دعت رئيسة تحرير مجلة "ماريان" الفرنسية ناتاشا بولوني، إلى وجوب شنّ معركة ثقافية ضدّ الأيديولوجية الإسلاموية لتنظيم الإخوان الإرهابي، والتي اعتبرت أنّها تُهاجم في المقام الأول المواطنين الفرنسيين المسلمين من خلال محاولة تجنيدهم بالقوة، مؤكدة في مقالتها الافتتاحية الأخيرة أنّه "في مواجهة الإسلام السياسي، لدينا حرب خلفنا".

وشددت بولوني على ضرورة امتلاك الأسلحة الفكرية لمُحاربة الظلامية والتصدّي لمُبررات "عدم الاندماج" التي تطفو على السطح فور وقوع أيّ أعمال إرهابية جديدة وقبل حتى إدانتها، مُوجّهة الدعوة لجميع المواطنين الفرنسيين من كافة الأديان لأن يُعلنوا أصواتهم اليوم بقوة، وأن يعتبروا أننا في حرب ضدّ أيديولوجية مُتطرّفة قاتلة. لكنّ هذه الحرب الثقافية برأيها تتطلب امتلاك السلاح وعدم الاستمرار في غضّ الطرف عن الفكر المُتشدد، وطرح سؤال الظلامية وخطر انتشارها على أنفسنا.

????‍???? Rapport élogieux, "manquements graves" : comment les autorités ont navigué à vue sur le lycée #Averroes https://t.co/mNpZiGMZIV

— Marianne (@MarianneleMag) December 22, 2023

وعلّقت الكاتبة الفرنسية على قُرب إغلاق ثانوية ابن رشد التي تُديرها وتدعمها جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، مُشيرة إلى أنّ هذه المدرسة الخاصة فقدت دعم الدولة الفرنسية كونها تُروّج لأفكار الإخوان داخل أسوارها وليس لإسلام الأخوة الحقيقي الذي تُمارسه الغالبية العظمى من المسلمين الفرنسيين. وعلى العكس من ذلك، اعتبرت بولوني أنّ إنشاء مؤسسات تعليمية إسلامية لا يتم اتخاذها كمراكز أمامية للقوة الإخوانية الناعمة، سيكون خطوة إلى الأمام نحو الاندماج الكامل للإسلام في الجمهورية الفرنسية.

وكشفت أنّ المشكلة في ثانوية ابن رشد الإخوانية لم تكن فقط بالإدارة غير المسؤولة التي تجعل المؤسسة تعتمد على تبرعات خاصة غامضة بما في ذلك بعض الجمعيات الممولة من أموال أجنبية، وعلى الإعانات وعروض التبرّع السخيّة للغاية، ولكن قبل كلّ شيء من خلال فرض مناهج تُشكك في أخلاق المُجتمع الفرنسي وتُهاجم جميع المبادئ الجمهورية المتعلقة بالمساواة بين الجنسين والحريات الدينية.

وأدانت بولوني الأفكار الإسلاموية الإخوانية التي حرّضت على قتل مدرسين فرنسيين على أيدي متعصبين همجيين، مُحذّرة من الفشل لغاية اليوم في قياس ماهية الإسلام السياسي وخطره، والطريقة التي تنتشر بها أفكاره، والسم الأيديولوجي الذي يُفسد به مجتمعاتنا.

وترى مديرة تحرير "ماريان" أنّه لذلك لا بدّ من طرح مسألة الإسلاموية وانتشارها بين الأشخاص الذين رحبت بهم فرنسا لحمايتهم بحجة أنّهم مهددون في بلادهم. كما لا بدّ من الإشارة إلى دور الجمعيات والمنظمات غير الحكومية التي منعت بشكل واضح طرد إرهابيين قتلة عندما كان ينبغي ذلك. ولكن على نطاق أوسع، تؤكد أنّه يجب أيضاً طرح مسألة نشر الأيديولوجية المُتطرّفة، أي دور الشبكات الاجتماعية والقُدرة على مكافحة هذه الدعاية ضدّ المعلمين الذين تركوا وحدهم على الخطوط الأمامية.

وحازت دعوة الإعلامية الفرنسية المعروفة لمُحاربة الإسلام السياسي ثقافياً، أصداء واسعة عبر منصّات التواصل الاجتماعي التي اعتبرت في معظمها أنّ الإسلام الفرنسي الليبرالي والجمهوري أمر ممكن، ولكن هذا يتطلب برأيهم محاربة أولئك الإرهابيين الذين لا يحترمون الرؤية الصحيحة للإسلام، ويسعون لإضفاء الطابع الأكثر أصولية على الدين.

La gauche anti-école privée défend le lycée musulman Averroès https://t.co/mj2PxfLQ4p via @MarianneleMag

— Dominique Breuil (@dom2419) December 22, 2023

واعتبر إيف ليشيفالييه أنّ المشكلة الفعلية تأتي من أولئك الذين يُحاولون الحُكم باسم الإسلام، مؤكداً أنّه يجب علينا أن نكون عنيدين ضدّ أفكار العصور الوسطى، وأن نُشجّع غالبية المسلمين الذين تكيّفوا مع الحداثة والمُجتمع الفرنسي على تحرير أنفسهم من إرهاب الإسلامويين الذين يستخدمون الشريعة كسلاح للوصول إلى السلطة. مُشيراً كذلك إلى أنّ الفرنسيين يؤيدون العلمانية وحرية العبادة والرأي، ولكنّهم بالمقابل ضدّ الأفكار الحاقدة.

من جهته علّق فييل هنري بالقول إنّه طالما أنّ البعض لا زال مُتمسّكاً بعقائد القرون الوسطى، وطالما أنّ نفس الأشخاص يُظهرون فقط الازدراء والكراهية تجاه غيرهم الذين لا يُشاركونهم نفس مُعتقداتهم، فمن الصعب تصوّر التعايش السلمي داخل الجمهورية، مُشيداً في ذات الوقت بوجود العديد من أئمة المساجد الذين يؤكدون دوماً رغباتهم في عيش المسلمين الفرنسيين بسلام وتسامح مع غيرهم من مواطني الدولة، وذلك على الرغم من أنّهم بدورهم يتعرّضون للتهديدات من قبل المُتطرّفين والمُتشددين.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة تنظيم الإخوان فرنسا التی ت

إقرأ أيضاً:

ماذا تعرف عن قيادات حماس الـ6 الذين فرضت عليهم الخزانة الأمريكية عقوبات؟

ماذا تعرف عن قيادات حماس الـ6 الذين فرضت عليهم الخزانة الأمريكية عقوبات؟

مقالات مشابهة

  • المغرب: تفكيك خلية لداعش الإرهابي في عملية مشتركة مع إسبانيا
  • دعوة للأسر التي لم تصلها فرق التعداد السكاني في بغداد.. اتصلوا بهذه الأرقام
  • صفحة سوداء أخرى وليست أخيرة من تاريخ تنظيم الأخوان المسلمين بالسودان (الكيزان) (3)
  • استطلاع للرأي: 66% من الفرنسيين يؤكدون ضرورة تنظيم حمل الأسلحة لضباط الشرطة البلدية
  • أنواع المشقة التي أباح الإسلام الرخصة فيها أثناء الصلاة
  • خالد القاسمي: حان الوقت للاعتراف بدور الثقافة أساساً للتصدّي للتغير المناخي
  • ماذا تعرف عن قيادات حماس الـ6 الذين فرضت عليهم الخزانة الأمريكية عقوبات؟
  • "الإسلام وعصمة الدماء".. الجامع الأزهر يحذر الطغاة من مواصلة استباحة دماء المسلمين
  • الصلابي: أضفت 250 صفحة جديدة لكتبي للتصدي لافتراءات أعداء الإسلام
  • هجوم مُضاد في بلجيكا ضدّ تسلل تنظيم الإخوان الإرهابي إلى المدارس