أنطونوف: واشنطن متمسكة بمفهوم (الحرب حتى آخر أوكراني)
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
موسكو-سانا
أكد سفير روسيا في واشنطن أناتولي أنطونوف أن السلطات الأمريكية ومن خلال تخصيص حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لكييف تثبت الولاء لمفهوم “الحرب حتى آخر أوكراني”.
ونقل موقع آر تي عن أنطونوف قوله في بيان: إنه “يجب على السلطات في واشنطن أن تدرك عدم جدوى الجهود الرامية إلى هزيمة روسيا في ساحة المعركة… ويبدو واضحاً أن الإمدادات الجديدة من الأسلحة غير قادرة على تغيير الوضع على الأرض.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أعلن أمس، أن الولايات المتحدة ستقدم ما يصل إلى 250 مليون دولار من الأسلحة والمعدات لكييف، في حزمة المساعدات الأخيرة لأوكرانيا هذا العام “على حد قوله”.
في سياق آخر شدد أنطونوف على أن الإدارة في واشنطن لا يمكنها التنكر لنجاحات الجنود الروس، ولكن مع ذلك فإن مسؤولي أمريكا يخشون الاعتراف بنجاح روسيا الساحق في تحرير مارينكا، ويتم قلب كل شيء رأساً على عقب والحديث عن انتصارات أوكرانية وهمية، لافتاً إلى أن واشنطن “تدفع النظام العميل نحو الهاوية، وتحكم على الآلاف من الأوكرانيين العاديين بالموت المؤكد… ولا شك في أن الشرائح الكثيرة مما يسمى بحزم المساعدات الأمريكية تؤكد بشكل أساسي عدم المبالاة بمصير الأوكرانيين”.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
ما مدى احتمال قيام روسيا باستخدام أسلحة نووية؟
وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في خطاب متلفز في 24 فبراير (شباط) 2022 أعلن فيه تضمن الاعلان عن الغزو الروسي لأوكرانيا، ما تم تفسيره بأنه تهديد باستخدام الأسلحة النووية ضد الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي(ناتو) إذا ما تدخلوا.
وقال إن روسيا سترد على الفور، وستكون العواقب منقطعة النظير على نحو لم تشهده هذه الدول طيلة تاريخها"، ثم في 27 فبراير (شباط) 2022 أمر بوتين روسيا بنقل قوات نووية إلى "وضع خاص للمهام القتالية "، وهذا له معنى مهم من حيث البروتوكولات المتعلقة بإطلاق أسلحة نووية من روسيا.
How likely is the use of nuclear weapons by #Russia?, by @PatriciaMaryhttps://t.co/ske3bZHr3N via @ChathamHouse #Ukraine #NATO #Putinswar
— Andrej Matisak (@matisaksk) November 22, 2024 مهام قتاليةوقالت باتريشيا لويس، مديرة الأبحاث ومديرة برنامج الأمن الدولي في معهد تشاتام هاوس (المعروف رسمياً باسم المعهد الملكي للشؤون الدولية ) إنه وفقاً لخبراء متخصصين في الأسلحة النووية الروسية، لا يستطيع نظام القيادة والتحكم الروسي نقل أوامر الإطلاق في وقت السلم، ولذلك فإن رفع الوضع إلى "المهام القتالية" يسمح بتمرير أمر الإطلاق وتنفيذه.
وأضافت لويس، في تقرير نشره "تشاتام هاوس"، أن بوتين وجه تهديدات نووية أشد في سبتمبر (أيلول) 2022 عقب أشهر من الصراع العنيف والمكاسب التي حققها هجوم مضاد أوكراني. وأشار إلى توسيع في العقيدة النووية الروسية، مخفضاً عتبة استخدام الأسلحة النووية من تهديد وجودي لروسيا إلى تهديد لسلامة أراضيها.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 وفقاً لتقارير كثيرة ترددت لاحقاً رصدت الولايات المتحدة وحلفاؤها مناورات أشارت إلى أنه كان يتم تعبئة القوات النووية الروسية. وبعد موجة من النشاط الدبلوماسي، تدخل الرئيس الصيني شي جين بينغ لتهدئة الموقف وأعلن معارضته لاستخدام الأسلحة النووية.
وفي سبتمبر (أيلول) 2024 أعلن بوتين تحديثاً للعقيدة النووية الروسية لعام 2020 وتم نشر التحديث في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) وخفض رسمياً عتبة استخدام الأسلحة النووية.
وتشير المبادئ الأساسية الجديدة للاتحاد الروسي بشان الردع النووي بدلاً من ذلك إلى عدوان ضد روسيا أو بيلاروس "باستخدام أسلحة تقليدية من شأنها تشكل تهديداً خطيراً لسيادتهما أو سلامة أراضيهما".
وفي 21 نوفمبر(تشرين الثاني) الجاري هاجمت روسيا دنيبرو في أوكرانيا باستخدام صاروخ باليستي جديد للمرة الأولى، وأعلن الرئيس بوتين أنه تم إطلاق اسم "أوريشنيك" على الصاروخ، الذي يفهم أنه صاروخ باليستي متوسط المدى قادر على حمل أسلحة نووية و له مدى نظري أقل من 5500 كيلومتر.
مواجهة عسكرية محتملة.. الحلف النووي الروسي الصيني يهدد هيمنة #واشنطن دولياًhttps://t.co/3pPgwn80bP
— 24.ae (@20fourMedia) November 24, 2024 صورايخ روسية تقليديةوأطلقت روسيا صواريخ مسلحة تقليدية قادرة على حمل أسلحة نووية على أوكرانيا طوال الحرب، ولكن أوريشنيك أسرع بكثير ومن الصعب التصدي له، ويشير إلى نوايا روسيا للتصعيد.
وتم تطوير ردع الأسلحة النووية خلال حقبة الحرب الباردة في المقام الأول على أساس ما تم وصفه بالتدمير المتبادل المؤكد. والفكرة وراء التدمير المتبادل المؤكد هي أن الرعب والتدمير من الأسلحة النووية أمر كاف لردع أي عمل عدواني وحرب.
ولكن تطبيق نظرية الردع على حقائق ما بعد حقبة الحرب الباردة أكثر تعقيداً في عصر الهجمات السيبرانية والذكاء الاصطناعي التي يمكن أن تتداخل مع القيادة والتحكم بشأن الأسلحة النووية.
وعلى ضوء هذه المخاطر، أصدر الرئيس الأمريكي جو بايدن، ونظيره الصيني شي جين بينغ بياناً مشتركاً من قمة مجموع العشرين الشهر الجاري في البرازيل يؤكد على السيطرة البشرية على القرار الخاص باستخدام الأسلحة النووية.
وتتبادل الولايات المتحدة وروسيا معلومات بشأن صواريخهما النووية طويلة المدى الاستراتيجية بموجب معاهدة ستارت الجديدة (وهي معاهدة بين الدولتين تهدف إلى الحد من الأسلحة النووية ومراقبتها) ومن المقرر أن ينتهي العمل بها في فبراير(شباط) 2026.
ولكن مع قرار الولايات المتحدة بالانسحاب من معاهدة القوات النووية متوسطة المدى في عام 2019 لم يعد هناك أي اتفاقيات بين الولايات المتحدة وروسيا تنظم عدد أو نشر الصواريخ النووية التي يتم إطلاقها من الأرض والتي يبلغ مداها 5500 - 500 كيلومتر. وتم سحب الأسلحة النووية قصيرة المدى ووضعها في المخازن كنتيجة للمبادرة النووية الرئاسية لعام 1991ولكنها لاتخضع لأي قيود قانونية.
وتم عقد المؤتمر العاشر لمراجعة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية في عام 2022 في نيويورك. وكانت قضية تهديدات الأسلحة النووية واستهداف محطات الطاقة النووية في أوكرانيا محور المناقشات.
Read @BalzerKyle and @DAlexBlumenthal on China’s nuclear geopolitics—and what the United States can do to maintain the status quo in the Asia-Pacific: https://t.co/dkaQzEFeYP
— Foreign Affairs (@ForeignAffairs) November 24, 2024 توازن دقيقوتم بعناية صياغة وثيقة لإحداث توازن بشكل دقيق بشأن الركائز الرئيسية للمعاهدة، وهي عدم الانتشار ونزع السلاح النووي والاستخدامات السلمية للطاقة النووية .ولكن روسيا سحبت موافقتها في اليوم الأخير للمؤتمر ، مما عرقل إحراز تقدم.
وتابعت لويس أنه كان يعتقد أنه إذا كانت روسيا ستستخدم أسلحة نووية ،فإن من المرجح أن يكون ذلك في أوكرانيا، باستخدام أسلحة نووية ذات قوة منخفضة في ميدان القتال. ويعتقد أن روسيا لديها احتياطي من هذه الأسلحة يبلغ أكثر من ألف. وتشير البيانات الصادرة من روسيا على نحو متزايد إلى أن التهديدات النووية موجهة بشكل مباشر أكثر إلى حلف الناتو، وليس أوكرانيا فقط وينمت أن تشير إلى أسلحة نووية طويلة المدي ذات قوة أعلى.
وعلى سبيل المثال في خطابه بتاريخ 21 سبتمبر (أيلول) 2022 اتهم بوتين دول الناتو بالابتزاز النووي، مشيراً إلى بيانات أدلى بها بعض الممثلين رفيعي المستوى للدول الرئيسية في الناتو بشأن احتمال وقبول استخدام أسلحة الدمار الشامل (أسلحة نووية) ضد روسيا. وأضاف بوتين "في حالة وجود تهديد لسلامة أراضي بلادنا، وللدفاع عن روسيا وشعبنا، فمن المؤكد أننا سوف نستخدم كل نظم الأسلحة المتاحة لنا".
ولم تكن هناك تهديدات صريحة باستخدام الأسلحة النووية أطلقتها دول الناتو. ولايعتمد الناتو على الأسلحة النووية كشكل من أشكال الردع والتزم مؤخراً بأن يعزز بشكل كبير وضعه الخاص بالردع والدفاع على المدى الأطول رداً على غزو روسيا لأوكرانيا.
وسوف يتم رصد ومراقبة أي تحرك لتجهيز ونشر أسلحة نووية روسية بواسطة الأقمار الأصطناعية التابعة للولايات المتحدة ولدول أخرى والتي يمكنها الرصد عبر غطاء من السحب وفي الليل، كما يبدو أنه حدث بالفعل في أواخر عام 2022.
واختتمت لويس تقريرها بالقول إنه اعتماداً على المعلومات الاستخباراتية الأخرى والتحليل وفشل كل المحاولات الدبلوماسية لإثناء روسيا عن موقفها، فإنه ربما تقرر دول الناتو التدخل لمنع عملية إطلاق من خلال قصف مواقع التخزين ومواقع نشر الصواريخ مسبقاً.