الترف المستدام مصطلح رائج حاليًا.. كيف يتجسد مفهومه في الفنادق الفاخرة؟
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)--تبدو شوارع وسط مانهاتن في مدينة نيويورك الأمريكية عبارة عن متاهة من أكشاك شطائر النقانق، وسيارات الأجرة، والمتاجر الراقية، ومحلات بيع الهدايا، والسكان المحليين، والزوار من الخارج.
ويوجد وسط هذا الازدحام واجهة مبنى مغطاة باللبلاب تذكّرنا بأنّ الطبيعة لا تزال تزدهر في مكان كهذا.
ووُضِعت الأسس المفاهيمية لـ"1 Hotels" منذ عِقد من الزمن تقريبًا، وهي علامة تجارية تتمحور حول "الفخامة المستدامة"، وتتمتع بمواقع متنوعة في مراكز حضرية، ووجهات شاطئية.
وصُممت هذه الفنادق لتكون فاخرة للغاية، وذات تأثير منخفض في الوقت ذاته.
وافتُتِح الفندق الأول للشركة، "1 Hotel South Beach"، في عام 2015، وتبعه فندقان في نيويورك خلال وقتٍ لاحق من ذلك العام.
وأصبح المسافرون أكثر اهتمامًًا بخيارات السفر المستدامة مقارنة بأي وقتٍ مضى، وهم على استعداد لدفع ثمن إضافي لهذه الخدمة.
وأفاد مؤشر السفر المستدام الصادر عن "Euromonitor" في أغسطس/آب 2023 أنّ 80% من المسافرين على استعداد لدفع مبلغ إضافي لا يقل عن 10% في مقابل الميزات المستدامة.
وأظهرت بيانات بحث "غوغل" أنّ مصطلح "الفنادق المستدامة" ازداد خلال الأعوام الخمسة الماضية.
بالإضافة إلى ذلك، تمنح "غوغل" الآن علامة بيئية في نتائج البحث عن الفنادق للعقارات التي تحمل شهادة من مجموعة خارجية موثوقة تعمل مباشرةً مع منظمات مثل المجلس الأمريكي للمباني الخضراء (الذي يوفر تقييمات LEED).
وتمامًا مثل فنادق العلامة التجارية التسعة حول العالم، يهدف "1 Hotel Central Park" لجذب العالم الخارجي باستخدام المواد المستصلحة والطبيعية حيثما أمكن ذلك.
وإلى جانب المساحات الخضراء الخارجية، أُعيد استخدام عصي الخشب الحمراء من خزانات المياه في مدينة نيويورك، إضافةً للأخشاب من الحظائر المحلية كمواد في غرف الضيوف أثناء عملية بناء الفندق.
وأكّد الرئيس التنفيذي لشركة "SH Hotels & Resorts" (الشركة التي تمتلك Hotel 1)، راؤول ليل، أنّ المبدأ التأسيسي الأساسي للعلامة التجارية هو التواصل مع البيئة الطبيعية بناءً على المناطق المحيطة بالملكية الفردية.
وقال ليل: "لطالما كانت الاستدامة جزءًا لا يتجزأ من الحمض النووي الذي يشكل علامتنا التجارية، وهو الرابط المشترك في جميع فنادقنا".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: التغيرات المناخية تجارب رفاهية فنادق العلامة التجاریة
إقرأ أيضاً:
هل هناك ندم؟ كيف هي الحياة حقًا في المنازل بسعر يورو واحد في إيطاليا؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- وسط أجواء احتفالية في بلدة "موسوميلي" القديمة في إيطاليا، يتجمع حوالي 6 آلاف شخص في الأزقة الضيقة المحيطة بكنيسة "مادونا دي ميراكولي" منتظرين بدء العرض.
ومن ثمّ يخرج تمثال خشبي للسيدة العذراء مريم مغطى بالكامل تقريبًا بمجوهرات ذهبية ثمينة تبرّع بها أهل البلدة.
يحتاج حمل التمثال لأكثر من عشرين رجلاً، ولكنهم يفعلون ذلك على أي حال في موكبٍ يجوب البلدة المبنية على حافة جرف لمدة ساعتين تقريبًا، على وقع أنغام فِرقة موسيقية، وتزامنًا مع انطلاق الألعاب النارية، بينما يتبعهم الآلاف في كل خطوة.
هذه لمحة من الحياة في بلدةٍ تبيع المنازل مقابل يورو واحد (1.20 دولار تقريبًا).
البلدة محلية وتقليدية بامتياز، وأصبح أشخاص من مختلف أنحاء العالم جزءًا منها الآن.
قد تكون "موسوميلي" الواقعة وسط صقلية أشهر البلدات الإيطالية التي تبيع منازلها المهجورة مقابل يورو واحد فقط.
هذه المنازل بحاجة إلى إعادة ترميم كاملة بالطبع، ولكن المشروع يشمل أيضًا منازل "ممتازة"، تتطلب تدخلات أقل، وغالبًا ما تكون صالحة للسكن بالكامل، بدءًا من 12 ألف دولار تقريبًا.
طَرَح مجلس المدينة أول دفعة من المنازل للبيع في عام 2017، ومنذ ذلك الحين، بِيعَ حوالي 450 منزلاً، بما في ذلك 150 منزلاً مقابل يورو واحد، وفقًا لسينزيا سورس من وكالة عقارات "Agenzia Immobiliare Siciliana" التي أطلقت المشروع.
عندما يسمع معظم الناس عن منازل تُباع مقابل يورو واحد فقط، تكون ردة الفعل عادةً مزيجًا من الفضول أو الرفض، فكيف يُمكن أن يكون سعر منزل أقل من سعر فنجان قهوة؟ هل هو سيء لهذه الدرجة؟ وهل يعيش أحدٌ في البلدة بالفعل، أم هي قرية جبلية شبه مهجورة وبعيدة عن الحضارة؟ لا بد من وجود خدعة ما، أليس كذلك؟
عندما يأتي الأمر لبلدة "موسوميلي" التي يبلغ عدد سكانها حوالي 5 آلاف نسمة، تكمن إحدى عوامل الجذب في كونها لا تزال نابضة بالحياة.
هناك أطباء، وجراحون بيطريون، وميكانيكيون، ومتاجر بقالة، ومرافق رياضية في هذه البلدة، كما يوجد مستشفى، وعيادة طبية خاصة، ومطاعم، ومقاهي، وحانات. وتقام الفعاليات بشكلٍ منتظم، بدءًا من الحفلات الموسيقية الحية في الصيف، وصولاً إلى المواكب الكاثوليكية العديدة.
من الواضح أن هذه ليست بلدة مُحتضرة.
وقالت الألمانية باربارا ميركل، التي انتقلت إلى البلدة عام 2024 بعد شراء منزل "ممتاز" تقوم حاليًا بتجديده: "توقعت أن تكون موسوميلي بلدة مهجورة لا يحدث فيها شيء، وفوجِئت بكوني مخطئة".
وأوضحت: "البلدة حيوية للغاية في الصيف، وتُقام الفعاليات كل يوم تقريبًا".
لا يشعر سكان البلدة بالندم لانتقالهم إليها.
وأكّدت سورس، التي عادت بسعادة إلى مسقط رأسها مع زوجها وأطفالها: "عِشتُ في تورينو لفترةٍ وجيزة للعمل، لكنني رغبتُ في تكوين أسرة في الجنوب، لذا عندما خُيّرت بين المدينة والريف، اخترتُ الريف".
صداقات جديدةعند الحديث مع الأجانب الذين يعيشون في "موسوميلي" أو اشتروا منازل فيها، ستجد أنّهم يقدِّرون حفاوة استقبال السكان المحليين لهم.
وأفادت السنغافورية طاهرة خان التي انتقلت إلى البلدة في ديسمبر/كانون الأول من عام 2024: "الأشخاص ودودين ومنفتحين للغاية. إنّها بلدة صغيرة، لذا من السهل التعرف عليك كشخص. إنّها مختلفة تمامًا عن التواجد في المدينة".
وبالنسبة لسكان "موسوميلي"، يُعدّ الترحيب بالغرباء جزءًا من حياتهم.
خذ على سبيل المثال ماريا آنا فالينزا، التي افتتحت العام الماضي، إلى جانب شقيقها وزوجة شقيقها، نُزُلاً فاخراً يُدعى "Manfredomus"، مطلّ على قلعة "Manfredonico" التي تعود إلى القرن الـ14.
حقّق هذا النُزُل تقييمات شبه مثالية من النزلاء على مواقع التقييم عبر الإنترنت، وذلك ليس بفضل غرفه المريحة وأثاثه الأنيق فحسب، بل نتيجةً لحفاوة العائلة أيضًا.
هذا يُتيح للضيوف تجربة ضيافة جنوب إيطاليا الأصيلة، وتستفيد فالينزا من ذلك أيضًا، فشرحت: "أحب مقابلة الأجانب لأن عوالمهم مختلفة تمامًا عن عالمنا".
"مثل مشهد ميلاد المسيح"تُعتبر المناظر عامل جذب آخر للأجانب. ورُغم أنّ معظمهم يربطون صقلية بساحلها الخلاب، إلا أنّ مناطقها الداخلية ليست أقل جمالاً.
المناظر الطبيعية المحيطة بـ"موسوميلي"، بتلالها المتموجة الشاهقة الممتدّة لمسافات، تبدو وكأنها من عالمٍ آخر.
وعند الإشارة إلى المركز التاريخي للمدينة، أكّدت سورس: "هناك العديد من المنازل الصغيرة التي تبدو معلقة في الهواء على الصخور. يشبه ذلك مشهد ولادة المسيح، أو ستشعر وكأنّك في اليونان وترى جميع المنازل البيضاء والزرقاء منتشرة على الجبال".
فرق كبير مقابل يورو واحد