أردوغان: جامعاتنا مفتوحة لعلماء العالم المدافعين عن غزة
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
أنقرة – أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن جامعات بلاده مفتوحة أمام علماء العالم المدافعين عن قطاع غزة، ممن يواجهون ضغوطاً في جامعاتهم الحالية.
جاء ذلك في كلمة ألقاها، امس الأربعاء، خلال فعالية توزيع جوائز علمية وأكاديمية، بالمجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة.
وأعرب الرئيس أردوغان، عن اعتقاده بأن “المشاهد المخزية التي حدثت في جامعات تعتبر مرموقة في الغرب بعد أزمة غزة ستؤدي إلى تسريع عملية أخرى”.
ولفت في هذا الصدد إلى أن “الوحشية الإسرائيلية، التي أودت بحياة أكثر من 21 ألف فلسطيني بريء في غزة، معظمهم من الأطفال والنساء، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، كشفت بشكل صريح عن الذين يدافعون حقًا عن حقوق الإنسان وكرامته، وأولئك الذين يستغلونها فقط”.
الرئيس التركي، شدد كذلك على أن “جميع المنظمات التي تنشط في الدفاع عن الديمقراطية؛ من مجلس الأمن إلى المؤسسات الإعلامية، ومن الاتحاد الأوروبي إلى المنظمات الصحفية، فشلت في اختبار غزة”.
وفي سياق متصل، قال أردوغان، إن “المؤسسات التي تتشدق وتنفق أموالا طائلة (في الدفاع عن قيم الديمقراطية)، تغدو بلا قيمة أبدا عندما يكون الحديث عن إسرائيل وظلمها”.
وأشار إلى مرور 80 يومًا بالضبط على بدء الهجمات الإسرائيلية، مؤكدا أن “جميع قيم الإنسانية استُهدفت علانية خلال تلك الفترة”.
أردوغان، انتقد الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، وسياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في هذا الخصوص.
وتساءل: “ما الفرق بينكم (نتنياهو وجيشه) وبين ما فعله (الزعيم النازي الألماني أدولف) هتلر؟”
وأجاب: “ما يفعله نتنياهو، أفظع بكثير مما فعله هتلر”.
وأوضح الرئيس أردوغان، أن “نتنياهو أغنى من هتلر، فهو يتلقى الدعم من الغرب، وكل أنواع الدعم تأتيه من الولايات المتحدة”، وبهذه الدعم “قتلوا أكثر من 20 ألف شخص في غزة”.
ولفت إلى أن “المستشفيات والمدارس ودور العبادة والجامعات، التي لا ينبغي المساس بها حتى في الحرب، تم قصفها في غزة”، وأن “علماء غزة استشهدوا مع عائلاتهم”.
وأشار الرئيس التركي إلى مقتل ما يقرب من 100 صحفي أثناء محاولتهم تغطية “الهمجية” في غزة.
وتابع: “على الرغم من كل الجهود التي بذلتها دول صاحبة ضمير، مثل تركيا، في المجال الدبلوماسي، إلا أننا للأسف لم نتمكن من الحيلولة دون مقتل المئات من سكان غزة كل يوم”.
وأردف: “كمسلمين، وقبل كل شيء كبشر، نشعر اليوم بالخجل إزاء عدم تمكننا من منع هذا الظلم بعالمنا الداخلي، رغم المساعدات التي نقدمها، والنضال الذي نخوضه، والاتصالات التي نجريها”.
وشدّد على أن “الجامعات البارزة في الغرب هي أيضًا أفلست في اختبار غزة، وليس فقط المنظمات الدولية، لأنها لم تبد أي رد فعل على تدمير الجامعات في القطاع”.
وأكد أن هذه الجامعات لم تستطع رفع أصواتها ضد استهداف العلماء والأكاديميين الفلسطينيين الحائزين على جوائز دولية.
وأوضح الرئيس أردوغان أن كل من ينتقد إسرائيل، بما في ذلك الطلاب، واجهوا حملة مطاردة في العديد من المؤسسات التعليمية المشهورة عالميًا.
وقال إن العلماء “الذين يقرون بوجود الظلم في غزة يتعرضون اليوم لضغوط وتهديدات مثلما كان الأمر في ألمانيا النازية قبل 80 عاما”.
ولفت إلى أن “ألمانيا اليوم لا تزال دفع ثمن (أفعال) هتلر، ولهذا السبب لا تتفوه بأي شيء، ورأسها محني، أمّا تركيا فلا تدين بأي شيء لأحد”.
كما انتقد أردوغان “ازدواجية معايير الدول التي تفتح أبرز ساحاتها لأنصار تنظيم بي كي كي الإرهابي تحت ذريعة حرية الفكر لكنها تقمع الذين يحاولون أن يكونوا صوتا للشعب الفلسطيني”.
وأشار إلى أن “رؤساء الجامعات يواجهون الاستجواب ويضطرون لتقديم توضيح أمام الكونغرس لمجرد أنهم يدافعون عن حقوق الأطفال والنساء والمدنيين”.
وذكر أن “أي انتقاد أو عمل صغير في هذا الصدد، حتى لو كان ضمن حدود القانون والديمقراطية، يتم حظره بعد وصمه بمعاداة السامية، وحتى اعتباره جريمة”.
وأكد الرئيس أردوغان أن “أماكن توصف بمهد الحرية، من أوروبا إلى أمريكا، قامت بتأليف ما هو أشبه بكتاب الفاشية والقمع وإمبراطورية الخوف”.
وتابع: “إننا نعيش بالفعل أياماً ستُذكر لاحقاً بالعار باسم الإنسانية، وباسم الديمقراطية، وباسم حرية الفكر والتعبير”.
وتوجه أردوغان، بالنداء للعلماء “الذين يتعرضون للضغوط بسبب دفاعهم عن كرامة الإنسان” في غزة، مخاطباً إياهم بالقول: “أبواب الجامعات التركية مفتوحة لكم على مصراعيها”.
وأوضح أن تركيا مستعدة لتقديم الدعم الذي يحتاجه هؤلاء العلماء من أجل مواصلة دراساتهم العلمية، وأن المؤسسات التركية لن تتردد في مساعدتهم.
يُذكر أن رئيسة جامعة بنسلفانيا الأمريكية ليز ماجيل، أعلنت في ديسمبر/ كانون الأول الجاري، استقالتها بعد أيام من الانتقادات والضغوط عقب شهادتها في جلسة استماع بالكونغرس الأمريكي حول اتهامات بـ”تزايد معاداة السامية” في الحرم الجامعي.
كما أعلن رؤساء سابقون لجامعة هارفارد، دعمهم للرئيسة الحالية كلودين غاي، التي أعلنت استقالتها إثر تعرضها لانتقادات، عقب اعتبارها أن المظاهرات المؤيدة لفلسطين تدخل ضمن نطاق “حرية الفكر”.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الرئیس أردوغان فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
البابا فرنسيس: خدمة القراءة والمساعدة مفتوحة للنساء في القداس.. ولا لكهنوت المرأة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في خطوة أثارت جدلًا داخل الأوساط الكاثوليكية، أجرى البابا فرنسيس تعديلًا على القانون الكنسي رقم 230 § 1، ليُضفي الشرعية القانونية على ممارسة كانت شائعة سابقًا في العديد من الكنائس حول العالم، وهي السماح للنساء العلمانيات بالمشاركة في خدمتي القراءة والمساعدة الليتورجية خلال القداس.
البابا يوضح الحدود.. لا كهنوت للنساء
رغم هذه التعديلات، أكد البابا فرنسيس تمسكه بموقف الكنيسة التقليدي الرافض لرسامة النساء ككهنة. واستشهد بكلمات البابا يوحنا بولس الثاني القاطعة: “ليس لدى الكنيسة القدرة بأي شكل من الأشكال لمنح الرسامة الكهنوتية للنساء.”
وقد ورد هذا التأكيد في الرسالة المرافقة للمرسوم البابوي Motu Proprio Spiritus Domini، التي شدد فيها على أن التعديل لا يمهد الطريق لكهنوت النساء.
دعم للخدام وليس للتكريس الكهنوتي
يسمح التعديل بتعيين العلمانيين، رجالًا ونساءً، بشكل دائم في خدمات القراءة والمساعدة، عبر طقس ليتورجي معتمد، لكنه يوضح صراحة أن هذا لا يمنحهم أي دعم مادي أو حقوق كهنوتية.
والمقصود بخدمة “القرّاء” و”المساعدين” هو تمكينهم من قراءة النصوص الكتابية غير الإنجيلية، والمساعدة في الليتورجيا الإفخارستية.
الممارسة موجودة… لكن التشريع جديدالتعديل يطابق ما هو معمول به بالفعل في كنائس عديدة، خاصة في العالم الشرقي مثل الكنيسة المارونية في لبنان، حيث تشارك النساء منذ سنوات في هذه الخدمات دون جدل كبير.
الجديد الآن هو تحويل هذه الممارسة إلى قاعدة قانونية عامة في الكنيسة اللاتينية.
رغم أن البعض اعتبر أن هذه الخطوة تفتح الباب أمام مطالب أوسع بكهنوت النساء، فإن البابا أغلق هذا الباب بوضوح.
وسائل إعلام كاثوليكية ليبرالية مثل National Catholic Reporter أعربت عن خيبة أملها، مشيرة إلى أن البابا فرنسيس رفض سابقًا مطالب تكريس الشماسات أو رسامة رجال متزوجين، كما دعت إليه بعض أصوات سينودس الأمازون.
في رسالة موجهة إلى رئيس مجمع عقيدة الإيمان، الكاردينال لويس لاداريا، شدد البابا على أهمية تعزيز دور العلمانيين، رجالًا ونساءً، ضمن رؤية المجمع الفاتيكاني الثاني.
توازن بين التقليد والتحديث
يبدو أن البابا فرنسيس يسعى إلى تحقيق توازن دقيق بين الحفاظ على تقاليد الكنيسة الكاثوليكية وبين الانفتاح المدروس على مشاركة أوسع للعلمانيين.
وفي حين يرفض مطالب الجماعات الليبرالية الراديكالية، فإنه يشرعن ما كان يُمارس ضمنيًا، بأسلوب قانوني واضح يضع حدًا للتأويلات والتكهنات.