شبه استنساخ..كيف يمكن للطباعة ثلاثية الأبعاد إعادة إنتاج روائع فنية بملايين الدولارات؟
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أدى التقدم في مجال المسح بالليزر إلى تغيير طريقة بحث المتاحف عن اللوحات والحفاظ عليها من خلال رسم خرائط لأنسجة وألوان وأبعاد أسطحها بتفاصيل دقيقة.
والآن، تستخدم شركة نمساوية مبتكرة في مجال الطباعة، التكنولوجيا والبيانات الغنية التي تنتجها، لتزويد عشاق الفن بفرصة "العيش مع تحفة فنية".
تأسست شركة "Lito Masters" في عام 2022، وقد دخلت في شراكة مع العديد من المتاحف الكبرى لإجراء عمليات مسح تفصيلية للوحات الفنانين بما في ذلك فنسنت فان جوخ، وهنري ماتيس، وفاسيلي كاندينسكي.
وتُستخدم تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد لإنشاء نسخ مزخرفة بخطوط متباينة على القماش أو الورق، مع استكمال الشقوق، والحواف، والعيوب الموجودة في الأعمال الأصلية.
وقال جون دوديلاندي، المؤسس المشارك للشركة، لـ CNN عبر مكالمة فيديو إنه "استنساخ تقريبًا. وهكذا تلاحظ تفاصيل اللوحة، وضربات الفرشاة، وكل شيء".
وتم تصميم المقتنيات ذات الإصدار المحدود، والتي تم وصفها بأنها نسخة جديدة من الطباعة الحجرية، بحيث لا يمكن تمييزها عمليًا عن التحف الفنية التي تعتمد عليها. ولكن حتى بالنسبة للعين غير المدربة، هناك فرق رئيسي واحد على الأقل، أي السعر.
لقطة مقربة تظهر السطح المزخرف لنسخة Lito Masters من "غرفة نوم في آرل" لفينسنت فان جوخ.Credit: LITO Mastersوهناك نسخة طبق الأصل من القماش للوحة "غرفة نوم في آرل" لفان جوخ، والتي من المعروف أن أعماله تجلب مبالغ مكونة من تسعة أرقام في المزاد، متاحة بأقل من 4،000 دولار.
وفي أماكن أخرى، تتراوح أسعار النسخ من 450 يورو (493 دولارًا) لعمل صغير على الورق إلى 6،650 يورو (7281 دولارًا) لنسخة قماشية بالحجم الطبيعي تقريبًا من لوحة في سلسلة "إمبراطورية النور" لرينيه ماغريت.
وكل نسخة مصحوبة بشهادة أصالة معتمدة من المتحف الذي يمتلك العمل الأصلي.
تمتلك الشركة الأم، "Lito"، الرخصة التجارية الحصرية لماسح ضوئي ليزر تستخدمه عادة المؤسسات الفنية للبحث.
أمضت الشركة النمساوية أسبوعًا في مسح جداريات "زنابق الماء" لكلود مونيه في متحف متحف دى لا اورانجيريه في باريس.Credit: Aurelien Gendron/LITO Mastersوأوضح دوديلاندي أن عمليات المسح، التي كانت تُجرى أحيانًا على اللوحات المعلّقة على جدران المتحف، استغرقت ما يصل إلى ست ساعات لكل متر مربع، مضيفًا أن فريقه عمل خلال ساعات الإغلاق.
وكجزء من تعاون جديد مع متحف دى لاورانجيري في باريس، أمضى خبراء "Lito Masters" أسبوعًا في مسح مجموعة من جداريات "زنابق الماء" للفنان كلود مونيه.
ويشهد العرض الأول من الشراكة إعادة طباعة أجزاء صغيرة من الأعمال الفنية المرتفعة كمقتنيات تبلغ مساحتها 900 سنتيمتر مربع.
"إتاحة الفن"وبالنسبة للمتاحف، فإن تسويق تكنولوجيا المسح الضوئي يعني أنها تستطيع بيع هدايا تذكارية تتميز بعمق أكبر من الملصقات أو المطبوعات عالية الدقة.
وفي متحف دورسيه في باريس، على سبيل المثال، أصبحت نسخ ليتو ماسترز المطبوعة من أعمال فان جوخ متاحة الآن للبيع في متجر الهدايا.
وقالت كونستانس دي مارلياف، رئيسة التنمية الاقتصادية في المتحف، لشبكة CNN عبر مكالمة فيديو من باريس: "نريد أن نمنح الزوار القدرة على جلب شيء ما إلى وطنهم – وهو جزء من تجربتهم".
ورفضت ليتو الكشف عن النسبة المئوية التي تحصل عليها المتاحف من مبيعات المنتجات. ومع ذلك، رغم أن الشركة تمتلك بيانات الفحص، إلا أنها تسمح للمتاحف باستخدامها في أبحاثها العلمية الخاصة.
وشهدت الشراكة مع متحف أورسي أيضًا عرض المتحف لنسخة بيضاء بالكامل من لوحة "الكنيسة في أوفير سور واز" لفان جوخ في معرضه الأخير، ما يسمح للزوار برؤية نسيج اللوحة - وتقنية الفنان - من دون تشتيت اللون.
وأضافت دي مارلياف: "يتعلق الأمر بإتاحة الوصول إلى المجموعة بطريقة مختلفة".
وقال دوديلاندي إن شركة "ليتو" تخطط للدخول في شراكة مع المزيد من المتاحف وممتلكات الفنانين، ومن المتوقع عرض أعمال فريدا كاهلو، وتسوجوهارو، فوجيتا، قريبًا. ومن خلال مشروع "Lito Editions"، تعمل الشركة أيضًا مع فنانين معاصرين - بما في ذلك إروين وورم، وبيتر هالي، ووانغ غوانغل - لإنتاج أعمال جديدة باستخدام تكنولوجيا الطباعة الخاصة بالشركة.
وإلى جانب البحث والتعليم، تتصور فيكتوريا غانديت ليلاندايس، رئيسة الشراكات الثقافية لدى شركة "Lito Masters"، أن يتم عرض النسخ في المعارض يومًا ما عندما لا يكون من الممكن إعارة النسخ الأصلية أو نقلها.
نشر الخميس، 28 ديسمبر / كانون الأول 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
إقرأ أيضاً:
وفود المنتدى الحضري العالمي يزورون متحف الحضارة المصري
واصل المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، استقبال ضيوفه من الوزراء والمسئولين من دول العالم، إذ شهد على مدار الثلاثة أيام الماضية عدداً من الزيارت لمجموعات من الوفود الرسمية.
استقبال الوفود المشاركة في الدورة 12 للمنتدى الحضري العالميواستقبل المتحف نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش بدولة الإمارات العربية المتحدة والوفد المرافق له، ومريم الكعبي سفيرة دولة الإمارات العربية المتحدة بالقاهرة.
كما استقبل المتحف أيضا عدداً من الوفود المشاركة في الدورة 12 للمنتدى الحضري العالمي، والذي تستضيفه مصر حالياً، ويعد الحدث الأهم المعني بالقضايا الحضرية والتنمية المستدامة.
ومن بين هذه الوفود نجا كور مينغ وزير تنمية الحكم المحلي بماليزيا ونائبته، والدكتور ريتشارد راسي وزير الاستثمارات والتنمية الإقليمية والمعلوماتية بدولة سلوفاكيا، والسيدة لينكا ميهاليكوفا سفيرة دولة سلوفاكيا بالقاهرة، وشفر الدين كامبو وزير الإصلاح البيروقراطي وتنمية الموارد البشرية الإندونيسية السابق، ونائب قائد الشرطة الإندونيسية السابق، والوفود المرافقة لهم.
رفع الوعي الأثري والعلمي والسياحيوكان في استقبالهم الطيب عباس الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري، والذي رحب بهم وقدم لهم نبذة عن المتحف وتاريخ بنائه والدور الثقافي والمجتمعي الذي يلعبه لرفع الوعي الأثري والعلمي والسياحي للدارسين، ولكل فئات المجتمع، كما قدم الهدايا التذكارية لهم من المتحف.
وأجرت الوفود جولة داخل بالمتحف، شملت قاعات العرض المركزي والمومياوات الملكية، تعرفوا خلالها على ما يضمه المتحف من مقتنيات أثرية فريدة تحكي تاريخ الحضارة المصرية العريقة على مر العصور.
كما استكملوا الزيارة بجولة داخل معامل الترميم والمعامل العلمية البحثية بالمتحف، تعرفوا خلالها على طريقة عمل كل قسم من أقسام هذه المعامل، وسُبل التعامل مع الأثر وطريقة حفظه إلى أن يتم عرضه داخل قاعات العرض، وتتميز هذه المعامل المتخصصة بالمتحف بأنها الأولى من نوعها في استخدام أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا لفحص وتحليل وصيانة وترميم الآثار بالشرق الأوسط.
وفي نهاية الزيارة، أعربت الوفود عن إعجابها بالمتحف ورسالته، وانبهارها بالحضارة المصرية العريقة، وأسلوب عرضها المتميز وخاصة قاعة المومياوات، معربين عن امتنانهم لحسن الاستقبال داخل المتحف.
فيما أشار الطيب عباس الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية، إلى حرص المتحف على استقبال زائريه من جميع شعوب العالم على أفضل وجه، وإنجاح زيارتهم بشكل يحقق هدف المتحف كمنارة ثقافية للتعريف بعظمة وتفرد الحضارة المصرية العريقة على مر العصور.