تعرف على المراد من قوله تعالى: ﴿وَوَجَدَكَ ضَآلًّا فَهَدَى﴾
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
التدبر فى كتاب الله من صفات المتقين وقال اهل العلم لا يصحّ فهم أنَّ قول الله تعالى: ﴿وَوَجَدَكَ ضَآلًّا فَهَدَىٰ﴾ يدل على هداية الله للنبي بعد ضلالٍ وكفر؛ فحاشاه صلى الله عليه وآله وسلم؛ إذ العصمة ثابتة وواجبة لِحَقِّهِ الشريف وجنابه المنيف قبل النبوة وبعدها، ووصف المصطفى بالهداية بعد كفر إنما هو قول سوء وفتنة ينبغي لصاحب هذه المقالة أن يُحذر كلامه ولا يجالَس ولا يُستمع إليه.
وتُهيب دار الإفتاء المصرية بالمسلمين أَلَّا ينصتوا إلى مثل هذه الدعاوي التي يروج لها مَن يهرفون بما لا يعرفون، ويتكلمون فيما لا يعلمون، وينكرون ما اتفق عليه المسلمون عبر الأزمنة والقرون.
إن الله تعالى قد اختار سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم خاتمًا لرسله؛ ولذلك أحاطه بعنايته الإلهية فتعهده وربَّاه وتولاه بالعناية الكاملة، والرعاية التامة فأدَّبه وأحسن تأديبه، واصطفاه لنفسه، وهيأه لتحمُّل أضخم رسالة، وأعدَّه لأعظم مسؤولية، وكلَّفه بأكبر مهمة عالمية؛ رحمة بالبشرية لينقذ الإنسانية من ظلمات الجاهلية، وضلالات الوثنية، وعبادة المال والجاه والسلطان، وليوجههم إلى عبادة الله الواحد الأحد الذي لا إله غيره، ولا رب سواه.
وكان من مظاهر حماية الله لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن الله تعالى طهَّره في كل مراحل عُمره، من مولده إلى لحوقه بالرفيق الأعلى، يُقتَدَى به في كل مراحل حياته؛ من الطفولة الطاهرة النقية، إلى الصبا البريء المتفتح المصون بالتهذيب والتوجيه، إلى الشباب العف الملتزم المكافح المحصَّن بالقيم الأخلاقية العالية، إلى التأمل والتعبُّد دون غلو أو تطرف، إلى الرجولة الرائعة الباهرة المهيأة لتحمل أعظم التبعات وأداء أسمى الرسالات بكل ما يتطلبه ذلك من ذكاء وتفتح وصبر وجلَد وتقدير لجسامة المسؤولية وأمانة الالتزام، حتى إنه مع نشأته في بيئةٍ جاهليةٍ عاتيةٍ وقومٍ جاهليين لم يسجد لصنمٍ كما كانوا يسجدون، ولم يعبد وثنًا كما كانوا يعبدون، ولم يشرب خمرًا كما كانوا يشربون، ولم يَئِد بنتًا كما كانوا يَئِدُون، ولم يلعب ميسرًا كما كانوا يلعبون، ولم يظلم أحدًا كما كانوا يظلمون، ولم يرتكب منكرًا كما كانوا يرتكبون، فحفظه الله من كل ذلك، ثم أحاطه الله تعالى بالرعاية والحماية بعد بعثته حتى لحوقه بالرفيق الأعلى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: دار الافتاء سيدنا محمد ا کما کانوا ی الله تعالى
إقرأ أيضاً:
قصة الإسراء والمعراج .. أسرارها وسبب حدوثها للنبي
في رحلة الإسراء والمعراج ، أطلع الله تعالى نبيه الكريم على حقائق غيبية وأسرار كونية بقدرته سبحانه وتعالى التي لا يحدها حد ولا يتصورها عقل، فما عجز الخلق عن إدراكه رؤية وسماعا ومكانا وزمانا، قد اضطلع عليه رسول الله، فيقول الله تعالى (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) ، كما قال الله تعالى (لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ).
معجزة الإسراء والمعراجوفي معجزة الإسراء والمعراج، طوى الله لنبيه الزمان والمكان، فكان الزمان بالنسبة له لحظة وكان المكان بالنسبة له خطوة، وجمع الله للنبي محمد، الأنبياء صلى بهم في المسجد الأقصى.
دعاء ليلة الإسراء والمعراج .. ردد 17 كلمة تقضي حوائجك و110 أدعية شاملة للخيراتمحمد الجندي: رحلة الإسراء والمعراج عزَّزت ثقة الرسول بنفسه ورسالتهدعاء ليلة الإسراء والمعراج .. ردد 17 كلمة تقضي حوائجك و110 أدعية شاملة للخيراتما هي قصة الإسراء والمعراج باختصار؟.. أسرارها وسبب حدوثها للنبيوتدلنا معجزة الإسراء والمعراج، على أن من صبر ورضي على كل ضيق يمر به مستسلما لله تعالى، يعلم أن عاقبة الله له خير، وأن عطائ الله له لا ينقطع أبدا، ولن يصل العبد لهذه الحالة إلا إذا كان محققا للعبودية لله تعالى، فرحلة الإسراء والمعراج، رفعت شأن العبودية في وصف النبي (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى).
كما أن العبودية معناها أن تكتفي بالحق عن الخلق، وأن يكون الله مقصود عبده في كل شئ، والمساجد هي أقدس أماكن العبودية.
وقوع الإسراء والمعراجوأكدت دار الإفتاء أن الإسراء والمعراج قد ورد نَصَّ القرآن العظيم على وقوع الإسراء يقظة نصًّا صريحًا فإنكاره جحود وعناد، ونصَّ كذلك على المعراج بالتأويل فإنكاره ضلال.
وأوضحت دار الإفتاء، أنه لا مانع شرعًا من التطوع بصوم يوم الإسراء والمعراج، لعموم قوله صلَّى الله عليه وسلم: «مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ الله بَعَّدَ الله وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا».
وتابعت: ويستحب إياء ليلة الإسراء والمعراج بالعبادات والطاعات، ومن أبرزها إطعام الطعام وإخراج الصدقات والسعي على حوائج الناس، والإكثار من الذكر والاستغفار.
لماذا حدثت الإسراء والمعراج؟لا شك أن رحلة الإسراء والمعراج جاءت تكريمًا لخاتم الأنبياء والمرسلين، وتسرية عنه (صلى الله عليه وسلم)، فبعد وفاة أبي طالب والسيدة خديجة (رضى الله عنها) اشتد الأذى برسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه لصدهم عن إبلاغ دعوة الله (عز وجل) ورسالته، فخرج إلى الطائف لعله يجد عند أهلها النخوة أو النصرة، فكانوا أشد أذى وقسوة عليه (صلى الله عليه وسلم) من بني قومه، ذلك أنهم سلطوا عليه عبيدهم وصبيانهم يرمونه بالحجارة حتى سال الدم من قدميه الشريفين.
وتوجه النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى ربه (عز وجل) بدعائه الذي سجله التاريخ في سطور من نور: "اللّهُمّ إلَيْك أَشْكُو ضَعْفَ قُوّتِي، وَقِلّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِي عَلَى النّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ! أَنْتَ رَبّ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَأَنْتَ رَبّي، إلَى مَنْ تَكِلُنِي؟ إلَى بَعِيدٍ يَتَجَهّمُنِي؟ أَمْ إلَى عَدُوّ مَلّكْتَهُ أَمْرِي؟ إنْ لَمْ يَكُنْ بِك عَلَيّ غَضَبٌ فَلَا أُبَالِي، وَلَكِنّ عَافِيَتَك هِيَ أَوْسَعُ لِي، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِك الّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظّلُمَاتُ وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ أَنْ تُنْزِلَ بِي غَضَبَك، أَوْ يَحِلّ عَلَيّ سُخْطُكَ، لَك الْعُتْبَى حَتّى تَرْضَى، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوّةَ إلّا بِك"، فكانت هذه الرحلة العظيمة، ليرى (صلى الله عليه وسلم) من آيات ربه الكبرى ما يزداد به إيمانًا على إيمانه، ويقينًا على يقينه، وثباتًا على ثباته، فمن كان مع الله كان الله معه، وإذا كان الله معك فلا عليك بعد ذلك بمن عليك ومن معك، فالأمر أمره، والحكم حكمه، والكون كله قبضته.
وفي هذه الرحلة المباركة تتجلى عظمة وطلاقة القدرة الإلهية، حيث أُسرى بنبينا (صلى الله عليه وسلم) من مكة إلى بيت المقدس، ثم عرج به إلى السماوات العلا، ومنها إلى المسجد الأقصى مرة أخرى، ثم إلى مكة المكرمة في ليلة واحدة، فلما أخبر (صلى الله عليه وسلم) قريشًا بذلك قالوا: كيف ذلك ونحن نضرب أكباد الإبل إلى بيت المقدس شهرًا ذهابًا وشهرًا إيابًا؟!، صف لنا المسجد، فوصفه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كما هو، فعن جَابِر بْن عَبْدِ اللهِ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا) قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يَقُولُ: "لَمَّا كَذَّبَتْنِي قُرَيْشٌ، قُمْتُ فِي الحِجْرِ، فَجَلَّى اللهُ لِي بَيْتَ المَقْدِسِ، فَطَفِقْتُ أُخْبِرُهُمْ عَنْ آيَاتِهِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ" (صحيح البخاري).