الجيل Z يحارب علامات التقدم بالعمر قبل ظهورها على وجوههم.. لماذا؟
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لم تشعر المؤثرة إيما بروكس أبدًا بالقلق بشأن التقدم بالعمر حتى بلغت العشرين من عمرها.
قالت: "بدأت أشعر بالخوف. أبدو مختلفة عما كنت عليه قبل عامين.. كيف سأبدو بعد خمس سنوات"؟
رغم أنّ أكبرهم يبلغ من العمر 26 عامًا فقط، إلا أنّ الجيل Z قلق بأن يبدو أكبر سنًا. وأصبحت الوقاية، وليس التصحيح، تلخص الواقع الحالي، إذ تختار الفتيات منتجات الماكياج المضادة للشيخوخة، مثل تقليل الخطوط الدقيقة وعامل الحماية من الشمس (SPF)، كما تستخدم 70% منهم الأمصال المضادة للشيخوخة يوميًا، بحسب ما ذكرته شركة الاستخبارات "Circana".
وفي وقت سابق من هذا العام، في مثال درامي لهذا الاتجاه، انتشر على نطاق واسع مقطع فيديو على تطبيق "TikTok" بعنوان "الأشياء التي أفعلها لإبطاء عملية الشيخوخة منذ كان عمري 14 عامًا".
قالت لاريسا جنسن، مستشارة صناعة التجميل في شركة "سيركانا" إن "هذا الجيل يتبع روتين عناية بالبشرة يلائم شخصًا أكبر سناً". الآن، حتى عندما يأتي الأشخاص في العشرينيات من العمر إلى طبيبة الأمراض الجلدية ومؤسسة العلامة التجارية لمنتجات التجميل لوريتا سيرالدو بسبب مخاوف مثل ظهور حب الشباب، ينتهي الأمر بغالبيتهم بفتح موضوع التقدم بالعمر.
منصات وسائل التواصل الاجتماعيوبفضل تطبيقات "انستغرام" و"تيك توك" و"زووم"، يقضي الأشخاص وقتًا أطول بمراقبة وجوههم. وعلى الإنترنت، يتشاركون إجراءات روتينية تهدف إلى "الوقاية من الشيخوخة"، تشمل كل شيء بدءًا من استخدام الرتينوئيدات، وفيتامين C، وواقي الشمس، إلى وضع شريط لاصق على الوجه ليلاً، والحصول على "بوتوكس الأطفال" في محاولة لمنع ظهور الخطوط في المقام الأول.
وقالت منصة معلومات البيع بالتجزئة "Trendalytics" إن عمليات البحث والضجيج الاجتماعي حول البوتوكس والحشو الجلدي والريتينول زادت بنسبة 63 في المائة هذا العام.
ورأى ريتش غيرستن، المؤسس المشارك لشركة "True Beauty Ventures"، أنّ الإقبال المبكر لجيل Z على المساحيق التجميلية المضادة للشيخوخة قد خلقت فرصة للعلامات التجارية للاستفادة من مستهلك لم تفكر فيه تاريخياً. وتُعتبر الفعالية والنتائج السريعة والتكلفة من أهم أولويات المجموعة، لكن لا يزال هناك الكثير مما يجب تحديده حول كيفية تطوّر تفضيلاتهم مع نموهم.
وقالت كريستينا نونيز المؤسسة المشاركة لشركة "True Beauty Ventures" إنه "جيل متجاور قليلاً. من ناحية، يركز هؤلاء على إيجابية الجسم، والأصالة، والمصداقية، ومن ناحية أخرى، يركزون بشدة على مكافحة التقدم بالعمر". وتابعت أن هؤلاء "يستخدمون المرشحات ويركزون على الكمال"، موضحة أن "ثمة إيجابية من جهة وخوف من جهة أخرى".
وأشارت جنسن إلى أن الجيل Z يتمتع بوعي كبير ويعرف المزيد عن العناية بالبشرة، وعملية التقدم بالعمر، والضغوطات البيئية، أكثر من أي جيل سابق. وبهذا، أعطى الجيل Z علامة تجارية جديدة لمكافحة الشيخوخة تتمحور حول العافية.
أما ديالا هيكل، طبيبة الأمراض الجلدية المقيمة في العاصمة الفرنسية باريس، فاعتبرت أن الجيل Z يريد إبطاء عملية الشيخوخة، بدلاً من تصحيح المشاكل لاحقًا. وأضافت أن تعميم الفئة العمرية لـ"التجديد المسبق"، أي الإجراءات المرتكزة على الوقاية، يمثل التغيير الأكثر أهمية في طب الأمراض الجلدية التجميلية خلال العقدين الماضيين.
Credit: miniseries/E+/Getty Images تلبية الطلبتقوم العلامات التجارية بتصنيع المزيد من المنتجات لتلبية الطلب. وارتفع حجم منتجات العناية بالبشرة أو منتجات التجميل التي تشير إلى مكافحة الشيخوخة بنسبة 10 بالمائة خلال العامين الماضيين، وفقًا لشركة "Trendalytics". وتضاعفت عمليات البحث عن واقي الشمس بمعدل أكثر من ثلاثة أضعاف، ويوجد قرابة ثلاثة أضعاف عدد منتجات الوقاية من الشمس في السوق اليوم مقارنة بما كان عليه الأمر قبل ثلاث سنوات. كما أطلقت شركة "E.l.f Beauty" التي تركز على الجيل Z، منتج الريتينويد لأول مرة العام الماضي، وأطلقت شركة "Bubble" كريمًا للعين في نوفمبر/ تشرين الثاني.
ثمّ ظهرت علامات تجارية مصممة خصيصًا للبشرة الشابة، مثل علامة "Btwn" للعناية بالبشرة التي تعتمد على فكرة أن بشرة المراهقين ليست بشرة البالغين، بالإضافة إلى علامة "Indu"، وهي علامة تجارية للبشرة والمكياج للمراهقين تُنتجها شركة "Feelunique" لمؤسسيها آرون تشاترلي وريتشارد شيسل، مع قائمة من المكونات القاسية المحظورة.
يتبنى الجيل Z أيضًا الحقن بسبب نتائجها الفورية. ويعتبرون البوتوكس بديلاً أكثر فعالية وأقل تكلفة لمنتجات محو الخطوط الدقيقة.
في هذا الصدد، علّق بول ناصيف، جراح تجميل الوجه المعروف بظهوره على قناة "E!" في مسلسل "Botched"، أنه شهد ارتفاعًا طفيفًا في عدد الشباب الذين يبحثون عن التقشير، وعلاجات الوجه، وأحيانًا القليل من الليزر. وأشار ناصيف إلى أنه عوض إحضار صور المشاهير عندما يأتون للحصول على الاستشارات، فإن أفراد الجيل Z يجلبون صوراً لأنفسهم، مع تشغيل الفلتر.
الجيل Z والشيخوخةومن المستحيل تجنب أثر وسائل التواصل الاجتماعي في أي محادثة حول الجيل Z والشيخوخة، إذ حصل هاشتاغ #antiageing على 7.4 مليار مشاهدة على "تيك توك". ولاقى الفلتر القديم الذي أعطى المستخدمين نظرة إلى المستقبل، رواجًا كبيرًا في وقت سابق من هذا العام، حيث حصل على 24.5 مليون مشاركة، بما في ذلك من كايلي جينر.
وتُعتبر حلول مثل "Frownies" (ملصق تنام عليه لتنعيم التجاعيد)، ووسادات السيليكون المضادة للتجاعيد من علامات تجارية مثل "Dermaclara"، وأشرطة الذقن لرفع الفك، وشريط الوجه لـ"عيون الثعلب"، وأجهزة الترددات الراديوية مثل "NuFace" موجودة في كل مكان.
وقالت كارولين تريغر، المؤسس المشارك لشركة "Peachy"، إن صراحة الجيل Z في تطبيقات الوسائط الاجتماعية ساعدت في زيادة الطلب على العلاجات. عندما يحصل أبناء الجيل Z على الحقن، فإنهم غالبًا ما يصورون العملية أو يشاركون مقاطع فيديو لتقديم شهادتهم بعد ذلك.
وأكدّت جنسن أن التعليم، الذي يتم في المقام الأول عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يلعب دورًا كبيرًا في إثارة الاهتمام بالشيخوخة الوقائية، حيث يقوم أطباء الجلد (وطلاب المدارس الثانوية في غرف نومهم) ببث نصائح للعناية بالبشرة للجماهير.
لكن ليس بالضروة أن تكون هذه المعلومات دقيقة.
تجميلوسائل التواصل الاجتماعينشر الخميس، 28 ديسمبر / كانون الأول 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: تجميل وسائل التواصل الاجتماعي التواصل الاجتماعی التقدم بالعمر الجیل Z
إقرأ أيضاً:
البحث العلمي :مفتاح النهضة وامل جامعة اليرموك في التقدم
#سواليف
#البحث_العلمي : #مفتاح_النهضة وامل #جامعة_اليرموك في التقدم
بقلم : ا . د محمد تركي بني سلامة
لا شك أن البحث العلمي يشكل الركيزة الأساسية لأي نهضة تنموية أو تطور معرفي. فهو المحرك الرئيسي الذي يدفع عجلة المجتمعات نحو التقدم والابتكار، والجسر الذي يصل الحاضر بالمستقبل، ويضمن استمرارية البناء والتنمية. في جامعاتنا، وعلى رأسها جامعة اليرموك، يُنظر إلى البحث العلمي كضرورة وطنية وأكاديمية، وليس كخيار ثانوي يمكن تجاوزه. ومع ذلك، تواجه الجامعة اليوم تحديات كبيرة في مجال البحث العلمي تستدعي وقفة جادة وإجراءات عملية لإعادة هيكلته وتعزيزه، خاصة بعدما أظهرت نتائج التقييم الذاتي الأخير ضعفًا واضحًا في الإنتاج البحثي في معظم الكليات. هذا الواقع المؤلم يدعو إلى التفكير في حلول مبتكرة تسهم في النهوض بواقع البحث العلمي وتواكب تطلعات الجامعة نحو مستقبل أفضل.
تشير نتائج التقييم الذاتي الذي أُجري في بداية العام الدراسي إلى ضعف ملموس في الإنتاج البحثي، وهو ضعف يؤثر سلبًا على تصنيف الجامعة ومكانتها الأكاديمية، سواء على المستوى المحلي أو الدولي. وعلى الرغم من أن هذا الوضع يدعو للقلق، إلا أنه يحمل في طياته فرصة ذهبية للنهوض مجددًا. فالاعتراف بالمشكلة يُعد الخطوة الأولى نحو الحل، وهو ما يتيح المجال لوضع سياسات مبتكرة وفعالة لتحفيز الباحثين، وبناء بيئة أكاديمية تدعم البحث العلمي بجميع أشكاله.
مقالات ذات صلة الاعلان عن النقاط المحتسبة للطلبة المتقدمين بطلبات المنح والقروض 2024/12/26من هذا المنطلق، لا بد من تبني مجموعة من السياسات والإجراءات التي تهدف إلى تحفيز الباحثين، وتجاوز العقبات التي تواجههم. أولاً، يجب تعديل التعليمات المتعلقة بحوافز البحث العلمي، مثل إلغاء السقف المحدد للمكافآت للباحث المنفرد، الأمر الذي سيسهم في الحد من ظاهرة “الراكب المجاني”، ويعزز إنتاج أبحاث ذات جودة عالية. ثانيًا، ينبغي تعديل معايير تصنيف الجامعات الدولية لتكون أكثر واقعية، عبر التركيز على الجامعات المصنفة ضمن أفضل 500 جامعة بدلاً من أفضل 350 جامعة، مع حذف الشروط المرهقة مثل “التعاون البحثي الدولي للمرة الثالثة”، التي تشكل عائقًا أمام العديد من الباحثين.
لا يمكن إغفال الجانب المالي كعامل رئيسي في تحفيز البحث العلمي. لذا، فإن زيادة المكافآت المالية، خاصة للأبحاث المنشورة من قبل أساتذة الكليات الإنسانية، يُعد ضرورة ملحة لتشجيع الإنتاج البحثي. كما ينبغي دعم رسوم النشر بشكل فوري عند قبول البحث، ورفع قيمتها لتتناسب مع تصنيفات المجلات. من المهم أيضًا زيادة قيمة المكافأة السنوية المخصصة للبحث العلمي للباحث الواحد لتصل إلى 10,000 دينار أردني، مع الأخذ في الاعتبار أن جزءًا كبيرًا من هذه المكافأة يُقتطع كضريبة دخل، مما يحد من الاستفادة المباشرة للباحثين. هذا الدعم المالي يعزز قدرة الباحثين على نشر أبحاثهم في مجلات عالمية مرموقة، مما ينعكس إيجابيًا على تصنيف الجامعة.
إن دعم المجلات الوطنية المصنفة عالميًا، مثل تلك المدرجة ضمن قاعدة بيانات “سكوبس”، هو خطوة ضرورية لتحفيز الإنتاج البحثي محليًا. بالإضافة إلى ذلك، يجب وضع سياسات خاصة لدعم الباحثين في الكليات الإنسانية، التي تعاني نقصًا واضحًا في إنتاج الأبحاث مقارنة بالكليات العلمية. يمكن تحقيق ذلك من خلال تخصيص مكافآت إضافية وتشجيع النشر في الكتب والدوريات العالمية، مما يعزز مكانة الباحثين ويرفع من مستوى الإنتاج البحثي.
إلى جانب الدعم المالي، لا بد من وضع معايير واضحة وشفافة لتكريم الباحثين المتميزين، سواء كانوا أفرادًا أو مجموعات. يشمل ذلك تخصيص جوائز خاصة لأساتذة الشرف والباحثين الذين يسهمون في رفع مكانة الجامعة من خلال إنتاج أبحاث متميزة. كما ينبغي إشراك جميع أعضاء هيئة التدريس في مناقشة هذه السياسات، لضمان العدالة والشفافية، وإيجاد بيئة أكاديمية تدعم التميز والإبداع.
إن عام 2025 يجب أن يكون نقطة تحول في تاريخ جامعة اليرموك، عامًا تُرسي فيه أسس البحث العلمي على قواعد متينة، وتُعتمد فيه سياسات تحفيزية شاملة تحقق تطلعات الباحثين. إذا تم تبني هذه المقترحات، فإن الجامعة لن تكتفي بتعزيز مكانتها الأكاديمية فحسب، بل ستصبح نموذجًا يُحتذى به في المنطقة، وسترسخ مكانتها كمؤسسة علمية رائدة.
إن تطوير البحث العلمي ليس ترفًا، بل ضرورة ملحة لبناء مستقبل أفضل. هذه المقترحات تمثل دعوة لإعادة التفكير في سياسات البحث العلمي الحالية، والعمل بروح الفريق الواحد للنهوض بجامعة اليرموك. فالبحث العلمي هو مفتاح النهضة وأداة التقدم، وعلينا جميعًا أن نكون جزءًا من هذا التحول الإيجابي. نسأل الله أن يوفق الجهود، وأن تبقى جامعة اليرموك منارة للعلم والمعرفة، وركيزة من ركائز الوطن.