كتبت مجلة "Foreign Policy" الأميركية:"غيّر الهجوم الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول علاقتها مع جارتها الشمالية إلى الأبد.غادر حوالي 80 ألف إسرائيلي منازلهم من شمال البلاد منذ بداية الحرب ضد حماس، هربًا من الهجمات الصاروخية التي شنتها جماعة حزب الله، وخوفاً من أن ينفذ الحزب هجوماً مماثلاً لذلك الذي نفذته حماس، ولكن على نطاق أوسع بكثير.
وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت من الحرب قائلا إن إسرائيل "ستعمل بكل الوسائل المتاحة لها" ما لم يجبر المجتمع الدولي حزب
الله على الانسحاب. من جانبها، تذكّر الحكومة الإسرائيلية المراقبين بانتظام بأنه لم يكن من المفترض أبداً أن تصل إلى هذا الحد، فقرار الأمم
المتحدة 1701، الذي دخل حيز التنفيذ منذ عام 2006، كان من المفترض أن يضمن نزع سلاح حزب الله وإبعاده إلى ما وراء المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني، والتي تقع على بعد حوالي 20 ميلاً من منطقة ترسيم الحدود بين
لبنان وإسرائيل المعروفة بالخط الأزرق". وتابعت المجلة، "وقال جوناثان كونريكوس، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، لكاتبة المقال: "لو لم يفشل القرار 1701، لما كان الوضع كما هو عليه اليوم". وأضاف: "على الورق، كان بإمكانه منع حرب ثالثة مع لبنان"، في إشارة إلى الحرب المحتملة التي يُخشى منها الآن. كما و"كان من الممكن أن يؤدي إلى إخراج حزب الله من جنوب لبنان". في عام 1978، غزت إسرائيل لبنان لدفع منظمة التحرير الفلسطينية شمال نهر الليطاني، وكذلك للحد من عمليات التسلل والهجمات. وفي أعقاب ذلك، أنشأت الأمم المتحدة قوة مؤقتة في لبنان (اليونيفيل) لتأكيد الانسحاب الإسرائيلي واستعادة السلام والأمن الدوليين. ومع ذلك، عاد الإسرائيليون في عام 1982، وفي عام 2006 اندلع صراع آخر، هذه المرة بين حزب الله وإسرائيل". وأضافت المجلة، "منذ عام 2006، قام حزب الله بتحصين جنوب لبنان، وخاصة البلدات والقرى على طول خط ترسيم الحدود الذي يبلغ طوله 120 كيلومتراً، كما وقام ببناء ميادين إطلاق نار غير مصرح بها، وخزّن الصواريخ في البنية التحتية المدنية، وبنى أنفاقاً داخل إسرائيل، ومنع قوات اليونيفيل مراراً وتكراراً من الوصول إلى مناطق معينة. كما وأن حقيقة أن جنوب لبنان يسكنه الشيعة في معظمهم، والعديد منهم يدعمون حزب الله، قد خلق منطقة عازلة أمنية واستخباراتية لحزب الله. من جانبها، تلقي قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان اللوم على التفويض المحدود. لقد تم إرسالها بموجب الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة، الذي يسمح لها بالتحقيق في أي نزاع قد يعرض السلام والأمن الدوليين للخطر، بدلاً من الفصل السابع، الذي يخول القوات فرض القرار بالعمل العسكري". وبحسب المجلة، "قال مسؤول كبير في الأمم المتحدة للمجلة بشرط عدم الكشف عن هويته: "لقد أُرسلنا إلى هنا بموجب الفصل السادس لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مما يعني أنه لا يمكننا أن نفعل إلا ما تطلبه منا الحكومة اللبنانية". وأضاف: "إن الفصل السابع من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة هو عندما يخبر مجلس الأمن الدولة المضيفة أنه لا يمكنك التعامل مع الوضع، ولذا فإننا نرسل قوة للقيام بذلك". وقالت مصادر في إسرائيل وداخل الأمم المتحدة للمجلة إنه كان بإمكان اليونيفيل تحقيق المزيد لو أراد الجيش اللبناني ذلك. وقال المسؤول الأممي: "لم ننكر أبدًا وجود أسلحة في تلك المنطقة، بين الخط الأزرق ونهر الليطاني، لكننا سندخل وندعم الجيش اللبناني إذا اتصل بنا وقال إنه عثر على مخبأ للأسلحة ويحتاج إلى مساعدتنا في إزالتها". وأضاف: "لكنهم لم يطلبوا منا أبداً"." وتابعت المجلة، "كشف أحدث تقرير للأمين العام للأمم المتحدة بأن الجيش اللبناني منع اليونيفيل من الوصول إلى مناطق الدوريات الرئيسية "على أساس أنها إما طرق خاصة أو مناطق ذات أهمية استراتيجية للجيش". ويرى الجيش الإسرائيلي في هذا الامر على أنه تواطؤ بين حزب الله والجيش، وقال مكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للمجلة إنه منذ 7 تشرين الأول، تم شن عدة هجمات ضد إسرائيل من مواقع قريبة للجيش والأمم المتحدة في جنوب لبنان. إن دعم الجيش لحزب الله يعطي إسرائيل ما تعتبره مبررا لمهاجمة لبنان كله، لكن الجيش ساعد حزب الله ليس فقط من منطلق الشعور بالصداقة ضد تهديد أجنبي مفترض، ولكن أيضًا خوفًا من نشوب حرب أهلية بين أنصار حزب الله والجماعات الأخرى في الدولة الصغيرة". وأضافت المجلة، "علاوة على ذلك، فإن التفويض المحدود للأمم المتحدة والاعتماد على الجيش ليسا السببين الوحيدين اللذين دفعا حزب الله إلى تثبيت أقدامه في الجنوب على الرغم من وجود الآلاف من قوات حفظ السلام. كما وكشف تقرير الأمين العام للأمم المتحدة هذا العام عن تعرض قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة لهجمات عدة، لكنه فعل ذلك دون إلقاء اللوم بشكل مباشر على حزب الله. ويشتبه الإسرائيليون أيضًا في أن قوات حفظ السلام التي يزيد عددها عن 10 آلاف جندي من 47 دولة، والتي كان من المتوقع أن تقوم بنزع السلاح في جنوب لبنان، تردعهم مثل هذه الهجمات ويفتقرون إلى الإرادة لتحدي حزب الله". وبحسب المجلة، "يقول أعضاء في الحكومة الإسرائيلية إن الهدف هو إنهاء وجود حزب الله وتدمير بنيته التحتية على الحدود، وفي هذه المرحلة تحاول إسرائيل تحقيق ذلك عبر القنوات الدبلوماسية. ويقال إن مبعوث الطاقة الأميركي آموس هوكشتاين يقترح صفقة لحل الخلافات الإقليمية الطويلة الأمد على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية وتحقيق السلام، لكن حزب الله استبعد أي اتفاق في الوقت الحالي. وقال نعيم قاسم، نائب رئيس الحزب، إن الجبهة اللبنانية ستبقى مفتوحة طالما استمر العدوان على قطاع غزة". وختمت المجلة، "مما لا شك فيه أن اليونيفيل كان لها دور وساطة مهم في التعويض عن غياب العلاقات الدبلوماسية بين لبنان وإسرائيل، ولكن سكان الدولتين يشعرون أن الهدوء النسبي الذي ساد طيلة العقد ونصف العقد الماضيين لا يعود إلى نجاحات قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، بل إلى نفور حزب الله وإسرائيل من خوض حرب واسعة النطاق". المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية:
للأمم المتحدة
الأمم المتحدة
جنوب لبنان
حزب الله
فی لبنان
إقرأ أيضاً:
سوريا تدعو مجلس الأمن الدولي إلى الضغط على إسرائيل لتنسحب من أراضيها
دمشق - دعا وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني الجمعة 25ابريل2025، مجلس الأمن إلى "ممارسة الضغط" على اسرائيل للانسحاب من الأراضي السورية، وذلك في أول كلمة له في الأمم المتحدة.
وقال الشيباني "نطلب من مجلسكم الكريم ممارسة الضغط على إسرائيل للانسحاب من سوريا"، معتبرا أن "العدوان" الاسرائيلي "المستمر" على بلاده "يقوض السلام والأمن اللذين نسعى إلى تحقيقهما".
وبعد سقوط نظام بشار الأسد، نشرت إسرائيل قوات في المنطقة منزوعة السلاح التي تسيطر عليها الامم المتحدة وتفصل بين القوات الإسرائيلية والسورية في هضبة الجولان منذ 1974.
وأضاف "أعلنا مرارا التزامنا بأن سوريا لن تشكل تهديدا لأي دول (في) المنطقة والعالم بما فيها إسرائيل".
وتابع الشيباني أن "قضية الضربات الإسرائيلية على الأراضي السورية (...) ليست فقط انتهاكا صارخا للقانون الدولي ولسيادة سوريا بل هي كذلك تهديد مباشر للاستقرار الإقليمي".
وأكد أن "العدوان المستمر يزعزع جهودنا في إعادة البناء ويقوض السلام والأمن اللذين نسعى إلى تحقيقهما".
وطالب من جهة أخرى برفع كل العقوبات التي فرضت على النظام السابق، معتبرا أن ذلك "يمكن أن يكون خطوة حاسمة تسهم في تحويل سوريا من بلاد تعرف بماضيها المظلم الى إلى شريك نشط وقوي في السلام والازدهار والاقتصاد الدولي".
وتقول الأمم المتحدة إن تسعين في المئة من السوريين يعيشون تحت خط الفقر.
وأشاد الشيباني أخيرا بـ"يوم تاريخي" بالنسبة إلى سوريا بعدما رفع صباح الجمعة العلم الجديد لبلاده في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، إلى جانب أعلام 192 دولة عضوا.
وقال "هذا العلم ليس مجرد رمز بل إعلان لوجود جديد ينبع من رحم المعاناة ويجسد مستقبلا ينبثق من الصمود ووعدا بالتغيير بعد سنوات من الألم".
وتقاطعت تصريحات أدلى بها موفد الأمم المتحدة الى روسيا غير بيدرسن مع ما عبر عنه وزير الخارجية السوري. وطالب بيدرسن في هذا السياق بـ"تخفيف إضافي للعقوبات"، منددا بـ"انتهاكات إسرائيلية لسيادة أراضي سوريا" ومتهما إسرائيل بتبني "نهج عدواني غير مبرر".
من جهة أخرى، أعرب بيدرسن عن قلقه حيال هشاشة عملية الانتقال السياسي بعد أربعة أشهر من سقوط النظام السابق، وقال إن "العملية الانتقالية عند منعطف"، مطالبا خصوصا بأن تتصف بـ"شمول سياسي أكبر وبمزيد من التحرك الاقتصادي" لضمان نجاحها.
ولفت المسؤول الأممي الذي زار دمشق قبل أسبوعين إلى "التحدي الملح" الذي يمثله قلق الطائفة العلوية في سوريا.
وشهد الساحل السوري أحداثا دامية الشهر الماضي، أدت الى مقتل أكثر من 1700 شخص، غالبيتهم الساحقة علويون بين 6 و 8 آذار/مارس، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.