كيف نواجه العنف ضد الأطفال؟ الصحة العالمية تجيب
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
يعاني واحد من كل طفلين في العالم من العنف الذي قد يكون جسديًا أو لفظيًا أو عاطفيًا أو جنسيًا، بالإضافة إلى العنف عبر الإنترنت، وفقًا لبيانات منظمة الصحة العالمية.
وتناولت الحلقة 100، التي قدمتها فيسميتا غوبتا سميث، من سلسلة حلقات “العلوم في خمس”، الذي تبثه منظمة الصحة العالمية عبر منصاتها الرسمية، كيفية التعرف على علامات العنف ومنعها.
واستضافت الحلقة سابين راكوتومالالا، مسؤولة في وحدة منع العنف بمنظمة الصحة العالمية، التي تطرقت إلى تقريرين عن العنف ضد الأطفال، أصدرتهما منظمة الصحة العالمية مؤخرًا وتحدثت عن كيفية التعرف على علامات العنف وكيفية الوقاية منه.
أرقام غير مقبولة
قالت راكوتومالالا إن الأرقام المتعلقة بالعنف ضد الأطفال صادمة وغير مقبولة، ووصلت إلى حد أن واحدًا من كل طفلين، تتراوح أعمارهم بين 2 إلى 17 عامًا، قد عانى من العنف الجنسي أو الجسدي أو العاطفي في العام الماضي، وبالتالي فإن الآثار الجسدية مثل الوفيات والإصابات مروعة.
عواقب صادمة
أضافت راكوتومالالا أن هناك عواقب تستمر مدى الحياة بسبب العنف في مرحلة الطفولة، بما يشمل المزيد من اضطرابات الصحة العقلية مثل الاكتئاب والقلق، بل إن هؤلاء الأطفال يمكن أن يكونوا أكثر عرضة لخطر الانخراط في سلوكيات محفوفة بالمخاطر مثل التدخين وغيرها من الممنوعات.
وفي السياق نفسه، أشارت راكوتومالالا إلى أن هذه العواقب بدورها يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالأمراض غير المعدية مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية. ومن المرجح أيضًا أن الأطفال الذين تعرضوا للعنف في مرحلة الطفولة هم أكثر عرضة لأن يصبحوا مرتكبي أعمال عنف في وقت لاحق من حياتهم.
العنف عبر الإنترنت
ونوهت راكوتومالالا أيضًا إلى أن العنف عبر الإنترنت يمثل مشكلة حقيقية، شارحة أن العنف عبر الإنترنت يشمل التنمر والعنف الجنسي عبر الإنترنت، وأوضحت أن هناك عددا من المبادرات الهامة اليوم لجمع البيانات حول هذه المشكلة العالمية عبر الإنترنت. ولكن هناك نوعين من الخرافات المهمة، التي تحتاج إلى توضيح، أولهما هو أن العنف يرتكبه غرباء، والمعروف باسم “الخطر الغريب”، مشيرة إلى أنه في الواقع تحدث معظم حالات التنمر عبر الإنترنت من قبل الأقران والمعارف وأفراد الأسرة.
أما الخرافة الثانية، التي تحتاج إلى توضيح، فهي أن العنف عبر الإنترنت يمثل مشكلة في حد ذاته. في الواقع، في معظم الحالات، يرتبط الأمر بالعنف وجهًا لوجه الذي يحدث في الحياة الواقعية. لذلك، على سبيل المثال، يرتبط التنمر عبر الإنترنت في ثلاثة أرباع الحالات أيضًا بالتنمر الذي يحدث في الملعب أو في المجتمع. أو غالبًا ما يكون الأطفال الذين يرسلون محتوى جنسيًا في علاقة مسيئة مع أصدقائهم المقربين.
علامات على العنف
شرحت راكوتومالالا أن العلامات الشائعة، التي قد تشير إلى إساءة معاملة الأطفال، تشمل، على سبيل المثال، الإصابات غير المبررة أو الكسور أو الحروق. كما أن تغير سلوك الأطفال، على سبيل المثال، مثل أن يصبحوا منعزلين للغاية ومعزولين اجتماعيًا أو يصبحوا عدوانيين وعنيفين للغاية من بين العلامات على التعرض للعنف.
وأضافت راكوتومالالا أن تغير سلوك النظافة لبعض الأطفال وعدم الاهتمام بها بشكل مفاجئ فجأة، أو المعاناة من انخفاض في الأداء الأكاديمي، أو أن يصاب الأطفال الصغار، الذين تقل أعمارهم عن 12 عامًا، فجأة بأمراض تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي.
أكدت راكوتومالالا على ضرورة ملاحظة أن هذه العلامات في حد ذاتها ليست علامات أكيدة على إساءة معاملة الأطفال، ولكن إذا كان هناك مخاوف فيجب على الفور مراجعة العاملين الصحيين أو الاختصاصيين الاجتماعيين أو العاملين في المدرسة.
دور المجتمع وطرق الحماية
استطردت راكوتومالالا قائلة إنه بالنسبة للآباء ومقدمي الرعاية والمعلمين وأي شخص على اتصال بالأطفال، يجب أن تكون حمايتهم أولوية قصوى، مستشهدة بأنها كأم لثلاثة أطفال تبلغ أعمارهم 16 و14 و10 أعوام، تتبع أربع نصائح أساسية مبنية على الأدلة العلمية، هي:
1. التواصل المفتوح مع الأطفال، إذ إنه إذا تمكن الوالدان من تحقيق هذا التواصل المفتوح، ففي اليوم، الذي يعاني فيه الطفل من شيء ما، من المرجح أن يأتي إليهما أو أحدهما ويروي ما يعاني منه.
2. وضع قواعد واضحة تتضمن، على سبيل المثال، حظر التجول وتنظيم اليوم، ولكن الأهم من ذلك، معرفة مكان الطفل دائمًا من حيث القواعد.
3. تعليم الأطفال عن الموافقة والسلامة الشخصية للجسم. وهذا مهم لجميع الأعمار من عمر 4 سنوات إلى 18 سنة.
4. وأخيرًا، المشاركة بنشاط في حياة الطفل، لأنه إذا كان الوالدان مشاركان في حياة طفلهما، فسيعرفان متى يغير سلوكه وربما تظهر عليه علامات المتاعب.
وفي الختام، لخصت فيسميتا غوبتا سميث أن الطريقة التي يمكن من خلالها الحفاظ على سلامة الأطفال هي من خلال التعليم واليقظة والتواصل وإقامة علاقة قوية معهم.
العربية نت
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: على سبیل المثال الصحة العالمیة أن العنف
إقرأ أيضاً:
«الصحة العالمية»: استهداف المرافق الصحية في الضفة انتهاكا للقانون الإنساني
أكدت الدكتورة مارجريت هاريس، المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، أن 63 مستشفى بدأت في تلقي بعض المساعدات والإمدادات الطبية في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها القطاع الصحي في غزة، مشيرةً إلى أن المنظمة تعمل مع شركائها لتوفير أكبر قدر ممكن من المساعدات رغم التعقيدات الإدارية واللوجستية.
حجم الدمار غير مسبوقوأوضحت خلال مداخلة مع الإعلامية ريهام إبراهيم، على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن جميع المستشفيات والمراكز الصحية في غزة تعرضت لخسائر وتلافيات خطيرة نتيجة الاستهداف الإسرائيلي المستمر، مؤكدةً أن حجم الدمار غير مسبوق، وهو ما أثر بشدة على قدرة المنشآت الطبية على تقديم الخدمات العلاجية للمصابين، خاصة مع تلف المخازن الطبية بالكامل.
أكدت المتحدثة باسم المنظمة أن هذا الاتفاق مكن الفرق الطبية من الوصول إلى مئات الآلاف من المواطنين الذين كانوا في أمسّ الحاجة إلى الرعاية الصحية، مشيدةً بالجهود التي ساهمت في تحقيق ذلك، ومع ذلك، شددت على أن هذه ليست سوى بداية، وأن العمل لا يزال مستمرًا لإعادة بناء النظام الصحي في غزة.
إعادة تأهيل المستشفياتأكدت أن المنظمة تسعى إلى إعادة تأهيل المستشفيات والمرافق الصحية لتوفير الخدمات العلاجية العاجلة، لكنها أشارت إلى أن هناك حاجة ماسة للدعم الدولي، سواء من الدول أو الوكالات المعنية، لضمان استعادة القدرة التشغيلية الكاملة للنظام الصحي.
وفيما يتعلق بالضفة الغربية، أوضحت أن الوضع هناك آخذ في التدهور، مشيرةً إلى أن استهداف المرافق الصحية والطبية يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي، مما يحرم المصابين والمرضى من الوصول إلى الخدمات الأساسية.
ودعت منظمة الصحة العالمية جميع الأطراف إلى وقف الاقتتال، والامتثال للقوانين والمعايير الإنسانية الدولية لضمان حصول المحتاجين على الرعاية الصحية دون عوائق.