أثير- جميلة العبرية

حرصت الشريعة الإسلامية السمحاء على تحديد آداب خاصة للتعامل مع الجيران، ومن هذه الآداب الاحترام؛ فيجب أن يكون التعامل بين الجيران مبنيًا على الاحترام المتبادل والتعاون فيشجع على تقديم المساعدة، وكذلك وجب احترام خصوصية الجيران وعدم التدخل في شؤونهم الشخصية بدون إذن، وعدم إزعاجهم وذلك عبر التحكم في الضجيج أو إقلاق راحتهم، وفي حالة حدوث نزاع يجب حله بصورة سلمية وبالتفاوض، دون اللجوء إلى الأمور القانونية إلا في حالة الضرورة، فهذه الآداب تقوم على تعزيز العيش المشترك السلمي والمثمر داخل المجتمع المحلي، وتسهم في بناء جو من الثقة والتفاهم بين الأفراد.

وتستعرض “أثير” في هذا الموضوع حالة تداولتها منصات التواصل الاجتماعي لمنشور لأحد المواطنين قال فيه: جار بالمعبيلة الجنوبية يؤجر بيته لوافدين عزاب ويصعدون السطح بشكل متكرر بملابس أو بقليل منها، وتصدر منهم تصرفات مريبة (سهر بموسيقى، دخول وخروج فتيات من جنسيات أفريقية)، وحين تخاطب صاحب المنزل يقول اسمح لي ما أقدر أطردهم ومعهم عقد إيجار معتمد من البلدية)، متسائلًا في نهاية منشوره: ماذا يمكن أن تفعل في هذه الحالة؟

فما الرأي القانوني في هذه الحالة؟

“أثير” تواصلت مع المستشار القانوني صلاح المقبالي الذي أوضح بأن من الأحكام المنظمة للعلاقة بين المؤجر والمستأجر الصادرة بالمرسوم السلطاني رقم ٦ / ٨٩ ما ينص على “إذا استعمل المستأجر المحل المؤجر أو أذن باستعماله في غير الغرض الذي استؤجر من أجله أو كان استعماله ضارا بالمحل المؤجر أو بالصحة العامة أو بطريقة مقلقة للراحة أو مخالفة للقوانين أو منافية للآداب العامة”.

وهنا في الحالة المتداولة استند المؤجر إلى عدم استطاعته إيجاد حل لوجود المؤجرين وعدم قدرته على إخراجهم بسبب عقد البلدية، لكن بموجب الأحكام المنظمة للعلاقة الإيجارية ما بين المؤجر والمستأجر فإنه يجوز للمؤجر وفي حالات محددة أن يفسخ عقد الإيجار قبل انتهاء مدته بحكم قضائي إن كان هذا المستأجر أعد السكن بطريقة مقلقة للراحة ومخالفة للقوانين ومنافية للآداب، حيث بإمكان المؤجر إقامة دعوى فسخ العقد وإخلاء العين المؤجرة قبل انتهاء مدته.

وأضاف: أما بخصوص الملاحقة الجزائية والتي تطال المؤجر والمستأجر؛ فإن المادة (٢٥٥) من قانون الجزاء العماني تناولت العقوبات والغرامات لمخالفي استخدامات المساكن في غير المخصص لها حيث يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن سنة، ولا تزيد على (٣) ثلاث سنوات، وبغرامة لا تقل عن (٥٠٠) خمسمائة ريال عماني، ولا تزيد على (١٠٠٠) ألف ريال عماني كل من:
– أعد أو أدار مكانا للبغاء أو الفجور، أو عاون بأي طريقة في إعداده أو إدارته.
– كان مالكا لمنزل أو محل، أو مسؤولا عن إدارته، فأجره وهو يعلم أنه سيستعمل للبغاء أو الفجور.
– يعمل أو يقيم في مكان معد للبغاء أو الفجور مع علمه بذلك.
– كان يعتمد في معيشته أو بعضها على ما يكسبه الغير من ممارسة البغاء أو الفجور تحت حمايته أو بتأثير سيطرته عليه.

ويعاقب بالسجن مدة لا تقل عن شهر، ولا تزيد على سنة كل من ضُبط في مكان معد للبغاء أو الفجور بقصد ارتكاب ذلك، وفي جميع الأحوال، يحكم بإغلاق المكان.

المصدر: صحيفة أثير

إقرأ أيضاً:

حكومة نتنياهو تعيد تنفيذ الانقلاب القانوني وبأقصى سرعة

في الوقت الذي تواصل فيه حكومة الاحتلال تورطها في حروبها الدموية في المنطقة، دعت أوساطها مجدداً لإعادة خطوات الانقلاب القانوني إلى الطاولة، بدءً من معركة انتخاب رئيس المحكمة العليا، مروراً بإقالة أمناء المظالم في المكاتب الحكومية، إلى التمثيل الخاص في القضايا المثيرة للجدل في المحكمة، وهو ما أصبح ظاهرة، وهكذا يروج الوزراء بقوة، في زمن الحرب، لسلسلة التحركات المتفجرة.

توفا تشموكي خبيرة الشئون القضائية والقانونية، أكدت أنه "منذ تشكيل الحكومة الحالية أواخر 2022، وهي تواصل العمل من أجل تغيير الأمور بشكل جذري في الدولة، من حيث تغيير تشكيل المحكمة العليا، وتعديل نظام المشورة القانونية للحكومة، ووضع حد للتنفيذ الانتقائي، وقد عرض وزير القضاء ياريف ليفين قبل ساعات بالتفصيل خطوات الانقلاب القانوني التي روّج لها ويروّج لها الائتلاف الحاكم، ودعا لإعادتها على طاولة المفاوضات، في تأييد قاطع للتحركات التي تمت قبل الحرب، وتوقفت بسببها، زاعما أنه حان الوقت لتقديم الدعم الكامل لاستعادة تنفيذ ذلك الانقلاب".

وأضافت في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وترجمته "عربي21" أن "التغييرات الواسعة التي تهدف الحكومة لتعزيزها في علاقات القوة بينها وبين النظام القضائي لم تتوقف قط عن جدول الأعمال منذ بداية الدورة الشتوية للكنيست الشهر الماضي، حيث يستمر الانقلاب القانوني على قدم وساق، وسيصل لإحدى ذرواته من خلال عقد اجتماع لجنة اختيار قضاة المحكمة العليا التي أصدرت أمراً أجبر ليفين على عقد اللجنة، واختيار رئيس لها، لكنه كنوع من الاحتجاج والتحدي، لن يقدم الأخير مرشحيه لرئاستها".


وأشارت إلى أنه "من المحتمل أن تختار اللجنة رئيسا لها القاضي نوعام سولبرغ، أقدم قاض في المحكمة، فيما يريد الوزير أن يكون اثنان على الأقل من القضاة المنتخبين حسب اختياره هو، رغم أنه قدم مرشحين غير جديرين".

وذكرت أن "مظهرا جديدا للانقلاب القانوني يتمثل فيما ستناقشه المحكمة العليا في التماسات ضد "قانون السكن"، الذي يهدف للتحايل على واجب تجنيد أعضاء المدارس الدينية في صفوف الجيش، ويسعى مشروع القانون لمنح عائلات المتهربين من الخدمة العسكرية دعما ماليا من الدولة، أما الفقراء فلا، وبما أن هذا القانون، في رأي أمين المظالم، غير دستوري، لأنه يعطي الأولوية لتمويل أعضاء المدرسة الدينية الذين يرفضون التجنيد في انتهاك للقانون الاسرائيلي، فلن يدافع عنه وزير الرفاه يوآف بن تسور".

وأشارت الى مؤشر إضافي على استعادة الانقلاب القانوني المتمثل في "قرار الحكومة يوم أمس بإنهاء ولاية أمناء المظالم في الوزارات الحكومية بحلول نهاية العام، ممن ظلّوا في مناصبهم لفترة طويلة، وهذه خطوة قانونية، لكن الطريقة التي اتخذت بها الحكومة القرار بسرعة، أيضًا هذه المرة، خلافًا لموقف ديوان المظالم، يشتبه في أنها تريد إقالتهم بسبب اعتبارات دخيلة وشخصية، وتعيين مستشارين قانونيين موالين للوزير المكلف".

وختمت بالقول إن "إجراءات اختيار مفوضي الخدمة المدنية تتمثل بأن يقوم رئيس الوزراء قريبًا بتعيين لجنة بحث لاختيارهم، ويخشى أن تتحول الهيئة بعد تغيير الآلية إلى خدمة توزيع الوظائف على معاوني الوزراء والناشطين السياسيين على أساس الولاء فقط، وليس المهنية، وهي كلها مؤشرات لا تخفى على أحد بشأن استعادة الانقلاب القانوني الذي أوقفته الحرب على غزة".

عوديد شالوم الكاتب في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أكد أن "ليفين، الرأس المدبر للانقلاب القانوني، لن يهدأ له بال حتى يحترق النادي كله على أصحابه، رغم عدم توقف الحرب الجارية لأسباب حزبية، وحادثة إطلاق القنابل المضيئة على منزل رئيس الوزراء، لكن ليفين يواصل طريقه لمحاولة هدم النظام القائم مرة أخرى، كما فعل في الأشهر التي سبقت هجوم السابع من أكتوبر، من خلال تنظيم هجوم تشريعي مناهض للدولة، بحيث يظهر الشخص المسؤول عن الاضطرابات الأكثر رعبا وفظاعة التي شهدها المجتمع الإسرائيلي".

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "عودة الحكومة لتنفيذ انقلابها القانوني يعني أنها تريد أن توجه للإسرائيليين الضربة القاضية الآن، بما يعنيه من عودة مجددة للانقسام الرهيب والاستقطاب والاحتجاجات الجماهيرية، رغم إدراك حماس للنقطة المتدنية التي وصلت إليها الدولة، واستغلت ذلك في هجومها لتفاجئنا، ومنذ ذلك الحين والإسرائيليون يخوضون حربا متعددة الجبهات، ويقاتل الجنود معًا: من اليمين واليسار، من المستوطنين والعلمانيين، من المدن والضواحي، ومن جميع شرائح المجتمع تقريبًا".



وأكد ان "ليفين غير مهتم بحقيقة أن الجيش يحتاج بشكل عاجل لعشرة آلاف جندي، ورغم ذلك فإنه سيحلّ مع ائتلافه اليميني أزمة تجنيد اليهود المتشددين في مزيج ما، وهو غير مهتم بنقص القضاة في النظام القضائي، وهذا السبب في أنه نظام عالق، والبتّ في القضايا يطول، هذا الوزير لا يهدأ له بال حتى يحترق النادي على رؤوس الإسرائيليين".

وأشار إلى أن "تعمّد الحكومة في استمرار الحرب التي لا نهاية لها، لأسباب شخصية وحزبية بحتة، تهدف لصرف انتباه الإسرائيليين عن رؤية الصورة الكبيرة، وهي أن ليفين واليمين الموالين لبنيامين نتنياهو مصممون على تشويه البنية السياسة القائمة في الدولة".

مقالات مشابهة

  • وزارة العدل الأمريكية تجدد الصراع القانوني مع غوغل.. ما علاقة المتصفح كروم؟
  • هل الزكاة تزيد المال؟.. بـ3 شروط لا يعرفها الكثيرون
  • البنك المركزي يفند ادعاءات القيادي بالانتقالي ”فادي باعوم” ويصفها بالجهل الفاضح واستغفال الرأي العام
  • احذر بشدة.. 8 أشياء تزيد من خطر إصابتك بالسرطان
  • الإمارات وفرنسا تبحثان التعاون القانوني والقضائي
  • محمد أبو هاشم: الكذب من صفات الفجور.. و3 حالات فقط يجوز فيها
  • رئيس مركز قياس الرأي: أوروبا حاولت بشكل غير مباشر الوصول إلى تسوية مع روسيا
  • حكومة نتنياهو تعيد تنفيذ الانقلاب القانوني وبأقصى سرعة
  • إحالة البلوجر المصرية هدير عبدالرازق للمحاكمة بتهمة الفجور
  • تهريب الذهب... تفاصيل واقعة صادمة هزت الرأي العام في دولة عربية