، وعلي لطفي رئيس حي شرق.
استهل محافظ الإقليم الجولة بتفقد أعمال تطوير ورفع كفاءة شارع أسيوط سوهاج، حيث اطلع على الأعمال الجارية والتي تشمل " رصف الشارع، وتطوير الجزيرة الوسطى، والأرصفة والبردورات، والمساحات الخضراء"، ووجه بتسريع وتيرة العمل للانتهاء من المشروع في أقرب وقت ممكن، وطالب بزيادة ممرات المشاة، والراغبات الخاصة بذوي الإعاقة بالجزيرة الوسطى للتيسير عليهم.
كما تفقد اللواء عبد الفتاح سراج، المنطقة المحيطة بموقف سيارات " القاهرة، اسيوط، الوادي الجديد"، بمنطقة الثلاث كباري، ووجه المحافظ بتطوير المنطقة ورصفها ببلاط الانترلوك، وزيادة أعداد حاويات النظافة، ورفع مستوى الإضاءة، وصيانة غرف الصرف الصحي لتوفير بيئة ملائمة لسكان المنطقة، كما تفقد المحافظ شوارع " سيتي، والتحرير، ومنطقة الزهراء"، ووجه برفع مستويات النظافة، ورفع الإشغالات، ومراجعة تراخيص المحال التجارية والكافيهات، والتأكد من السلامة الإنشائية والبيئية بها .
والتقى محافظ سوهاج خلال الجولة عددا من المواطنين، واستمع إلى مطالبهم، موجها بالتنسيق مع الجهات المعنية لتلبيتها فورا، وتأتي هذه الجولة في إطار الجهود المستمرة لمتابعة المشروعات والوضع العام للشارع، والعمل على تحسين مستوى الخدمات العامة، وضمان سلامة المواطنين، والالتقاء بهم للاستماع إلى مشاكلهم .