الفوضى في لبنان خط أحمر… حزب الله المُستفيد الاول والأخير
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
لا تزال التهدئة في لبنان خياراً وقراراً إقليمياً ودولياً بالرغم من كل الأحداث التي فرضت نفسها في الأشهر الأخيرة وتحديداً منذ اندلاع معركة "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الاول الفائت وحتى اليوم، إذ ان هذه المعركة ادت بشكل لا يقبل الشك إلى وضع لبنان للمرة الأولى منذ سنوات طويلة على فوهة بركان.
معركة "طوفان الأقصى" الذي تدخل بها "حزب الله" عبر جبهة إسناد في جنوب لبنان باتت اليوم تشكل خطراً حقيقياً وتقترب بشكل تدريجي من التوسّع والتدحرج نحو حرب مع لبنان أو ربما حرب إقليمية، إذ لا شيء يستطيع ضمان الاستقرار في ظلّ اندلاع النيران بشكل متفاوت بين ساحة وأخرى في المنطقة بشكل عام من اليمن حتى فلسطين.
هذا الامر يطرح سؤالاً حول ما إذا كان لا يزال لبنان حاجة أمنية لكل الدول ام لا، والذي تُجيب عنه مصادر أمنية مطلعة اعتبرت أن هذا البلد الصغير لا يزال أمنه بحدّ ذاته مطلباً مُلحاً، حيث أن كل الجهود الخارجية والمحلية تعمل وفق مسار واحد وهو عدم السماح بتفلت الامور، وذلك لعدة أسباب اولها واهمها النزوح السوري في لبنان، اذ ان التفلت الامني من شأنه أن يؤدي لنزوح هؤلاء إلى الدول المجاورة، والى اوروبا تحديداً، الأمر الذي يشكّل خطورة للمجتمعات الاوروبية بحسب ما وصفت بعض قيادات هذه الدول في مرحلة فائتة.
وتقول المصادر أيضاً بأن الفوضى والانفلات الأمني في الداخل اللبناني سيصبّ في مصلحة "حزب الله" الذي يستطيع الاستفادة منه لأنه الأقدر على احتوائه نظراً لحجم سيطرته الأمنية على مناطقه، في حين أن المناطق الاخرى ستعيش انهياراً وتآكُلاً كبيراً على المستوى الامني والاقتصادي، وهذا ما لا تريده الولايات المتحدة الاميركية لانه سيؤدي إلى خروج كل القوى السياسية من هذه الفوضى منهكة ضعيفة في حين أن"حزب الله" سيخرج منها قوياً أو بالحد الأدنى أقوى بكثير من باقي الاطراف.
ومن هُنا تعتبر المصادر بأن كل هذه الأمور وغيرها ومنها المرتبط بأمن إسرائيل وعدم الرغبة بتفلّت الأمور بشكل كامل ما سيضر اسرائيل ويستنزفها اكثر من ما هي مُستنزفة في غزة، جعل منها مؤشراً الى أن ثمة قرار وضغط اوروبي وأميركي على وجه التحديد ومساعٍ عربية لمنع الانجرار إلى حرب كبرى او الى فوضى داخلية وهذا أمر، بحسب المصادر، تحسمه اوساط ديبلوماسية في مجمل لقاءاتها. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
من الذي يعذب يوم القيامة الروح أم النفس.. الإفتاء تجيب
قالت دار الإفتاء المصرية إن لفظ "الروح" و"النفس" من الألفاظ التي تؤدي أكثر من معنًى، وهما في الواقع متغايرتان في الدلالة بحسب ما يحدده السياق، وإن حلَّت إحداهما محلَّ الأخرى في كثير من النصوص الشرعية، لكن على سبيل المجاز وليس الحقيقة.
وأوضحت الإفتاء معنى الروح وهي ما سأل عنها اليهودُ فأجابهم الله تعالى في القرآن بقوله: ﴿قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [الإسراء: 85]؛ فهذه الروح التي يحيا بها الإنسان هي سِرٌّ أودعه الله في المخلوقات واستأثر في علمه بكنهها وحقيقتها، وهي التي نفخها في آدم عليه السلام وفي ذريته من بعده.
وأضافت الإفتاء أما مسألة العذاب فقد ورد في السنة ما يدلُّ على أن العذاب للنفس يكون يوم القيامة، وأن عذاب الروح وحدها يكون بعد مفارقتها للجسد بالموت، وأن الروح بعد السؤال في القبر تكون في عليين أو في سجِّين، وهذا لا ينافي عذاب القبر للروح والجسد لمن استحقه، كما جاء ذكره في الأحاديث الشريفة.
الفرق بين الروح والنفسقالت الإفتاء إنَّ كلمتَي الروح والنفس ترددتا في آيات كثيرة في القرآن الكريم، وكثر ورود الكلمة الأخيرة مفردة ومجموعة قرابة الثلاثمائة مرة أو تزيد.
وتابعت: وقد اختلف العلماء في الروح والنفس، هل هما شيءٌ واحدٌ؟ أو هما شيئان متغايران؟ فقال فريق: إنهما يطلقان على شيء واحد، وقد صحَّ في الأخبار إطلاق كلٍّ منها على الأخرى، من هذا ما أخرجه البزَّار بسند صحيحٍ عن أبي هريرة: "إن المؤمن ينزل به الموت ويعاين ما يعاين فَوَدَّ لو خرجت -يعني نفسُه-، والله يحب لقاءه، وإن المؤمن يصعد بروحه إلى السماء، فتأتيه أرواح المؤمنين فيستخبرونه عن معارفهم من أهل الأرض"، فهذا الحديث يؤيد إطلاق الروح على النفس والنفس على الروح.
وقال الفريق الآخر: إنهما شيئان؛ فالروح ما به الحياة، والنفس هذا الجسد مع الروح، فللنفس يدان وعينان ورجلان ورأس يديرها وهي تلتذ وتفرح وتتألم وتحزن، فالروح جسمٌ نورانيٌّ علويٌّ حيٌّ يسري في الجسد المحسوس بإذنِ الله وأمرِه سريانَ الماء في الورد لا يقبل التحلُّل ولا التبدل ولا التمزق ولا التفرق، يعطي للجسم المحسوس الحياة وتوابعها، ويترقى الإنسان باعتباره نفسًا بالنواميس التي سنَّها الله وأمر بها؛ فهو حين يولد يكون كباقي جنسه الحيواني لا يعرف إلا الأكل والشرب، ثم تظهر له باقي الصفات النفسية من الشهوة والغضب والمرض والحسد والحلم والشجاعة، فإذا غلبت عليه إنابته إلى الله وإخلاصه في العبادة تغلَّبت روحه على نفسه فأحبَّ الله وامتثل أوامره وابتعد عما نهى عنه، وإذا تغلبت نفسه على روحه كانت شقوته.
معاني كلمة الروح في القرآن والسنة
وجاءت الروح في القرآن الكريم وفي السنة بمعانٍ: فهي تارة الوحي؛ كما في قوله تعالى: ﴿يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ﴾ [غافر: 15]، ويسمى القرآنُ روحًا باعتباره أحيا الناس من الكفر الشبيه بالموت، وأُطلق الروح على جبريل عليه السلام؛ كما في قوله تعالى: ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ﴾ [الشعراء: 193-194]، وقوله: ﴿وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ﴾ [البقرة: 253]، وفي الحديث الشريف: «تحابُّوا بروح الله» رواه أبو داود، قيل: المراد بالروح هنا: أمر النبوة أو القرآن، وهو المعنى عند أكثر العلماء في قوله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا﴾ [الشورى: 52].
معاني كلمة النفس
وكلمة النفس تجري على لسان العرب في معانٍ؛ فيقولون: خرجت نفسه، أي: روحه، وفي نفس فلان أن يفعل كذا، أي: في رُوعه وفكره، كما يقولون: قتل فلان نفسه، أو أهلك نفسه، أي: أوقع الإهلاك بذاته كلها وحقيقته، فمعنى النفس في هذا: جملة الإنسان وحقيقته؛ كما في قوله تعالى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ﴾ [النساء: 29]. وتطلق كلمة النفس على الدم، فيقال: سالت نفسه؛ ذلك لأن النفس تخرج بخروجه.
وقد أطلق القرآن هذه الكلمة على الله في قوله: ﴿تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ﴾ [المائدة: 116] والمعنى: تعلم ما عندي ولا أعلم ما عندك، أو كما قال ابن الأنباري: إن النفس في هذه الآية: الغيب، ويؤكد ما انتهت به الآية: ﴿إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ﴾ [المائدة: 116]؛ أي تعلم ما أعلم ولا أعلم ما تعلم. فلفظ "الروح" و"النفس" من الألفاظ التي تؤدي أكثر من معنًى يحددها السباق والسياق واللحاق، وهما في الواقع متغايرتان في الدلالة حسبما تقدم، وإن حلَّتْ إحداهما محلَّ الأخرى في كثير من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة، لكن على سبيل المجاز لا الحقيقة.